العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ مجالس دين ودنيا ۝۩۩۝ > منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة

    منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة كل مايتعلق بالأمور الدينية والحياة

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 03-05-2008, 12:45 AM   #1




     
    الصورة الرمزية سعدالعنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    المشاركات: 3,362
    معدل تقييم المستوى: 270
    سعدالعنزي is on a distinguished road
    افتراضي الشرك-الكفر-النفاق-البدعه

    الشـرك1

    تعريفه

    الشرك هو جعل شريك للهتعالى في ربوبيته وإلهيته ، والغالبالإشراك في الألوهية بأن يدعو معالله غيره أو يصرف له شيئا من أنواعالعبادة كالذبح والنذر والخوفوالرجاء والمحبة. والشرك أعظم الذنوبوذلك لأمور:

    1- لأنه تشبيه للمخلوقبالخالق في خصائص الإلهية فمن أشرك مع اللهأحداً فقد شبهه به. وهذا أعظم الظلمقال تعالى: ( إِنّ الشّرْكَلَظُلْمٌ عَظِيمٌ)2. والظلم هو وضع الشيءفي غيرموضعه، فمن عبد غير الله فقدوضع العبادة في غير موضعها وصرفهالغير مستحقها وذلك أعظم الظلم.

    2- أن الله أخبر أنه لايغفره لمن لم يتب منه قال تعالى: (إِنّاللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَبِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَلِمَن يَشَآءُ)3 .

    3- أن الله أخبر أنهحرم الجنة على المشرك وأنه خالد مخلدفي نار جهنم قال تعالى: (إِنّهُمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْحَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنّةَوَمَأْوَاهُ النّارُ وَمَالِلظّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)4.

    4- أن الشرك يحبطجميع الأعمال قال تعالى : (ذَلِكَهُدَى اللّهِ يَهْدِي بِهِ مَنيَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْأَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُمْ مّاكَانُواْ يَعْمَلُونَ)5،وقال تعالى: (وَلَقَدْأُوْحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الّذِينَمِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَلَيَحْبَطَنّ عَمَلُكَوَلَتَكُونَنّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)6.

    5- أن المشرك حلالالدم والمال- قال تعالى: (فَاقْتُلُواْالْمُشْرِكِينَ حَيْثُوَجَدتّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْوَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْلَهُمْ كُلّ مَرْصَدٍ)7 وقال النبي صلى اللهعليه وسلم:" أمرت أن أقاتلالناس حتى يقولوا لا إله إلا اللهفإذا قالوها عصموا مني دماءهموأموالهم إلا بحقها" 8.

    6- أن الشرك أكبرالكبائرقال صلى الله عليه وسلم : " ألاأنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يارسول الله قال: الإشراك بالله وعقوقالوالدين " الحديث 9 .
    فالشرك أظلم الظلم. والتوحيد أعدلالعدل. فما كان أشد منافاة لهذاالمقصود فهو أكبر الكبائر إلى أن قال:فلما كان الشرك منافياً بالذات لهذاالمقصود كان أ كبر الكبائر علىالإطلاق وحرم الله الجنة على كل مشركوأباح دمه وماله وأهله لأهل التوحيدوأن يتخذوهم عبيداً لهم لما تركواالقيام بعبوديته . وأبى الله سبحانهأن يقبل لمشرك عملاً. أو يقبل فيهشفاعة، أو يستجيب له في الآخرة دعوة.أو يقبل له فيها رجاء ، فإن المشركأجهل الجاهلين بالله حيث جعل له منخلقه نداً وذلك غاية الجهل به - كماأنه غاية الظلم منه- وإن كان المشركفي الواقع لم يظلم ربه وإنما ظلم نفسه- انتهى.

    7- أن الشرك تنقص وعيبنزه الرب سبحانه نفسه عنهما - فمن أشرك باللهقد أثبت لله ما نزه نفسه عنه وهذاغاية المحادة لله تعالى وغايةالمعاندة والمشاقة لله.

    أنواعه

    الشرك نوعان:
    النوعالأول : شرك أكبر يخرج من الملة ويخلدصاحبه في النار إذا مات ولم يتب منهوهو صرف شيء من أنواع العبادة لغيرالله- كدعاء غير الله والتقرببالذبائح والنذور لغير الله منالقبور والجن والشياطين ، والخوف منالموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروهأو يمرضوه ورجاء غير الله فيما لايقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجاتوتفريج الكربات مما يمارس الآن حولالأضرحة المبنية على قبور الأولياءوالصالحين، قال تعالى : (وَيَعْبُدُونَمِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرّهُمْوَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَهَـَؤُلآءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَاللّهِ)10

    النوع الثاني: شركأصغرلا يخرج من الملة لكنه ينقص التوحيدوهو وسيلة إلى الشرك الأكبر- وهوقسمان..

    القسم الأول: شركظاهر وهو:ألفاظ وأفعال.

