قصة جبار العنزي والثعبان

يقول عبد الرحمن بن زيد السويداء في كتاب فتافيت من المواقف والطرائف والتنكيت القصة التالية:
الشيخ جبار العنزي لم أتمكن من معرفة بقية اسمه وهويته وموطنه غير أنه عاش في مواطن قومه في شمال غرب المملكة وقد عاش في نهاية القرن الثالث عشر الهجري وأوائل القرن الرابع عشر الهجري وكان من شأنه أنه كان ذات مساء عند جاره ضيوف فدعاه ضمن المدعوين من جيرانه ليشاركوا ضيوفه عشاءهم وبالطبع لم يكن هناك سراج ولا غيرة وكان الوقت صيفا فقدم المضيف طعام العشاء خارج بيت الشعر وعندما التأم الضيوف والجيران على قصعة الطعام إنساب ثعبان ضخم ودخل من تحت ثوب جبار فلم ينتبه إلا ورأس الثعبان قد خرج من بين فخذيه متسلقا جسمه من تحت ثيابه ولم يكن عليه سروال فكان ثوبه فقط عندها أمسك جبار برأس الثعبان وهو تحت ثيابه وبقي جالسا لم يتحرك من مكانه ولم ترتعد له فريصة ولم يتكلم بكلمة لأنه خشي أن هو بين مايعانيه أن يقوم الضيوف عن عشائهم وقد يصعب عليهم العودة إلى العشاء مرة ثانية بمقتضى العادات والتقاليد وبذلك يحرم ضيوف جاره من عشائهم كما خشي أن يتهم بالجبن فبقي على وضعه يأكل مع رفاقه وكأن شيئا لم يكن فبدأ الثعبان يلتف على فخذيه ويضغط عليه محاولا الإفلات من قبضة جبار ولكن دون جدوى وأثناء هذا الصراع بين الثعبان وجبار الذي يحرك يده اليسرى التي يمسك بها رأس الثعبان بقوة وعنف باتجاه حجرة عند ذلك شك إثنان من رفاقه من الجيران وهم يرون تلك الحركات التي تحدث من جبار دون أن يروا تعابير وجهه تحت جنح الظلام فظنوه قد إنعض ذكره وبدأ يداعبه عند ذلك تهامسا وضحكا مما وجه الأنظار إلية لكنه لم يعبأ بما حدث منهما وظل محتفظا باتزانه تاركا إعلان النتيجة إلى مابعد فراغ الضيوف من الطعام وبعد أن أنتهى الضيوف من العشاء وقف وأخرج الثعبان الهائل من تحت ثيابه ورمى به على الأرض وكان على وشك أن يموت من استمرار الصراع عند ذلك فزع القوم وتعجبوا من قوة جنان جبار وشدة احتماله وشجاعته ورزانته وصبره فقال أحد الحاضرين:

هنـي قلب مثل جبــــار********* ربط على الداب واشتاله
ان قلت يصبر فهوصبار********* والذل ماجــــا على باله
حطه بنفسه على الخطار******** ياناس مايوجد أمثالــــــه
وأنتم سالمين،،،،،