العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ مجالس القبيلة ۝۩۩۝ > منتدى قصص وقصائد الباديه

    منتدى قصص وقصائد الباديه يدون بهذا المنتدى جميع القصص المصحوبه بقصائد لجميع القبائل والعائلات

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 05-13-2008, 05:09 AM   #1




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    هذهـ قصة مقتبسة من قصة واقعية حدثت في نفس الأماكن المذكوره وأعجبتني أحداثها

    فــنقـلتها لكم


    (خيمتك يا عـــامـــر ... عامرة بســـنـــدس)


    في بادية بين الحجاز والشام .. هناك راعي بدوي يجول بأغنامه في مناطق العشب ومناقع الماء ..

    فالوقت وقت الربيع ولم تجف الأرض بعد من أمطار الشتاء رغم قلتها

    راعي في الخامسة والعشرين من عمره .. لم يتزوج بعد .. ربما لأن أمه العجوز وحيده وأخوته المتفرقون كل مشغول بأولاده .. فكان سندها بعد أبوه الذي مات من قريب على كبر في السن

    كل فجر يصحو ليصلي الفجر وقبل ذلك يدفئ بعضا من الماء لتتوضأ أمه ومن ثم يتوضأ هو ..

    وبعد الصلاة



    يحلب بعض الأغنام ليسقي أمه ثم يأخذ أغنامه راعيا حتى تميل الشمس للغروب

    يعود ليصلي المغرب ويدخل على أمه في خيمتها وقد أعدت بعض الإقط ليأكله مع قليل من الماء ..

    ويسألها عن بعض الأخبار ثم يخرج للقاء بعض أصحابه الذين قرروا تسميته الشايب .. فقد كبر بنظرهم ولم يتزوج ..

    والعادة في قبيلتهم أنهم يتزوجون قبيل العشرين أو بعدها بقليل ولكن عامر تعداها ولم يتزوج إلى الآن .. وكان قد خطب له أبوه ابنة ابن عمه سلمى

    ولم يتم الزواج لأن أباه مرض لمدة سنتين ثم توفي بعدها ..



    .



    عامر استعاب أن يتزوج في مثل هذهـ الظروف ..

    ثم فكر في أمه التي ليس لها أحد غيره بعد رحيل أخوانه إلى المدينة حيث السعة والحضارة والمدنية

    كان يتمنى في نفسه أن تكون سلمى نعم الزوجة وأن تحسن معاملة أمه التي تقدمت في السن ..


    ولكنه غير مطمئن لذلك ..

    0
    0
    0
    0
    0
    0
    0

    لقد خُطبت سلمى وستتزوج قريبا ..

    خطبها أحد أبناء القبيلة الذي يسكن في المدينة ويعمل في السلك العسكري ..

    وقد أعطاه أبوها بعدما علم تراخي عامر وبعدما لمّح له بذلك


    قال له في مجلس الرجال وهو يشير للطعام:
    يا تمد يدك .. يا غيرك يمده :::>(مشيرا إلى موضوع زواجه من سلمى)

    فأجاب عامر وهو في ضيق
    : من يمده لا ترده:::> (يعني الذي يتقدم لها لا ترده)



    لا يدري لمَ قال هذا الكلام .. وكأن هناك هاتفا يهتف في أذنه ويقول هي ليست من نصيبك لا تتمسك بها ..

    أو ربما حدسه القوي ينبئه أنها ليست هي التي خلقت من أجل أن تكون زوجته

    لذلك حاول أن يبتعد عن التفكير فيها ..

    وحاول أن يُبعد عنه إحساسٌ خفيٌ بالندم على فواتها ..

    كان يقول: وليش أتحسر .. وما هي من نصيبي .. والنصيب يقولون مكتوب على الجبين

    ومع ذلك كانت كثيرا ما تخطر على باله وكثيرا ما يحاول طرد تلك الأفكار والذكريات التي تربطه بها

    0
    0
    0
    0
    0
    0
    0



    في موسم الربيع ذاك ..



    وعلى مقربة من طريق الحجاز الذي يتجه شمالا إلى تبوك ومنها إلى الشام ..

    توقفت سيارة حمراء صغيرة ونزل منها رجل أبيض وطويل ثم سأله بلكنة شامية هل هناك ماء؟

    فأجابه عامر نعم
    وأعطاه ما معه من ماء
    قال الرجل ما يكفينا .. هل هناك غيره؟
    نظر عامر في ما حوله وقال: إذا كنت تريد الماء فاتبعني .. فقد نفذت مئونتي

    تبعه الرجل إلى أن وصل مضارب قبيلته فأعطاه الماء فشرب قليلا ثم جلس متظاهرا بالتعب ..


    قال له عامر: هل أنت جائع؟


    رد عليه الرجل: لا يهم سنصبر على الجوع إلى أن تظهر لنا بعض المحطات في الطريق وهناك سنشتري لنا غداءا


    - لن تذهب من هنا وأنت ضيفي وجائع .. سأعطيك شيئا يذهب جوعك


    دخل لأمه وطلب منها كثيرا من الإقط وبعض السمن الذي تستخرجه من حليب الغنم وحمله مسرعا للرجل خارج الخيمة ثم قال معتذرا: ليس هذا حقك ..



    - لا بأس نحن على طريق سفر طويل ونريد الوصول بسرعة .. وما أعطيتنا قد يسلينا على طول الطريق
    - لو تنتظر قليلـ.....
    - (قاطعه الرجل) لقد تركت أولادي في السيارة لوحدهم ولا بد أن أعود مسرعا
    - كما تريد

    شكره الرجل ثم هرول مسرعاً إلى سيارته ثم توقف على بعد عدة أمتار وأشار إليه أن اتبعني فتبعه عامر مستغربا

    وعندما اقترب الرجل من سيارته توقف منتظراً وصول عامر ثم سأله:

    - هل أنت متزوج؟
    - لا
    - خاطب؟
    - ... (صمت قليلا وقد تذكر سلمى) .....لا
    - وهل تمانع أن أزوجك؟
    - ماذا؟
    - هل تريد الزواج؟؟
    - وكيف؟
    - لا تسأل كيف فعروسك عندي
    - هل أنت جاد؟
    - فقط أخبرني عن اسمك وعن قبيلتك

    عامر تملكته الدهشة فوقف فاغرا فاه ينظر بعينين متسعتين للرجل الذي يعرض عليه الزواج ولمّا يعرفه بعد ..

    وكان غير مصدق .. حتى أنه فرك عينه ليتأكد أن هذا المشهد حقيقة وليس حلما

    ابتسم الرجل ثم ربت على كتفه وقال: هل عندكم قهوة؟

    - وما دخل القهوة بالزواج؟

    - (ضحك الرجل) تعال .. لنذهب قرب الخيمة وسأخبرك كيف تتزوج؟

    مشى عامر متجها لخيمته ومشى معه الرجل الشامي الغريب ..

    ثم استوقفه في وسط المسافة بحيث يرى سيارته في غرب المكان وخيمة عامر في شرقه

    وقال: يا بني لي قصة سأحكيها لك .. وأنا أعرض عليك الزواج من ابنتي .. ولا أظنك إلا من خيرة البدو هنا

    - وما قصتك يا عم؟؟

    - (تنهد بعمق ثم قال) لقد أقسمت أن أزوج ابنتي لراعي غنم بدوي يعيش في الصحراء .. وتوسمت فيك خيرا ..
    وقد تكون أنسب من يبر بقَسَمي[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:10 AM   #2




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]


    - اسمع يا بني .. لا تخف فابنتي بصحة وعافية وعلى قدر من الجمال ..

    ولكن هناك على رأسها قرن الغرور والكبرياء ولن يكسره غيرك....

    اسمع ما أقول ؛ فقط الغرور .. ولا تكسر عزتها وكرامتها .. ولا تسيء معاملتها

    - (عامر مندهش ولم يستطع الكلام) ....... !!

    ثم طلب منه أن يرتب نفسه فلن يبيت الليلة إلا مع زوجته الشامية الجديدة ..

    وفعلا لم يأت المساء إلا وقد اجتمع بعض من رجال القرية ليشهد بعضهم عند الشيخ الذي ملكهما على
    هذا الزواج الغريب وليذبحوا بعض الأغنام بهذه المناسبة

    كانت النساء يتطلعن من خيامهن المتفرقة محاولة التقاط خبر أو كلمة تؤكد ما يشيع في المكان
    من خبر أقرب للكذب منه للحقيقة !!

    أما عامر فكان أقرب للشخص الحالم منه للواعي ..
    فهو رغم هذهـ المراسم غير مصدق ما يشاهده بعينيه وما يسمعه بأذنيه ..





    حتى دخل على عروسه الجديدة





    أول ما رآها حسب أنه في عالم آخر غير عالمه ..

    قد تكون حورية من الجنة نزلت هذهـ الخيمة المتواضعة ..

    أو ربما جنية من تلك اللاتي يسمعن بهن في قصص أمه وهن يترصد للرجال وخاصة الشباب


    لم يكن عليها فستان زفاف

    ولم تصبغ وجهها الأبيض بالأصباغ

    ولم تسرح شعرها البني اللامع

    بل كانت تغطيه بطرحتها وتلف جسمها بعباءتها..



    هي لم تستعد لزواج مفاجئ كهذا ..

    ولم يخطر ببالها أن ينتهي بها الطريق هنا في الصحراء

    للتزوج بدويا أسمرا وراعي غنم وثيابه صفراء ونعله متقطع

    لم يكن عليها سوى جلابية سوداء اشترتها العام الماضي من الأردن وبجوارها حقيبتها التي فيها ملابسها
    التي أعدتها للسفر للأردن ..

    وكانت ملامحها الناعمة الجميلة حزينة منكسرة ..

    وتجلس بقرب الزاوية في الخيمة وقد ضمت حقيبتها وكأنها تأنس بها وتعوضها فراق أهلها..

    أو قد تعطيها بعض الإحساس بالأمان من هذا البدوي الذي يسمونه الآن زوجها

    كان مشهدا غريبا فعلا ..

    فهو واقف بالقرب من باب خيمته لا يدري ماذا يفعل مع عروسه التي بدا عليها الخوف والضيق
    فانزوت على نفسها؟؟

    جلس قرب الباب ثم قال: سدس؟ صح اسمك كذا؟

    - (نظرت إليه ولم تتكلم) ........

    - سدس .. أكيد عرفتِ إن اسمي عامر ..

    - اسمي سندس

    - سندس؟ (وأخذ يردد اسمها ليحفظه فهو لا يريد أن تصحح خطأه التافه في نطق اسمها)
    سندس .. سندس ... ولكن ما معنى سندس؟؟

    - (نظرت إليه ولم ترد ثم وضعت رأسها على ركبتيها وانخرطت في البكاء) ......

    فجع عامر لبكائها فقام يدور في الخيمة .. يخاف أن يقترب منها فتزيد حدة بكائها ونفورها

    ويخاف أن يخرج في هذا الليل فيراه أحد ويفتضح أمره

    جلس يفكر في حيرة كيف يتفاهم مع عروسه هذهـ؟؟



    ثم أخذ يتكلم مخففا عنها.. ويخبرها أنه رجل وشهم ويحترمها

    ثم جلس يقص عليها ملامح حياته الماضية مع أمه وأبيه الذي مات قبل سنوات وأخوته اللذين تفرقوا

    وبقى هو فقط مع أمه

    كان يقصد من حديثه أن يخفف من الوحشة وأن يكون بداية ألفة بينهما ..
    ولم ينتبه إلى أنها نامت على هيئتها تلك

    في الغد كانت أخبار الزواج الغريب قد انتشرت وصارت حديثهم المفضل وخاصة النساء ..

    أما عامر فخرج مثل كل يوم يحلب الأغنام ثم يذهب ليرعاها





    وعندما عاد في المساء









    زار أمه أولا التي كانت توصيه بزوجته خيرا وتدعو له أن تكون زوجة صالحة وأن يرزقه الله الذرية الصالحة

    ثم قالت له متى نزور زوجتك؟

    تلعثم عامر في رده فزوجته نافرة مضطربة وكيف تزورها أمه وهي بتلك الحال؟ ..

    ثم





    قال لها : سترينها .. لا تقلقي يا أمي .. سأرى إن كانت مستعدة وأناديك لتزوريها

    عندما دخل عليها كانت جالسة والملل باد عليها وبجانبها إناء فارغ كانت قد شربت ما به من لبن

    سألها عن حالها فأجابت بخير .. ثم جلس بجوار الباب حتى لا يزعجها باقترابه وسألها إن كانت تريد طعاما؟







    كادت أن تصرخ به وتقول.. :


    وهل هذا طعامكم وغداءكم؟؟ أنا لا أريد شيئا من هذا .. ما هذهـ العيشة؟؟؟

    ولكنها لم تقل ..



    عندما نظرت في عينيه رأت شفقة ورحمة وحنانا .. رأت رجلا بدويا ولكن البادية لم تؤثر عليه بطباعها القاسية .. ها هو يحترمها ويداريها



    لقد أسكتتها طباعه الرقيقة وأخلاقه الدمثة .. واستحت أن تصرخ به أو تفرغ فيه غضبها .. وكأن معاملته لها امتصت نفورها وغضبها

    قالت بعد تردد .. لقد أكلت .. لقد ناولني أحد ما إناءا فيه بعض الرز واللحم

    ابتسم وقال: مازلت ضيفتهم وسيجلبون لك الطعام غدا وبعد غد أيضا ..



    لم ترد







    ولكنها أطرقت فهي لا تريد أن ترى ابتسامته ..

    قد يكون ذلك خوفا من أن يرق قلبها له أو تغيرها ابتسامته العذبة





    في الصباح الثاني من زواجهم







    زارت أم عامر زوجة ابنها الأصغر وأحضرت معها بعض التمر الذي تخبئه للضيوف فقط وأحضرت القهوة


    وجلست معها تحدثها بأحاديث عامة لا تخص أحدا

    كأن تقول لها: سبحان الله يا بنتي .. الأرزاق بيد الله .. وهو الذي يقسم الرزق والنصيب ..