    فالألفاظكالحلف بغير الله قال صلى الله عليهوسلم " من حلف بغير اللهفقد كفر أو أشرك "11 وقول : ما شاء اللهوشئت - قال صلى الله عليه وسلم : لماقال له رجل ما شاء الله وشئت فقال: "أجعلتني لله نداً قل ما شاء الله وحده"12 وقول:لولا الله وفلان- والصواب أن تقال: ماشاء الله ثم فلان، ولولا الله ثم فلان-لأن ثم تفيد الترتيب مع التراخي- تجعلمشيئة العبد تابعة لمشيئة الله كماقال تعالى: (وَمَا تَشَآءُونَإِلاّ أَن يَشَآءَ اللّهُ رَبّالْعَالَمِينَ)13 . وأما الواو فهيلمطلق الجمع والاشتراك لا تقتضيترتيبا ولا تعقيبا، ومثله قول، ماليإلا الله وأنت، وهذا من بركات اللهوبركاتك.
    وأما الأفعال : فمثل لبسالحلقة والخيط لرفع البلاء أو دفعهومثل تعليق التمائم خوفاً من العينوغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفعالبلاء أو دفعه فهذا شرك أصغر، لأنالله لم يجعل هذه أسباباً. أما إناعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاءبنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تعلق بغيرالله.
    القسمالثاني : شرك خفي وهو الشرك فيالإرادات والنيات- كالرياء والسمعة-كأن يعمل عملاً مما يتقرب به إلى اللهيريد به ثناء الناس عليه كأن يحسنصلاته أو يتصدق لأجل أن يمدح ويثنىعليه. أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوتهبالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيثنواعليه ويمدحوه، والرياء إذا خالطالعمل أبطله- قال الله تعالى: (فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَآءَ رَبّهِفَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاًوَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبّهِأَحَدَا)14.
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخوفما أخاف عليكم الشرك الأصغر- قالوا يارسول الله: وما الشرك الأصغر قال:الرياء)15ومنه العمل لأجل الطمع الدنيوي- كمنيحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال-أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجلالمال. قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تعسعبد الدينار وتعس عبد الدرهم ، تعسعبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطيرضي وإن لم يعط سخط)16 قال الإمام ابن القيمرحمه الله: وأما الشرك فيالإرادات والنيات فذلك البحر الذي لاساحل له وقل من ينجو منه فمن أرادبعمله غير وجه الله ونوى شيئاً غيرالتقرب إليه وطلب الجزاء منه فقدأشرك في نيته وإرادته. والإخلاص: أنيخلص لله في أفعاله وأقواله وإرادتهونيته. وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيمالتي أمر الله بها عباده كلهم ولايقبل من أحد غيرها وهي حقيقةالإسلام، كما قال تعالى:(وَمَنيَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناًفَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِيالاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)17.وهي ملةإبراهيم صلى الله عليه وسلم التي منرغب عنها فهو من أسفه السفهاء (18)انتهى.

    يتلخص مما مر أن هناكفروقا بين الشرك الأكبر والأصغر وهي:
    1- الشرك الأكبر يخرج من الملة والشركالأصغر لا يخرج من الملة.
    2- الشرك الأكبر يخلد صاحبه في النار-والشرك الأصغر لا يخلد صاحبه فيها إندخلها.
    3- الشرك الأكبر يحبط جميع الأعمال-والشرك الأصغر لا يحبط جميع الأعمالوإنما يحبط الرياء والعمل لأجلالدنيا العمل الذي خالطاه فقط.
    4 - الشرك الأكبر يبيح الدم والمال-والشرك الأصغر لا يبيحهما.



    الكفر19



    تعريفه

    الكفر في اللغةالتغطية والستر - والكفر شرعاً: ضدالإيمان- فإن الكفر عدم الإيمانبالله ورسله سواء كان معه تكذيب أو لميكن معه تكذيب، بل شك وريب أو إعراضأو حسد أو كبر أو اتباع لبعض الأهواءالصادة عن اتباع الرسالة. وإن كانالمكذب أعظم كفرا. وكذلك الجاحدالمكذب حسداً مع استيقان صدق الرسل 20.


    أنواعه

    الكفر نوعان:
    النوعالأول : كفر أكبر يخرج من الملة وهوخمسة أقسام :

    القسم الأول: كفرالتكذيب -والدليل قوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُمِمّنْ افْتَرَىَ عَلَى اللّهِكَذِباً أَوْ كَذّبَ بِالْحَقّلَمّا جَآءَهُ أَلَيْسَ فِيجَهَنّمَ مَثْوًى لّلْكَافِرِينَ)21.

    القسم الثاني: كفرالإباء والاستكبار مع التصديق- والدليل قولهتعالى : (وَإِذْ قُلْنَالِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْلاَدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاّإِبْلِيسَ أَبَىَ وَاسْتَكْبَرَوَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ)22 .

    القسم الثالث: كفرالشك وهو كفر الظن والدليل قوله تعالى: (وَدَخَلَجَنّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لّنَفْسِهِقَالَ مَآ أَظُنّ أَن تَبِيدَهَـَذِهِ أَبَداً * وَمَآ أَظُنّالسّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنرّدِدتّ إِلَىَ رَبّي لأجِدَنّخَيْراً مّنْهَا مُنْقَلَباً * قَالَلَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُأَكَفَرْتَ بِالّذِي خَلَقَكَ مِنتُرَابٍ ثُمّ مِن نّطْفَةٍ ثُمّسَوّاكَ رَجُلاً * لّكِنّ هُوَاللّهُ رَبّي وَلاَ أُشْرِكُبِرَبّي أَحَداً)23 .
    القسمالرابع: كفر الإعراض- والدليل قوله تعالى: (وَالّذِينَكَفَرُواْ عَمّآ أُنذِرُواْمُعْرِضُونَ)24

