لـــــــــــــــــندن تــــــــــــحترق

بأنين شرقي الأنامل وجروحها الممتدت للاوجود
أعلنت ضعفي وعجزت عن فــــك القيــــــــــــود
وسرقت أحلام العرات ودفنتها خلف الـــــحدود
ومسحت أسطر قصة الفقير وكنزه المــــــفقود
فأنا جنون قدارسلوه إلى جنون عنه لايـــــــزود
فحملت أمتعتي ونسيت زادي والنـــــــــقود
وغزوت أوربا للثأر من هتلر و نسيت الــجنود
فسقطت في لندن وجحافلي أنكرت الـــعهود
وساقوا بقايانا لقلعة أسميتها العيون الــــسود
أضعت في أزقتها حروف الضاد وزئير للأســـود
أحببت أســري وعشت فـيه كأنني مرصـــــود
بايعتهم وحلـفت أنــي مثلهم أهـــوى الـــيهود
قدأسكنوني أكـواخهم ورحت عن كوخي أذود
وطمعوني بعرش الـحكم وبهرج وكلها وعــــود
وصدق الشرقي فينـي وحسبت أنه مــوئــود
صدقتهم ونسيت أنهــم كفار وأجدادي شهود
ووفيت ماأكتفيت ولونفـــيت لسجني سأعود
هم علموني أن العــرب فعلهــم غير محــمود
وأنهم أشــلاء موتــــى ومعنــــــاهم جــــمود
فبكيت لاأدري لـمــا ورفضت أحساس البرود
وأستيقض الشــــرقي فيني ودويه كمالبارود
ليعيدني لوعي قد أمتــطى قطارات للشرود
وأضاع ثأر من زمان قد مضــى وليـــتهوا يعود
فعجزت أن ألملم جيشـنا وسيفــي المبرود
فقلت للشرقي إرحل سأفني كـل الحشود
فأشعلت كوخي بلثقــاب وراحت النار تـزود
فتلك لندن تحترق وحديقتـي ورائحة الورود
وهاجر الشرقي عائدا وحنـينه لنارهم وقود
فكلما أشتاق زاد حريــق لندن بلاهــــــجود
عود كبريت ولندن تحترق فـي داخلي بعود



تمت بعون الله