    وهو الذي يعطي ويأخذ ..

    وما شابه هذا الكلام




    ظلت الحال هكذا أياما ..




    فعامر لا يقترب من زوجته سندس.. فقط يحضر الطعام والماء وينام على طرف من الخيمة ..

    إلى أن أنست به سندس وأعجبتها أخلاقه فصارت تنتظر مجيئه وتستعذب كلامه وتبتسم لابتسامته

    طرح عليها فكرة أن ترى الأغنام وتخرج معه لتشم الهواء العليل وتمتع نظرها بالأرجاء الرحبة والأفق الواسع ..

    خصوصا وأن الربيع ينتشر في بعض المرابع

    فرحت سندس فخرجت معه لتتفرج وتشاهد البر الواسع


    .. وأعجبها ذلك ..

    سارت معه وتبعته في كل مكان يذهب إليه .. وكان هو يؤنسها بحديثه ويسمي لها الأشياء التي لا تعرفها والشجيرات التي تنتشر في شعيب الوادي

    ويحكي لها عن الحيات وجحورها والحشرات وأسماءها .. لقد ظنته جاهلا وغير متعلم ..

    فهو لم يواصل دراسته بعد المتوسطة التي درسها في الهجرة القريبة منهم ..

    ثم تركها ليتفرغ لرعي الغنم بعد أن تزوجت أخواته وسافر أخوانه وكبرت أمه






    والآن عرفت سندس أن الجهل لا يكون في من ترك المدرسة فقط ..

    فها هي جاهلة بأمور كثيرة يعلّمها إياها عامر غير المتعلم في نظرها

    كان يزيد في نظرها كل يوم .. وصارت تأنس به .. وتشتاق لعودته .. ومع ذلك لا تظهر له شيئا من ذلك

    ,

    ,

    ,



    ,





    ,
    صار عامر يصحب زوجته الشامية الجديدة بعض الأيام معه للرعي لتؤنس وحدتها

    وتستنشق الهواء العليل وليبعدها عن تفكيرها بأهلها الذين سافروا للأردن من دونها


    بدأ عامر طريقته في جذبها إليه ..


    فصار يمشي مسرعا لتلحقه أو يختبئ عنها لتبحث عنه ..

    محاولا بذلك أن يجعلها تتعلق به وأن تعرف أنه الشخص الوحيد هنا الذي تأمن بجواره

    وفي أحد المرات نظر خلفها وقال سندس ابعدي ... بسرعة ابعدي

    فقفزت من مكانها وهي تقول : ماذا رأيت هل هي حية أم عقرب أم ماذا..؟؟

    أخذها ضاحكا وقال لقد هربت الحية عندما رأتني

    نظرت لعينيه تريد أن تتأكد من صحة كلامه ثم قالت: وهل تهرب الحيات منك؟

    نعم أنا راعي غنم وأحمي نفسي جيدا وقد عرفتني وصارت تهابني ..

    أما أنت فعروس :: حضرية :: لا تستطيع الدفاع عن نفسها .. لذلك لا تخافك (ثم ضحك)

    فعرفت أنه يمزح وكان يفتعل تلك القصة لتقترب منه أكثر ..

    عرفت لعبته وأعجبتها طريقته وذكاءه ...

    فابتسمت له ثم تذكرت أنه زوجها وأنها مقصرة في حقه .. وحتى لو كانت غير راضية عن زواجها هذا سابقا ..

    فليس لها الآن إلا الرضا بما قسمه الله لها .. وعليها أن تسلم أمرها لله وأن تؤدي حق زوجها الذي يداريها

    ويكرمها منذ أسابيع مضت ولم ترى منه ما يسوؤها ..

    ,


    ,



    ,

    في ذلك الوقت لم يكن لرجال وشباب القبيلة حديث غير عامر وزوجته الشامية ..

    كانت نفوسهم تتطلع لمعرفة أخبارهم وهل عامر سعيد معها ؟
    وهل هي سعيدة بوضعها الجديد؟ وكيف هي ؟ هل هي أجمل من نسائهم؟

    ,


    ,



    ولكن أخلاقهم لا تسمح لهم بالتلصص على عامر ولا على زوجته لرؤيتها إلا بعض الفتية الصغار الذين كانوا يترصدون أوقات دخول عامر وزوجته للخيمة قبيل المغرب .. لعلهم يلمحون طرفا من يدها أو رجلها .. لعلهم يرون بياضها الذي تتحدث به نساؤهم أو يرون عينيها العسليتين الجميلتين


    وأنى لهم ذلك وعامر يغطي كل شيء في زوجته حتى لا يظهر منها شيء البتة ..



    كان يقول لها عند خروجنا من الخيمة :






    لا يظهر حتى ظفرك ..

    فإذا ابتعدنا لك أن تأخذي راحتك


    أما نساء القبيلة






    فكل يوم والآخر يزرن أم عامر لعلها تعزم زوجة ابنها الشامية ليرينها عن قرب ..


    ففي نفوسهن فضول لرؤية هذه العروس الغريبة ..

    وكانت أم عامر تصرفهن عن هذا الموضوع لأنها لا تريد أن تحرج زوجة ابنها الخجولة بنظرها ..

    وكانت أيضا تنتظر فرصة مناسبة لجمعها ببقية النساء

    :

    :


    :

    :

    بعد أربعة أشهر

    :



    :




    توقفت سيارة حمراء صغيره وترجل منها أبو سندس الذي سار باحثا عن عامر








    أو أي شخص يدله على عامر ..[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:12 AM   #3




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]
    بعد أربعة أشهر توقفت سيارة حمراء صغيرة وترجل منها أبو سندس

    الذي سار باحثا عن عامر أو أي شخص يدله على عامر ..

    كان عامر عائدا بأغنامه إلى قبيلته فلحقه صبي صغير وهو يقول : هناك رجل غريب يريدك

    - أين؟

    - (أشار الصبي إلى الجهة الغربية حيث الطريق مابين المدينة وتبوك) هناك

    - حسنا

    نادى عامر زوجته لتُدخل الغنم ورجع مسرعا فلمح من بعيد السيارة الحمراء ففرح بقدوم أبو زوجته

    وما إن اقترب منه




    حتى ضمه أبوها وسلم عليه بحرارة وسأله عن ابنته

    - بخير ولله الحمد .. لقد صارت بدوية أصيلة وتعجبك بداوتها (ثم ابتسم)
    - وهل أنت مرتاح معها؟
    - الحمد لله فهي نعم الزوجة .. تعال معي هل تريد رؤيتها

    - انتظر .. ليس الآن
    - ولماذا؟ .. إنها تفكر فيكم كثيرا وتنتظر مجيئكم بفارغ الصبر

    - (أطرق الأب رأسه ثم قال ) أعرف .. ما من بنت إلا وتشتاق لأهلها وتحبهم وتتمنى رؤيتهم ولكن .. (ثم سكت)
    - ولكن ماذا؟

    - أخاف أن تصر على السفر معنا وتتركك يا عامر
    - إن كانت تريد السفر معكم فلتسافر .. ومتى عدتم تمرون بها علينا

    - لا .. يا عامر .. لا أريد أن تسافر .. أنا أعرف ابنتي وأخاف أن تتغير عليك أو ترفض العودة .. لا أعرف بالضبط ماذا ستفعل؟؟

    - هل أفهم أنك لا تريد رؤيتها الآن؟؟

    - بالضبط .. فقط أعطها هذهـ
    :

    :





    :

    :



    ( ومد له حقيبة جلدية وكيسا من والدتها التي كانت تراقبهم في السيارة وتبكي وتود لو تنزل وترى ابنتها الغالية والتي فارقتها من أشهر)

    ضم أبو سندس عامرا إلى صدره وكأنه يضم ابنته ثم أوصى عامر بابنته خيرا ودمعت عيناه وهو يودعه ..

    وعاد إلى سيارته ليواصل سفره للأردن

    وما إن ركب حتى قالت زوجته: إذا كنت لا تريد رؤيتها .. نحن نريد ذلك
    - هل سنعود للجدال في هذا الموضوع ثانية؟

    - أبو محمد .. الله يخليك .. لا أستطيع المرور من هنا ولا أراها
    - لقد قلت لك لن نمرها ولن نراها ... أفهمت؟؟
    - حرام عليك يا رجل !!
    - إن كنت تريدين مصلحة ابنتك فأجلي هذا الكلام
    - أبو محمد ..؟
    - كفى
    - ما أقسى قلبك !
    - أحيانا القسوة مفيدة .. إنما أردت تأديبها
    - وهل هذهـ طريقة في التأديب؟؟

    - كم مرة سألتني هذا السؤال؟ .. إن كنت تشكين في قدرتي على تربية أبنائي فلك أن لا تصحبيني في السفر وأن تبقي عند أهلك هناك في عمّان

    :


    :

    :

    لا فائدة من هذا الكلام الذي دائما يدور بينهما بشأن سندس .. وليس لأمها حيلة إلا البكاء المرير على مصير ابنتها الذي دفن في الصحراء .. وكانت كلما تذكرتها دعت الله أن تراها عاجلا غير آجل على أفضل حال

    سارت السيارة باتجاه الأردن والوجوم يخيم عليها ..

    حتى محمد ذي العشر سنوات وأفنان ذات الثماني سنوات وجنى ذات الخمس سنوات كانوا صامتين يتذكرون أختهم الكبرى ويشتاقون إليها ولا يستطيعون أن يجبروا أباهم على رؤيتها

    لذلك كانت عبراتهم تجري بصمت على خدودهم المتوردة الصغيرة .. وقلوبهم تخفق بقوة عندما مروا من عند ذلك المكان الذي أنزل أبوهم فيه سندس وهو يقول ودعي أهلك وأحضري ملابسك

    كانوا ينظرون لذلك المكان المشئوم وكأنه العقاب لمن لا يمتثل أوامر أبيه ويزعجه بالعصيان والتمرد ..

    وكانوا يحسون أن أباهم ظالم بحكمه على سندس الفتاة الصغيرة الرقيقة ذات الخمسة عشر عاما إذ يزوجها لبدوي لا يعرفه وغير متحضر ويسكن في خيمة

    لقد نفّذ وعيده فيها مما جعل أخوتها يمشون على الصراط لا يحيدون ويصدقون تهديدات والدهم

    لقد كرهوا كل ما يذكرهم بزواج أختهم ..

    حتى السفر كرهوه وكرهوا طريق الأردن وكرهوا الأردن التي لم يعد لها طعم بلا أختهم ..

    كرهوا أقاربهم الذين يسألونهم عن سندس .. أو حتى يباركون لهم زواجها

    كانوا يتمنون فقط البقاء في بيتهم في المدينة حتى لا يتذكروا ذلك السفر المشئوم الذي فقدوا فيه سندس ..

    وكأنها ماتت فيه

    0000000000
    00000000
    00000
    000
    00
    0


    في الأردن


    :
    :

    هناك كانت فرحة أقاربهم كبيرة بقدومهم ولكنهم لم يكونوا يبادلونهم تلك الفرحة ..

    كان مجرد تغيير جو أو نزهة عادية ..

    وكان هناك ابن خالتهم فارس الذي صعق بزواج سندس في الشتاء الماضي

    واستشاط غضبا من أبيها هذا الأحمق الذي يزوج ابنته من بدوي ليس كفؤ لها

    وكان كلما رآها ود لو فجر رأسه هذا المتيبس أو المتخلف في نظره ..

    لماذا سندس بالذات يزوجها؟

    لماذا سندس الجميلة الناعمة؟

    لماذا سندس الذكية المتوقدة وكأنها شعلة نشاط؟

    هل كان يريد أن يكسر آماله عليها وأن يحطم قلوب الشباب من عائلتها ..

    والذين كانوا ينتظرون اكتمال زهرتهم القادمة من السعودية

    وها هي الآن تبقى هناك ولا أمل في مجيئها .. لقد دفنها أبوها .. !!

    000000000000
    000 00
    00

    عندما عاد عامر بالحقيبة كان حزينا ولا يعرف كيف يخبر سندس بمرور أبيها

    الذي رفض رؤيتها وأعطاه هذه الهدايا لها وأمره أن يوصل لها سلامه وسلام أمه وأخوتها

    دخل الخيمة حاملا الحقيبة والكيس



    ولم تكن موجودة





    فقد ذهبت إلى أمه لتساعدها في بعض شأنها ..

    تركها جانبا ثم جلس إلى عمود الخيمة منتظرا عودتها

    كان ينظر للشمس تغرب في الأفق وسندس لم تعد بعد ..

    فقام ليتوضأ ويصلي مع الجماعة ..

    وعادت سندس إلى خيمتها بعدما خرج ..

    أول ما لفت نظرها هي تلك الحقيبة وذلك الكيس ..

    اقتربت منها وقد عرفت تلك الحقيبة الجلدية ..

    انحنت لتلمسها وتتأكد منها ثم تلفتت حولها .. من أتى بها؟

    إنها من أمي ولكن... أين أمي؟ هل جاءت؟ وأبي؟ هل جاء ؟

    لم تفتحها وإنما قامت لتبحث عن أهلها فربما قدموا للسلام عليها وجلبوا معهم هذهـ الأغراض لها

    خرجت من الخيمة وجالت ببصرها في المكان ولكن لا أثر

    نظرت للأفق الغربي حيث طريق الحجاز .. ولم تحس بنفسها إلا وهي تركض هناك باحثة عنهم

    عندما عاد عامر للخيمة ..