    القسم الخامس: كفرالنفاق-والدليل قوله تعالى: (ذَلِكَبِأَنّهُمْ آمَنُواّ ثُمّ كَفَرُوافَطُبِعَ عَلَىَ قُلُوبِهِمْ فَهُمْلاَ يَفْقَهُونَ)25


    النوع الثاني :كفر أصغر لا يخرج من الملة وهوالكفر العملي- وهو الذنوب التي وردتتسميتها في الكتاب والسنة كفراً وهيلا تصل إلى حد الكفر الأكبر - مثل كفرالنعمة المذكور في قوله تعالى: (وَضَرَبَاللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْآمِنَةً مّطْمَئِنّةً يَأْتِيهَارِزْقُهَا رَغَداً مّن كُلّ مَكَانٍفَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ)26.
    ومثل قتال المسلم المذكور في قولهصلى الله عليه وسلم (سباب المسلمفسوق وقتاله كفر)27.
    وفي قوله صلى الله عليه وسلم:(لاترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاببعض )28.
    ومثل الحلف بغير الله قال صلى اللهعليه وسلم (من حلف بغير الله فقدكفر أو أشرك)29.
    فقد جعل الله مرتكب الكبيرة مؤمناًقال تعالى: (يَأَيّهَا الّذِينَآمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُالْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى)30 . فلم يخرجالقاتل من الذين آمنوا وجعله أخاًلولي القصاص فقال: (فَمَنْ عُفِيَلَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌفَاتّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِوَأَدَآءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ)31 والمراد أخوةالدين بلا ريب ، وقال تعالى : (وَإِنطَآئِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَاقْتَتَلُواْ فَأَصْلِحُواْبَيْنَهُمَا)32 إلى قوله تعالى: (إِنّمَاالْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌفَأَصْلِحُواْ بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ)33 . انتهى من شرحالطحاوية (34) باختصار.

    وملخص الفروق بينالكفر الأكبر والكفر الأصغر :

    1- أن الكفر الأكبريخرج من الملة ويحبط الأعمال ،والكفر الأصغر لا يخرج من الملة ولايحبط الأعمال لكن ينقصها بحسبه ويعرضصاحبها للوعيد.

    2- أن الكفر الأكبريخلد صاحبه في النار، والكفر الأصغرإذا دخل صاحبه النار فإنه لا يخلدفيها ، وقد يتوب الله على صاحبه فلايدخله النار أصلاً.

    3- أن الكفر الأكبريبيح الدم والمال ، والكفر الأصغر لايبيح الدم والمال.

    4- أن الكفر الأكبريوجب العداوة الخالصة بين صاحبه وبينالمؤمنين فلا يجوز للمؤمنين محبتهوموالاته ولو كان أقرب قريب . وأماالكفر الأصغر فإنه لا يمنع الموالاةمطلقاً بل صاحبه يحب ويوالى بقدر مافيه من الإيمان ويبغض ويعادى بقدر مافيه من العصيان.


    النفاق35

    تعريفه

    النفاق في الشرع معناهإظهار الإسلام والخير وإبطان الكفروالشر. سمي بذلك لأنه يدخل في الشرعمن باب ويخرج من باب آخر. وعلى ذلك نبهالله تعالى بقوله: (إِنّالْمُنَافِقِينَ هُمُالْفَاسِقُونَ)35. أي الخارجون من الشرع.وجعل الله المنافقين شراً منالكافرين فقال: (إِنّالْمُنَافِقِينَ فِي الدّرْكِالأسْفَلِ مِنَ النّارِ)36. وقال تعالى: (إِنّالْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَاللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)37 وقال تعالى : (يُخَادِعُونَاللّهَ وَالّذِينَ آمَنُوا وَمَايَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُموَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِممّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاًوَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَاكَانُوا يَكْذِبُونَ)38.

    أنواعه

    النفاق نوعان :
    النوعالأول النفاق الاعتقادي : وهو النفاقالأكبر الذي يظهر صاحبه الإسلامويبطن الكفر- وهذا النوع مخرج منالدين بالكلية وصاحبه في الدركالأسفل من النار. وقد وصف الله أهلهبصفات الشر كلها : من الكفر وعدمالإيمان والاستهزاء بالدين وأهلهوالسخرية منهم والميل بالكلية إلىأعداء الدين لمشاركتهم لهم في عداوةالإسلام وهؤلاء موجودون في كل زمان،ولا سيما عندما تظهر قوة الإسلام ولايستطيعون مقاومته في الظاهر فإنهميظهرون الدخول فيه لأجل الكيد لهولأهله في الباطن، ولأجل أن يعيشوامع المسلمين ويأمنوا على دمائهموأموالهم، فيظهر المنافق إيمانهبالله وملائكته وكتبه ورسله واليومالآخر، وهو في الباطن منسلخ من ذلككله مكذب به، لا يؤمن بالله . وأن اللهتكلم بكلام أنزله على بشر جعلهرسولاً للناس يهديهم بإذنه وينذرهمبأسه ويخوفهم عقابه. وقد هتك اللهأستار هؤلاء المنافقين وكشف أسرارهمفي القرآن الكريم وجلى لعباده أمورهمليكونوا منها ومن أهلها على حذر وذكرطوائف العالم الثلاثة في أول البقرة.المؤمنين والكفار والمنافقين. فذكرفي المؤمنين أربع آيات. وفي الكفارآيتين، وفي المنافقين ثلاثة عشرة آية.لكثرتهم وعموم الابتلاء بهم وشدةفتنتهم على الإسلام وأهله، فإن بليةالإسلام بهم شديدة جداً. لأنهممنسوبون إليه وإلى نصرته وموالاتهوهم أعداؤه في الحقيقة، يخرجونعداوته في كل قالب يظن الجاهل أنه علموإصلاح وهو غاية الجهل والإفساد39.

