دورة تخطيط و جدولة أعمال الصيا... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة تخطيط وإدارة عمليات الصيا... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة إدارة الصيانة وفقاً للموا... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 23 ]       »     ورشة عمل الهندسة القيمية#دورات... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     شركة تنظيف مكيفات بالرياض [ الكاتب : شهاب علي - آخر الردود : شهاب علي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 27 ]       »     شركة صيانة افران [ الكاتب : شهاب علي - آخر الردود : شهاب علي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     شركة تنظيف بالقصيم [ الكاتب : شهاب علي - آخر الردود : شهاب علي - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     دورة ادارة نظم وبرامج الصيانة ... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     دورة البرنامج المتكامل فى الاق... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 17 ]       »     دورة ميزات التجارة الدولية وتح... [ الكاتب : شادى محمد - آخر الردود : شادى محمد - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »    



    منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة كل مايتعلق بالأمور الدينية والحياة


    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 04-27-2006, 09:34 PM   #1




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (11) توبة في مرقص

    قصة غربية… غريبة جداً… ذكرها الشيخ علي الطنطاوي في بعض كتبه قال:
    دخلت أحد مساجد مدينة (حلب) فوجدت شاباً يصلي فقلت -سبحان الله- إن هذا الشاب من أكثر الناس فساداً يشرب الخمر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاقّ لوالديه وقد طرداه من البيت فما الذي جاء به إلى المسجد… فاقتربتُ منه وسألته: أنت فلان؟!! قال: نعم… قلت: الحمد لله على هدايتك… أخبرني كيف هداك الله؟؟ قال: هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص… قلت مستغرباً… في مرقص؟!! قال: نعم… في مَرقص!! قلت: كيف ذلك؟!! قال: هذه هي القصة… فأخذ يرويها فقال:
    كان في حارتنا مسجد صغير… يؤم الناس في شيخ كبير السن… وذات يوم التَفَتَ الشيخ إلى المصلين وقال لهم: أين الناس؟!… ما بال أكثر الناس وخاصة الشباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه؟!!… فأجابه المصلون: إنهم في المراقص والملاهي… قال الشيخ: وما هي المراقص والملاهي؟!!… ردّ عليه أحد المصلين: المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد عليها الفتيات عاريات أو شبه عاريات يرقصنَ والناس حولهنَ ينظرون إليهن… فقال الشيخ: والذين ينظرون إليهن من المسلمين؟ قالوا: نعم… قال: لا حول وقوة إلا بالله… هيا بنا إلى تلك المراقص ننصح الناس… قالوا له: يا شيخ… أين أنت… تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟! قال: نعم… حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سَيُواجَهون بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى فقال: وهل نحن خير محمد صلى الله عليه وسلم؟! وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص… وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص: ماذا تريدون؟!! قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص… تعجب صاحب المرقص… وأخذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم… فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغاً من المال يعادل دخله اليومي.
    وافق صاحب المرقص… وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي..
    قال الشاب: فلما كان الغد كنت موجوداً المرقص… بدأ الرقص من إحدى الفتيات… ولما انتهت أسدل الستار ثم فتح… فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي فبدأ بالبسملة وحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية… فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهو لا يبالي بهم… واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحضور وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا ما يقوله الشيخ.
    قال: فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ، فقال كلاماً ما سمعناه من قبل… تلا علينا آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصاً لتوبة بعض الصالحين وكان مما قاله: أيها الناس… إنكم عشتم طويلاً وعصيتم الله كثيراً… فأين ذهبت لذة المعصية. لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف سوداء ستسألون عنها يوم القيامة وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى… أيها الناس… هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم فكيف بنار جهنم… بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان…
    قال فبكى الناس جميعاً… وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه وكانت توبتهم على يده حتى صاحب المرقص تاب وندم على ما كان منه.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:01 PM   #2




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (12) توبة رجل في بانكوك

    (بانكوك) بلد الضياع والفساد… بلد العربدة والفجور بلد المخدرات والهلاك أنه رمز لذلك كله.
    مئات الشباب… بل والشيوخ يذهبون إلى بانكوك يبحثون عن المتعة الحرام فيعودون وقد خسروا… السعيدة… دينهم ودنياهم… خسروا الراحة والحياة السعيدة… وبعضهم يعود وقد خسر الدنيا والآخرة يعود جنازة قد فارق الحياة ويا لها من خاتمة بئيسة!!
    وفيما يلي قصة لرجل قد بدأ الشّيبُ يَشتعلُ في رأسه ذهب إلى هناك تاركاً زوجته وأولاده ولكنه استيقظ في النهاية يروي قصته فيقول:
    لم أخجل من الشيب الذي زحف إلى رأسي… لم أرحم مستقبل ابنتي الكبرى التي تنتظر من يطرق الباب طالباً يدها للزواج… لم أعبأ بالضحكات الطفولية لابنتي الصغرى التي كانت تضفي السعادة والبهجة على البيت… لم أتلفت إلى ولدي ذي الخمسة عشر ربيعاً والذي أرى فيه أيام صباي وطموحات شبابي وأحلام مستقبلي… وفوق كل هذا وذاك لم أهتم بنظرات زوجتي… شريكة الحلو والمرّ وهي تكاد تسألني إلى أين ذلك الرحيل المفاجئ.
    شيئا واحداً كان في خاطري وأنا أجمع حقيبة الضياع لأرحل… قفز هذا الشيء فجأة ليصبح هو الحلم والأمل… ليصبح هو الخاطر الوحيد… وميزان الاختيارات الأقوى.
    ما أقسى أن يختار المرء تحت تأثير الرغبة… وما أفظع أن يسلك طريقاً لا هدف له فيه سوء تلبية نداء الشيطان في نفسه وهكذا أنا… كأنه لم تكفني ما تمنحه زوجتي إياي… تلك المرأة الطيبة التي باعت زهرة عمرها لتشتري فقري… وضحت كثيراً لتشبع غروري الكاذب… كانت تمر عليها أيام وهي تقتصر على وجبة واحدة في اليوم لأن مرتبي المتواضع من وظيفتي البسيطة لم يكن يصمد أمام متطلبات الحياة.
    صبرت المسكينة… وقاست كثيراً حتى وقفت على قدمي… كنت أصعد على أشلاء تضحياتها… نسيتُ أنها امرأة جميلة صغيرة… يتمناها عشرات الميسورين واختارتني لتبني مني رجلاً ذا دنيا واسعة في عالم الأعمال يسانده النجاح في كل خطوة من خطواته.
    وفي الوقت الذي قررّت فيه أن ترتاح تجني ثمرات كفاحها معي فوجئتْ بي أطير كأن عقلي تضخم من أموالي… وكأني أعيش طيش المراهقة التي لم أعشها في مرحلتها الحقيقية.
    بدأت يومي الأول في بانكوك… وجه زوجتي يصفع خيالي كلما هممتُ بالسقوط هل هي صيحات داخلية من ضمير يرفض أن ينام… أم هو عجز (الكهولة) الذي شل حركتي.
    (إنك لا تستطيع شيئاً… أعرض نفسك على الطبيب) عبارة صفعتني بها أول عثرة فنهضت وقد أعمى الشيطان البصيرة ولم يعد همي سوى رد الصفعة… توالت السقطات وتوالى الضياع… كنت أخرج كل يوم لأشتري الهلاك وأبيع الدين والصحة ومستقبل الأولاد وسلامة الأسرة… ظننت أنني الرابح والحقيقة أنني الخاسر الضائع الذي فقد روحه وضميره وعاش بسلوك البهائم يغشى مواطن الزلل.
    أخذت أتجرع ساعات الهلاك في بانكوك كأنني أتجرّع السم الزعاف… أشرب كأس الموت… كلما زلّت القدم بعثرات الفساد… لم تعد في زمني عظة ولم يسمع عقلي حكمة.
    عشت غيبوبة السوء يزينها لي مناخ يحمل كل أمراض الخطيئة… مرت سبعة أيام أصبحت خلالها من مشاهير رواد مواطن السوء … يُشار إلي بالبنان… فأنا رجل الأعمال (الوسيم) الذي يدفع أكثر لينال الأجمل!
    أحياناً كان همي الوحيد منافسة الشباب القادمين إلى بانكوك في الوجاهة… في العربدة… في القوة… أعرفهم جيداً… لا يملكون جزءاً يسيراً مما أملكه لكنهم كانوا يلبسون (أشيك) مما ألسبه لذا كنت اقتنص فوراً الفريسة التي تقع عليها أعينهم… وعندها أشعر أنني انتصرت في معركة حربية وفي النهاية سقطت سقطة حولتني إلى بهيمة… فقدت فيها إنسانيتي ولم أعد أستحق أبوتي… فكانت الصفعة التي أعادت إلى الوعي… قولوا عني ما تشاءون… اصفعوني… ابصقوا في وجهي… ليتكم كنتم معي في تلك الساعة لتفعلوا كل هذا… أي رعب عشته في تلك اللحظات وأي موت تجرعته.
    أقسم لكم أنني وضعت الحذاء في فمي لأن هذا أقل عقاب أستحقه… رأيت -فجأة- وجه زوجتي يقفز إلى خيالي… كانت تبتسم ابتسامة حزينة… وتهز رأسها أسفاً على ضياعي… رأيت وجه ابنتي الكبرى التي بلغت سن الزواج تلومني وهي تقول: ما الذي جعلك تفعل كل هذا فينا وفي نفسك؟! ورأيت -لأول مرة- صحوة ضميري ولكنها صحوة متأخرة… جمعت حقيبة الضياع التي رحلت بها من بلدي… قذفتها بعيداً… وعدت مذبوحاً من الوريد إلى الوريد.
    ها أنذا أبداً أولى محاولتي للنظر في وجه زوجتي… أدعو الله أن يتوب علي… وأن يلهم قلبها نسيان ما فعلته في حقها وحق أولادنا. ولكن حتى الآن لم أسامح نفسي… ليتكُم تأتون إلىّ وتصفعوني بأحذيتكم أنني أستحق أكثر من ذلك.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:11 PM   #3