    تعجب من تأخر زوجته فهي لم تعد بعد .. فخرج ليرى ما الذي أخرها في خيمة أمه؟

    سأل أمه عنها فقالت: لقد خرجت وقت الصلاة إلى خيمتها ولا بد أنها تتوضأ أو تصلي

    عاد عامر وبحث عنها داخل وخارج الخيمة فلم يجدها .. واحتار في أمرها .. أين ذهبت؟؟

    تذكر الحقيبة لا بد أنها عرفتها .. ثم خطر في باله أنها خرجت للبحث عن أهلها فأسرع خارجا يتبعها حيث الطريق العام

    كان الظلام قد حل وعامر يدور في المكان صارخا باسمها ::::> سندس ... سندس

    ولا مجيب ... حتى اقترب من الطريق العام فوقف هناك يبحث عنها

    000000
    0000
    000
    00

    دخل عامر خيمته حاملا سندس بين يديه بعد أن وجدها على مقربة من الطريق العام وقد أغمي عليها ..

    ثم مددها على فراشها وأتى ببعض الماء ليمسح وجهها لعلها تستيقظ ..

    ثم فتحت عينيها عندما أحست ببرودة الماء

    سألها: هل ذهبت لتبحثين عن أهلك؟

    لم ترد عليه فقد بلغ منها التعب مبلغا عظيما فأغمضت عينيها من جديد ..

    عندما رآها عامر بهذا الشكل قام ليحضر لها بعض الطعام واللبن لعله يعيد إليها حيويتها ..

    لكنها عزفت عن هذا كله وضمت إليها لحافها ثم استغرقت في نوم عميق ..

    تركها عامر وخرج من خيمته وقد ضاق صدره بما حصل ..

    نظر إلى الغرب حيث الطريق وحيث كان يقف أبوها بسيارته

    وقال في نفسه: ألا يحن هذا الأب إلى ابنته .. يمر من المكان ويمتنع عن رؤيتها .. لماذا؟

    هو قال أن هناك قصة؟ وما هي هذهـ القصة؟ لم أعرف منها سوى أنه يريد أن يؤدبها ..!

    هل أخطأت أو .. ماذا فعلت بالضبط؟ .. هل لها حبيب يريد أن يبعدها عنه؟

    مشى عامر بخطوات واسعة وهو يحاول أن يطرد هذهـ الأفكار والتساؤلات التي أرهقته

    وجلس يفكر بسندس القادمة إلى بيئة غير بيئتها ولم تعتد عليها ...

    ومع ذلك تأقلمت مع مرور الوقت

    تذكرها عندما كانت تستحم يوما بعد يوم حتى نبهها إلى قلة الماء وإسرافها سوف يرهقهم في نقله ..

    فغضبت وقالت هل أبقى متسخة مثلكم وسبت قبيلته ومع ذلك تغاضى عنها

    وقال : ظروفنا غيركم في المدينة .. ولا يعني ذلك أننا لا نحب النظافة

    تذكرها عندما كانت تعزف عن بعض مأكولاتهم وعندما تسد أنفها إذا شمت سمن الغنم أو إذا خرجت وجاءتها رائحتها .. ثم لم تلبث شهرا حتى اعتادت كل ذلك

    ابتسم عندما تذكرها وهي تعيره بالحفيان الذي لا يلبس نعله إلا قليلا ..

    ثم هي تراخت في تالي الوقت فصارت تخرج من خيمتها أحيانا حافية وكان يعجبها منظر قدميها الحافيتين

    :


    :

    وصل عامر للطريق العام وجلس على صخرة مرتفعة قليلا وهو يتذكر الأربعة شهور التي مرت بهما

    والتي تغيرت فيها سندس الحضرية كثيرا ..

    وهي الآن كأنها واحدة منهم ..

    ترعى معه الغنم وتحلبها بعد أن كانت تقرف من الاقتراب منها ..

    ثم ابتسم عندما تذكرها وهي تحلب لأول مرة .. وكانت الشاة تهرب منها وهو يعيدها لها

    وعندما ذاق حليب الشاة صرخ بسندس .. ماذا كنت تحلبين من اليوم ؟ إنه ليس حليب؟

    فزعت ثم سألته بخوف: ليس حليبا؟ إذن ماذا يكون؟؟

    أجابها ضاحكا إنه عسل يقطر من يديك الساحرتين .. عندها ضحكت معه وعرفت أنه يمازحها

    أحس بالنعاس ثم عاد أدراجه لخيمته ليجد سندس كما تركها تغط في نومها ولم تتناول عشاءها

    :

    :

    :

    بقيت سندس على تلك الحال يومين آخرين .. والتعب ملازمها ..

    ولا تستطيع الخروج ولا العمل كثيرا .. فقلق عليها عامر وخرج يحدث أمه بما حصل لزوجته

    فقالت له: لا تقلق سأنادي أم سالم لتراها فهي كما تعلم خبيرة في النساء

    لم يمض كثيرا من الوقت حتى كانت أم عامر وأم سالم في خيمة سندس وقد قامت أم سالم بفحصها

    ثم قالت لأم عامر: أين زوجها؟

    أم عامر - في الخارج

    أم سالم - أريد أن أكلمه

    :

    :[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:15 AM   #4




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]لم يمض كثيرا من الوقت حتى كانت أم عامر وأم سالم في خيمة سندس وقد قامت أم سالم بفحصها ثم قالت لأم عامر: أين زوجها؟

    - في الخارج

    - أريد أن أكلمه

    - وهل انتهيت؟

    - نعم .. إنها تشكو من بعض الإرهاق فقط وستتحسن قريبا

    خرجت أم سالم لتبشر عامرا بأن زوجته حامل ..

    وإنما أرهقت نفسها بالركض فزاد عليها تعب الحمل ويبدو أنها في الشهر الأول

    فرح عامر ودخل إلى خيمته ليرى زوجته العزيزة والتي ستكون أما لولده القادم بإذن الله

    - على ماذا مبروك؟

    - ألم تخبرك أم سالم؟

    - لم تقل شيئا قالت بعض التعب وسيزول ..

    - ولم تقل لك أنك حامل؟

    - حامل؟

    - نعم .. هي أخبرتني بذلك ولعلها تركت لي البشارة أن أبشرك وأمي

    - (لمست بطنها ثم قالت) هل أنا حامل صحيح ؟ ولكن كيف تعرف هي بأني حامل

    - إنها الطبيبة الشعبية الماهرة في قبيلتنا .. وتعرف بحكم خبرتها وتجربتها ..

    الحمد لله يا سندس .. ستنجبين ولدا جميلا يشبهك

    قامت سندس من مكانها وقد أحست ببعض النشاط ..

    هل هذا الخبر أنساها حزنها على أهلها الذي أضناها كثيرا؟

    اتجهت إلى الحقيبة لتفتحها وترى ما فيها :

    أمي كم أحبك فأنت تعرفين ما أحتاج إليه .. ها أنت أرسلتِ لي بالملابس والحذاء وما هذا؟

    إنها علبة ذهب فتحتها فإذا بها طقم من الذهب ومعه كرت صغير .. وكتب عليه ..

    --------------------------------------------
    ابنتي العزيزة لقد تخيرت لك ما تحبين ومالا تستطيعين شراءه في البادية هناك .. وزودتك بطقم من الذهب وأنا أعرف أنك لا تحبينه ولا تهتمين للبسه ولكن .. ماذا تقول عنك النساء البدويات هناك؟ هل يقلن أنك مسكينة لا تملكين ذهبا وأن زوجك غير قادر على إلباسك وأن أهلك لم يلبسوك من قبل؟ ..

    لا لن يقولوا ذلك إذا ما رأوك تتحلين به أمامهن .. وأمام زوجك الذي ستعدينني بطاعته وخدمته فهو جنتك ونارك

    ابنتي وحبيبتي

    أرجو أن تعذري أباك فيما فعل فلعل هناك حكمة من عمله هذا ..

    لن ندركها إلا فيما بعد .. مازلنا نذكرك ونحبك وننتظر أن يجمعنا الله بك
    كم افتقدتك ..

    أمك--------------------------------------------
    وجدت أيضا بعض الهدايا لزوجها من ثوب وحذاء جديد ومن دهن العود ..

    أشياء يحبها الرجال عادة .. ففرحت بها لأنها لمست فيها تقديرا من أهلها لزوجها البدوي

    في الكيس وجدت أنواعا من الطعام الذي تحبه ..

    فهذهـ علبة كبيرة من معمول التمر الذي تتقن صنعه أمها ..
    فتحتها وأكلت منها وهي تستلذ بطعم طبخ أمها الذي فقدته بفراقها

    وهذهـ علبة فيها مقدوس وأخرى مخلل وهذهـ بعض الحلويات ..

    وهذا جبن المثلثات الذي لا تستغني عنه في فطورها حتى المربى والزيتون لم تنساه أمها

    فرحت كثيرا وقالت يا لغبائي هذهـ الأغراض من يومين هنا ولم أفتحها ..

    ستفاجئ زوجها بغداء ليس كالمعتاد .. إنه مما أرسلت أمها

    .

    /

    /
    انتظرت مجيء عامر قبيل المساء بعد أن ينتهي من رعي الأغنام ووضعت له الأصناف التي أرسلتها أمها ..

    فقام بتذوقها وكأنها يختبر طعمها ثم استند وقال : أين الغداء؟

    - هذا هو الغداء

    - هل تمزحين؟

    - ولماذا أمزح أنا جادة فيما أقول؟

    - وأين اللبن؟

    - إنه هنا .. لقد أرسلته أمك قبل قليل

    - هاتي لي باللبن .. لعله يكفيني عن الغداء

    - وهذا الطعام؟

    - لم أعتد عليه .. تذوقته ولم يعجبني طعمه .. ما عدا هذا الذي فيه تمر

    - تقصد المعمول؟

    - نعم

    قربت منه علبة المعمول فأكل منه حبات وشرب عليها اللبن ثم خرج ليتوضأ المغرب ويصلي ..

    قبل أن يغادر الخيمة وقف مبتسما وهو ينظر إلى سندس ثم قال:

    يا ليتك فتحتها من الأول حتى تشفين وتنشطين كما أراك الآن ..

    ابتسمت وردت عليه: ولمِ لا ؟.. وقد أكلت من يدي أمي حماها الله

    - إذن ترفقي .. ولا تأتي عليه كله في أيام .. أخاف أن ينتهي ولا أجد ما يجدد لك نشاطك وحيويتك

    7


    7
    عاد الشتاء مرة أخرى إلى تلك الأجواء البدوية التي اعتادتها سندس فهي الآن قاربت مدة إقامتها هنا سنة كاملة..

    وتحمل في بطنها جنينا في الشهر التاسع وهي مثقلة جدا به ..

    وأكثر ما يشغل بالها .. هو أين ستلد هذا المولد الجديد؟ وليس هنا أي مستشفى أو مركز صحي؟

    كيف ستواجه الولادة وآلامها هنا وحيدة؟ أم أنهم سيأتون بأم سالم لتولّدها؟

    وهذا الاحتمال الأقرب

    كم مرة طلبت من عامر أن يحملها إلى أقرب مركز صحي أو قرية ويتعذر منها بأنه لا يملك سيارة ..

    ولا يحب أن يمن عليه أبناء قبيلته بسيارة وليس هناك حاجة ماسة لها

    لم تتخيل يوما أنها ستجلس سنة كاملة دون أن تركب السيارة

    وهي التي اعتادت ركوبها يوميا للمدرسة وقد تركبها مرتين في اليوم إن كانت ستخرج مع والدها للسوق أو للنزهة مع العائلة

    عندما جاءتها آلام الولادة

    :



    :








    :






    جلست تبكي في خيمتها وحيدة ..

    وعامر الذي تريده بجانبها كان في المرعى مع أغنامه ..

    لذلك خرجت مسرعة إلى خيمة أم عامر تستنجد بها وتحكي لها ما بها من مغص وآلام لا تحتمل ..

    عرفت أم عامر أن هذهـ أعراض الولادة فأسرعت إلى جارة لها تعرف لهذهـ الأمور

    عاد عامر إلى خيمته فوجدها فارغة .. تلفت باحثا عن سندس .. فلم يجدها ..

    بحث عن اللبن الذي ترسله أمه يوميا ليشرب منه .. فلم يجده أيضا

    كان جائعا واستغرب أن أمه لم ترسل شيئا .. وسندس غير موجودة .. هل شربت اللبن؟

    أو ذهبت إلى خيمة والدته لتشربه هناك؟

    خرج مسرعا إلى أمه وعندما أراد الدخول كانت أمه خارج الخيمة تعد بعض الماء الساخن الذي طلبته منها جارتها لتنظيف المولود

    أسرعت وأمسكت به من خلفه وقالت عامر يا وليدي .. مبروك ألف مبروك

    التفت إلى أمه والدهشة المختلطة بالفرحة قد علت قسماته ثم قال لها: هل ولدت سندس؟


    :






    :


    - نعم .. جابت ولد .. والحمد لله بصحة وعافية

    - صحيح؟

    - إيه والله يا ولدي .. انتظر قليلا .. لأرى إن كانت قد انتهت منها أم عوض

    دخلت أمه وتركته واقفا بالخارج والفرحة تكاد تطير به حتى أنه لا يحس بأقدامه على الأرض

    واللهفة لرؤية سندس ومولودها تكاد تسحبه إلى داخل الخيمة سحبا

    عندما خرجت أم عوض من الخيمة رأت عامرا واقف خارجها يدور حول نفسه وقد نفذ صبره

    فباركت له سريعا وقالت : تستطيع رؤيتها الآن ثم ودعته وهي تدعو له بصلاح الذرية

    جلس عامر بجوار زوجته سندس التي أنجبت ولدا جميلا أبيضا وشعره خفيف وأصفر ..

    إنه يشبهها تماما .. أخذه برفق وهو يقول: كيف يُحمل هذا الصغير ..

    أول مرة أحمل طفلا بهذا الحجم .. أنه أقرب إلى العصفور ..

    حتى شعره أصفر مثله (ثم ضحك وضحكت معه سندس رغم آلامها)



    / في الغد /

    جاءت نساء القبيلة لزيارة سندس التي لم يتسن لهن رؤيتها كثيرا ..