    وهذا النفاق ستةأنواع 40

    1- تكذيب الرسول صلىالله عليه وسلم .
    2- تكذيب بعض ما جاء به الرسول صلىالله عليه وسلم.
    3- بغض الرسول صلى الله عليه وسلم.
    4- بغض بعض ما جاء به الرسول صلى اللهعليه وسلم.
    5- الفرح و المسرة بانخفاض دين الرسولصلى الله عليه وسلم.
    6- الكراهية لانتصار دين الرسول صلىالله عليه وسلم.

    النوع الثاني:النفاق العملي : وهو عمل شيء من أعمالالمنافقين مع بقاء الإيمان في القلبوهذا لا يخرج من الملة- لكنه وسيلةإلى ذلك ، وصاحبه يكون فيه إيمانونفاق وإذا كثر صار بسببه منافقاخالصاً والدليل عليه قوله صلى اللهعليه وسلم :(أربع من كن فيه كانمنافقاً خالصاً. ومن كانت فيه خصلةمنهن كانت فيه خصلة من النفاق حتىيدعها. إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذبوإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر)41فمن اجتمعت فيههذه الخصال الأربع فقد اجتمع فيهالشر وخلصت فيه نعوت المنافقين.ومنكانت فيه واحدة منها صار فيه خصلة منالنفاق فإنه قد يجتمع في العبد خصالخير وخصال شر وخصال إيمان وخصال كفرونفاق. ويستحق من الثواب والعقاببحسب ما قام به من موجبات ذلك ومنهالتكاسل عن الصلاة مع الجماعة فيالمسجد فإنه من صفات المنافقين-فالنفاق شر وخطير جداً وكان الصحابةيتخوفون من الوقوع فيه. قال ابن أبيمليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم كلهم يخافالنفاق على نفسه.

    الفروق بينالنفاق الأكبر والنفاق الأصغر:
    ا- أن النفاق الأكبر يخرج منالملة والنفاق الأصغر لا يخرج منالملة.
    2- أن النفاق الأكبر اختلاف السروالعلانية في الاعتقاد والنفاقالأصغر اختلاف السر والعلانية فيالأعمال دون الاعتقاد.
    3- أن النفاق الأكبر لا يصدر من مؤمنوأما النفاق الأصغر فقد يصدر منالمؤمن.
    4- أن النفاق الأكبر في الغالب لا يتوبصاحبه ولو تاب فقد اختلف في قبولتوبته عند الحاكم .
    بخلاف النفاق الأصغر فإن صاحبه قديتوب إلى الله فيتوب الله عليه.
    وأما أهل النفاق الأكبر فقد قال اللهفيهم: (صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌفَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ)42 .
    أي إلى الإسلام في الباطن وقال تعالىفيهم: (أَوَلاَ يَرَوْنَأَنّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلّعَامٍ مّرّةً أَوْ مَرّتَيْنِ ثُمّلاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْيَذّكّرُونَ)43 .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية (وقداختلف العلماء في قبول توبتهم فيالظاهر لكون ذلك لا يعلم إذ هم دائماًيظهرون الإسلام)44 .


    من مظاهر الشرك في العالم في الزمن الحاضر
    تقديم القرابين والنذور والهدايا للمزارات والقبور45

    لقد سد النبي صلى اللهعليه وسلم كل الطرق المفضية إلىالشرك وحذر منها غاية التحذير. ومنذلك مسألة القبور فقد وضع الضوابطالواقية من عبادتها والغلو فيأصحابها ومن ذلك:

    1- انه قد حذر صلىالله عليه وسلممن الغلو في الأولياءوالصالحين. لأن ذلك يؤدي إلىعبادتهم. فقال: (إياكم والغلو فإنماأهلك من كان قبلكم الغلو)46 وقال: (لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريم.إنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)47.

    2- وحذر صلىالله عليه وسلم من البناء على القبور كما روى أبوالهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبيطالب رضي الله عنه: (ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليهوسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته .ولا قبرا مشرفا إلا سويته)48 ونهى عن تجصيصهاوالبناء عليها.
    عن جابر رضي الله عنه قال: (نهىرسول الله صلى الله عليه وسلم عنتجصيص القبر. وأن يقعد عليه. وأن يبنىعليه بناء)49 .

    3- وحذر صلىالله عليه وسلم من الصلاة عند القبور. عن عائشة رضيالله عنها قالت: (لما نزل برسول اللهصلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة لهعلى وجهه . فإذا اغتم بها كشفها. فقالوهو كذلك لعنة الله على اليهودوالنصارى اتخذوا قبور أنبيائهممساجد. يحذر ما صنعوا ولولا ذلك أبرزقبره غير أنه خشي أن يتخذ مسجداً)50 وقال صلىالله عليه وسلم: (ألا وإن من كان قبلكمكانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد،ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإنيأنهاكم عن ذلك )51 واتخاذها مساجد معناهالصلاة عندها وإن لم يبن عليها فكلموضع قصد للصلاة فيه فقد اتخذ مسجداً.كما قال صلى الله عليه وسلم: (جعلت لي الأرضمسجداً وطهوراً)52 ،فإذا بني عليها مسجدفالأمر أشد .