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (13) توبة شاب من ضحايا بانكوك ( )

    شاب لم يتجاوز الثالثة والعشرين من عمره ذهب إلى بانكوك بحثاً عن المتعة الحرام فوجدها ولكنه سقط معها إلى الهاوية لولا عناية الله وفضله تداركته في آخر لحظة… عرفه الشباب الخليجي في بانكوك بالحشاش لأن سيجارة الحشيش لم تكن تفارق يده وشفتيه… هنا تخلى عن مهنته كطالب جامعي واضطره (الكيف) إلى أن يحترف مهنة… ويا لها من مهنة له معها صولات وجولات يروي قصته فيقول:
    أنا واحد من أحد عشر أخاً من الذكور… إلا أنني الوحيد الذي سافر هناك… كان سفري الأول قبل عام تقريباً بعد جلسة مع الزملاء تحدثوا فيها عن المتعة في بانكوك!!! وخلال عام واحد سافرت سبع مرات وصل مجموعها إلى تسعة أشهر!!!
    بدايتي مع المدرات كانت في الطائرة في أول رحلة إلى بانكوك عندما ناولني أحد الأصدقاء الخمسة الذين كانت معهم كأساً من (البيرة) ولم استسغها فقال لي خذ كأساً أخرى وسيختلف الأمر عليك فأخذتها فكانت هذه بداية الإدمان حيث كان فيها نوع من أنواع المخدر يسمى (الكنشة).
    ما إن وصلت إلى بلدي حتى بعت سيارتي وعدت إلى بانكوك… وعند وصولي كنت أسأل عن (الكنشة)… فدخنتها بكثرة… ولم أكتف بل أخذت أبحث وأجرب أنواعاً أخرى من المخدرات فجربت (الكبتيجول) فلم تناسبني.
    كنت أبحث عن لذة أخرى يشبه (الكنشة) أو تفوقها فلم أجد وعدت إلى بلدي!!.
    وفي منزل أحد أصدقائي الذين سافرت معهم أول مرة عثرت عنده على (الحشيش) فتعاطيته… كان سعره مرتفعاً فاضطررت لضيق ذات اليد أن أخدع أخي وأوهمه أن أحد الأصدقاء يطالبني بمال اقترضته منه فباع أخي سيارته وأعطاني النقود… فاشتريت بها حشيشاً وسافرت إلى بانكوك.
    وعندما عدتّ إلى بلدي بدأت أبحث عن نوع آخر يكون أقوى من (الحشيش) سافرت إلى بلد عربي في طلب زيت الحشيش ومع زيت الحشيش كنت أتجه إلى الهاوية… لم أعد أستطيع تركه… تورطت فيه… أخذته معي إلى بانكوك ولم تكن سيجارتي المدهونة به تفارق شفتي… عرفني الجميع هناك بالحشاش أصبت به إصابات خطيرة في جسدي أحمد الله أن شفاني منها… فلم أكن أتصور يوماً من الأيام أنني سأشفي من إدمان زيت الحشيش.
    أصبح المال مشكلتي الوحيدة… من أين أحصل عليه؟ اضطررت إلى السير في طريق النصب والاحتيال حتى إنني أطلقت لحيتي وقصرت ثوبي لأوهم أقاربي بأنني بدأت ألتزم… واقترضت منهم مالاً… وسرقت من خالي وعمي… وأغريت بعض أصدقائي بالسفر إلى بانكوك لأذهب معهم وعلى حسابهم… بل لقد أصبحتُ نصّاباً في بانكوك فكنت أحتال على شباب الخليج الذين قدموا للتو إلى هناك وأستولي على أموالهم… كنت أخدع كبار السن الخليجيين وأستحوذ على نقودهم حتى التايلنديين أنفسهم كنت أتحدث معهم بلغة تايلندية مكسرة وأنصب عليهم!!.
    لم أكن أغادر بانكوك لأن عملي -أقصد مهنة النصب- كان هناك… وفكرت فعلاً في الاستقرار والزواج من تايلندية للحصول على الجنسية التايلندية حتى أنشئ مشروعاً صغيراً أعيش منه.
    أصبحت خبيراً في الحشيش أستطيع معرفة الحشيش المغشوش من السليم.
    ومضت الأيام وفقدت كل ما أملك فلم أجد من يقرضني… عرف جميع إخوتي وأقاربي وأصدقائي أنني نصّاب… ولم أجد من يرشدني إلى مكان فيه مال لأسرقه… ضاقت بي الدنيا وربطت الجبل لأشنق نفسي بعد أن شربت زجاجة عطر لأسكر… ولكن أخي قال لي: أنت غبي… فغضبت لذلك ونزلت لأناقشه فأقنعني أنني لن أستفيد شيئاً من الانتحار.
    ركبت السيارة وأنا مخمور وفي ذهني آنذاك أمران إما أن تقبض عليّ الشرطة، وإما أن أصل إلى المستشفى لأعالج من حالة الإدمان التي أعاني منها… والحمد لله ذهبت إلى المستشفى وتعالجت وها أنذا الآن أصبحت سليماً معافى تبتُ إلى الله ولن أعود إلى سابق عهدي.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:12 PM   #4




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (14) توبة شاب بعد سماعه لقراءة الشيخ (علي جابر) إمام الحرم ودعائه( )

