إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 11-17-2005, 01:27 AM   #1


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي تحديات المستقبل وفرصه .......

    تحدّيات المستقبل وفُرصُه

    إبراهيم غرايبة 8/10/1426
    10/11/2005



    التحوّلات الجارية اليوم في الاتصالات والمعلوماتية تمضي بنا إلى عالم مختلف يجدر كثيراً أن نفكر به ونستعدّ له، فهي تغيّر كثيراً في الموارد والمؤسسات، وتجعلنا نعتقد أن الاقتصاد والتعليم والإدارة والعلاقات والمجتمعات والمؤسسات سوف تشهد تغييراً كبيراً يجعلها تختلف عما كانت عليه في العقود الماضية. تقترب الهواتف المتحركة (الموبايل) من مليار جهاز، ويدور حول الأرض خمسمائة قمر صناعي، ويُتوقّع أن تصل إلى ألفي قمر في المستقبل القريب، وتغيّر هذه الاتصالات الجديدة من مفاهيم واستخدام الحدود والرقابة والتنظيم.
    والثقافة ووسائل الإعلام تتحول أيضاً من كمية إلى متخصّصة موجّهة إلى فئات محدّدة، فلم تعد هناك مجلات وقنوات فضائية محدودة يتابعها جميع الناس، ولكنا نتعامل مع عدد كبير منها، وتتوجّه إلى فئات مختلفة من الجمهور حسب أغراضها واتجاهاتهم: كالثقافة، والرياضة، والتسلية، والأخبار، والأطفال، والتسويق، فاليوم يتشكل نمط جديد من الممكنات والطلب والجمهور، فقد تزايدت فرص التنوع في الثقافة، ولم يعد التنميط خياراً حتمياً، وقد ظهر في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1999 (فيلم) بعنوان (مشروع ساحرة بلير) كانت تكلفة انتاجه (25) ألف دولار، ومبيعاته (100) مليون دولار، فتقليل كلفة الإنتاج الذي أصبح ممكناً يتيح للأفكار والثقافات والاتجاهات المختلفة مساحات للعرض والطلب، ولم يعد الأمر مقصوراً على خط واحد في الإنتاج هو الأكثر طلباً بسبب اتجاهات الطلب والتكلفة العالية للإنتاج التي تجعل إنتاجاً لا يُتاح له الانتشار بأعداد كبيرة عملية خاسرة.
    وهنا تنشأ أسئلة كثيرة يمكن الاستعانة بها في التفكير وإعادة التفكير: لماذا ستكون المعركة الاقتصادية في القرن الحادي والعشرين مختلفة عن المعارك الاقتصادية السابقة؟ وما مدى أهمية الدور الآسيوي في المعركة؟ وهل سيعيد تحديث آسيا مركز الجذب الاقتصادي والسياسي والثقافي العالمي من الغرب إلى الشرق؟ هل سينشأ صراع بين الأشكال المختلفة للرأسمالية بعد انتهاء الصراع بين الشيوعية والرأسمالية؟ هل ستبقى الحكومات على حالها أم أنها ستنتهي أو تتغير في طبيعتها ودورها؟
    إن المؤسسات التي ستكون في المقدمة هي التي تعيد تشكيل وتعريف صناعتها بالفعل، والمؤسسات الرائدة سوف تتخذ موقف الفاعل للتأثير فيها وحتى إعادة هيكلتها، ويصبح تغيير الإستراتيجية التنافسية ضرورياً عندما تتغيّر الاحتياجات الأساسية لمجموعة الزبائن، أو عندما لا يعود نوع معين من المنتجات مميزاً، كما ينبغي أن تتغير الإستراتيجية عندما ينتهي التوازن بظهور تقنية جديدة أو بظهور تغيّرات لدى الزبائن.
    والمؤسسات تعلّم نفسها لتواجه التنافسية الجديدة، ويجب أن تتعلّم بسرعة، وأن تستوعب هذه المعرفة وأن تطوّر رؤى جديدة، وقد تحتاج أن تتحوّل إلى نموذج الجامعات، وأن تنشئ بيئة جديدة قائمة على التكيّف مع التغيير وتتوقعه دائماً.
    ويجب على المؤسسات أن تعيد تجميع فكرة الإستراتيجية، فالنجاح أصبح قائماً على صنع الخيارات على نحو متزايد، وتجنب الضغوط الهائلة، من أجل التوصل إلى التراضي وتفادي الإرباك.
    والقيادة والإدارة تواجه تحدّيات جديدة وتخضع لإعادة نظر؛ لأن العمل سيتغيّر في طبيعته ومؤهلاته، فسيكون مقسماً حسب العاملين إلى ثلاثة أنواع، غالبية عظمى تؤدي أعمالاً ذات علاقة بالقيمة المضافة، وهم أولئك الذين يقومون بالعمل الحقيقي سواء كان روتينياً أم مبدعاً، وفريق من المدربين لتوجيه الأغلبية وتمكينهم من أداء عملهم، وعدد من القادة يوجّهون المؤسسة ويديرونها، ومجموعة القادة هؤلاء ستكون من المغامرين، وليس بالضرورة من الشباب أو الكهول، ويتوقع أن ينخفض عدد المديرين إلى 50% من عددهم اليوم، وستشهد المهن الفردية تحسناً.