    وقد خالف أكثر الناسهذه النواهي وارتكبوا ما حذر منهالنبي صلى الله عليه وسلم فوقعوا بسبب ذلكفي الشرك الأكبر ، فبنوا على القبورمساجد وأضرحة ومقامات ، وجعلوهامزارات تمارس عندها كل أنواع الشركالأكبر من الذبح لها ودعاء أصحابهاوالاستغاثة بهم وصرف النذور لهم وغيرذلك- قال العلامة ابن القيم رحمه الله:ومنجمع بين سنة رسول الله صلى الله عليهوسلمفي القبور وما أمر به ونهى عنهوما كان عليه أصحابه ، وبين ما عليهأكثر الناس اليوم رأى أحدهما مضاداًللآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعانأبداً. فنهى رسول الله صلى الله عليهوسلم عن الصلاة إلى القبوروهؤلاء يصلون عندها . ونهى عن اتخاذهامساجد . وهؤلاء يبنون عليها المساجدويسمونها مشاهد ، مضاهاة لبيوت الله .ونهى عن إيقاد السرج عليها وهؤلاءيوقفون الوقوف على إيقاد القناديلعليها ونهى عن أن تتخذ عيداً وهؤلاءيتخذونها أعياداً ومناسك ، ويجتمعونلها كاجتماعهم للعيد أو أكثر. وأمربتسويتها- كما روى مسلم في صحيحه عنأبي الهياج الأسدي قال: قال لي علي بنأبي طالب رضي الله عنه (ألاأبعثك على ما بعثني عليه رسول اللهصلى الله عليه وسلم أن لا تدع صورةإلا طمستها ولا قبراً مشرفاً إلاسويته)، وفي صحيحه أيضا عنثمامة بن شفي: قال: (كنا مع فضالة بنعبيد بأرض الروم برودس فتوفي صاحبلنا فأمر فضالة بقبره فسوي. ثم قالسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلميأمر بتسويتها) وهؤلاء يبالغون فيمخالفة هذين الحديثين ويرفعونها عنالأرض كالبيت ويعقدون عليها القبابإلى أن قال: فانظر إلى هذا التباينالعظيم بين ما شرعه رسول الله صلىالله عليه وسلم وقصده من النهي عماتقدم ذكره في القبور. وبين ما شرعههؤلاء وقصدوه، ولا ريب أن في ذلك منالمفاسد ما يعجز العبد عن حصره - ثمأخذ يذكر تلك المفاسد- إلى أن قال:ومنها: أن الذي شرعه النبي صلى اللهعليه وسلم عند زيارة القبور إنما هوتذكر الآخرة والإحسان إلى المزوربالدعاء له والترحم عليه والاستغفاروسؤال العافية له. فيكون الزائرمحسنا إلى نفسه وإلى الميت. فقلبهؤلاء المشركون الأمر وعكسوا الدينوجعلوا المقصود بالزيارة الشركبالميت ودعاءه والدعاء به وسؤالحوائجهم واستنزال البركات منه ونصرهلهم على الأعداء ونحو ذلك. فصاروامسيئين إلى أنفسهم وإلى الميت ولو لميكن إلا بحرمانه بركة ما شرعه تعالىمن الدعاء له والترحم عليهوالاستغفار له. انتهى53.
    وبهذا يتضح أن تقديم النذوروالقرابين للمزارات شرك أكبر. سببهمخالفة هدي النبي صلى الله عليهوسلم فيالحالة التي يجب أن تكون عليهاالقبور. من عدم البناء عليها، وإقامةالمساجد عليها- لأنها لما بنيت عليهاالقباب وأقيمت حولها المساجدوالمزارات ظن الجهال أن المدفونينفيها ينفعون أو يضرون. وأنهم يغيثونمن استغاث بهم ويقضون حوائج من التجأإليهم فقدموا لهم النذور والقرابين.حتى صارت أوثانا تعبد من دون الله -وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تجعلقبري وثناً يعبد)54 وما دعا بهذا الدعاءإلا لأنه سيحصل شيء من ذلك في غيرقبره صلى الله عليه وسلم وقد حصل في كثيرمن بلاد الإسلام أما قبره فقد حماهالله ببركة دعائه صلى الله عليهوسلم وإنكان قد يحصل في مسجده شيء منالمخالفات من بعض الجهال أوالخرافيين. لكنهم لا يقدرون علىالوصول إلى قبره صلى الله عليهوسلم لأنقبره في بيته وليس في المسجد وهو محوطبالجدران- كما قال العلامة ابن القيمرحمه الله في نونيته:

    فاستجاب رب العالميـن دعاءه
    *** وأحــاطـه بثــلاثــة الجــدران




    البدعة55


    تعريفها


    البدعة في اللغة:مأخوذة من البدع وهو الاختراع علىغير مثال سابق، ومنه قوله تعالى: (بَدِيعُالسّمَاوَاتِ وَالأرْضِ)56 ،أي مخترعهماعلى غير مثال سابق وقوله تعالى : (قُلْمَا كُنتُ بِدْعاً مّنَ الرّسُلِ)57 ، أي ما كنت أولمن جاء بالرسالة من الله إلى العبادبل تقدمني كثير من الرسل .ويقال:ابتدع فلان بدعة يعني ابتدأ طريقة لميسبق إليها.