    كان متأثراً من قصته… كيف لا وقد أتى على محرمات كثيرة الخمر … الزنا… الرقص… الخ.
    كل هذه كانت من معشوقاته.
    ونتركك -عزيزي القارئ- مع مجريات الأحداث التي مر على التائب ع . أ. س وهو يحدثنا فيقول: من كرم الله على عباده أنه يمهلهم ولا يهملهم… وقد سبقت رحمته غضبه وإلا فما الذي يمنعه سبحانه أن ينزل عذابه وعقابه بعباده متى شاء (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) ولعل الله أراد بي خيراً فقد كنت دائم التفكير في سوء الخاتمة وأسأل نفسي سؤالاً: ما الذي يمنعني من الصلاة مثلا؟ فكانت نفسي والشيطان عوناً علي وتنقلت من دولة إلى دولة… اليونان إلى فرنسا إلى هولندا وكندا وأمريكا وغيرها… وفي أمريكا أمضيت ما يقرب من ثلاث سنوات… لا أذكر أني صليت سوى جمعة واحدة في المسجد.
    وكان داعي الفطرة السليمة والبيئة التي عشت فيها صغيراً يدعوني إلى الله… ولكن الشيطان استحوذ علي فأنساني ذكر الله.
    أمضيت تلك السنين في أمريكا وأنا بين مدّ وجزر… هناك أصدقاء ملتزمون كانوا يزورونني لحرصهم على هدايتي فكان عندي الميل لهؤلاء وأتمنى أن أكون مثلهم في تعاملهم وسلوكهم وطاعتهم لربهم… وفي المقابل كنت دائم الاستعداد لتلبية دعوة الشيطان… فتجدني كل عطلة أسبوعية أطارد المراقص المشهورة من الديسكو والروك آندورل… لم أكن أتناول الخمر في البداية… وكان الجهاد صعباً في بيئة موبوءة بالفساد والانحلال… وقعت في الفخ… وأخذت أعاقر الخمر… أشرب من جميع الأصناف… ولابدّ أن يقترن الشراب بفعل الفاحشة والزنا والعياذ بالله فبقيتُ على هذه الحال حتى كانت عودتي إلى موطني.
    تزوجتُ من فتاة طيبة القلب صالحة ومن أسرة محافظة… رجعت بعد الزواج إلى أمريكا مصطحباً زوجتي وعدتُّ إلى ما كنت عليه قبل الزواج دون علم زوجتي وكان لرفقاء السوء دور كبير وللأسف فهم متزوجون قبل… أشاروا علي أن نستأجر شقة لممارسة المحرمات… وكانت البداية أن رفضت نفسي هذا الوضع المشين المزري… اتجهت فوراً إلى زوجتي الحبيبة قلت: لابدّ من العودة إلى السعودية في أقرب فرصة ممكنة… لم أعد أحتمل… وجاء بعض الأصدقاء يثنوني عن عزمي في العودة رفضت جميع المغريات وتفوقت في الدراسة وعدت إلى بلادي… وبقيت على ما كنت عليه فالله لم يأذن لي بعد في الهداية فكنت أفعل المحرمات وسافرت عدة سفرات بقصد السياحة.
    وبعد سنة تقريباً من هذا الحال قدر الله أن أجد في سيارتي شريطاً للشيخ (علي جابر) وفيه آيات من القرآن الكريم ودعاء القنوت وبدأ الشيخ يدعو وكان الوقت صباحاً وأنا ذاهب إلى عملي حتى وجدت نفسي أبكي مثل الطفل بكاءً شديداً ولم أستطع قيادة السيارة فوقفت بجانب الطريق أستمع إلى الشريط وأبكي… وكأني أسمع آيات الله لأول مرة.
    بدأ عقلي يفكر وقلبي ينبض وكل جوارحي تناديني: اقتل الشيطان والهوى… وبدأت حياتي تتغير… وهيئتي تتبدل… وبدأت أسير على طريق الخير وأسأل الله أن يحسن ختامي وختامكم أجمعين.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:13 PM   #5




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    ) توبة شاب بدعاء أمه له


    كان يسكن مع أمه العجوز في بيت متواضع وكان يقضي معظم وقته أمام شاشة التلفاز كان مغرماً بمشاهدة الأفلام والمسلسلات يسهر الليالي من أجل ذلك لم يكن يذهب إلى المسجد ليؤدي الصلاة المفروضة مع المسلمين طالما نصحته أمه العجوز بأداء الصلاة فكان يستهزئ بها ويسخر منها ولا يعيرها أي اهتمام.
    مسكينة تلك الأم إنها لا تملك شيئاً وهي المرأة الكبيرة الضعيفة إنها تتمنى لو أن الهداية تباع فتشتريها لأنها وحيدها بكل ما تملك إنها لا تملك إلا شيئاً واحداً… واحداً فقط إنه الدعاء إنها سهام الليل التي لا تخطئ.
    فبينما هو يسهر طوال الليل أمام تلك المناظر المزرية كانت هي تقوم في جوف الليل تدعو له بالهداية والصلاح… ولا عجب في ذلك فإنها عاطفة الأمومة التي لا تساوي عاطفة.
    وفي ليلة من الليالي حيث السكون والهدوء وبينما هي رافعة كفيها تدعو الله وقد سالت الدموع على خديها… دموع الحزن والألم إذا بصوت يقطع ذلك الصمت الرهيب… صوت غريب… فخرجتْ الأم مسرعة باتجاه الصوت وهي تصرخ ولدي حبيبي فلما دخلت عليه فإذا بيده المسحاة وهو يحطم ذلك الجهاز اللعين الذي طالما عكف عليه وانشغل به عن طاعة الله وطاعة أمه وترك من أجله الصلوات المكتوبة ثم انطلق إلى أمه ليقبل رأسها ويضمها إلى صدره وفي تلك اللحظة وقفت الأم مندهشة مما رأت والدموع على خديها ولكنها في هذه المرة ليست دموع الحزن والألم وإنما دموع الفرح والسرور وهكذا استجاب الله لدعائها فكانت الهداية.
    وصدق الله إذ يقول: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان) الآية.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:15 PM   #6




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (16) توبة شاب من سماع الغناء



    طفل صغير لم يتجاوز سن البلوغ كان سبباً في هداية أخيه من سماع الغناء المحرم.
    عرف ذلك الطفل حكم الإسلام في الغناء وتحريمه له فانشغل عنه بقراءة القرآن الكريم وحفظه، ولكن لابدّ من الابتلاء.
    ففي يوم من الأيام خرج مع أخيه الأكبر في السيارة في طريق طويل وأخوه هذا كان مفتوناً بسماع الغناء فهو لا يرتاح إلا إذا سمعه وفي السيارة قام بفتح المسجل على أغنية من الأغاني التي كان يحبها. فأخذ يهز رأسه طرباً ويردد كلماته مسروراً.
    لم يتحمل ذلك الطفل الصغير هذه الحال وتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان). فعزم على الإنكار وهو لا يملك هنا إلا أن ينكر بلسانه أو بقلبه فأنكر بلسانه وقال مخاطباً أخاه: لو سمحت أغلق المسجل فإن الغناء حرام وأنا لا أريد أن أسمعه… فضحك أخوه الأكبر ورفض أن يجيبه إلى طلبه… ومضت فترة وأعاد ذلك الطفل الطلب وفي هذه المرة قوبل بالاستهزاء والسخرية فقد اتهمه أخوه بالتزمت والتشدد!!! الخ… وحذره من الوسوسة (!!!) وهدده بأن ينزله في الطريق ويتركه وحده… وهنا سكت الطفل على مضض ولم يعد أمامه إلا أن ينكر بقلبه ولكن… كيف ينكر بقلبه إنه لا يستطيع أن يفارق ذلك المكان فجاء التعبير عن ذلك بعبرة ثم دمعة نزلت على خده الصغير الطاهر كانت أبلغ موعظة لذلك الأخ المعاند من كل كلام يقال… فقد التفت إلى أخيه… -ذلك الطفل الصغير- فرأى الدمعة تسيل على خده فاستيقظ من غفلته وبكى متأثراً بما رأى ثم أخرج الشريط من مسجل السيارة ورمى به بعيداً معلناً بذلك توبته من استماع تلك التُّرهات الباطل..
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:17 PM   #7




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    17) توبة المفكر سيد قطب رحمه الله


