^{( ثلاثية البعد ...)}^^

[frame="2 90"]

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"] عطش :[/grade]

صحوت مع انبلاج الصباح، حينما الأصدقاء يمارسون الموت اللذيذ. صحوت. تقيأت كل ما بجوفي. شربت (طاسة) كبيرة من الماء، ومع هذا ما تزال الحموضة تجلدني، كنت عطشاً إلى حد الموت. وبالتالي أحضرت (ترمس) الماء، وجعلته قريباً من رأسي. كنت عطشاً إلى حد الاصفرار، وصرت بطريقة آلية أتقيأ كل ما يدخل جوفي من ماء وزاد، عندما نهض الأصدقاء من نومهم الجميل، قرر (عبدالله) أن عندي حالة نقص أملاح، واقترح عليَّ أن أتناول كوباً من الماء ممزوجاً بقليل من الملح. نفذت الفكرة بصبر وتقزز.
في تلك اللحظات العصيبة، كنت ممداً بينهم كالجنازة، لا أستطيع الكلام، ولا الرقاد، ولا الجلوس، فقط اكتفيت بالإنصات والآهات! وكنا بعيدين عن المدينة قليلاً، أو بمعنى أدق المدينة بعيدة عنا، ونفد الماء!
وغاب (عبدالله) لجلب الماء، وكان غيابه القصير الطويل بمثابة الموت البطيء لي. ياللوجع المتداعي! إنه الموت، والموت من العطش، والماء قريباً على مرمى حجر! ويا له من انتظار طويل.
لم أقدر على احتمال مزيد من الانتظار والعذاب، قررت دخول المدينة، واحضار الماء بنفسي، عندما رجعت إلى الأصدقاء سريعاً، ومعي بعض الماء، وجدت أن (عبدالله) قد وصل قبلي بقليل، وكان أيضاً محملاً بالماء، صرت اشرب بشراهة أكثر من السابق، لكن طعم الماء تغير عليّ، لم يعد ذاك الذي أنا أعرفه، لم يجد نفعاً مع وجعي وعطشي الرهيب، لقد صار طعم الماء أقرب إلى الملوحة، قررنا دخول المدينة، وشعرت أنها بعيدة جداً.
* * *

[grade="FFA500 FF6347 008000 4B0082"]عيد:[/grade]

غداً العيد، يا لهذا اليوم الذي لم أحضره منذ ثلاث سنوات خلت، غداً العيد. نعم أنه يوم اللحم والدم والقبلات والفرح الهلامي، غداً العيد. غداً تتواشج اللحاء الحمراء باللحاء السوداء بطيوب زيت الهند، ودخان العود، وسمن النعاج، كم أنا كئيب في هذه الليلة بالذات. غداً، يا له من يوم ممل وقاتل. إنني في أيام الحضور النادرة التي مضت لم أخرج، وأفترش الشارع، واقعد مع القاعدين صباحاً، غداً، ماذا بمقدوري أن أفعل؟! اللهم إلا النوم حتى ساعات الظهيرة، والخروج إلى القرية عصراً، للسلام على السيد الوالد.
* * *
وأمي تعرفني ولا تعرفني، تطلب مني بكل بساطة أن أكون رجلاً بمعنى الكلمة، كما يليق بصاحب بيت، حسب مواصفاتها الخاصة، بمعنى أن أحضر (الصينية) وعليها الرز واللحم والبيض البلدي، وأن اجلس مع رجالات الحي، لنتبادل القبل والتهاني، وتناول الطعام، والكلام الأزلي:
- كيف الحال؟
قلت لأمي:
ـ إنني أنام متأخراً، وبالتالي لا أقدر على النهوض المبكر.
قالت:
ـ نم باكر، تصح باكراً.
قلت:
ـ ياليت. ثم قالت بحزن:
ـ في السابق كنت يا ولدي رجلاً بمعنى الكلمة. لكن لا أدري ما هو الذي غيرك؟!


* * *

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]نوم:[/grade]

وكانت المدينة تسبح في عطش شديد منذ زمن طويل، وهتفت أمي قائلة:
ـ واجب عليك الاستغاثة مع الجماعة يا ولدي.
قلت وبحزم:
ـ واجب ونص، ولكن متى؟
قالت:
ـ غداً.
لكن وأف من كلمة لكن، عندما أيقظتني صباحاً ودفء الفراش، والجو البارد، وصوت الإعصار في الخارج، وصوت الخطيب الجهوري.
قلت بصوت قاطع:
ـ أريد أن أكمل نومي.


بورتريه قصير للكاتب ((سعود الجراد)) من حائل


*
*
*
على الخير والمودة والمحبه نلتقي
أجمل تحيةوارق سلام

[/frame]

حقيقة................سعدت عندما علمت أنه ليس من انتاجك ....فهو أرقى من هذا بكثير .

[align=center]][®][^][®][[align=center]شكراً جزيلاً على هذا النقل[/align]][®][^][®][[/align]

شكرا جزيلا