واشنطن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للتفاوض مع حماس

[align=center][align=center]واشنطن تعطي الضوء الأخضر لإسرائيل للتفاوض مع حماس
الشاباك: منفذ عملية القدس جنده حزب الله قبل 10 أيام



طفل فلسطيني يحمل علم بلاده أمام جدار لصقت عليه صور لقادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خلال إحياء ذكرى الأربعين لقائدها جورج حبش في الضفة الغربية أمس
رام الله، غزة، بروكسل: عبد الرؤوف أرناؤوط، وائل بنات، رويترز

أفادت تحقيقات جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" في عملية القدس الأخيرة التي قتل فيها 8 إسرائيليين وأصيب 35 آخرون أن منفذ العملية تم تجنيده قبل 10 أيام على أيدي جهات تابعة أو أنها تتلقى تمويلا من حزب الله اللبناني.
على صعيد آخر، قالت مصادر أمريكية وفلسطينية إن وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس رضخت لضغوط دولية كبيرة وأفسحت لإسرائيل التفاوض مع حماس عبر مصر، لإنهاء العنف في قطاع غزة.
وكانت رايس رفضت أثناء زيارة للضفة الغربية وإسرائيل الأسبوع الماضي، أن تدعو رسميا إلى وقف لإطلاق النار وفضلت بدلا من ذلك أن تشير إلى "تهدئة" كي يتسنى للمحادثات أن تعود إلى مسارها. لكنها أوضحت أن واشنطن تؤيد المهمة التي تضطلع بها مصر لترتيب هدنة.
--------------------------------------------------------------------------------