    في قرية صغير في صعيد مصر ولد سيد قطب رحمه الله، ونشأ في أسرة متدينة متوسطة الثراء، وقد حرص والداه على تحفيظه القرآن الكريم في صغره، فما أتمّ العاشرة إلا وقد حفظه كاملاً ..
    ولما بلغ التاسعة عشرة عاش فترة من الضياع، وصفها بنفسه بأنه كانت (فترة إلحاد) حيث قال: (ظللت ملحداً أحد عشر عاماً حتى عثرت على الطريق إلى الله، وعرفت طمأنينة الإيمان.
    وفي سنة 1948م غادر سيد القاهرة متوجهاً إلى أمريكا في بعثة لوزارة المعارف آنذاك، فكانت تلك الرحلة هي بداية الطريق الجديد الذي هداه الله إليه، ووفقه لسلوكه والسير فيه.
    كان سفره على ظهر باخرة عبرت به البحر المتوسط والمحيط الأطلسي... وهناك على ظهر الباخرة، جرت له عدة حوادث أثرت في حياته فيما بعد، وحددت له طريقه، ولذلك ما إن غادر الباخرة في الميناء الأمريكي الذي وصل إليه، وما إن وطئت قدماه أرض أمريكا حتى كان قد عرف طريقه، وحدد رسالته، ورسم معالم حياته في الدنيا الجديدة.
    والآن… لنترك الحديث لسيد ليخبرنا عما حدث له على ظهر السفينة يقول:
    (منذ حوالي خمسة عشر عاماً… كنا ستة نفر من المنتسبين إلى الإسلام، على ظهر سفينة مصرية تمخر بنا عباب المحيط الأطلسي إلى نيويورك، من بين عشرين ومائة راكب وراكبة ليس فيهم مسلم.
    وخطر لنا أن نقيم صلاة الجمعة في المحيط على ظهر السفينة!
    والله يعلم أنه لم يكن بنا أن نقيم الصلاة ذاتها أكثر مما كان بنا حماسة دينية إزاء مبشر كان يزاول عمله على ظهر السفينة، وحاول أن يزاول تبشيره معنا!
    وقد يسر لنا قائد السفينة -وكان إنجليزياً- أن نقيم صلاتنا، وسمح لبحارة السفينة وطهاتها وخدمها -وكلهم نوبيون مسلمون- أن يصلي منهم معنا من لا يكون في (الخدمة) وقت الصلاة.
    وقد فرحوا بهذا فرحاً شديداً إذ كانت هذه هي المرة الأولى التي تقام فيها صلاة الجمعة على ظهر السفينة.
    وقمت بخطبة الجمعة، وإمامة الصلاة، والركاب الأجانب معظمهم متحلقون، يرقبون صلاتنا!
    وبعد الصلاة جاءنا كثيرون منهم يهنئوننا على نجاح (القداس)!! فقد كان هذا أقصى ما يفهمونه من صلاتنا.
    ولكن سيدة من هذا الحشد -عرفنا فيما بعد أنها يوغسلافية مسيحية ( )هاربة من جحيم (تيتو) وشيوعيته- كانت شديدة التأثر والانفعال، تفيض عيناها بالدمع، ولا تتمالك مشاعره… جاءت تشد على أيدينا بحرارة وتقول -في إنجليزية ضعيفة- إنها لا تملك نفسها من التأثر العميق بصلاتنا هذه، وما فيها من خشوع، ونظام وروح… الخ ( )
    وبعد ذلك كله… وفي ظلال هذه الحالة الإيمانية، راح سيد يخاطب نفسه قائلا:
    (أأذهب إلى أمريكا وأسير فيها سير المبتعثين العاديين، الذين يكتفون بالأكل والنوم، أم لابدّ من التميز بسمات معينة؟!
    وهل غير الإسلام والتمسك بآدابه، والالتزام بمناهجه في الحياة وسط المعمعان المترف المزوّد بكل وسائل الشهوة واللذة الحرام؟...)
    قال: ورأيت أن أكون الرجل الثاني، (المسلم الملتزم)، وأراد الله أن يمتحنني هل أنا صادق فيما اتجهت إليه أم هو مجرد خاطرة؟!
    وكان ابتلاء الله لي بعد دقائق من اختياري طريق الإسلام، إذ ما إن دخلتُ غرفتي حتى كان الباب يقرع… وفتحتُ… فإذا أنا بفتاة هيفاء جميلة، فارعة الطول، شبه عارية، يبدو من مفاتن جسمها كل ما يغري… وبدأتني بالإنجليزية قائلة: هل يسمح لي سيدي بأن أكون ضيفة عنده هذه الليلة؟
    فاعتذرتُ بأن الغرفة معدة لسرير واحد، وكذا السرير لشخص واحد… فقالت: وكثيراً ما يتسع السرير الواحد لاثنين!!
    واضطررت أمام وقاحتها ومحاولتها الدخول عنوة لأن أدفع الباب في وجهها لتصبح خارج الغرفة، وسمعت ارتطامها بالأرض الخشبية في الممر، فقد كانت مخمورة… فقلت: الحمد لله… هذا أول ابتلاء… وشعرتُ باعتزاز ونشوة، إذ انتصرت على نفسي… وبدأت تسير في الطريق الذي رسمته لها( )…
    ولقد واجه سيد رحمه الله ابتلاءات كثيرة بعد ذلك ولكنه تغلّب عليها وانتصر على نفسه الأمارة بالسوء!
    ولما وصل إلى أمريكا، يحدثنا عما رأى فيقول: ولقد كنت -في أثناء وجودي في الولايات المتحدة الأمريكية- أرى رأي العين مصداق قول الله تعالى: (فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مُبلسون). (سورة الأنعام الآية 44).
    فإن المشهد الذي ترسمه الآية مشهد تدفق كل شيء من الخيرات والأرزاق بلا حساب، لا يكاد يتمثل في الأرض كلها كما يتمثل هناك!
    وكنت أرى غرور القوم بهذا الرخاء الذي هم فيه… وشعورهم بأنه وَقف على الرجل الأبيض… وطريقة تعاملهم مع الملونين في عجرفة مرذولة، وفي وحشية كذلك بشعة… وفي صلف على أهل الأرض كلهم، كنتُ أرى هذا كله فأذكر هذه الآية… وأتوقع سنة الله… وأكاد أرى خطواتها وهي تدبّ إلى الغافلين( ).
    وبعد سنتين قضاهما سيد في أمريكا، عاد رحمه الله إلى مصر… ولكنه عاد رجلاً آخر… رجلاً مؤمناً ملتزماً صاحب رسالة ودعوة وغاية.
    رحم الله سيداً وأسكنه فسيح جناته وعفا عنا وعنه.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:20 PM   #8




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (18) توبة المغني البريطاني المشهور (كات ستيفنز ) ( )