    وباركن لها .. وكن يحملن معهن القهوة أو الحليب الدافئ وبعض الأدوية للنفاس

    أو يحملن بعض الصوف الذي حاكته أيديهن لتدفئ بها طفلها وتتدفأ هي أيضا

    :::::::::::
    ::::::
    ::
    :


    في المدينة هناك

    لم يعرف أحد بولادة سندس فعامر لا يملك هاتفا ولا أحد في القبيلة يملكه أيضا ..

    وإنما يقطعون الطريق إلى إحدى المحطات البعيدة على الطريق ويكلمون من هناك من هاتف عمومي

    فكر عامر في أن يكلم أهلها من تلك الهواتف البعيدة ولكن كيف وهو لا يعرف لهم رقما ؟

    عاد إلى سندس ليسألها عن رقم هاتفهم فأخبرته وقد فرحت لاهتمام زوجها بأهلها

    7

    7
    سار عامر إلى المحطة التي تبعد أكثر من عشرين كيلو .. ولم يصلها إلا مع غروب الشمس ..

    اتصل بأبي سندس ليخبره بالخبر السار .. ثم قفل عائدا إلى خيمته وهو يؤمل أن يأتوا أهلها لزيارتها

    فقد لاحظ عليها بعد ولادتها حنينها الشديد لأمها خاصة ولأبيها وأخوتها ..

    كلما حملت طفلها كانت تقول له : وهل عانت أمي في ولادتي كما عانيت أنا؟ ..

    ما أصعبها .. والأصعب أن أبتعد عنها ..

    هل تحبينني يا أمي بهذا القدر الذي أحب فيه طفلي .. ثم تدمع عيناها وتبكي

    عندما عاد عامر قامت فرحة لتسأله: هل ردوا عليك؟

    - نعم .. لقد كلمت أبيك

    - وماذا قال؟

    - بارك لك ودعا له بالصلاح

    - ولم يقل شيئا آخر؟

    - لا

    - لم يقل أنهم سيأتون؟

    - لا

    - ألم تطلب منه ذلك؟

    - بلى .. طلبت منه أن يأتي .. فقال ربك يسهل .. فقط

    - خسارة .. لقد انتهت إجازة الربيع .. ولا أعتقد أن أبي يستطيع القدوم خلال أيام المدرسة وأخوتي يدرسون

    - ولماذا لا يأتون في نهاية الأسبوع؟؟

    - أتمنى ذلك .. لعل أمي تصر على رؤيتي .. ومن ثم يطيعها والدي

    - ادعي الله أن يأتي بهم إليك

    - يا رب .. لقد اشتقت إليهم .. وأنا الآن في حاجة لأمي .. يا رب يأتون بأسرع وقت

    :

    :

    :

    " في المدينة وفي بيت أبو محمد "


    لم تنم أم سندس تلك الليلة عندما سمعت بخبر ولادة ابنتها ..

    كانت تصلي طوال الليل وتدعو الله أن تلتقي بابنتها سريعا ..

    وكلما استلقت على سريرها لتنام يأتيها خيال ابنتها سندس وهي تبكي وقد أضنتها آلام الولادة فتقوم مفزوعة



    * في الغد *

    لم تستطع أم محمد تولي شئون البيت من نظافة وطبخ بسبب الإرهاق وقلة النوم وكثرة التفكير الذي أصابها بالصداع ..

    وعندما عاد أبو محمد استاء من الوضع ولكنه لم يوبخها بسبب الإرهاق البادي على زوجته

    قال لها: هل نذهب إلى المستشفى؟

    - دوائي ليس بالمستشفى؟

    - أين؟

    - في البادية .. عند سندس .. لن أتحسن إلا برؤيتها ..

    أرجوك لا تخلق أعذارا فقد نفذ صبري وجاوزت حدي في القدرة على التحمل ..

    إن لم نذهب فسأنهار وتتحمل أنت نتائج قسوتك وكبريائك

    - على هونك .. فلم أرفض حتى تهددين بهذا الشكل

    - هيا إذن

    - اليوم الاثنين والأولاد في المدرسة .. لننتظر إلى الأربعاء

    - وهل يحتمل قلبي الانتظار؟

    - أم محمد ألا تريدين شراء بعض الهدايا لابنتك وحفيدك؟
    (قال لها ذلك ليشغلها عن فكرة السفر يوم الاثنين)

    - بلى

    - إذن سنخرج اليوم وغدا للسوق وسنجهز حالنا للسفر الأربعاء .. ما رأيك ؟

    - (وكأنها تفكر بالهدايا التي نستها) الشكوى لله .. سننتظر .. ونتعلل بشراء الهدايا ..

    ولكن هل أسمت سندس مولدها؟

    - لا.. قال لي أنهم مختلفون قليلا وسيسمونه إذا أكمل أسبوعه الأول

    - ومتى يكمل؟

    - يوم الخميس سيكون سابعه

    - إذن سنحضره إن شاء الله

    - إن شاء الله

    انتعشت أم محمد فقامت لتجهز أغراضا لابنتها العزيزة والتي غابت عن ناظريها عاما كاملا ..

    وهي التي كانت لا تقوى على فراقها بضعة أيام ..

    أخيرا سأراك يا سندس يا حبيبتي

    سأكحل عيني برؤيتك وأضمك لصدري الذي افتقد بضعا منه ..


    هل تغيرتِ هل سمنتِ ؟ .. هل أصابتك الشمس ببعض السمرة؟

    وهل أصابتك الصحراء ببعض القسوة والخشونة؟

    كيف أنت؟ آه .. لا أتحمل الانتظار ليومين قادمين

    متى يأتي الأربعاء؟؟

    :


    :



    :







    :


    تبتلع سيارة أبو محمد الطريق القديم..

    وقد ساروا لمدة ثلاث ساعات متواصلة ولم يتبق الكثير ليصلوا إلى محل قبيلة عامر البدوية ..

    كانوا جميعهم متحرقين ومتلهفين لرؤية سندس وابنها البدوي

    أخوتها في الخلف كانوا يتناقشون في شأن الصغير

    فأفنان تقول: لن أحبه ذلك البدوي حتى لو كان ولد سندس

    فيرد محمد : أنا أحب أي ولد لسندس حتى لو بدوي

    وترد جنى الصغيرة: إذا يشبه سندوسه(اسم الدلع) أحبه إذا ما يشبهها ما أحبه

    فيضحكون من كلامها ويرد عليها والدها: وإذا يشبه خالته (جنو)؟

    - طبعا أحبه

    كان قد وازى في الطريق خيام قبيلة عامر فقال لأولاده: لقد وصلنا ولكن انتظروا حتى أنظر ما الوضع هناك؟

    نزل أبو محمد سائرا باتجاه الخيام وكان الجو ماطرا قليلا والأرض رطبة والهواء بارد ..

    أخذ يسرع قبل أن يبتل بالمطر .. ولما اقترب من الخيام المترامية .. وغير المتقاربة ..

    فكل واحدة تبعد عن الأخرى مسافة وقد تكون هناك خيمتان متقاربتان نوعا ما .. إما لأب وولده أو لأخوة

    وقف لا يعرف أيها خيمة عامر حتى جاءه رجل يركض من بعيد من الجهة الشمالية من الخيام ..

    .[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:17 AM   #5




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]نزل أبو محمد سائرا باتجاه الخيام وكان الجو ماطرا قليلا والأرض رطبة والهواء بارد ..

    أخذ يسرع قبل أن يبتل بالمطر .. ولما اقترب من الخيام المترامية .. وغير متقاربة .. فكل واحدة تبعد عن الأخرى مسافة وقد تكون هناك خيمتان متقاربتان نوعا ما .. إما لأب وولده أو لأخوة

    وقف لا يعرف أيها خيمة عامر حتى جاءه رجل يركض من بعيد من الجهة الشمالية من الخيام ..

    لم يتبين أبو محمد أن هذا الراكض هو عامر إلا عندما اقترب منه .. فأسرع ليضمه ويسأله عن ابنته؟
    - هي بخير ولله الحمد .. لنقل أولا الحمد لله على سلامتك
    - ليس أنا وحدي
    - وهل أحضرت معك العائلة؟
    - (ابتسم) نعم
    - يا لفرحة سندس .. أنا متأكد أنها ستطير فرحا
    - وأين هي؟
    - تفضل .. إنها في الخيمة

    أخذه عامر إلى خيمته ثم أوقفه خارجا قليلا ليخبر سندس بقدوم زائر

    عندما دخل عامر الخيمة كان وجهه الأسمر يتهلل بشرا وفرحا .. فقامت له وقالت: ماذا وراءك؟
    - كل خير .. هناك شيء سيفرحك
    - لقد رأيته في وجهك؟
    - من هو؟
    - الخبر .. هل جاء والدي؟
    - وكيف عرفتِ؟
    - من فرحتك
    - نعم جاء .. سأدخله الآن

    دخل أبو محمد ليرى ابنته سندس التي لم يمض على ولادتها أسبوع بعد .. كانت شاحبة وقد لبست ملابس بدوية وعلى رأسها طرحة سوداء تلف بها شعرها البني الذي ضفرته

    لم تمتلئ كثيرا .. لم تنتظره ليتأملها كثيرا فأسرعت إليه لتضمه وتبكي في حضنه
    حاولت أن تتكلم ولكنها غصت بالبكاء

    ضمها والدها وقد حزن لشحوبها وفي نفس الوقت كان هناك شيء آخر يفرحه في منظرها

    إنها متسترة بملابس فضفاضة وقد غطت رأسها وتركت ملابس الموضات والبناطيل والجينز .. لا بد أن البادية غيرتها واقتلعت الموضة وملاحقتها من رأسها

    لذلك ابتسم مطمئنا إلى أن ابنته قد سارت على طريق الستر والصلاح .. ولعل وجودها في هذهـ الخيمة خير لها من المدنية الحديثة وزيفها وخير لها من اختلاطها بالرجال خصوصا إذا سافروا للأردن حيث أبناء خالتها وأبناء عمها

    الآن لن يراها أحد غير زوجها .. وستكون خالصة له .. ووفية .. ولن يراها غيره ... وهذا ما كان يريده
    طلب منهم عامر أن يرتاحوا فجلس أبوها بجانب فراشها ثم حمل الصغير ليسلم عليه .. هنا تذكر حديث أولاده في السيارة عن ابن سندس فنظر إلى عامر ليستأذنه في أن يأتي بهم

    قبل أن يتكلم عرف عامر أنه يريد أن يأتي بأولاده ليروا سندس فقال له عامر: هل آتي بهم يا عمي؟
    - (سألته سندس بلهفة) من ؟ .. من هم؟
    - (نظر إليها عامر مشفقا) إنهم ...
    - (قاطعه والدها) أهلك .. أمك وأخوتك هناك في السيارة
    - (قفزت من مكانها) أنا سأذهب
    - (رد عامر بحزم) لا ... الجو ممطر وبارد وأنت نفاس ولا يصح أن تتعرضي للمطر
    - أرجووك
    - لا .. دقائق وسيدخلون عليك
    - أريد أن أراهم هناك .. حتى السيارة أريد رؤيتها.. أرجوك
    - (خرج عامر ثم وقف على باب الخيمة وقال) اجلسي بجوار والدك فهو ضيفك ولا يصح أن تتركيه لوحده

    000000000000000000000000000000 0000

    في السيارة كانوا ينتظرون رجوع أبي محمد .. فإذا بشاب بدوي قادم نحوهم .. فقال محمد لأمه: ماما هذا زوج سندس؟
    - لا أدري
    - ماما شكله زوجها
    - قلت لك لا أدري .. فلم أره قبل ذلك

    وقف خارج السيارة يشير إليهم أن انزلوا فنزلت أم محمد من السيارة لترى ماذا يريد

    فقال لها عامر: أنا عامر زوج سندس وقد جئت إليكم لأدلكم على خيمتنا
    - (نظرت إليه مليا وتأملت وجهه الأسمر والوسيم في نفس الوقت وطوله وجسمه وسماحة وجهه ثم قالت) أهلا بك يا عامر .. مبروك المولد الجديد
    - الله يبارك فيك
    - هيا يا أولاد انزلوا

    فنزلوا مسرعين ثم قالت لهم أمهم: سلموا على عمكم عامر زوج سندس .. فترددوا في ذلك .. ولكن خافوا من تأنيب والدتهم فسلم محمد عليه وسلمت أفنان وجنى بالكلام فقط

    هنا قال عامر أسرعوا قبل أن تبتلوا بالمطر .. فمشوا خلفه مسرعين .. وكان محمد يهمس في أذن أفنان: والله شكله طيب
    - اسكت ليس وقته
    - كنت خائف أن تتزوج سندس واحد (مو حلو)
    - قلت لك ليس وقته

    فسكتوا وتابعوا مسيرهم إلى أن دخلوا الخيمة وبقي عامر خارجها ليأخذوا راحتهم في السلام على ابنتهم سندس

    طبعا كان لقاءا لا يوصف فكلهم تكالبوا عليها ليضموها ويبكوا فرحة بلقائها .. ناهيك عن أمها التي كادت تنهار من شدة البكاء .. والتي تقطع قلبها شفقة على ابنتها الشاحبة بعد الولادة

    قام أبو محمد ليلطف الجو فأمسك زوجته وأجلسها على طرف فراش سندس وقال لها : وحفيدك أليس له نصيب منك؟

    أخذته جدته وتأملته فوجدته شديد الشبه بأمه فابتسمت .. وأحست أنه أبنها هي وليس حفيدها .. لقد ذكّرها بأولادها وهم صغار ثم قبلته وقالت: حتى رائحته مثل رائحة أبنائي وهم صغار

    ضمته على صدرها وقد أحست أن تلك الضمة أطفأت نارا من القهر في قلبها كانت مشتعلة منذ أن تزوجت سندس

    أحست أن هذا الطفل الجميل هو خير نتاج لهذا الزواج الذي لم يعجبها .. بل إنه يشفع لهذا الزواج أن يكون مقبولا في نفسها منذ الآن

    كانت تضمه ثم تفكه لتنظر إلى وجهه ثم تضمه مرة أخرى .. وكانوا جميعا يتفرجون عليها ويبتسمون فقد عرفوا أن أمهم أغرمت حبا بهذا الصغير

    حتى سندس تنهدت وارتاحت عندما رأت أمها تقبل وتضم جنينها .. فرحت ودمعت عيناها .. فهي لم تتوقع أن تتقبل أمها مولدها الصغير

    قال أبو محمد: كفى يا أم محمد فنحن نغار من هذا الصغير (ونظر إلى أبنائه الذين يتابعون أمهم بشغف)

    نظرت أم محمد إلى أفنان وقالت لها: هل تحبينه؟........ أو لا تحبينه لأنه بدوي؟
    - اتركيني أنظر إليه أولا
    - لا تنسي أنك خالته (وغمزت لها يعني يجب أن تحبيه)
    - (محمد) حتى أنا خاله وأريد أن أحمله .. أنا أحبه
    - (جنى) وأنا بعد أنا خالته .. أنا أحبه

    أخذته أفنان ثم ابتسمت له وقبلته وضمته ثم قالت: لو كنت عارفة أنه هكذا لما قلت ما قلت في السيارة ..
    سألتها سندس: وما قلت؟

    ردت أمها: كانت تقول أنها غير متحمسة لرؤيته .. بقدر ما هي متحمسة لرؤيتك أنت

    قالت أمها ذلك حتى لا تعرف سندس ما كان يقوله أخوانها وما كانت تقوله أفنان بالذات من أنها لن تحب الصغير .. وفي نفس الوقت لم تكذب أمها في كلامها بل لفت الإجابة لفا

    بعد برهة من الوقت استأذن عامر بالقهوة التي صلحها في خيمة والدته وأحضر بعض التمر لهم .. جلس عامر يمد لهم القهوة .. ثم طلب أبو محمد من أم محمد أن تكشف وجهها فهذا زوج ابنتها

    فكشفته على استحياء .. وابتسمت لذلك سندس ..