    والابتداع علىقسمين:
    ابتداع فيالعادات كابتداع المخترعاتالحديثة وهذا مباح لأن الأصل فيالعادات الإباحة.
    وابتداعفي الدين وهذا محرم لأن الأصلفيه التوقيف، قال صلى الله عليه وسلم(من أحدثفي أمرنا هذا ما )58 وفي رواية: (من عملعملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)59.

    أنواعها

    البدعة في الديننوعان:
    النوعالأول: بدعة قولية اعتقادية كمقالات الجهميةوالمعتزلة والرافضة وسائر الفرقالضالة واعتقاداتهم. مثل بدعة القولبخلق القرآن .
    النوعالثاني: بدعة في العبادات كالتعبد للهبعبادة لم يشرعها وهي أقسام:
    القسم الأول: ما يكون في أصلالعبادة: بأن يحدث عبادة ليس لها أصلفي الشرع كأن يحدث صلاة غير مشروعةأصلاً أو أعيادا غير مشروعة كأعيادالموالد وغيرها.
    القسم الثاني: ما يكون منالزيادة في العبادة المشروعة، كما لوزاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أوالعصر مثلاً.
    القسم الثالث: ما يكون فيصفة أداء العبادة المشروعة بأنيؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلككأداء الأذكار المشروعة بأصواتجماعية مطربة ، وكالتشديد على النفسفي العبادات إلى حد يخرج عن سنةالرسول صلى الله عليه وسلم.
    القسم الرابع : ما يكونبتخصيص وقت للعبادة المشروعة لميخصصه الشرع كتخصيص يوم النصف منشعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصلالصيام والقيام مشروع ولكن تخصيصهبوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل.

    حكم البدعة فيالدين بجميع أنواعها:
    كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة،لقوله صلى الله عليه وسلم: (وإياكم ومحدثاتالأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعةضلالة)60وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليهأمرنا فهو رد) فدل الحديثان على أنكل محدث في الدين فهو بدعة، وكل بدعةضلالة مردودة، ومعنى ذلك أن البدع فيالعبادات والاعتقادات محرمة ولكنالتحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ،فمنها ما هو كفر صراح ، كالطوافبالقبور تقرباً إلى أصحابها، وتقديمالذبائح والنذور لها، ودعاءأصحابها، والاستغاثة بهم وكأقوالغلاة الجهمية والمعتزلة، ومنها ما هومن وسائل الشرك كالبناء على القبوروالصلاة والدعاء عندها، ومنها ما هوفسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدريةوالمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهمالمخالفة للأدلة الشرعية، ومنها ماهو معصية كبدعة التبتل والصيامقائماً في الشمس ، والخصاء بقصد قطعشهوة الجماع .

    تنبيه:
    منقسم البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئةفهو مخطئ ومخالف لقوله صلىالله عليه وسلم (فإن كل بدعة ضلالة) لأن الرسول صلىالله عليه وسلم حكم على البدع كلهابأنها ضلالة، وهذا يقول ليس كل بدعةضلالة بل هناك بدعة حسنة، قال الحافظابن رجب في شرح الأربعين: فقولهصلى الله عليه وسلم : (كل بدعة ضلالة) منجوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصلعظيم من أصول الدين وهو شبيه بقولهصلى الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرناما ليس منه فهو رد) فكل من أحدث شيئاونسبه إلى الدين ولم يكن له أصل منالدين يرجع إليه فهو ضلالة، والدينبريء منه وسواء في ذلك مسائلالاعتقادات أو الأعمال أو الأقوالالظاهرة والباطنة انتهى 61.
    وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعةحسنة إلا قول عمر رضي الله عنه فيصلاة التراويح: (نعمت البدعة هذه).
    وقالوا أيضا: إنها أحدثت أشياء لميستنكرها السلف مثل جمع القرآن فيكتاب واحد وكتابة الحديث وتدوينهوالجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصلفي الشرع فليست محدثة ، وقول عمر (نعمتالبدعة)يريد البدعة اللغوية لا الشرعية فماكان له أصل في الشرع يرجع إليه إذاقيل إنه بدعة فهو بدعة لغة لا شرعا،لأن البدعة شرعاً : ما ليس له أصل فيالشرع يرجع إليه، وجمع القرآن فيكتاب واحد له أصل في الشرع لأن النبي صلىالله عليه وسلم كان يأمر بكتابةالقرآن، ولأنه كان مكتوباً متفرقافجمعه الصحابة رضي الله عنهم في مصحفواحد، حفظاً له، والتراويح قد صلاهاالنبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه لياليوتخلف عنهم في الأخيرة خشية أن تفرضعليهم واستمر الصحابة رضي الله عنهميصلونها أوزاعاً متفرقين في حياةالنبي صلى الله عليه وسلم وبعد وفاته إلىأن جمعهم عمر بن الخطاب رضي الله عنهعلى إمام واحد كما كانوا خلف النبي صلىالله عليه وسلم وليس هذا بدعة فيالدين، وكتابة الحديث أيضاً لها أصلفي الشرع فقد أمر النبي صلىالله عليه وسلم بكتابة بعض الأحاديثلبعض أصحابه لما طلب منه ذلك، وكانالمحذور من كتابته بصفة عامة في عهده صلىالله عليه وسلم خشية أن يختلطبالقرآن ما ليس منه، فلما توفي صلىالله عليه وسلم انتفى هذا المحذور-لأن القرآن قد تكامل وضبط قبل وفاته صلىالله عليه وسلم فدون المسلمون الحديثبعد ذلك حفظاً له من الضياع فجزاهمالله عن الإسلام والمسلمين خيراً حيثحفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم صلىالله عليه وسلم من الضياع وعبثالعابثين.