    رفض كل مغريات الدنيا بكل شهرتها وشهواتها، هرب من هجير هذا العالم إلى وهج الإيمان، فوجد فيه الهناء والطمأنينة… إنها قصة الفنان البريطاني الذي ضربت شهرته الآفاق، (كات ستيفنـز)، الذي أصبح اسمه فيما بعد (يوسف إسلام). ها هو يرويها بنفسه في هذه السطو البليغة التعبير، البالغ التأثير فيقول:
    (ولدتُ في لندن قلب العالم الغربي...
    ولدتُ في عصر التلفزيون وارتياد الفضاء..
    ولدتُ في عصر وصلتْ فيه التكنولوجيا إلى القمة في بلد معروف بحضارته في بريطانيا.. ترعرعتْ في هذا المجتمع، وتعلمت في مدرسة (كاثوليكية)، حيث علمتنْي المفهوم المسيحي (النصراني)، للحياة والعقيدة، وعرفت ما يفترض أن أعرفه عن الله، وعن المسيح (عليه السلام)، والقدر والخير والشر.
    حدثوني كثيراً عن الله، وقليلاً عن المسيح، وأقلّ من ذلك عن الروح القدس.
    كانت الحياة حولي ماديّة تنصبُّ من كل أجهزة الإعلام، حيث كانوا يعلموننا بأن الغنى هو الثروة الحقيقية، والفقر هو الضياع الحقيقي، وأن الأمريكي هو المثل للغنى، والعالم الثالث هو المثل للفقر والمجاعة والجهل والضياع!!
    ولذلك لابدّ أن أختار طريق الغنى، وأسلك مسلكه، لأعيش حياة سعيدة، وأفوز بنعيم الحياة، ولهذا فقد بنيت فلسفة الحياة على ألا علاقة لها بالدين، وانتهجت هذه الفلسفة، لأدرك سعادة النفس.
    وبدأت أنظر إلى وسائل النجاح، وكانت أسهل طريقة أن أشتري (جيتاراً)، وأؤلف بعض الأغاني، وألحنها، وأنطلق بين الناس، وهذا ما فعلته بالفعل باسم (كات ستيفنـز).
    وخلال فترة قصيرة حيث كنت في الثامنة عشرة من عمري، كان لي ثمانية شرائط مسجلة، وبدأت أقدم الكثير من العروض، وأجمع الكثير من المال حتى وصلت إلى القمة!!
    وعندما كنتُ في القمة، كنت أنظر إلى أسفل، خوفاً من السقوط!! وبدأ القلق ينتابني، وبدأت أشرب زجاجة كاملة في كل يوم، لأستجمع الشجاعة كي أغني، كنت أشعر أن الناس حولي يلبسون أقنعة، ولا أحد يكشف عن وجهه القناع -قناع الحقيقة!!
    كان لابدّ من النفاق، حتى تبيع وتكسب -وحتى تعيش!!
    وشعرت أن هذا ضلال، وبدأت أكره حياتي واعتزلت الناس وأصابني المرض، فنقلتُ إلى المستشفى مريضاً بالسل، وكانت فترة المستشفى خيراً لي حيث إنها قادتني إلى التفكير.
    كان عندي إيمان بالله، ولكن الكنيسة لم تعرّفني ما هو الإله، وعجزت عن إيصال حقيقة هذا الإله الذي تتحدث عنه!!
    كانت الفكرة غامضة وبدأت أفكر في طريقي إلى حياة جديدة، وكان معي كتب عن العقيدة والشرق، وكنت أبحث عن السلام والحقيقة، وانتابني شعور أن أتجه إلى غاية مّا، ولكن لا أدرك كنهها ولا مفهومها.. ولم أقتنع أن أظل جالساً خالي الذهن، بل بدأت أفكر وأبحث عن السعادة التي لم أجدها في الغنى، ولا في الشهرة، ولا في القمة، ولا في الكنيسة، فطرقت باب (البوذية والفلسفة الصينية)، فدرستها، وظننت أن السعادة هي أن تتنبأ بما يحدث في الغد حتى تتجنب شروره، فصرت قدريّاً، وآمنت بالنجوم، والتنبؤ بالطالع، ولكنني وجدت ذلك كله هُراء.
    ثم انتقلت إلى الشيوعية، ظنّاً مني أن الخير هو أن نقسم ثروات هذا العالم على كل الناس، ولكنني شعرت أن الشيوعية لا تتفق مع الفطرة، فالعدل أن تحصل على عائد مجهودك، ولا يعود إلى جيب شخص آخر.
    ثم اتجهت إلى تعاطي العقاقير المهدئة، لأقطع هذه السلسلة القاسية من التفكير والحيرة.
    وبعد فترة أدركت أنه ليست هناك عقيدة تعطيني الإجابة، وتوضح لي الحقيقة التي أبحث عنها، ويئست حيث لم أكن آنذاك أعرف شيئاً عن الإسلام، فبقيت على معتقدي، وفهمي الأول، الذي تعلمته من الكنيسة حيث أيقنت أن هذه المعتقدات هراء، وأن الكنيسة قليلاً منها.
    عدت إليها ثانيةً وعكفت من جديد على تأليف الموسيقي، وشعرت أنها هي ديني، ولا دين لي سواها!!
    وحاولت الإخلاص لهذا الدين، حيث حاولت إيجاد التأليف الموسيقي، وانطلاقاً من الفكر الغربي المستمد من تعاليم الكنيسة الذي يوحي للإنسان أنه قد يكون كاملاً كالإله إذا أتقن عمله أو أخلص له وأحبه!!
    وفي عام 1975م حدثت المعجزة، بعد أن قدّم لي شقيقي الأكبر نسخة من القرآن الكريم هدية، وبقيت معي هذه النسخة حتى زرت القدس في فلسطين، ومن تلك الزيارة بدأت أهتم بذلك الكتاب الذي أهدانيه أخي، والذي لا أعرف ما بداخله وماذا يتحدث عنه، ثم بحثت عن ترجمة للقرآن الكريم بعد زيارتي للقدس، وكان المرة الأولى التي أفكر فيها عن الإسلام، فالإسلام في نظر الغرب يُعتبر عنصريا عرقياً والمسلمون أغراب أجانب سواء كانوا عرباً أو أتراكاً، ووالديّ كانا من أصل يوناني، واليوناني يكره التركي المسلم، لذلك كان المفروض أن أكره القرآن الذي يدين به الأتراك بدافع الوراثة، ولكني رأيت أن أطلع عليه -أي على ترجمته- فلا مانع من أن أرى ما فيه.