    كانت أم محمد تتأمل عامر وأخلاقه وكرمه وتسمع لحديثه مع أبي محمد وترى ابتسامته عندما ينظر إلى زوجته سندس .. فعرفت أنه يحب ابنتها ويهتم بها ويفرح لفرحتها

    فارتاحت لذلك وقالت في نفسها: أنت خير من يتزوج ابنتي .. لو أنك غير بدوي ..

    لم تكن تعيبه على بداوته ولكنها كانت تريد رجلا لابنتها من ثوبهم أو على الأقل من جنسيتهم .. يعني أردني

    في تلك الليلة ذبح لهم عامر خروفا وشواه لهم في خيمة والدته ثم قدم العشاء بمساعدة والدته التي جاءت بعد صلاة العشاء لتسلم على أهل سندس

    تسامروا ليلا بعد العشاء .. وجلست سندس تحكي لأمها عن كل شيء .. عن عامر وعن البادية وعن الرعي وعن القبيلة ونسائها وعن الربيع وعن الحر في الصيف

    كانت تحكي لها عن كل ذلك وكأنها تستمتع بالحديث عنه .. فالحياة في البادية ليست سيئة كما يظنون .. إنها رغم افتقارها لأشياء كثيرة إلا أنها مريحة نفسيا
    7

    ابتسمت والدتها لحديثها ثم قالت في نفسها: كم تغيرتِ يا سندس .. أين الفتاة التي كانت تبكي إن نقصها شيء ما؟ أين تلك الفتاة المغرمة بالتسوق؟

    أين تلك الفتاة التي لا تلبس إلا البناطيل رغم تحذير والدها لها .. ولكنها لا تهتم لتحذيراته

    أين تلك الفتاة التي ترفض تغطية وجهها؟ .. وهي الآن تضع طرحتها عليها حتى وهي في خيمتها وحيدة

    أين هي عندما طلبت من والدها أن يسافروا لسوريا ولبنان ..أو تركيا .. ؟ والآن هي لا تتحدث إلا بالبادية والجبال والمرابع

    أين تلك الفتاة التي تساير زميلاتها في المدرسة فتسمع الأغاني .. وتتابع المسلسلات؟ وهي الآن لا تسمع لغير الراديو

    أين الحضارة ومغرياتها؟ هل نسيتها يا سندس واقتنعت بهذهـ العيشة البسيطة الخالية من كل التعقيدات

    هل نسيتِ يوم كنت تبكين وتقولين يجب أن أذهب لأقص شعري وأصبغه مثل المعلمة الفلانية .. ورفض أبوك .. وكنت تبكين طوال الوقت حتى ضاق بك أبوك ذرعا وهو يقول أنك صغيرة على ذلك .. ولكن كنت لا تفهمين ..

    نعم فحب التقليد وحب الموضة سيطرا على عقلك حتى جننت بهما وحتى زوجك والدك ليرتاح من ذلك كله

    زوجك لبدوي حتى يكسر كل ذلك في نفسك الثائرة..


    وها أنت قد نسيتِ كل شيء .. أو ربما تناسيته .. أو ربما تلقيت درسا قويا ولن تنسينه ما حييت

    لم تنتبه أمها من أفكارها وذكرياتها تلك إلا على صوت سندس وهي تقول: أمي هل معكم مزيد من الفرش؟ فالبرد قوي ويجب أن تتغطوا جيدا
    - آه .. نعم فقد نبهني أبوك لذلك

    000000000000000000000000000000 0000000

    قبل أن تنام سندس سألتها والدتها عن اسم ابنها فقالت: نحن مختلفون .. أنا أريد اسما وهو يريد اسما بدويا
    - وماذا يريد؟؟


    - أنا أود تسميته حسام ..


    وهو يريد


    ,




    ,





    ,[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:23 AM   #6




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center] اسما بدويا
    - أنا أود تسميته حسام .. وهو يريد سليمان على اسم أبيه
    - وماذا ستفعلون غدا ؟.. وهو يوم سابعه .. يجب أن تحسموا الأمر
    - لا أدري

    :


    :

    في يوم الخميس استمتعت عائلة أبو محمد بتواجدهم في البادية

    التي يزدان جوها في الشتاء بالأمطار الخفيفة التي تلطف الجو وترطب الأرض فينبت بعده العشب

    فخرجوا مع عامر صباحا ليشاهدوا الربيع في بعض الأراضي المجاورة للجبال وأماكن تجمع شعبان الوادي ..

    وهناك لعب الأولاد وتسابقوا واستمتع أبو محمد بحديث عامر عن البادية وعن الحيوانات البرية والأعشاب الربيعية

    أما أم محمد فبقت بجوار ابنتها سندس وكانت أم عامر تزورهم ما بين وقت وآخر
    وتحضر لهم القهوة والحليب الدافئ ..
    وكانت أم محمد تنصح ابنتها في خلوتهما في كيفية معاملة الصغير الذي يحتاج للدفء
    ولبعض الأدوية التي تفيده

    بعد الظهر ذبح عامر عقيقتي ابنه ووزعها على قبيلته وترك بعضا ليطبخه عشاءا له ولأهل زوجته

    كان يوم الخميس ذاك يوما مليئا بالأحداث السعيدة سواءً لعامر وسندس أو لعائلة أبي محمد ..

    في المساء حسم أبو محمد الخلاف بين الزوجين حول اسم المولود
    قائلا: يا ابنتي اسم المولود من حق الوالد .. هو الذي يسمي ..
    وأنت فضلك الله بثلاث حقوق على أبيه ولكن ليس من بينها تسمية .. وسليمان اسم نبي من أنبياء الله ..
    - لكنه لا يعجبني .. وليس في عائلتي ..
    - يا بنتي عائلتك هي عامر وابنك هذا .. وتنتمون إلى هذا المكان .. أتمنى أن تفهمي كلامي

    - (عامر) يا عمي دعها تسمي ما تريد .. أنا سأتنازل ...

    - (قاطعه أبو محمد) لا .. لن تتنازل الآن .. هي ستسمي ما تريد لكن ليس الآن ...
    المولود الثاني إن شاء الله (ثم نظر إلى ابنته وابتسم)

    - (قالت سندس بعد أن رأت إصرار أبيها) حسنا .. ليكن سليمان
    - بوركت يا ابنتي .. كوني دائما مطيعة واعلمي أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ..
    وأنت تركتِ عنادك لترضي زوجك وسيعوضك الله به سعادة ورضا

    في الغد في يوم الجمعة ودعت سندس أهلها الذين أنسوها بتلك الزيارة التي لن تنسها أبدا ..
    وكانت تخاف من ساعة الفراق .. وها هي حانت .. فأخذت تعزي نفسها بوليدها الذي لن يفارقها
    وسيبقى معها ليملأ عليها دنيتها

    بعد أن رحلوا وجدت سندس الخيمة كئيبة موحشة .. أرجاؤها خالية .. فصارت تتذكر أماكنهم بالأمس فيها ..

    فأبوها كان يتصدر المجلس وبجانبه عامر ولكن من جهة الباب وأمها تجلس دائما على طرف فراشها وأخوتها موزعون هنا وهناك

    دمعت عيناها ثم ضمت سليمان إلى صدرها لعله يؤنسها بنبضات قلبه الصغير ..
    ثم قامت لتفتح هداياهم التي جلبوها من المدينة

    إنها ملابس لسليمان وسرير ليرفعه عن الأرض وناموسية لتحفظه من الحشرات الطائرة ..

    وما هذا أيضا؟
    إنها ألعاب له إذا كبر قليلا .. وهذه ملابس لها ...

    فرحت بكل ذلك وقامت لترتبه في دولابها الذي ما عاد لها وحدها .. بل يشاركها فيه سليمان

    7

    7

    7
    زادت سندس من اهتمامها بزوجها أكثر من قبل ..

    فالآن هو أبو وليدها وحبيبها سليمان .. وكانت تريد منه رجلا يفخر به سليمان في حياته
    وليس مجرد راعي غنم في صحراء شمال الحجاز

    كانت تسأله عن تعليمه فيقول أنه ترك المدرسة من بعد المتوسطة ليتفرغ لرعي الغنم ولمساعدة والدته ..
    ولكن سندس قالت له يجب أن تكمل تعليمك .. وأنا سأرعى الغنم بدلا منك ..
    وسأهتم بسليمان وبأمك أما أنت يجب أن تبحث عن ثانوية لتكمل تعليمك فيها

    أمام إصرارها بحث عن أقرب ثانوية في الهجر القريبة وسجل فيها ليدرس ..
    وتبقى مشكلة النقل .. فليس من المعقول أن يمشي مسافات بالكيلوات ومتى يصل؟ ..
    فأشارت عليه سندس أن ينقله أحد أبناء القبيلة ممن معهم سيارة مقابل أن يعطيه سمن الغنم ليبيعه السائق ويستفيد منه

    اتفقوا على ذلك وكانت سندس وأم عامر توفران السمن وتقتران على نفسيهما من أجل عامر
    وسارت الأمور بلا أحداث جديدة حتى أكمل سليمان سنتين ونصفا

    عندها أنجبت سندس مولودها الثاني ولكن لم يكن حسام كما كانت تسميه وهو في بطنها ..
    لأن المولود كان بنتا جميلة ولم يختلفوا هذه المرة في تسميتها
    لأن عامر ترك لها أن تختار ما تشاء بناءا على وعد والدها (أن تسمي الثاني أمه) فأسمتها:

    أسيل

    طبعا كان البدو حولها يتعجبون من ذوقها ومن هذا الاسم الغريب لابنتها
    ولا يملكون إلا أن يقولوا: (حضرية وذوقها غير .. الخوف على عامر الذي ستحضره وتغيره زوجته)

    في ذلك الوقت كان عامر يدرس في الصف الثاني ثانوي في الهجرة القريبة
    وكانت سندس تتحمّل عنه رعي الغنم .. حتى وضعت حملها وكان الوقت صيفا حيث يستطيع عامر القيام
    بالرعي وشئون الخيمة بدلا منها

    وكما في ولادتها السابقة زارها أهلها ليباركوا لها مولودتها الجديدة ..
    إنها جميلة جدا ولكنها تميل للسمرة قليلا وتملك عينان بدويتان واسعتان كعيني أبيها الساحرتين

    ومن ثم أكملوا مسيرتهم إلى الأردن حيث سيقضون إجازة الصيف هناك ..
    رحلوا من عند سندس التي حزنت كثيرا لرحيلهم وأكثر عندما طلبت من والدها مرافقتهم
    فرفض طلبها رغم شفاعة عامر لها

    فبقت كسيرة الخاطر تملؤها الذكريات والحنين للأردن ولأقاربها ..
    تتحرق شوقا لمرافقة أهلها في السفر وللسكن معهم سواء في المدينة أو عمان

    ولكن .. هيهات هيهات .. وأبوها قد قطع صلتها بكل ذلك .. وأوصد باب اليأس في طريق آمالها وأحلامها ..

    صرفت تفكيرها عن كل ذلك فهو لن يزيدها إلا حسرة وألما..
    وشغلت نفسها بطفليها وقرة عينها سليمان وأسيل

    :::::::::::
    :::::
    ::
    وبعد مرور سنة

    :

    :




    :



    :تخرج عامر من الثانوية ثم توجه بصحبة أحد أخوته إلى المدينة ليسجل في الجامعة ويكمل دراسته ..

    كان متحمسا جدا ويغذي حماسته صوت سندس اللحوح بأن يكمل دراسته ويبني مستقبله

    وعندما علمت سندس بأنه قُبل في الجامعة عرضت عليه أن ينتقلوا بالسكن إلى المدينة
    فرفض ذلك وقال أنه سيدرس وحيدا هناك وسيتردد ما بين أسبوع وآخر عليها ليراها وأبناءه وأمه

    لم تكن لديه قناعة تامة بالسكن في المدينة فهو لا زال يحب البادية ويحب خيمته وأغنامه ولا يرضى بها بديلا

    أما أهل سندس فكانوا يزورونها كلما سافروا للأردن ويجلبون معهم الهدايا والملابس والطعام الذي تحبه والحلوى لأطفالها .. وسارت الأمور على ما يرام

    :


    :




    :


    عامر البدوي الآن هو في الحرم الجامعي ..