    نماذج من البدع المعاصرة62



    البدع المعاصرة كثيرةبحكم تأخر الزمن وقلة العلم وكثرةالدعاة إلى البدع والمخالفات وسريانالتشبه بالكفار في عاداتهم وطقوسهممصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن منكان قبلكم )63.

    1- الاحتفالبمناسبة المولد النبوي في ربيع الأول:
    وهوتشبه بالنصارى في عمل ما يسمىبالاحتفال بمولد المسيح، فيحتفلجهلة المسلمين أو العلماء المضلون فيربيع الأول من كل سنة بمناسبة مولدالرسول محمد صلى الله عليه وسلم فمنهم من يقيمهذا الاحتفال في المساجد، ومنهم منيقيمه في البيوت أو الأمكنة المعدةلذلك، ويحضر جموع كثيرة من دهماءالناس و عوامهم - يعملون ذلك تشبهاًبالنصارى في ابتداعهم الاحتفالبمولد المسيح صلى الله عليه وسلم والغالب أن هذاالاحتفال علاوة على كونه بدعةوتشبهاً بالنصارى لا يخلو من وجودالشركيات والمنكرات كإنشاد القصائدالتي فيها الغلو في حق الرسول صلىالله عليه وسلم إلى درجة دعائه من دونالله والاستغاثة به، وقد نهى النبي صلىالله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال:(لاتطروني كما أطرت النصارى ابن مريمإنما أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله)64.
    الإطراء معناه: الغلو في المدح. وربمايعتقدون أن الرسول صلى الله عليهوسلم يحضراحتفالاتهم ومن المنكرات التي تصاحبهذه الاحتفالات الأناشيد الجماعيةالمنغمة وضرب الطبول وغير ذلك من عملالأذكار الصوفية المبتدعة ، وقد يكونفيها اختلاط بين الرجال والنساء ممايسبب الفتنة ويجر إلى الوقوع فيالفواحش، وحتى لو خلا هذا الاحتفالمن هذه المحاذير واقتصر على الاجتماعوتناول الطعام وإظهار الفرح - كمايقولون - فإنه بدعة محدثة "وكلمحدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" وأيضاً هو وسيلةإلى أن يتطور ويحصل فيه ما يحصل فيالاحتفالات الأخرى من المنكرات.
    وقلنا: إنه بدعة، لأنه لا أصل له فيالكتاب والسنة وعمل السلف الصالحوالقرون المفضلة، وإنما حدث متأخراًبعد القرن الرابع الهجرى، أحدثهالفاطميون الشيعة، قال الإمام أبوحفص تاج الدين الفاكهاني رحمه الله: أما بعد:فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عنالاجتماع الذي يعمله بعض الناس فيشهر ربيع الأول ويسمونه المولد - هلله أصل في الدين، وقصدوا الجواب ضمنذلك مبيناً والإيضاح عنه معيناً،فقلت وبالله التوفيق : لا أعلم لهذاالمولد أصلاً في كتاب ولا سنة ولاينقل عمله عن أحد من علماء الأمةالذين هم القدوة في الدين ،المتمسكون بآثار المتقدمين ، بل هوبدعة أحدثها البطالون ، وشهوة نفساغتنى بها الأكالون 65.
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهالله: وكذلك ما يحدثه بعضالناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلادعيسى صلى الله عليه وسلم، وإما محبةللنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيماً..من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليهوسلم عيداً مع اختلاف الناس في مولده، فإن هذا لم يفعله السلف ولو كان هذاخيراً محضاً أو راجحاً لكان السلفرضي الله عنهم أحق به منا، فأنهمكانوا أشد محبة للنبي صلى الله عليهوسلم وتعظيماً له منا، وهم على الخيرأحرص وإنما كان محبته وتعظيمه فيمتابعته وطاعته واتباع أمره وإحياءسنته باطناً وظاهراً ونشر ما بعث بهوالجهاد على ذلك بالقلب واليدواللسان فإن هذه طريقة السابقينالأولين من المهاجرين والأنصاروالذين اتبعوهم بإحسان 67 انتهى ببعض اختصار.
    وقد ألف في إنكار هذه البدعة كتبورسائل قديمة وحديثة وهو علاوة علىكونه بدعة وتشبها فإنه يجر إلى إقامةموالد أخرى كموالد الأولياءوالمشائخ والزعماء، فيفتح أبواب شركثيرة.