    ومن أول وهلة شعرت أن القرآن يبدأ بـ (بسم الله) وليس باسم غير الله، وعبارة (بسم الله الرحمن الرحيم) كانت مؤثرة في نفسي، ثم تستمر فاتحة الكتاب: (الحمد لله رب العالمين،) كل الحمد لله خالق العالمين، ورب المخلوقات.
    وحتى ذلك الوقت كانت فكرتي ضئيلة عن الإله، حيث كانوا يقولون لي: إن الله الواحد، مقسم إلى ثلاثة، كيف؟!! لا أدري.
    وكانوا يقولون لي إن إلهنا ليس إله اليهود...!!
    أما القرآن الكريم، فقد بدأ بعبادة الله الواحد رب العالمين جميعاً، مؤكداً وحدانية الخالق، فليس له شريك يقتسم معه القوة، وهذا أيضاً مفهوم جديد، ثم كنت أفهم قبل معرفتي بالقرآن الكريم، أن هناك مفهوم الملائمة والقوى القادرة على المعجزات، أما الآن فبمفهوم الإسلام، الله وحده هو القادر على كل شيء.
    واقترن ذلك بالإيمان باليوم الآخر وأن الحياة الآخرة خالدة، فالإنسان ليس كتلة من اللحم تتحول يوماً ما إلى رماد كما يقول علماء الحياة.. بل ما تفعله في هذه الحياة يحدد الحالة التي ستكون عليها في الحياة الآخرة.
    القرآن هو الذي دعاني للإسلام، فأجبت دعوته، أما الكنسية التي حطمتني وجلبتْ لي التعاسة والعناء فهي التي أرسلتْني لهذا القرآن، عندما عجزت عن الإجابة على تساؤلات النفس والروح.
    ولقد لاحظت في القرآن، شيئاً غريباً، هو أنه لا يشبه باقي الكتب، ولا يتكوّن من مقاطع وأوصاف تتوافر في الكتب الدينية التي قرأتها، ولم يكن على غلاف القرآن الكريم اسم مؤلف، ولهذا أيقنت بمفهوم الوحي الذي أوحى الله به إلى هذا النبي المرسل.
    لقد تبين لي الفارق بينه وبين الإنجيل الذي كتب على أيدي مؤلفين مختلفين من قصص متعددة.
    حاولت أن أبحث عن أخطاء في القرآن الكريم، ولكني لم أجد، كان كله منسجماً مع فكرة الوحدانية الخالصة ( ).
    وبدأت أعرف ما هو الإسلام.
    لم يكن القرآن رسالة واحدة، بل وجدت فيه كل أسماء الأنبياء الذين شرفهم وكرمهم الله ولم يفرق بين أحد منهم، وكان هذا المفهوم منطقياً، فلو أنك آمنت بنبي دون آخر فإنك تكون قد دمرت وحدة الرسالات.
    ومن ذلك الحين فهمتُ كيف تسلسلت الرسالات منذ بدء الخليفة، وأن الناس على مدى التاريخ كانوا صنفين: إما مؤمن، وإما كافر.
    لقد أجاب القرآن على كل تساؤلاتي، وبذلك شعرت بالسعادة، سعادة العثور على الحقيقة.
    وبعد قراءة القرآن الكريم كله، خلال عام كامل، بدأت أطبق الأفكار التي قرأتها فيه، فشعرت في ذلك الوقت أنني المسلم الوحيد في العالم.
    ثم فكرتُّ كيف أكون مسلماً حقيقياً؟ فاتجهت إلى مسجد لندن، وأشهرت إسلامي، وقلت (أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله).
    حين ذلك أيقنت أن الإسلام الذي اعتنقته رسالة ثقيلة، وليس عملاً سهلاً ينتهي بالنطق بالشهادتين.
    لقد ولدتُّ من جديد! وعرفتُ إلى أين أسير مع إخواني من عباد الله المسلمين، ولم أقابل أحداً منهم من قبل، ولو قابلت مسلماً يُحاول أن يدعوني للإسلام لرفضت دعوته بسبب أحوال المسلمين المزرية، وما تشوهه أجهزة إعلامنا في الغرب، بل حتى أجهزة الإعلام الإسلامية كثيراً ما تشوه الحقائق الإسلامية، وكثيراً ما تقف وتؤيد افتراءات أعداء الإسلام، العاجزين عن إصلاح شعوبهم التي تدمرها الآن الأمراض الأخلاقية، والاجتماعية وغيرها!!
    لقد اتجهتُ للإسلام من أفضل مصادره، وهو القرآن الكريم، ثم بدأت أدرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكيف أنه بسلوكه وسننه، علّم المسلمين الإسلام، فأدركت الثروة الهائلة في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسننه، لقد نسيت الموسيقى، وسألت إخواني: هل أستمر؟ فنصحوني بالتوقف، فالموسيقى تشغل عن ذكر الله، وهذا خطر عظيم.
    لقد رأيت شاباً يهجرون أهلهم، ويعيشون في جو الأغاني والموسيقى، وهذا لا يرضاه الإسلام، الذي يحث على بناء الرجال.
    أما الملايين التي كسبتها من عملي السابق (وهو الغناء) فوهبتها كلها للدعوة الإسلامية). هذه هي قصة المغني البريطاني المشهور، كات ستيفنز (يوسف إسلام) الذي رفض الشهرة والملايين، بعد أن هداه الله إلى طريق الحق، نهديها إلى جميع الفنانين والمغنين في عالمنا العربي والإسلامي، بل في العالم أجمع، لعلها تكون عبرة للمعتبرين، وذكرى للذاكرين.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:22 PM   #9