    لم يكن ليتخيل نفسه يوما في هذا المكان ..

    لم يعتد هذه الجدران التي تسد الرؤية أمام عينيه وتحجب الأفق الرحب .. لم يعتد هذه المكيفات التي تطن فوق رأسه ولا تلك الأنوار القوية المزعجة

    كل تلك الأجواء كانت مزعجة له في بداية الأمر .. حتى الطعام لم يناسبه كثيرا ..

    وأكثر ما يزعجه هو السكن الجامعي وأخلاق الطلاب المتباينة مابين سيئين وطيبين ..

    ولم يمض وقت طويل حتى اعتاد عامر كل ذلك ..

    واعتاد حياة المدنية التي كان يسمع بها دائما وخاصة من سندس .. وكان يتبسم كلما تذكر أن سندس الحضرية تسكن البادية الآن وهو البدوي يسكن الحاضرة ..!


    اليوم يومٌ مختلف جدا

    اليوم هو يوم تخريج دفعة من طلاب الجامعة بأقسامها المختلفة ..

    عامر يقف بين زملائه خريجي قسم الأحياء الدقيقة .. لا يدري عامر لمَ انجذب إلى هذا القسم بالذات ..

    ربما فضوله لمعرفة هذهـ الأمور التي كان يجهلها تماما هو الذي وجهه هذا التوجيه العلمي البحت ..

    والذي أروى عطشه للأمور العلمية خاصة .. والتي كانت سرا ولغزا كبيرا في عالمه

    كان عامر يقف بين زملائه مبتسما هادئا فرحا وواثقا بنجاحه وتفوقه الذي ستثبته الاختبارات القادمة ..

    ولا يفصله عنها سوى أسبوع الاستعداد

    كان يقف شامخا بقامته الطويلة وبشرته البرونزية التي تعلوها سمرة اكتسبها من الشمس ..

    يقف بعباءة التخرج السوداء ويتوج رأسه الشماغ العربي الأصيل


    :[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:27 AM   #7




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]كان يقف شامخا بقامته الطويلة وبشرته البرونزية التي تعلوها سمرة اكتسبها من الشمس .. يقف بعباءة التخرج السوداء ويتوج رأسه الشماغ العربي الأصيل

    ذكّره منظر العباءات السوداء بزوجته الغالية سندس والتي تنتظره على بعد أكثر من ثلاثمائة كيلومتر ..
    تذكّر عباءتها التي قدمت بها قبل ثماني سنوات ولم تغيرها منذ ذلك الحين

    لقد تسلل إليها البلى وخف سوادها حتى صارت شهباء ..
    ولا تصلح لأن تخرج بها إلى ما هو أبعد من خيامهم ..

    حتى القرى المجاورة كانت عباءتها لا تليق بالقدوم فيها عليها

    - عامر نادوا على اسمك .. أسرع

    كان ذلك صوت زميله يستحثه على تسلم شهادة التقدير من وكيل القسم الذي نادى على اسمه ..

    أسرع عامر وقد خطرت في باله فكرة فرح بها وتحمس لتحقيقها

    بعدما خرج من الجامعة استقل عامر سيارته التي تقف خارجا وهي سيارة قديمة من نوع تويوتا هايلكس

    اشتراها بعد أن جمع لها من مكافأة الجامعة

    توجه بلا وعي للسوق وهو يتحسس محفظته كلما توقف عند إشارة ليرى إن كان ما فيها يكفي لغرضه ..
    وعندما وصل إلى سوق قباء ترجل عند أحد محلات العبايات النسائية ..
    فاختار عباءة شديدة السواد وطرحة حريرية لزوجته الغالية

    ما إن جلس عامر على مقعد السيارة حتى تذكر سليمان الذي صار عمره الآن سبع سنوات وأسيل ذات الأربع ونصف وحسام ذي السنتين ..
    وهل يعقل أن يفرح هو وزوجته وتفرح بعباءتها ولا يفرح أطفاله بشيء؟

    نظر إلى محفظته التي كانت لا تحوي غير 75 ريالا بالكاد تكفي للبنزين وبعض الحاجيات التي سيشتريها كالخبز مثلا

    عند محطة البنزين نزل عامر ليشتري بعض الحلوى فهي لا تكلف مالا مثل الهدايا والملابس ..

    وكان يتمنى لو معه مزيد من المال ليشتري لهم ملابسا جديدة أو يحقق لهم بعض طلباتهم ..

    فهذا سليمان يريد حذاءا جديدا .. فزملاؤه في المدرسة عليهم أحذية وهو قد انقطع نعله وصار يذهب حافيا

    تنهد عامر وهو ينظر للأمل القريب .. نعم القريب جدا فسيقدم أوراقه لديوان الخدمة وينتظر تعيينه قريبا ..

    لقد قال له زملاؤه أن خريجي الأحياء الدقيقة محظوظون بسبب قلتهم ووفرة الوظائف الشاغرة لهم

    7

    7



    7


    7

    فرحت سندسا كثيرا وهي تختال بعباءتها الجديدة .. فرحت بعودة زوجها بعد غياب ثلاثة أسابيع بسبب الاختبارات التطبيقية المتواصلة وفرحة بحفل تخريجه .. وفرحت بقرب انتهاء دراسته

    أما عامر فكان يقف متأملا فرحتها وبهجتها ..

    وهي تبدو كالحورية الجميلة بعباءة أميرية .. أو كالبدر المنير يلبس سواد الليل ..

    وحولها أولادها الصغار يدورون كوصائف حولها ..

    وكل واحد منهم يقول: ياااه عباءتك يا ماما مررره حلوة ..

    والصغير حسام يدور معهم ويردد: الوه الوه(يعني حلوة) ظنا منه أنهم يلعبون لعبة ما من ألعابهم الكثيرة

    جلس عامر جانبا بعد أن ذهبت سندس لتعد طعام الغداء وهو يتمنى في نفسه أن لا تسأله سؤالها المعتاد

    : إذا تخرجت يا عامر .. هل سنسكن في المدينة؟؟

    لن تحتج بالمصاريف لأنك ستستلم مرتبا كافيا لتغطية معيشتنا هناك .. ماذا قلت؟؟
    ثم يتذكر رده عليها: لا أعلم يا سندس .. لكل حديث أوانه .. ولم أتخرج بعد

    لا يريدها أن تسأله لأنه يعد لمفاجأة ستسرها بالطبع ... وهي التي لم تر أنوار المدينة من ثماني سنوات ولم تركب سيارة ولم تنزل سوقا وهي المغرمة به ولم تر من أقاربها سوى أهلها ..

    وهي التي فارقت صديقات طفولتها رغما عنها وابتعدت عن رفاهية المدن إلى قسوة البادية

    لا يريدها أن تسأله وهو الذي يعرف أمنياتها في العودة للمدينة .. وبالسكن فيها مجاورة لأهلها ..
    وللمسجد النبوي الذي تبكي عندما تسمع أذانه يشق سماعات الراديو المتواضع

    لا يريدها أن تسأله وهو الذي يعرف طموحها الذي حولته طموحا له وأصرت على أن يكون رجلا عصاميا يشق طريقه الصعب بكل قوة وحماسة وخاصة بعد أن توفت أمه العام الماضي ..

    فبقت وحيدة تواجه صعوبات الحياة البدوية فترعى أغنامها مع سليمان وتترك أسيل وحسام الصغير عند عمتهم

    ثم تعود لتصنع غداءهم وترعى شئون خيمتها فتصنع السمن والإقط وتحيك بعض الصوف

    لتبيع بعض ما تعمله وتتعيش منه وصغارها ..

    وتقوم في الصباح الباكر لتحلب أغنامها وتسقي صغارها ثم تودعهم عمتهم وتذهب للرعي مجددا

    أحس عامر بدمعة حارقة تكاد تخرج من ناظريه ولكنها تمنعت ..

    ربما خوفا أن يراها صغاره فيعيبونه عليها ..

    لكم قاست هذه الفتاة المدللة الجميلة التي كان ينتظر مجيئها شبان الأردن ويبنون أحلامهم عليها؟!

    لا يريدها أن تسأله لأنه ببساطة لا يريد أن تجد إجابة مخيبة ولا يريد أن تكتشف مفاجأة خبأها لها وعما قليل ستعرفها .. لذلك فكر بأن يصرفها عن هذا السؤال بطريقة ذكية

    قدمت سندس لتدخل خيمتها حافية القدمين تتعثر بثوبها الطويل وتلف رأسها بوشاح طويل وتغطي نصف وجهها عن حرارة الشمس فتبرز عيناها العسليتان وتمسك بيديها صحن الغداء الذي أعدت فيه لحما ومرقا ليأكلوه بالخبز الطازج الذي ينتظرونه كلما عاد به عامر من المدينة

    وضعت الصحن أمام عامر الذي لم يرفع ناظره عنها منذ أن قدمت من خارج الخيمة ..

    وقد لاحظت نظراته الملازمة لها .. ثم التفتت لتنادي أولادها للغداء متلافية بذلك نظراته ..

    ثم تسحب حسام الصغير الذي أمسكها من خلفها وكأنه فرح بجلوس أمه ليتسلق ظهرها ..

    ثم تضعه في حجرها وتطعمه الخبز المغمس في المرق

    سألها عامر: أتحبين الأردن؟؟

    - شيء طبيعي لما أكون أردنية .. أحب الأردن

    - ومازلت لا تعترفين أنك بدوية وأصبحت أما لهؤلاء البدو؟ (وأشار لأولادهما)

    - قد يكونون بدوا ولكني أنا أردنية .. لتقل أردنية بدوية .. ولكن لست سعودية بدوية

    - ولمَ هذا التعصب؟

    - ليس تعصبا .. هذه هي الحقيقة

    - وهل تودين زيارة الأردن؟

    - هل أنت جاد؟

    - أجيبي على قدر سؤالي؟

    - بالطبع .. أتمنى وأحلم أيضا بزيارتها (وجاءت صورة أقاربها ومساكنهم هناك في عمان ومزارعهم التي يخرجون إليها وجوها العليل)

    - إذن استعدي لزيارتها ولا تسأليني متى بالضبط .. لأني لم أحدد بعد .. انتبهي(وأشار بيده) استعدي بصمت إلى أن أخبرك بسفرنا


    نظرت إليه بنظرات غريبة وابتسامة تخلط السرور والدهشة ..

    حاولت شكره ولكن مفاجأته علقت لسانها ولم ينتظرها عامر بل قام ليغسل يديه ويرتاح ..

    فقد ارتاح لخطته التي ستصرفها عن أسئلتها الكثيرة وستنشغل من الآن بالإعداد للسفر للأردن

    "

    "
    - هيا يا أم محمد هل انتهيت؟

    - نعم .. لقد جهزت الأغراض .. ولكن هل سيأتي الأولاد معنا

    - نعم فاليوم سننتهي من ترتيب منزل ابنتك

    - هيا يا أولاد (وأكملت وهي تبحث عنهم) هيا يا أفنان ..

    سنذهب إلى بيت أختك سندس .. وأنت يا جنى .. هيا ..

    - صحيح يا ماما؟ (تسألها جنى التي صار عمرها الآن 13 عاما)

    - إيه يا ماما .. خلصوا لنذهب سريعا

    أما أفنان فأسرعت لتحمل صندوقا أعدته هدية لأختها التي ستسكن منزلها الجديد وكانت أفنان قد بلغت السادسة عشرة من عمرها ..

    أما محمد فهو في السنة النهائية من الثانوية وهو يستعد لاجتياز شهادة الثانوية بتفوق

    أما أيمن ذي الست سنوات والذي جاء بعد أحداث زواج سندس

    فهو ماهر في تقليدهم فقط ويردد كلامهم أنه يحب سندس ويحب سليمان وأسيل وحسام ...

    وإلا ما يعرّفه بسندس وهو لا يراها في السنة إلا مرة أو مرتين بالكثير؟

    عندما خرج أبو محمد كان محمد داخلا للتو فقال له: سنذهب إلى منزل أختك سندس لنستقبلها الليلة إن شاء الله .

    . فهي قادمة مع عامر .. وأريدك أن لا تتأخر عن الحضور على الأقل قبل أن تصل أختك

    - لا تهتم يا أبي .. سأكون حاضرا .. ولكن لم تقل لي متى ستصل سندس؟

    - قد تصل بعد صلاة المغرب مباشرة .. وما عليك إلا أن تصلي وتأتي بعد الصلاة مباشرة

    - حسنا .. هل تريد أن أحضر معي شيئا؟

    - لا أريد أن أشغلك عن دراستك .. ستحضر معنا وتستقبل أختك .. وبعد العشاء ستنصرف لتكمل مذاكرتك ..

    مفهوم؟؟
    - نعم .. سأعود إن شاء الله


    "
    في منزل سندس أو بالأصح عامر الجديد
    "

    تركض أم محمد وبناتها لإعداد القهوة والعشاء ...

    وكلما دخلت أم محمد مكانا ذهبت لتتأكد من أن أثاثه مكتمل ولا ينقصه شيء ..

    حتى المناديل والتحف والأشياء الصغيرة تتفقدها وتقلبها ..

    وكلما دخلت المطبخ ركضت للتأكد من أن الثلاجة لا ينقصها شيء مما تحبه سندس ..

    من الجبن والزيتون والمربى وبعض الحلويات وصينية الكنافة التي ستقدم بعد العشاء

    منذ يومين وأم محمد تحاول أن تتذكر كل ما تحبه ابنتها لتقدمه لها عندما تأتي مسافرة من البادية التي ابتعدت فيها كثيرا عن أشياء تحبها وأخرى تعشقها

    وقفت أمام المربى وقد دمعت عيناها وهي تتذكر سندس عندما كانت طفلة تلعق المربى بأصبعها

    فتضربها على يدها وذات يوم هددتها إن لعقته بأصبعها مجددا أن تكوي يدها بالنار ..