أشارت مصادر أمريكية وفلسطينية أمس إلى حدوث تغيير في موقف واشنطن من حركة حماس، موضحة أن الدولة الراعية لعملية السلام في المنطقة قبلت بالتفاوض غير المباشر مع الحركة التي تسيطر على قطاع غزة، أملا في حماية مفاوضات التسوية النهائية التي تجريها إسرائيل مع السلطة الوطنية الفلسطينية.
وواجهت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس ضغوطا منذ شهور للتعامل مع حماس، لكنها أومأت في الأسبوع الماضي لمصر كي تتفاوض مع الحركة لإنهاء العنف في قطاع غزة.
وبدأت مصر بالفعل محادثات يوم الخميس الماضي مع زعماء في قطاع غزة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي لترتيب هدنة بين الجماعتين وإسرائيل لوقف العنف في القطاع، علما بأن القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش أعلن أن زيارة مرتقبة سيقوم بها وفدان من الحركتين الأسبوع المقبل لمدينة العريش المصرية، لاستكمال مباحثات التهدئة الفلسطينية - الإسرائيلية.
وكانت رايس رفضت، أثناء زيارة للضفة الغربية وإسرائيل الأسبوع الماضي، أن تدعو رسميا إلى وقف لإطلاق النار وفضلت بدلا من ذلك أن تشير إلى "تهدئة" كي يتسنى للمحادثات أن تعود إلى مسارها. لكنها أوضحت أن واشنطن تؤيد المهمة التي تضطلع بها مصر لترتيب هدنة وهو مؤشر على أن دور الوساطة الذي تقوم به القاهرة مقبول إذا كان في وسعه إنقاذ المحادثات التي بدأت في أنابوليس بولاية ماريلاند في نوفمبر الماضي.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي ببروكسيل أمس حيث تحضر اجتماعا لوزراء خارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "تحدثت مع المصريين ونتوقع أن يقوموا بالجهود التي قالوا إنهم سيقومون بها لمحاولة تحقيق تهدئة في المنطقة وتحسين الوضع في غزة". وأضافت "كما تعرفون.. مصر حليف جيد في هذه الجهود لمساعدة عملية أنابوليس وأنا على ثقة أن ما يفعله المصريون يتفق تماما مع هذا السياق".
وبحثت رايس في اتصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الجهود المبذولة للوصول إلى تهدئة تحقق للشعب الفلسطيني الأمن والأمان. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، إن رايس أبلغت عباس أنها ستواصل جهودها معه ومع كافة الأطراف، خاصة مصر، للوصول إلى تهدئة في أقرب وقت.
وبينما أعطت رايس موافقة لمصر للتعامل مع حماس فإن واشنطن لا تريد أن تعطي شرعية لجماعة تنعتها بأنها إرهابية. وقال مسؤول أمريكي كبير إن سياسة الولايات المتحدة العامة بشأن عزل حماس لم تتغير.
وذكر مسؤول فلسطيني كبير لـ "الوطن" أنه في الاجتماع الأخير بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت طرح عباس موضوع التهدئة فما كان من أولمرت إلا أن رد عليه قائلا "إذا أوقفوا إطلاق الصواريخ فإننا لن نرد عليهم ولن نهاجمهم". وعلى الفور جرى اتصال هاتفي بين عباس ورئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان اقترح خلاله الرئيس الفلسطيني أن "تقوم حماس بوقف الصواريخ وتوقف إسرائيل بدورها الهجمات ويجري الاتفاق على فتح معبر رفح وباقي المعابر بين غزة وإسرائيل". وقال مسؤول أمريكي كبير لصحفيين فلسطينيين في رام الله إن "العنف يمكن أن ينتهي بسرعة كبيرة إذا ما أوقفت حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل فقد قال الإسرائيليون بمن فيهم رئيس الوزراء إنه إذا ما أوقفت حماس إطلاق الصواريخ فإن إسرائيل لن تكون بحاجة للرد وأعتقد أنه إذا ما ساد الهدوء فإن ذلك سيوفر الفرصة لنا للبدء بالحديث مع كل الأطراف عن المعابر وكيف يمكن أن تعود الحياة الطبيعية إلى غزة".
من جانبه، قال المستشار السياسي في وزارة الخارجية في الحكومة الفلسطينية المقالة أحمد يوسف إن الإدارة الأمريكية بدأت تدرك أن "حماس رقم صعب لا يمكن تجاهله". وذكر يوسف في تصريحات لإذاعة "صوت القدس" أن واشنطن صارت مقتنعة بضرورة التفاوض مع حركة حماس لتحقيق "الأمن والهدوء" في المنطقة. وأكد يوسف أنه"لا حل للقضية الفلسطينية بدون حماس وهذا ما يجب فهمه والتعاطي معه من الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي".
وفي سياق متصل، جدد الرئيس الفلسطيني التأكيد على ضرورة تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، "استنادا لقرارات الشرعية الدولية والعربية وحل كافة قضايا الوضع النهائي وفي مقدمتها القدس وقضية اللاجئين والحدود والمياه.
وأكد عباس أن السلطة الفلسطينية تطالب بالسلام رغم "كل الاعتداءات الإسرائيلية"، وتصر على السلام المبني على "العدل الدولي". وأضاف في كلمة في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله بمناسبة يوم المرأة العالمي "رغم كل الاعتداءات الإسرائيلية نطالب بالسلام ومصرون على السلام المبني على العدل الدولي". وأكد عباس "لا طريق غير السلام"، لكنه شدد على أن "السلام يجب أن يكون مبنيا على العدل الدولي"، موضحا أن "هناك قضايا يجب حلها مثل قضية القدس".
وبعد أن أكد أن "القدس لنا ويجب حل قضية القدس"، أشار عباس إلى قضية اللاجئين مشددا على أنه "يجب حلها كما تم إقرار الحل عند العرب والمسلمين".
وأضاف "نريد حلا للأمن والمستوطنات وغيرها وإذا حصلنا على كل هذا نريد اتفاقية سلام عادل وكامل وشامل"، معتبرا أن "السلام والاتفاقية لن تتم إلا بتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين". وطالب عباس بضرورة توحيد الصف الفلسطيني بالعودة إلى الشرعية الفلسطينية والحوار. وقال "إن حماس جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وإن ما وصفه بالخطأ الذي ارتكبوه لا يمكن أن يغير هذه الحقيقة"، مطالبا ب "ضرورة تصويب هذا الخطأ بالتراجع عنه". [/align][/align]