    وكما تفاوتت الثقافات في التعامل مع الثورة الصناعية فإن المرحلة الجديدة ستشهد أيضاً تفاوتاً بين الدول والمجتمعات، وستكون هناك فرصة للاقتصادات الناشئة للقفز إلى مواقع مفيدة وقيادية لأنها لن تكون مقيدة بمعطيات وظروف لم تعد موجودة.
    والأسواق والمستفيدون واحتياجات المستهلكين تتغيّر بعيداً عما كان عليه السوق وألفناه، فهناك توجّهات الجيل الجديد من الزبائن ومطالبهم في الأنواع الجديدة من الأسواق.
    وربما تكون التسلية هي أهم ملامح السوق الجديدة، حتى السلع الأساسية أصبحت تُسوّق على أساس التسلية أو الحصول على التسلية مع الحصول على الخدمة والسلعة الأساسية.
    ويتّجه سوق المشتريات إلى قطاعين: المستهلكين ذوي الدخل المرتفع، والمستهلكين ذوي الدخل المنخفض، بينما يتقلّص حجم الطبقة الوسطى باستمرار، وهي التي تُعدّ حالياً كبرى الطبقات حجماً، وسيغيّر هذا من طبيعة التسويق ليتّجه إلى هاتين الطبقتين بدلاً من التركيز على الطبقة الوسطى كما كان الأمر طوال العقود الماضية.
    تؤثر اليوم في الشبكة العالمية الاقتصادية شبكة صينية قوامها (57) مليون صيني حول العالم قائمة على روّاد مستثمرين بدأت تنضم إليهم شبكة داخل الصين، ومن المحتمل أن نشهد شبكة هندية ثانية.
    والاقتصاد الآسيوي يشهد تحولاً من التصدير إلى الاستهلاك، وتبتعد الثقافة الآسيوية اليوم من الهيمنة الغربية إلى الخصوصية الآسيوية، وتتجه الدول الآسيوية من السيطرة الحكومية إلى حالة تكون فيها السوق هي القوة الدافعة، وتنشأ مدن ضخمة بدلاً من القرى الريفية، ويتحول الاقتصاد من الزراعة إلى الصناعات التحويلية والخدمات، وتتلاشى اقتصادات العمالة الكثيفة لصالح التقنية العالية.
    وبدأت المرأة تنافس الرجل في العمل والقيادة، وتتحول آسيا اليوم إلى مركز للعالم سياسياً واقتصادياً وثقافياً بدلاً من الغرب، وهي اتجاهات تفتح المنطقة أمام خيارات جديدة.
    والسؤال البديهي الذي ينشأ عند التفكير في مجتمع المعرفة هو: ما المتوالية الحضارية والاجتماعية والاقتصادية المصاحبة لمجتمع المعرفة؟ وما صيغة المجتمع والعلاقات والحياة والمدن والقرى والمؤسسات؟ هل ستبقى على حالها أما أنها ستتغيّر هي الأخرى تبعاً للتغيّر التقني؟
    إذا كنا نتحدث عن عالم تعتمد نسبة كبيرة من خدماته وأعماله على المعرفة والاتصالات والإنترنت فإلى أين سيؤدي ذلك؟
    ثمة أعمال كثيرة جداً يمكن إنجازها عبر الانترنت، مثل البرمجيات والإعلام و الكتابة، والتسويق، ومراجعة المؤسسات والدوائر (الحكومة الإلكترونية)، ومراجعة المكتبات، وبيع الأسهم، والتعليم والتدريب، والاتصال والحوار، ومن المعروف أن الأعمال في المنازل تتسع وتتزايد، وبدأت مؤسسات كثيرة إجراء ترتيبات فنية وإدارية لتنظيم عمل مستخدميها من البيوت.
    سوق العمل تتغير اليوم تغيراً كبيراً من جهة أنماطها وطبيعتها، فالقديمة منها بدأت تتحول لتعتمد أساساً على تقنيات المعرفة، ونشأت أعمال أخرى جديدة، وانقرضت أعمال ومهن، وستنقرض أخرى بالتأكيد، وكان توزيع العمل في كل مرحلة من تاريخ البشرية يتركز معظمه حسب طبيعة المرحلة، الزراعة، ثم الصناعة، واليوم تتغيّر الأعمال في معظمها لتكون قائمة على المعرفة، فالشركات العملاقة هي القائمة على البرمجيات مثل: (ميكروسوفت) أو صناعة الكمبيوتر مثل (إنتل)، وشركات الاتصالات، وتشكل المعرفة القائمة على المعلوماتية والاتصال والإعلام أهم الموارد الجديدة، والصناعات التقليدية دخلت في مرحلة من العمل والإنتاج قائمة على المعلوماتية فتكاد تكون هي الأخرى معلوماتية، فشرائح المعلوماتية والكمبيوتر التي تزوّد بها الطائرات والصواريخ وجميع الأجهزة الصغيرة منها والكبيرة والمهمة وغير المهمة تشكل 95% من قيمتها بالرغم من أنها لا تساوي -كمنتج مادي- شيئاً فهي ليست أكثر من رقائق مصنوعة من السيليكون.