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (19) توبة الممثلة هناء ثروت)( )


    هناء ثروت ممثلة مشهورة، عاشت في (العفن الفني) فترة من الزمان، ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته، فأصبحت تبكي على ماضيها المؤلم.
    تروي قصتها فتقول:
    أنهيت أعمالي المنزلية عصر ذلك اليوم، وبعد أن اطمأننت على أولادي، وقد بدءوا في استذكار دروسهم، جلست في الصالة، وهممت بمتابعة مجلة إسلامية حبيبة إلى نفسي، ولكن شيئاً ما شد انتباهي، أرهفت سمعي لصوتٍ ينبعث من إحدى الغرف. وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى، الصوت يعلو تارة ويغيب بعيداً تارةً أخرى.
    نهضت بتعجل لأستبين الأمر، ثم عدت إلى مكاني باسمة عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلداً أنيقاً تدور به الغرفة فرحة، وهي تلحّن ما تقرأ، لقد أهدتْها إدارة المدرسة ديوان (أحمد شوقي)، لتفوقها في دراستها، وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد:
    خـدعوها بقـولهـم حسنــاء والغـواني يغـرهـن الثنــــاء
    لا أدري لماذا أخذت ابنتي في تكرار هذا البيت، لعله أعجبها.. وأخذتُ أردده معها، وقد انفجرتْ مدامعي تأثراً وانفعالاً. أناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لا تفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها، وصوت ابنتي لا يزال يردد بيت شوقي:
    (خدعوها)؟!
    نعم، لقد مُورستْ عليّ عمليات خداع، نصبتها أكثر من جهة.
    تعود جذور المأساة إلى سنوات كنتُ فيها الطفلة البريئة لأبوين مسلمين، كان من المفروض عليهما استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما -التي هي أنا- بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة، لأغدو بحق مسلمة كما المطلوب، ولكن أسأل الله أن يعفو عنهما.
    كانا منصرفين، كل واحد منهما لعمله، فأبي -بطبيعة الحال- دائماً خارج البيت في كدح متواصل تاركاً عبء الأسرة لأمي التي كانت بدورها موزعة الاهتمامات ما بين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله، إلى جانب تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة، وبالطبع لم أجد الرعاية والاعتناء اللازمين حتى تلقفتني دور الحضانة، ولمّا أبلغ الثالثة من عمري.
    كنت أعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شيء، فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الابتدائية في محاولة لجذب الانتباه إلى شخصي المهمل (أُسريّاً) بيد أن شيئاً ما أخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد.
    أجل، فقد حباني الله جمالاً، ورشاقة، وحنجرة غريدة، جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبه دائمة، تستعيدني الأدوار الغنائية -الراقصة منها والاستعراضية- التي أشاهدها في التلفاز، حتى عدوت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية، ولا أزال أحتفظ في ذاكرتي بأحداث يوم كُرّمتُ فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي، احتضنتني (الأم ليليان)، مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية، وغمرتني بقبلاتها قائلة لزميلة لها فقد نجحنا في مهمتنا، إنها -وأشارت إليّ- من نتاجنا، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!! ( )
    لقد صور لي خيالي الساذج آنذاك أني سأبقى دائماً مع تلك المعلمة وهذه المديرة، وأسعدني أن أجد بعضاً من حنان افتقدته، وإن كنت قد لاحظتُ أن عطفهما من نوع غريب، تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ، وأفقت على حقيقة هذا الاهتمام المستورد!!
    صراحة، لا أستطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائتة، وأنا أدرج من مرحلة لأخرى، خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية كفنانة (!!) دائماً وسط اهتمام إعلامي كبير بي!
    كما أخذت تفخر أمي بابنتها الموهوبة (!!) أمام معارفها، وصويحباتها، وتكاد تتقافز سروراً وهي تملي صوري على شاشة التلفاز، جليسها الدائم.
    كانت تمتلكني نشوة مكسرة، وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة، كانت تطربني المقابلات، والتعليقات الصحفية، ورؤية صوري الملونة، وهي تحتل أغلفة المجلات، وواجهات المحلات، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهدو الإعلانات والدعايات، لاستخدام اسمي -اسمي فقط- لترويج مستحضراتهم وبضائعهم!
    كانت حياتي بعمومها موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات، وغير المراهقات على السواء، وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة -إن صح التعبير- وبصورة أكثر عند من وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن، فانصرفن إلى تعاطي المخدرات، ولم يتبق من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العطنة، وقد لُفظْن كبقايا هياكل ميتة في طريقها إلى الزوال.
    قد تتساءل صغيرتي: وهل كنت سعيدة حقاً يا أمي؟!!
    ابنتي الحبيبة لا تدري بأني كنت قطعة من الشقاء والألم، فقد عرفتُ وعشت كل ما يحمل قاموس البئوس والمعاناة من معانٍ وأحداث( )!
    إنسانة واحدة عاشت أحزاني، وترفقت بعذاباتي رحلة الشقاء (المبهرجة)، وعلى الرغم من أنها شقيقة والدتي إلا أنها تختلف عنها في كل شيء، ويكفيها أنها امرأة فاضلة، وزوجة مؤمنة، وأم صالحة.
    كنتُ ألجأ إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها، وأرتضي وسائلها لتقويم اعوجاجي، وهي تحاول فتح مغاليق قلبي ومسارب روحي بكلماتها القوية ومشاعرها الحانية، ولكن -والحق يُقال- كان شيطاني يتغلب على الجانب الطيب الضئيل في نفسي لقلة إيماني، وضعف إرادتي، وتعلقي بالمظاهر، وعلى الرغم من هذا العالم لم يكن بالمستطاع إسكات الصوت الفطري الصاهل، المنبعث في صحراء قلبي المقرور.
    بات مألوفاً رؤيتي ساهمة واجمة، وقد أصبحتُ دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية -على اختلال انتماءاتها العقائدية- لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصاً، أو إذا شئت (عمالة)، في هذا الوسط الخطر، والمسئول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية.
    وجدت نفسي شيئاً فشيئاً أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من أجواء الوسط الفني -كما يُدعى- !! معرضة عن جلساته وسهراته الصاخبة التي يُرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة!!
    لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي نفسي، وأنا أحاول تحديد الجهة المسئولة عن ضياعي وشقائي، أهي التربية الأسرية الخاطئة؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف؟ أم هي جناية وسائل الإعلام؟ أم كل ذلك معاً؟!!
    لقد توصلت -أيامها- إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي -مستقبلاً- ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غالياً إذ يكفي المجتمع أني قُدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات، أو كما تقول خالتي: على دين الشيطان.
    وفجأة، التقينا على غير ميعاد.
    كان مثلي، دفعته نزوات الشباب -كما علمت بعدئذ- إلى هذا الوسط ليصبح نجماً! -وعذراً فهذه اصطلاحاتنا آنذاك- ومع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة -ولو كانت ثانوية- نافراً من التعامل مع الأدوار النسائية.
    ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهير (هوليوود) لها، واضطررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه!!، وانتهزت فرصة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هادئ لالتقاط أنفاسي، لمحته جالساً في مكان قريب مني، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته.
    سألته -بدون مقدمات- عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه.
    أجابني باقتضاب أن الرجل رجل، والمرأة امرأة، ولكل مكانه الخاص، وفق طبيعته التي خلق عليها.
    استرسلت في التحادث معه، وقد أدهشني وجود إنسان عاقل في هذا الوسط!… ٍفهمت من كلامه أنه سيضحي -غير آسف- بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل، وسيبحث عن عمل شريف نافع، يستعيد فيه رجولته وكرامته.
    لحظتها قفز إلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وأنا أطرحه عليه.
    لم يشأ أن يحرجني يومها، ولكن مما وعيت من حديثه قوله: ]إذا تزوجت فتكون زوجتي أمّاً وزوجاً بكل معنى الكلمة، فاهمة مسئولياتها وواجباتها، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشئوا على الفضيلة والاستقامة، كما أمر الله، بعيداً عن المزالق والمنعطفات، وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق[.
    وقال كلاماً أكثر من ذلك: أيقظ فيّ الصوت الفطري الرائق، يدعوني إلى معراج طاهر من قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب وأحسستُ أني أمام رجل يصلح لأن يكون أباً لأولادي، على خلاف الكثير ممن التقيتُ، ورفضت الاقتران بهم.
    وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا.
    وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة، حيث تعيش دائماً على مثل هذه الأخبار.
    ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا -بعد زيارتنا للأراضي المقدسة-عن تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء، وأني سألتزم بالحجاب، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة -بيتي المؤمن- لرعاية زوجي وأولادي طبقاً لتعاليم الله ورسوله.
    أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه، وتعليم الناس في المسجد.
    أولادي الأحباء لم يعرفوا بعد أن أباهم في عمامته، وأمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان.
    خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة، وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي، ولا تزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة، وتسأل الله لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي، على أن أعاود الارتكاس في ذاك الحمأ اللاهب وقد نجاني الله منه.
    ومن المضحك أن أحد المنتجين، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام، وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية) !!!( ) ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة ما يخدش كرامتي أو ينافي عقيدتي.
    نعم، لقد كانت هجرتي لله، وإلى الله، وعندما تكبر براعمي المؤمنة، سيدركون إن شاء الله لِمَ وكيف كنت؟! وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الاستئذان، وأراها تضع بين يديّ الديوان، تسألني بلهجة الواثق من نفسه أن أتابع ما حفظت من قصيد، وقيل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة، اندفعتْ في تسميعها:
    خـدعوها بقـولهـم حسنــاء والغـواني يغـرهـن الثنــــاء
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 04-27-2006, 10:25 PM   #10




