هواتف الجان"عبيد الأبرص"

[align=center]قال القاضي يحيى بن أكثم:

دخلت على هارون الرشيد، وهو مطرقٌ مفكر، فقال لي:

أتعرف من قائل هذا البيت:

[poem=font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الخيرُ أبقى وإن طال الزمان به = والشرُّ أخبثُ ماأوعيتَ من زادِ[/poem]

فقال يحيى:

ياأمير المؤمنين، إنَّ لهذا البيت شأناً مع عبيد بن الأبرص.

فقال: حدثني عنه.

فقال يحيى: ياأمير المؤمنين، حدّث عبيد قال:

كنت في أحد السنين حاجاً، فلما توسطت الباديه في يومٍ شديد الحر سمعت ضجّه عظيمه

في القافله ألحقت أولها بآخرها، فسألت عن القصه.

فقال رجلٌ من القوم:

تقدم ترى مابالناس.

فتقدم عبيد إلى أول القافله فإذا بشجاع أسود فاغر فاه كالجذع "شجاع=حيّه ضخمه"،

وهو يخور كما يخور الثور، ويرغو كرغاء البعير،فهاله أمره، وبقي لايهتدي إلى مايصنع،

فعدلت القافله عن طريقه، إلى ناحيه أخرى، فعارضهم ثانيه، ولم يجسر أحدٌ من القوم

أن يقربه.

فقال عبيد:

أفدي الناس بنفسي، وأتقرب إلى الله بخلاص القافله منه.

فأخذ قربه من الماء فتقلدها وسل سيفه، فلما رآه قرب منه سكن، وبقى عبيد بن الأبرص

متوقعاً وثبه يبتلعه فيها، فلمّا رأى القربه فتح فاه، فجعل عبيد يصب الماء في فيه كما

يُصَبُّ في الأناء.

فلمّا فرغت القربه، تسيّب في الرمل ومضى،فتعجب من تعرضه لهم وانصرافه من غير

سوءٍ لحقهم، ومضوا لحجهم.

ثم عادوا في طريقهم ذلك، وحطوا في منزلهم ذلك، في ليلةٍ مظلمه مدلهمّه، فأخذ عبيد

شيئاً من الماء، وعدل إلى ناحيه عن الطريق، فأخذت عينه، فنام مكانه، فلمّا أستيقظ من

النوم لم يجد للقافله حساً، وقد أرتحلوا وبقي منفرداً لم ير أحداً، ولم يهتد إلى مايفعله

وأخذته الحيره، وجعل يضطرب، وإذا بهاتف يسمع صوته ولايرى شخصه يقول:

[poem=font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياأيها الشخص المضل مركبه = ماعنده من ذي رشاد يصحبه
دونك هذا البكر منا تركبه = وبكرك الميمون حقاً تجنبه
حتى إذا مالليل زال غيهبه = عند الصباح في الفلا تسيبه[/poem]
فنظر عبيد فإذا ببكرٍ قائم عنده، وبكره إلى جانبه، فركبه وتجنب بكره، فلما سار قدر

عشرة أميال لاحت له القافله، وانفجرَ الفجر ، ووقف البكر، فعلم عبيد أنه قد حان

نزوله، فتحول إلى بكره وقال:

[poem=font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ياأيها البكرُ قد أنجيت من كرب = ومن همومٍ تضل المدلج الهادي
ألا فخبرني بالله خالقنا = من الذي جاد بالمعروف في الوادي
ورجع حميداً فقد بلغتنا مننا = بوركت من ذي سنامٍ رائحٍ غادي[/poem]

فالتفت البكر إليه وقال:

[poem=font="Simplified Arabic,5,red,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أنا الشجاع الذي ألفيتني رمضا = والله يكشف ضر الحائر الصادي
فجدت بالماءِ لمّا ضنَّ حامله = نصف النهار على الرمضاء بالوادي
الخير أبقى وإن طال الزمان به = والشرأخبث ماأوعيت من زاد
هذا جزاؤك منا لايمن به = لك الجميل علينا إنّك البادي[/poem]

فعجب الرشيد من قوله، وأمر بالقصه والأبيات فكتبت وقال :

لايضيع المعروف أين وضع

وهذا مما يذكره العرب من الأشعااااااااااااااار على ألسنة الجن

وكما يعلم من يقرأ مثل هذه الأخبار أن بعض الشعراء لهم معاونون من الجن

يطرحون في هواجسهم مايقولون.. والكلام في هذا يطووووووول

والموضوع نقلته من كتاب

"هواتف الجااااااااااان" لأبي بكر محمد بن جعفر بن سهل السامري الخرائطي

المتوفى سنة 327هـ[/align]

..

[poem=font="Simplified Arabic,5,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
الخير أبقى وإن طال الزمـان بـه=والشرأخبـث ماأوعيـت مـن زاد[/poem]

تسلم اخوي احمد الشامخ
على هذا النقل الرائع
كل الشكر لك

تقبل تحياتي وتقديري

[align=center]اخي احمد الشامخ


ربي يعطيك ألف عافيـه على الطرح


لاعدمناك ولا عدمنـا تواجــدك


تـقبل أجمل التحااايا[/align]

[align=center]أحمد الشامخي

اختيار جميل

وكلمات جميلة منك ومعبرة للغاية

تسلم يديك على ما خطت من رووعة

اتمنى لك التوفيق [/align]

[align=center]لايضيع المعروف أين وضع

ليتنا ندرك هذا

تسلم يدينك أخوي [/align]