    وربما تنتفي الحاجة للإقامة في المدن أو ضواحيها، فيمكن للمرء أداء عمله والحصول على ما يحتاجه في أي مكان يقيم فيه، وانخفضت أهمية المكان في العمل والتواصل، ولذلك فإن المدن المزدحمة كثيفة السكان لم تعد أمراً حتمياً أو قدراً، بل ستشهد تراجعاً، وقد تختفي نهائياً لتعود المدن الصغيرة والبلدات، وسيتحول اتجاه الهجرة ليكون من المدن إلى الريف وليس العكس.
    وستنتهي حركة النقل والمواصلات في الصباح والمساء بين البيوت والمؤسسات، وتقل الحاجة إلى وسائل النقل، وكذلك الطرق الواسعة.. فتنكمش المدن، وتضيق طرقاتها، وتقل فيها المركبات والزحام والضوضاء وتتحول إلى قرية كبيرة، وهو (سيناريو) تشجع عليه أيضاً الزيادة الهائلة في أسعار النفط، والذي قد يغير من طبيعة الاستيطان والمواصلات.
    والتعليم ستتغيّر مؤسساته و آليات عمله؛ فإمكانية التعليم عبر الإنترنت ستقلل كثيراً من دور المؤسسات (المدارس والجامعات) وبخاصة مع اتجاه الدول والمجتمعات إلى تقليل النفقات، وسيكون التعليم عبر الإنترنت وسيلة فعّالة وغير مكلفة مقارنة مع موازنات التعليم الهائلة التي تتحملها الدول والمجتمعات اليوم.. وهذا سيغيّر أيضاً من دور المنازل والعائلات، فهي إضافة إلى كونها مركز عمل ستكون أساس تعليم الأولاد أيضاً.
    وهكذا فإن البيوت سيتغيّر تصميمها لتلائم الدور الجديد لها؛ فتنشأ العمارة الجديدة القائمة على فكرة أن البيوت أمكنة إقامة وعمل وتعليم.. فلا بد أن تتسع وتكون أكثر هدوءاً وخصوصية، وستنكفئ على نفسها بدلاً من أن تطل على الشارع والطرقات لتحقيق مزيد من العزلة والخصوصية.. أي سيعود البيت القديم المتسع ذو الأروقة والأجزاء المختلفة والأحواش والساحات لاستيعاب الأولاد الذين سيكون البيت فضاءهم الرئيس.
    علاقات العمل ستتغيّر أيضاً.. فهي متجهة إلى الفرديّة والاستقلاليّة وستتوقف أشكال التوظيف والهرميّة التنظيميّة والإداريّة ليتحوّل العمل إلى شبكة تربط الأفراد وعناصر الوحدات والإنتاج ببعضها على قدر كبير من التكافؤ والمساواة والحرية في العلاقة وتبادل الإنتاج والخدمات، وسيكون بمقدور أعضاء الأسرة جميعاً أن يعملوا معاً لإنجاز عمل مطلوب "الأسر المنتجة" تماماً كما كانت وما زالت الأسر تعمل معاً في الحقول والمزارع.
    والعلاقات الاجتماعية بسبب حاجة الأولاد إلى التربية والحياة الاجتماعية وبسبب الوقت المتاح بعد أن تحقق حرية كبيرة في إدارته ستتجه إلى التماسك والارتباط، فتعود الأحياء الشعبية المتماسكة والمرتبطة ببعضها، وتنشأ أيضاً الأسر الكبيرة الممتدة التي تعيش مع بعضها في بيت واحد.
    وتغيّر دور الحكومات والدول، والتحوّل إلى الاعتماد على الذات والقدرة على العيش في الريف والوقت المتوافر سيجعل الأسر تتجه لإنتاج احتياجاتها بنفسها وبخاصة في التغذية لتوفير النفقات وللانسجام مع الاستقلالية والذاتية؛ فيكون في كل بيت مصدره الغذائي من زراعات وحيوانات منزلية، فلم يعد ثمة ما يمنع ذلك، بل قد يكون مفضلاً وربما حتمياً، وبخاصة عندما تختفي أعمال ومهن كثيرة، ويكون الإيراد معتمداً على الإنتاج الذاتي والعمل بالخدمة أو بالقطعة.
    وهكذا سيعود المجتمع الزراعي مصحوباً بتقنية متقدمة، كما تنبأ مفكرون مستقبليون مثل توفلر وجاك أتالي، وقد يصحب ذلك تحوّل ثقافي وحضاري.. فتزيد أهمية الثقافة والفولكلور والحياة الشعبية والموسيقى والأدب والشعر كما كانت أهميتها من قبل؛ لأن الناس سيجدون من الوقت والارتباطات ما يجعلهم ينشغلون بذلك. ..........منقول بتصرف ...
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 11-20-2005, 01:22 AM   #2


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي مشاركة: تحديات المستقبل وفرصه .......

    أبو عنتر ..... مالك تعليق ......؟
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 08:32 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.