    2-البدع في مجالالعبادات والتقرب إلى الله :
    البدعالتي أحدثت في مجال العبادات في هذاالزمان كثيرة - والأصل في العباداتالتوقيف فلا يشرع شيء منها إلابدليل، وما لم يدل عليه دليل فهو بدعةلقوله صلى الله عليه وسلم : (من عملعملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)68.
    والعبادات التي تمارس الآن ولا دليلعليها كثيرة جداً، منها:
    الجهر بالنية للصلاة: بأنيقول نويت أن أصلي لله كذا وكذا، وهذهبدعة لأنه ليس من سنة النبي صلىالله عليه وسلم ولأن الله تعالى يقول:(قُلْأَتُعَلّمُونَ اللّهَ بِدِينِكُمْوَاللّهُ يَعْلَمُ مَا فِيالسّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِوَاللّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)69
    والنية محلها القلب ، فهي عمل قلبي لاعمل لساني، ومنها الذكر الجماعي بعدالصلاة ، لأن المشروع أن كل شخص يقولالذكر الوارد منفردا ، ومنها طلب قراءةالفاتحة في المناسبات وبعدالدعاء وللأموات، ومنها إقامةالمآتم على الأموات وصناعةالأطعمة واستئجار المقرئين يزعمونأن ذلك من باب العزاء أو أن ذلك ينفعالميت وكل ذلك بدع لا أصل لها وآصاروأغلال ما أنزل الله بها من سلطان .
    ومنها الاحتفال بالمناسباتالدينية كمناسبة الإسراءوالمعراج ومناسبة الهجرة النبوية وهذاالاحتفال بتلك المناسبات لا أصل لهفي الشرع ، ومن ذلك ما يفعل في شهررجب كالعمرة الرجبية وما يفعلفيه من العبادات الخاصة به كالتطوعبالصلاة والصيام فيه خاصة، فإنه لاميزة له على غيره من الشهور لا فيالعمرة والصيام والصلاة والذبحللنسك فيه ولا غير ذلك.
    ومن ذلك الأذكار الصوفية بأنواعها.كلها بدع ومحدثات لأنها مخالفةللأذكار المشروعة في صيغها وهيئاتهاوأوقاتها.
    ومن ذلك تخصيص ليلة النصف منشعبان بقيام ويوم النصف منشعبان بصيام فإنه لم يثبت عن النبي صلىالله عليه وسلم في ذلك شيء خاص به..ومن ذلك البناء على القبور واتخاذهامساجد وزيارتها لأجل التبرك بها والتوسلبالموتى وغير ذلك من الأغراضالشركية وزيارة النساء لها مع أنالرسول صلى الله عليه وسلم لعن زواراتالقبور والمتخذين عليها المساجدوالسرج.


    وختاماً:

    نقول إن البدع بريد الكفر، وهى زيادةدين لم يشرعه الله ولا رسوله والبدعةشر من المعصية الكبيرة، والشيطانيفرح بها أكثر مما يفرح بالمعاصيالكبيرة، لأن العاصي يفعل المعصيةوهو يعلم أنها معصية فيتوب منها ،والمبتدع يفعل البدعة يعتقدها ديناًيتقرب به إلى الله فلا يتوب منها ،والبدع تقضي على السنن وتكره إلىأصحابها فعل السنن وأهل السنة.
    والبدعة تباعد عن الله وتوجب غضبهوعقابه وتسبب زيغ القلوب وفسادها.



    ((م))
    __________________
    سعدالعنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 03-06-2008, 02:21 PM   #2






     
    الصورة الرمزية الـــــريـــــم
     
    تاريخ التسجيل: Apr 2006
    الدولة: دار أبــــــو مـتعــب
    المشاركات: 23,436
    معدل تقييم المستوى: 689
    الـــــريـــــم will become famous soon enoughالـــــريـــــم will become famous soon enough
    افتراضي رد: الشرك-الكفر-النفاق-البدعه

    [align=center]لا اله الا الله

    بارك الله فيك اخوي سعد

    والله لايحرمك الاجر والثواب ان شاء الله

    الله يعطيك العافيه على المواضيع الثمينه والقيمه

    تقبل تحياتي وودي
    [/align]
    __________________

    الـــــريـــــم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 03-07-2008, 02:53 PM   #3
    مراقب
     
    الصورة الرمزية شموخ
     
    تاريخ التسجيل: Dec 2005
    المشاركات: 15,246
    معدل تقييم المستوى: 528
    شموخ is on a distinguished road
    افتراضي رد: الشرك-الكفر-النفاق-البدعه

    [align=center]بارك الله فيك اخوي سعد
    والله لايحرمك الاجر والثواب ان شاء الله
    ياليتك بس مكبر الخط شوي
    يعطيك العافيه
    [/align]
    __________________

    ماأحوجنا في هذا الزمان إلى محبة صادقة وقلوب صافيه 00

    تسامحنا إذا أخطأنا وتعذرنا إذا قصرنا وتسأل عنا إذا غبنا أو مرضنا وتدعو لنا إذا متنا وعن هذه الدار الدنيا انتقلنا
    ( فسلام وألف سلام )
    على قلوب طاهرة أحببتهم وأحبتنا وتذكرنا وبدعائها بظهر الغيب وصلتنا اسأل الله لنا ولها حسنات مثل الجبال


    شموخ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 03-07-2008, 08:33 PM   #4




     
    الصورة الرمزية سعدالعنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    المشاركات: 3,362
    معدل تقييم المستوى: 270
    سعدالعنزي is on a distinguished road
    افتراضي رد: الشرك-الكفر-النفاق-البدعه

    الاخت الريم


    الاخت شموخ


    بارك الله فيكن على مروركن للموضوع القيم والاجر للجميع انشاء الله


    تقبلن تحيات اخوكن سعد لكن احترامي وتقديري
    __________________
    سعدالعنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 11:16 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.