     
    تاريخ التسجيل: Feb 2006
    المشاركات: 1,591
    معدل تقييم المستوى: 252
    الوايلـــي is on a distinguished road
    افتراضي مشاركة: العائدون إلي الله .. الجزء الثاني ..

    (20) توبة شاب أسرف على نفسه بالمعاصي( )



    ضيفنا هذه المرة شاب له قصة طويلة، لم يدع معصية إلا فعلها، ولا كبيرة إلا ارتكبها، كل ذلك بحثاً عن السعادة، ولكنه لم يجد إلا الشقاء والتعاسة.
    أغلقت في وجهه جميع الأبواب إلا باب واحد، باب الله الذي لا يُغلق. فلجأ إلى الله وعاد إليه، وهنا وجد السعادة التي كان يبحث عنها، التقيت به فحدثني بقصته فقال:
    نشأت في بيت (عادي) من بيوت المسلمين، وكنت أصلي الصلاة المعتادة، أرى الناس يذهبون إلى المسجد فأذهب معهم، ولم أكن -لصغر سني- أدرك قيمة الصلاة وأهميتها.
    ولما كبرت قليلاً اشترى لي والدي سيارة -وكنت آنذاك في بداية المرحلة الثانوية- فكانت بداية الانطلاق.
    وجاء دور رفقاء السوء، ليقضوا على ما تبقى لديّ من خير وفضيلة وصلاح!! فقد تعرفتُ على مجموعة منهم، وكنتُ الوحيد من بينهم الذي يملك سيارة، فتوليتُ القيادة، وكنت أغدو بهم وأروح، فصار كل واحد منا يظهر ما يوحي به إليه شيطانه من الأفكار والابتكارات، في فن الاختطاف والمخدرات، وغيرها من الفنون... فبدأت شيئاً فشيئاً أتعلم هذه الأمور.
    انتقلنا من الحي الذي كنا فيه، إلى حي آخر، وهناك وجدتُّ مجموعةً أخرى من الشباب فتسلمت القيادة أيضاً، فما تركتُ معصية إلا ارتكبتها ابتداءً من المعاصي الصغيرة وانتهاءً بالمخدرات والمسكرات حتى وصل بنا الحال بحثاً عن شرب الخمور في نهار رمضان، كنا نفعل ذلك كله بحثاً عن السعادة الموهومة.
    كنتُ من أشد الناس عداوةً وبغضاً للملتزمين الطيبين، وكان في الحارة رجل يقال له: (عبد الواحد) كنتُ أشد الناس عداوةً له، لأنه كان من المجتهدين في نصح الشباب في (الحارة)، فكان هدفنا هو إيذاء هذا الرجل، وقد حاولنا كثيراً ولكن لم نجد إلى ذلك سبيلاً.
    مرّتْ أعوام طويلة، وأنا على هذه الحال، بين المخدرات والمشكلات الأخلاقية، وغيرها حتى أني تركتُ الدراسة واتجهتُ إلى العمل، فإذا جاء آخر الشهر وتسلمتُ راتبي صرفته كله في المخدرات.
    وبعد فترة، منّ الله على أخي الأصغر بالهداية، فكان قدوة لنا في البيت في حسن التعامل، كنا نضايقه ونهدده!! ونحذره! من مصاحبة عبد الواحد وغيره من الشباب الطيبين، بل كنا نمنعه من تطبيق بعض شعائر الإسلام الظاهرة كإعفاء اللحية، وتقصير الثياب، فكان يُقابل إساءتنا هذه بالإحسان، ويردّ علينا بكلمات طيبة مثل (إن شاء الله) و(جزاكم الله خيراً) ونحوها، فبدأتُ أشعر بارتياح نحوه لحسن معاملته، وكانت هذه بداية التحول.
    ثم جاء بعد ذلك دور الشيخ عبد الواحد، فقد كان يجتهد في نصحنا، ويكثر من ذلك، فكنا نثير عليه المشكلات، ونحاول تشويه سمعته، واتهامه بما هو منه براء كذباً وبهتاناً.
    وفي يوم من الأيام أشار علي بعض الزملاء -وكان ذلك في بداية التزامه- أن نذهب إلى مكة لأداء العمرة، وبعد رجوعنا من العمرة كنتُ أنا وأصحابي مجتمعين في أحد الشوارع، فمرّ بنا الشيخ عبد الواحد بسيارته، فأخذنا نسبّه ونشتمه ونطلق عليه الألفاظ البذيئة فوقف، ثم عاد إلينا فقلنا هذه فرصة فلابدّ من ضربه والقضاء عليه، فنزل الشيخ من سيارته، وبادر قائلاً: السلام عليكم، ثم أقبل عليّ وعانقني وضمني إلى صدره وقال: (الحمد لله على السلامة وتقبل الله منا ومنك، ما شاء الله، أخذت عمرة؟..).. فخجلتُ خجلاً شديداً، وتغيرتْ ملامح وجهي، ثم سلّم على بقية الأصحاب، وسألهم عن أحوالهم، وكأنه لم يسمع كلمةً واحدةً مما قلناه، ومضى في طريقه، فأخذنا نتلاوم، وكل واحد منا يقول للأخر: أنت السبب، ومن تلك اللحظة بدأنا نهتم بهذا الرجل ونقدره، ونحترمه، وتغيرت نظرتنا له.
    وبعد فترة، رغبتُ في الالتحاق بالعسكرية، فاضطررتُ إلى إجراء عملية جراحية، لعلة بي.
    ودخلتُ المستشفى، فكان رفقاء السوء يزورونني فيؤذونني بشرب الدخان والكلام البذيء.
    وفي المقابل كان الشيخ عبد الواحد يزورني، هو وبعض أصحابه، فكانوا يُقبّلون رأسي، ويُسمعونني كلمات ملؤها التفاؤل والأمل، فأصبحتُ أشعر بارتياح لزيارتهم وجلوسهم معي.
    وفي إحدى الزيارات، سألني أحدهم عن نومي، فأخبرتهم أني لا أنام إلا بمخدر طبي، وأن عندي بعض المجلات والصحف والقصص أقرأ فيها فلا يأتيني النوم، فقال لي أحدهم: ليس لك علاج إلا القرآن، فطلبتُ منهم مصحفاً فأعطوني، وفي تلك الليلة قرأت سورة البقرة كاملةً، فنمت مباشرةً، وفي الليلة الثانية، قرأت سورة آل عمران، فنمتُ كذلك، ثم سألوني بعد ذلك عن حالي ونومي فأخبرتهم بأني أصبحتُ أنام بارتياح.
    خرجتُ من المستشفى، ومع أني كنت أشعر بارتياح شديد لهؤلاء الشباب الطيبين الملتزمين، إلا أني مازلتُ مع أولئك الأشرار الخبثاء.
    وفي يوم من الأيام، كنتُ على موعد مع فعل معصية، وكان ذلك الموعد في مكان بعيد، في منطقة أخرى، ولم أكن بعد قد استعدت كامل صحتي بعد تلك العملية، ولكني خاطرت، فركبت سيارتي وانطلقتُ متوجهاً إلى تلك المنطقة، وفي الطريق انفجرتُ إحدى العجلات بقوة، فاضطررتُ إلى الخروج عن الطريق، والدخول في منطقة رملية.
    كنتُ في تلك اللحظات أشعر بألم شديد من آثار تلك العملية الجراحية التي لا تزال آثارها باقية، حتى أني أكاد أعجز عن حمل نفسي، وبصعوبة نزلتُ من السيارة وحاولت أن أرفعها، ولكني كلما رفعتها سقطت، حاولت مراراً ولكن دون جدي، فلما يئست، وقفت على جانب الطريق وحاولت أن أستعين بعض المارة، ولكنهم لم يقفوا لمساعدتي.
    اقتربتِ الشمس من الغروب، وأحسستُ بأني وحيد في هذا المكان الموحش، فضاقتْ بي الدنيا، ولم أدر ما أفعل، وهنا لم أجد من ألتجئ إليه إلا الله الواحد الأحد، ومن غير شعور، جثوت على ركبتي، ومددت كفي إلى الله -عز وجل- فدعوته في تلك اللحظات أن يُفرج همي ويكشف كربتي.. ولم يكن ذلك عن إخلاص منيّ ولكنها الفطرة. وعدتُ إلى سيارتي وبعد عدة محاولات تمكنت بعون الله من رفعها، وقمت بتبديل العجلة التالفة وأخرجت السيارة وقد أوشكت الشمس على الغروب.
    وبعد هذا كله لم أتعظ بل واصلتُ سيري طمعاً في فعل تلك المعصية، ولكن الله عصمني منها حيث فاتَ الموعد، فصليتُ المغربَ هناك ثم عدتُّ من حيث أتيتُ، وبدأ أولئك الشباب الطيبون يكثرون من زيارتي، ويُلحون عليّ في حضور مجالسهم، فكنت أتردد عليهم وأجلس معهم، فكانت رائحة الدخان تفوح من ثيابي، ومن فمي، فلم يظهروا لي انزعاجهم من ذلك، بل كانوا يقتربون مني ويرحبون بي ثم (يطيّبونني)، ويمسحون علي يديّ من دهن العود، فكنت أستغرب عملهم هذا ومعاملتهم الطيبة.
    كنتُ أجلس معهم من بعد صلاة المغرب إلى العشاء، وبعد صلاة العشاء أعود إلى أصحابي الآخرين (السيئين)، فأجلس معهم إلى الفجر فلا أسمع منهم إلا السب والشتم والكلمات البذيئة والألفاظ النابية، واستمر الحال على ذلك، أجلس مع هؤلاء وهؤلاء، مع ارتياحي لأولئك الطيبين لما أسمعه منهم.
    ثم جاءتْ الضربةُ القاضيةُ، فقد بدأتُ أخطط للزواج، فتقدمتُ لخطبة فتاة ملتزمة، فخدعتُ أهلها وأقنعتهم بأني شاب صالح، أصلي وأخاف الله، ولكن الفتاة رفضتُ إلا شابًا ملتزماً، وحاولت إقناعها، ولكنها أصرتْ على موقفها، وقالت: لن أقبل إلا شاباً ملتزماً، وكان مظهري لا يوحي بأني شاب ملتزم، فأصبتُ بصدمة عنيفة، وقلت في نفسي: ما معنى (شاب ملتزم)؟!
    وعدتُّ إلى البيت، وأنا أفكر في قولها، وأقول في نفسي: لماذا لا أكون شاباً ملتزماً؟ وكان الله ألهمني في تلك اللحظة أن أكون كذلك... فذهبتُ إلى الشيخ عبد الواحد، وأخبرته بأني سوف أبدأ حياة جديدة، وأكون شاباً مستقيماً.
    وبالفعل بدأتُ حياةً جديدةً فابتعدتُّ عن رفقاء السوء، الذين كانوا هو سبب شقائي وتعاسي، وأصبحتُ شابّاً ملتزماً، والله سبحانه أعانني على ذلك، والآن قد مضى على التزامي -ولله الحمد- خمس سنوات تقريباً.
    فأسأل الله أن يثبتني وإياكم على دينه، إنه سميع مجيب.
    الوايلـــي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     
    أدوات الموضوع
    انواع عرض الموضوع

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع

    المواضيع المتشابهه
    الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
    هذا العضو أساء إلىّ وشتمنى.. كيف أعامله؟ الشبح منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة 12 03-07-2008 08:54 PM
    (( رسالة لكل فتاة )) أبـــ بنت ـــوهـا منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة 14 06-18-2007 09:21 PM
    الوصف الكامل لرسول الله عليه الصلاة والسلام مخاوي الشيوخ منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة 0 05-23-2007 01:01 PM
    سنن غفل عنها الكثير منا‎ سعود القائم منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة 4 05-16-2007 02:25 PM
    ما الذي أبكى رسوال الله صلى الله عليه و سلم ؟! عبدالله العنزي منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة 23 04-24-2007 11:26 PM


    الساعة الآن 06:42 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.