    فأخذت عود ثقاب بعد أن أطفأته ولامست به راحة ابنتها لتصرخ وتبكي ..

    وقفت أم محمد تبكي أمام الثلاجة وهي تتذكر قسوتها على ابنتها

    ثم قالت

    تعالي يا سندس العقي المربى كما تريدين .. العقي كل ما يحلو لك .. كم كنت قاسية معك ..

    لو كنت عارفة أنك ستلاقين هذا المصير .. وأنك ستحرمين من هذه المتع والملذات لما عاقبتك

    ووضعت حدا لنهمك وحبك للمربى

    - ماما .. ماذا بك ؟ هل تبكين؟ (أيمن الصغير يسألها بحيرة)

    - لا يا حبيبي .. لكن عيوني تحرقني قليلا ربما من برودة الثلاجة

    (ثم أقفلت الثلاجة وهي تقول في نفسها ومتى كانت البرودة تحرق العينين؟)

    7

    7

    في الطريق وعلى سيارة عامر القديمة الهايلكس كانت سندس تجلس بجانبه وفي حضنها حسام وفي الخلف

    يجلس سليمان وأسيل وهما ينظران إلى الطريق ويقولان: أنظر يا بابا .. الطريق يجري بسرعة إلى الخلف

    فيبتسم أبوهما لكلامهما ويرد عليهما: الطريق لا يجري بل السيارة تجري للأمام

    - أعرف يا بابا .. نحن نحسبه يجري وهو لا يجري .. (كان ذلك رد سليمان حتى لا يظنه والده غبيا)

    أما سندس فعيناها لا تفارق خطوط الطريق البيضاء وكأن السيارة تبتلعها فتستمع بهذا المنظر وبسرعة السيارة التي لم تركبها منذ أكثر من ثماني سنوات وهو عمر زواجها

    - كم يوما سنجلس يا عامر؟

    - لا أدري بالضبط

    - وما أخبار تعيينك؟ هل ظهر اسمك؟

    - سنأخذ الأخبار عندما نصل المدينة..

    - يارب يظهر اسمك في المدينة .. حتى نسكنها ..

    - لماذا يا ماما؟ لماذا تدعين أن نسكن المدينة هل هي أحسن؟؟ (سليمان يسأل)

    - نعم .. عندما تراها يا سليمان ستعرف لمَ أحبها وأتمنى سكناها

    :::::::::
    ::::
    ::
    توقفت سيارة عامر أمام منزل جميل يتوسط فناءا تتزين جوانبه ببعض الشجيرات ..

    ثم يلتفت عامر إلى أولاده قائلا: هيا انزلوا

    - ولكن .. ليس هذا منزل أهلي؟؟

    - هم أعطوني هذا العنوان

    - هل غيروا منزلهم؟؟

    - ربما (ونزل بسرعة حتى لا تحاصره بأسئلتها وضرب الجرس)

    حينها أسرع محمد ليفتح الباب لأخته وزوجها وأولادها ثم يأخذهم إلى داخل المنزل الصغير ..

    دخلت سندس حاملة حسام بيدها ومن خلفها عامر وقد أمسك سليمان بيده وأسيل بالأخرى

    - مرحبا .. مرحبا .. أنرتم المكان بحضوركم (كان ذالك صوت أبي محمد مرحبا وفرحا بقدومهم)

    - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    - وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

    أهلا حبيبتي .. أهلا بابنتي الغالية (ثم نظر إلى عامر) أهلا بأبي سليمان .. تفضل .. حياك الله

    دخلوا جميعهم للصالة التي كانت أم محمد تنتظرهم فيها أما أفنان وجنى فدخلن إلى غرفة جانبية حتى

    لا يراهن عامر .. ولم تكد تقوم من مكانها حتى أسرعت سندس إليها لتضمها إلى صدرها

    وتبكي فرحة بلقائها

    ثم سلمت أم محمد على عامر وضمت سليمان وأسيل وقبلتهم على خدودهم الغضة ثم حملت حساما وضمته بقوة لتفرغ فيها حبها وشوقها له ولأمه وأحفادها

    همس أيمن في أذن سندس قائلا أن جنى وأفنان يردن السلام عليها وعلى أولادها فهن لا يطقن الانتظار ..

    فقامت مسرعة خلف أيمن ونادت سليمان وأسيل ودخلت الغرفة على أخواتها اللاتي اشتاقت لهن كثيرا

    لقد احتارت بينهن فكل واحدة منهن تريد السلام عليها أولا وتريد أن تضمها إلى صدرها ..

    لقد كان لقاءا حارا بحرارة أشواقهم وحبهم لبعضهم

    بعد برهة من الزمن خرجت سندس للتناول القهوة مع والديها وزوجها ..

    وبينما هي كذلك كانت تتأمل المنزل الصغير والجديد ..

    فتارة تنظر للسقف تزينه بعض الإضاءات الصفراء والبيضاء

    وتارة تتأمل أصباغ الجدارن الجميلة وتتأمل ستائره ومفارشه وسجاده ..

    وفي نفس الوقت تتعجب من صغر المكان .. وتقول في نفسها

    (هل يعقل أن يسكن أهلي في بيت أصغر من بيتهم السابق؟؟)

    بعد العشاء قامت سندس إلى المطبخ العصري لتساعد في نقل ما تبقى من العشاء إلى المطبخ ..

    ثم أخذت تقارن بين خيمتها وبين هذا المطبخ

    أول ما نظرت إلى صنبور الماء .. لا يحتاجون إلى نقل الماء كما تفعل ..

    ثم نظرت إلى الفرن .. صحيح أنها تمتلك فرنا صغيرا ولكنه لا يجاري هذا الفرن .. ثم نظرت للثلاجة ..

    كم افتقدتها وكم احتاجتها .. وكم تمنتها في بعض الليالي التي يقصر فيها الطعام عليهم ..

    وتتخيلها أما للطعام تلده.. وهم يأكلون ما تلد

    تأملت دواليب المطبخ وأرففه والأواني الصينية والزجاجية ... ما أجملها وما أبهاها وهي تعكس النور من نظافتها ولمعانها ..

    ثم تذكرت أوانيها في البر لا تكاد تنظف من الغبار والطين أو الرماد

    7

    حتى الحمام – أعزكم الله – لم يكن بودها عندما دخلته أن تخرج منه ..

    وقفت تتأمل نظافته وبريق السيراميك فيه .. والخزف والتحف التي تجمله

    وعندما خرجت كانت أمامها مغسلتين براقتين ويتوافر فيهما الماء البارد والدافئ ..

    ثم تذكرت الأيام التي كانت تخرج في البرد والصقيع لتحضر الماء ثم تدفئه ليتوضئوا منه للصلاة

    لم يخف على أحد دهشة سندس وتأملاتها في المنزل وشوقها الشديد للسكن في المدينة ..

    ولذلك خطط عامر قبل ذلك مع والدها لاستئجار منزل من دور واحد بالقرب من منزل أهلها وتجهيزه وتأثيثه بما يسر سندس

    بعد أن تناول الجميع الشاي في الجلسة المسائية التي تلت العشاء سألت سندس والدتها عن منامهم ..

    لأن أولادها بدؤوا يتساقطون هنا وهناك وقد غلبهم النعاس

    ضحكت والدتها ثم سحبتها لتدخل قسما فيه ثلاث غرف نوم فتحت الأولى وقالت هنا ينام سليمان ..

    فنظرت إليها سندس بدهشة: لوحده؟؟

    قالت: نعم ... ثم سحبتها للأخرى وقالت: هنا تنام أسيل .. فأعادت سندس سؤالها : لوحدها؟

    قالت: نعم ثم سحبتها للغرفة الأكبر وقالت: وهنا ستنامين وعامر

    - ولكن كيف ... ؟ .. وأنتم يا أمي .. هل ستنامون فوق؟؟

    - لا يوجد فوق .. انتهى المنزل .. ونحن سننام في منزلنا

    - منزلكم؟؟

    - نعم

    - وهذا؟

    - منزلكم أنتم

    - ماذا؟! .. منزلنا نحن؟؟

    - نعم

    - أمي ..

    - (قاطعتها أمها) لا تتعجبي يا سندس ..

    فهذه هي المفاجأة التي أعدها لك عامر وساعدناه في ذلك ..

    وهو أقل ما يمكن أن يقدمه لك .. لو سمحت حالته المادية لاشترى قصرا يليق بك ..

    ولكنه استأجر منزلا في المدينة التي تحبين سكناها وتحبين جوار أهلك فيها

    وقبلهم جوار نبيك صلى الله عليه وسلم

    دمعت عينا سندس وهي لا تكاد تصدق أذنيها فخرجت إلى حيث يجلس والدها وعامر لتتأكد من أن ما تعيشه

    واقع وليس حلما .. وعندما رآها عامر بادرها بالسؤال: هل أعجبك منزلنا يا سندس؟؟

    جلست بجانبه ثم قالت: هل صحيح ما تسمعه أذناي؟

    أمسك عامر بأذنها وقال: وإن لم تصدق أذناك ذلك فسأقطعها حتى تفيقي وتصدقي

    جاءها صوت والدها مؤكدا: مبارك يا بنيتي هذا المنزل ..

    اللهم اجعله منزل خير وبركة ..
    اللهم أنزلهم منزلا مباركا وأنت خير المنزلين

    حينها تأكدت سندس أنه لا تحلم وأن ما تسمعه حقيقة ..

    فصوت أبيها دائما ما يكون جادا وحقيقيا وحازما وكأنه الفاصل بين الحلم والحقيقة

    .

    .[/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:29 AM   #8




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]في إجازة بين الفصلين يحتفل أقارب أبي محمد بقدومه مع عائلته ..

    ولكن قدومهم هذه المرة يختلف عن المرات السابقة ..

    لقد قدمت معهم سندس التي لم تزر الأردن من تسع سنوات ماضية

    نزلت عائلة أبي محمد في بيت جد سندس لأمها والذي يكون في نفس الوقت خالا لأبي محمد .. أما جدها لأبيها فمات في فلسطين من سنوات خلت

    كان الجميع متلهفا لرؤية سندس البدوية بحكم سكنها في البادية منذ تزوجت .. ويتساءلون هل غيرتها البادية؟ وهل غيرت طباعها؟ واهتماماتها وذوقها؟

    لقد تخيلوا امرأة تلبس ثوبا مشجرا طويلا وأكمامه طويلة فضفاضة وعليها وشاح أسود يصل لركبتيها وقد لبست برقعا أو نقابا .. وقد أثرت الشمس في يديها فرسمت حدا للسمرة عليها

    أما أولادها فلم يتخيلوا لهم صورة أحسن أو أفضل مما تخيلوه لأمهم .. !

    000000000000000000000000000000 0

    في ذلك المنزل المتواضع تجمع أخوة أم محمد وقد حضرت بنت عمتهم التي هي أخت محمد لاستقبال القادمين من السعودية .. ولصنع عشاء يكفي المجتمعين في تلك الليلة

    وعلى مشارف عمّان كانت سيارة فان تدخل العاصمة الأردنية ..

    وقتها سليمان وأسيل صرخوا بأمهم: ماما لقد دخلنا عمان .. وصلنا أخيرا .. أخيرا يا ماما سنرى عمان التي حدثتنا عنها كثيرا ..

    لم تجبهم سندس التي لا تريد أن يحس أحد بأن عبرتها تخنقها .. وبأن قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها .. (هذه المرة دخلتك يا عمان غير كل مرة أدخلك فيها سابقا

    هذه المرة أدخلك مع أولادي .. وقد كبرت عن سن الطيش .. وتغيرت طباعي وأخلاقي .. أدخلك هذه المرة زائرة أو ربما ضيفة .. لن تلبث أياما وتعود إلى ديارها

    في المرات السابقة كنت أحس أني عندما آتي إليك أني أزور موطني وأتشبث وأفتخر بك .. وكنت أدخلك وإحساسي كإحساس مهاجر عاد إلى موطنه وقد خطط أنه في إحدى عوداته لن يخرج منك

    أما الآن .. كل شيء تغير الآن .. الآن أدخلك غريبة .. سائحة .. وأعرف أني سأعود سريعا حيث موطني الذي تبنيّته وتبنّاني .. ربما هي البادية أو هي المدينة .. المهم أنه مكان سكنت فيه سنوات ونبت أولادي الصغار فيه

    الآن أدخلك وقد ذُبحت آمالي فيك وفي من يسكنك منذ سنوات .. وانقطعت علاقتي بهم وكأنه حبل وانقطع ..)

    ثم تذكرت كيف كانت تزور أقاربها وقد اختالت عليهم وتكبرت .. وكيف كانت تلبس أمامهم أجمل الملابس .. وتبهرهم بآخر الموضات .. وكيف كان همها أن تظهر بمظهر الممثلات والمغنيات

    أما الآن فهي لا تدري الدنيا كيف تسير ولا الموضة ولم تر التلفاز ولا تدري كيف تطور لباس الناس .. وأكبر دليل على ذلك أنها فوجئت بالتغيير الكبير في أذواق الناس في كل شيء

    000000000000000000000000000000 0
    يسرع سعيد أصغر خال لسندس ليفتح لهم الباب ويدخلهم المنزل .. كان يسلم عليهم بشوق وفرح ويبحث بين الوجوه عن وجه غاب عنه تسع سنوات ... أين هي سندس؟

    نظر لطفل في الثامنة من عمره أبيض البشرة وقد علت وجهه سمرة خفيفة يخالطها احمرار .. وهو نسخة مصغرة من سندس .. نفس العينان العسليتان ونفس الشعر البني اللامع ونفس الملامح الجذابة

    لكنه نحيل وسندس كانت ممتلئة عندما كانت في سنه .. مسكه من كتفيه وسأله: ما اسمك يا بابا؟
    - سليمان
    - أنت ابن سندس إذن؟
    - نعم .. أنا سليمان عامر الـ...

    نظر سعيد للمرأة المتنقبة التي وقفت خلفه .. فصرخ: إنها عيناك يا سندس .. اكشفي .. فأنا خالك ...

    كشفت سندس وجهها عندما تأكدت أن المكان ليس فيه أحد غريب ثم سلمت على خالها بشوق .. وكانت أسيل قد أمسكت بعباءة أمها تنظر لهذا الغريب الذي يسلم على والدتها

    نظر سعيد إلى الصغيرة وقال: هذه أسيل أليس كذلك؟
    - نعم إنها أسيل (أجابته سندس)
    - أما هذه فبدوية .. لا بد أنها تشبه أباها
    - وهذا ما يزيدها جمالا
    - آه .. لا بد أنك مغرمة بزوجك
    - وهل عندك اعتراض؟
    - مازلتِ سندس التي أعرفها .. هذه الكلمة تحفظينها منذ كنت صغيرة (وهل عندك اعتراض؟) .. (ثم ضحك)
    - ألا ندخل يا خالي .. لقد دخل والديّ وربما أكلوا العشاء ونحن نقف هنا في البرد !
    - حقك علي .. ولكني متشوق لرؤيتك ولرؤية أبنائك .. ولكن.. (ثم جال ببصره باحثا عن ولدها الصغير)
    - ولكن ماذا؟
    - أين حسام؟
    - دخل مع أمي .. إنها يحبها أكثر مني وقد لحق بها
    - حتى أولادك لحقهم عشق الجدات؟
    - نعم رغم أننا لم نسكن بجوار أهلي إلا من ثلاثة أشهر .. ولكنهم يحبون أمي ويفضلونها علي أحيانا
    - هيا .. لا أريد أن أؤخرك أكثر من ذلك

    لم يكن استقبال الجميع بأقل من استقبال سعيد ولا شوقهم بأقل منه .. فهذا ينتظر دوره في السلام على سندس ... وهذه تلتقط سليمان وتسحبه لتسأله عن اسمه وعن والده ... والأخرى تضم أسيل التي أعجبتهم بغرابة ملامحها .. فعيناها سوداوان واسعتان ولها أهداب طويلة وبشرتها برونزية اللون وشعرها أسود ولامع وكثيف

    وأما جد سندس فاستأثر بحسام الصغير فوضعه في حجره وأخرج له من جيبه بعض الحلوى .. ثم أخذ يمسح على شعره ويقبله على خديه .. لقد أحبه فهو يذكره بسندس عندما كانت في عمره

    ثم نظر إلى سندس عندما جلست بجواره وسألها : يبدو أنك تحبين الأولاد أكثر من البنت؟
    - ولماذا يا جدي؟
    - لأنهم يشبهونك أكثر منها (ثم ضحك ليبين لها أنه يمزح)
    - ربما (وابتسمت لممازحة جدها لها)
    7
    لم تكن عيونهم لتفارق سندس وأولادها .. وهي التي لم تزدها البادية إلا جمالا ورشاقة .. فبالرغم من أنها أنجبت ثلاثة إلا أن جسمها رشيق جدا وقد يكون بسبب المشقة والعمل في البادية التي لا تسمح ببناء اللحم في جسمها

    لقد تغيرت سندس كثيرا .. هاهي تحب العمل والنشاط .. ومع أنها ضيفة إلا أنها قامت معهم لتساعدهم في تقديم العشاء ..

    أين سندس التي كانت تتهرب من العمل وتتأفف من والديها؟ .. وأينها عندما كانت تتكبر عليهم ولا تريد أن تعمل معهم أو تنظف معهم في المطبخ؟ .. أين سندس التي لا يهمها إلا مظهرها؟ .. وأكبر همها أن لا تتأثر أظافرها أو يتخدش المناكير فيها ..!

    حتى أسلوبها وطريقتها في الحديث تغيرت كثيرا .. فلم تعد تتعالى بصوتها ولم تعد تقاطعهم في حديثهم .. ولو أنها ما زالت تحتفظ ببعض الكلمات والجمل التي تذكرهم بها عندما كانت صغيرة ..

    ولبسها أيضا تغير .. فهي الآن تلبس الملابس الساترة والبسيطة .. وأولادها كذلك

    لقد أسرتهم بكل ذلك .. وأعجبتهم بدماثة أخلاقها وببساطة حديثها .. وبالبشر يطفح من محياها ..

    وبعد العشاء استأذنت عائلة أبي محمد للذهاب إلى شقتهم ليرتاحوا فيها .. وتواعدوا أن يجتمعوا غدا على الغداء .. وبعدما خرجوا .. لم يكن لهم حديث إلا سندس وأولادها

    000000000000000000000000000000 00

    قضت العائلة عشرة أيام في الأردن وستعود إلى السعودية لتستأنف الدراسة هناك .. وكانت هذه الأيام العشرة هي أول فترة تسافر فيها سندس وتترك زوجها في السعودية

    لذلك أحست بالشوق إليه وإلى حديثه وإلى نظراته المبتسمة دوما .. ولذلك اشترت له بعض معاطف الفرو التي يحبها

    لقد كان لهذه الأيام العشرة أثرها في نفسها .. فقد زادت قناعتها بحياتها وبزوجها .. ومما زادها اقتناعا رؤيتها لبنات خالتها وعمتها واللاتي لم يكن حظهن بأحسن حظا منها .. فبعضهن لم تتزوج إلى الآن، والتي تزوجت .. إما أنها تواجه مع زوجها مصاعب الحياة وغلاء المعيشة وشبح البطالة .. أو أنها انفصلت عن زوجها لخلافات بينهم

    أما شباب العائلة التي كانت تعرفهم وتتوقع سابقا أنها ستكون نصيبا لواحد منهم فتفرقوا هنا وهناك .. أحدهم مهاجر للغرب باحثا عن رزقه وآخر رضي بمهنة بسيطة لا تكاد تغطي مصاريفه وعائلته .. ولم تكن حالهم بأحسن من حال عامر زوجها

    وفارس الذي كان ينتظرها تزوج هو الآخر وهاجر للكويت من أربع سنوات وهو يعمل هناك في إحدى الشركات .. وهو الآخر لم يعد يهمها ولم يعد له مكان في قلبها بعد أن استحوذ عليه زوجها وحبيبها عامر

    لم يستحوذ عليه بماله أو جماله أو مركزه أو جاهه.. بل...

    لقد استغرق وقتا طويلا ليكسب محبتها بمعاملته لها وخلقه وحبه الذي كان يسقيها منه حتى صارت مثالا للحنان والحب الفياض

    0000000000000000000000000000
    7في اليوم الأخير خطبت صفاء أخت أبي محمد ابنته أفنان لولدها عصام الذي تخرج حديثا من الجامعة .. فقد أعجبتها بهدوئها وأخلاقها وتجنبها للمكان الذي فيه رجال وشباب

    فوعدها أخوها أبو محمد أن يرد عليها بعدما يستشير أفنان في ذلك ..

    وبعدما عادوا إلى المدينة شاورها والدها في ابن عمتها .. هل تقبل بالزواج منه؟؟
    ردت أفنان: وهل سأسكن هناك بعيدا عنكم؟
    - ربما .. فهو يبحث عن عمل الآن
    - أبي .. أنا لا أرتاح لهذا الموضوع .. هل لك أن تقفله
    - ولماذا؟
    - .......
    - هل معنى ذلك أنك ترفضين؟
    - .............
    - ردي يا أفنان؟
    - أبي .. ألا تريد أن تكون عادلا بين بناتك؟
    - هذا ما أسعى إليه وأدعو الله أن يوفقني له
    - إذن ..
    - ماذا؟
    - لا أريد زوجا أقل من عامر زوج سندس .. فأنا أحسدها عليه ..
    - ..... (صمت الأب واحتار فيمَ يرد على ابنته)
    - أبي أنا أستأذنك

    خرجت أفنان بعدما تركت أبوها في حيرته وهو يقول في نفسه ومن أين لي بمثل عامر؟ لقد كان مثالا وحده ..وإن ظللت تنتظرين يا أفنان مثله فلن تتزوجي على الأغلب ..!

    بعدها بأيام شكا والدها ما دار بينهما لسندس وهو يتمنى منها أن تقنع أختها بالموافقة على ابن عمتها .. وأن لا تتطلع لزوج مثل عامر .. فليس في يديه أن يخلق مثله ليزوجها إياه

    ابتسمت سندس وقالت لأبيها: وما أعجلك عليها .. أفنان ما زالت صغيرة في السابعة عشرة من عمرها .. قل لعمتي أنها ترفض الزواج الآن .. ولن تتزوج إلا بعد حين
    - وهل ضرك عندما تزوجت وأنت صغيرة يا سندس؟
    - لا .. ولكن لم ترغمها على زوج لا تريده وسكنه بعيد .. لتصبر عليها فربما جاءها نصيب خير منه
    - ربما .. ولكن ماذا أقول لعمتك؟
    - قل أنها لا تريد الزواج الآن وهي صغيرة أيضا
    - .................
    - يا أبي خاطر أفنان أهم من خاطر أختك ولا ترغم أفنان مجاملة لأختك .. أبي فكر بمصلحة ابنتك أولا ثم رد على عمتي

    ثم قامت سندس وتركت أباها يقلب الموضوع وحده

    فكر الأب وفكر كثيرا ... فكر بعصام ابن أخته شاب طيب وأخلاقه مستقيمة ولكنه خريج ولم يجد عملا إلى الآن .. هل يزوجه ابنته ويتركهما يواجهان الحياة الصعبة .. ؟؟

    اتصل بأخته ليقول لها .. هل لك أن تؤجلي هذا الموضوع فمازالت أفنان صغيرة وعصام لم يجد عملا بعد ..

    كان حديثه إيحاءا لأخته بأن تنظر في حال ابنها أولا .. فلا بد أن يعمل وبعدها يتقدم لأفنان وربما تكون قد كبرت قليلا

    00000000000000000000000

    عندما علم عامر بالموضوع اقترح على أبي زوجته أن يبحث لابن أخته عملا هنا في المدينة ومن ثم يزوجه ابنته وبذلك يكون قد رمى عصفورين بحجر

    أعجب أبو محمد بفكرة عامر الذي تحمس لعصام فقام يبحث عن عمل له .. وفعلا بعد أشهر وجد له عملا في مؤسسة تجارية تعمل في مجال الأثاث

    0000000000000000000000000000
    7
    بعد سنة كانت أمور كثيرة قد تغيرت ... فسندس وضعت ابنها الثالث والذي أسمته أحمد على اسم والدها .. ربما أسمته عليه بعد أن رضيت تماما بما فعله بها عندما زوجّها لعامر .. فصارت تتذكر ذلك الحدث وكأنه أجمل حدث في حياتها

    ومحمد دخل الجامعة بعد أن نجح بتفوق من الثانوية العامة .. أما أفنان فتزوجت من ابن عمتها عصام بعد أن ضمنت أنه سيعمل في المدينة وستسكن بجوار أهلها كما جاورتهم من قبل سندس

    أما عامر فقد قُبل في الدراسات العليا وسيتغرب بعض الوقت عنهم لأنه سيدرسها في جدة .. وهو الآن مطمئن لعائلته الصغيرة .. التي ترعاها زوجته الحبيبة سندس

    قبل أن يذهب إلى جدة وفي صيف ذلك العام .. عزم عامر عائلة أبو محمد وعصام العريس الجديد وزوجته ليأتوا إلى موطنه القديم حيث الخيمة والبادية

    وفي ذلك النهار توقفت ثلاث سيارات .. سيارة عامر وسيارة أبي محمد وسيارة عصام

    نزلت العائلات الثلاث ليتذكر البعض تلك الأحداث بينما يتخيلها الآخرون الذين لم يحضروها كعصام والأطفال الصغار

    دخل عامر خيمته التي هجرها ما يزيد عن سنة .. وتذكر سندس عندما كانت عروسا صغيرة .. ثم نظر إلى الخيمة التي خلفها .. خيمة أمه رحمها الله .. فدمعت عيناه لذكراها

    في هذا الوقت نادته سندس وهي تقول: هيا يا عامر لندخلهم عن الشمس .. مالك تقف صامتا؟
    نظر في عينيها وقال لا شيء .. أحس بالحزن على خيمتنا التي جمعتنا سنوات وها نحن الآن نهجرها .. كأم وحيدة ربت أولادها فلم استغنوا عن ظلالها هجروها
    - ولكنهم عادوا ليزوروها (ثم ابتسمت لتخفف عنه أحزانه وحنينه)
    - وهل سنزورها كل عام؟
    - وما المانع؟
    - وهل ستصمد أمام المطر والرياح؟
    - ستصمد إذا كانت تعرف أننا سنزورها ولن ننساها
    - ربما (وخرج ليجلب الغداء من السيارة ويتغدا الجميع في الخيمة التي احتضنتهم كأم فرحت بعودة أبنائها)

    00000000
    00000000
    000000
    0000
    00
    00 [/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-13-2008, 05:16 PM   #9






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    الله يعطيك العافية
    أخوي أبو عبدالله
    والله ساعه وربع على شأن خلصت قراءة
    تصدق مشابهه لسالفة النملة هههههه
    مشكور خيو

    تقبل تحياتي وتقديري



    __________________
    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 05-14-2008, 06:12 AM   #10




     
    تاريخ التسجيل: Jan 2006
    المشاركات: 1,935
    معدل تقييم المستوى: 261
    ابوعبدالله 2000 is on a distinguished road
    افتراضي رد: قصـــــــــــــــه منقوله

    [align=center]
    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبــــ بنت ــــوهـا مشاهدة المشاركة
    الله يعطيك العافية
    أخوي أبو عبدالله
    والله ساعه وربع على شأن خلصت قراءة
    تصدق مشابهه لسالفة النملة هههههه
    مشكور خيو

    تقبل تحياتي وتقديري




    ههههههههه خيتووو مالك بطويله

    اتمنى ان تكون حازة على ذائقتك

    مرورك اسعدني

    لك خالص تقديري

    اخوك
    [/align]
    __________________

    ابوعبدالله 2000
    ابوعبدالله 2000 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 01:02 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.