هل تبنينا فكر جهيمان العتيبي فعلا ؟ ـ د.عبد العزيز محمد قاسم

[align=center]


د.عبد العزيز محمد قاسم : بتاريخ 30 - 5 - 2008
حفلت ندوة نادي مكة الثقافي والأدبي الأخيرة والتي كانت بعنوان ( خطابنا الثقافي..قراءة الحاضر واستشراف المستقبل ) ببعض أوراق العمل الساخنة، ولربما كانت أوراق د.هتون الفاسي ود.صالح زياد و د.صالح الزهراني الأكثر جدلا وعمقا. وأعقبت تلك الأوراق نقاشات مستفيضة، بها كثير من الجرأة والشفافية. وبالتأكيد أن مثل هذه الحوارات الوطنية تعد مكسبا وعلامة صحية، فنقاش مشاكلنا وأدوائنا الثقافية والمجتمعية تحت قبة رسمية تظلنا خير بألف مرة من أن ندع القنوات اللبنانية أو الأمريكية تناقشها برؤيتها التي لا تروم سوى الإثارة والتشغيب.

ومن هذا المنطلق بودي مناقشة د.هتون الفاسي التي رددت أثناء إلقاء ورقتها بأن الدولة السعودية تبنت فكر جهيمان العتيبي ( زعيم الزمرة التي احتلت الحرم المكي في العام 1400هـ) بوعي أو بدون وعي طيلة السنوات الماضية..وهذه المقولة سمعتها تتردد بين أكثر من مثقف سعودي وفي أكثر من مناسبة.

ما آلمني – ابتداء - أن قائل هذه العبارة أكاديمية متميزة وباحثة شهيرة، ومن المخجل أن تطلق جملة هكذا على عواهنها دون التدقيق العلمي فيها، فالكل يعرف أن كثيرا من أفكار جهيمان هي بقايا لفكر الإخوان السعوديين، إخوان فيصل الدويش وسلطان بن بجاد، وهذه الفئة التي غالت وتطرفت وانشقت عن الدولة والجماعة، تصدى لهم الملك المؤسس الملك عبد العزيز يرحمه الله وحارب فكرهم، مع مجموعة علماء هذا البلد وفي مقدمتهم مفتي عام المملكة الأسبق محمد بن ابراهيم آل الشيخ، فكيف يستقيم في العقل والمنطق أن تقوم دولة بكاملها بمحاربة هذا الفكر ثم تتبناه بعد ذلك. هذا من جهة، ومن جهة أخرى من يدقق في فكر الرجل وما نادى به، ليجد بونا شاسعا لدرجة التباين بين رؤيته الغالية وتحريمه لكثير من مظاهر العصر وبين الواقع المتمدن الذي عشناه عقب تلك المرحلة، وخطط التنمية والتحديث التي عمّت كل المملكة.

بقي أن ننبه إن كان ما يقصده أولئك من فشو مظاهر الإسلام في المجتمع السعودي، فذاك أمر آخر، لأن الدولة السعودية حفظها الله قامت على أساس متين من الدين، ولا يفتأ ولاة الأمر ترديد هذا وتأكيده في كل مناسبة، من المؤسس يرحمه الله، ومرورا بكل الملوك، إلى خادم الحرمين الملك عبدالله، ولعل في رسالة الأمير سلمان الأخيرة في رده على قناة المستقلة ما يعين الباحثة وغيرها على فهم هذه المسلّمة والحقيقة التاريخية من أن هذه الدولة هي حامل لواء الدعوة الإصلاحية، ولم يتناف ذلك من أنها في صميم المعاصرة والحداثة.

ترديد مقولة أن الدولة تبنت فكر جهيمان العتيبي من لدن بعض المثقفين هو ترديد ببغائي غير علمي، بل به إسقاطات خاتلة غير بريئة أبدا، تدخل في أتون الاحترابات الفكرية الدائرة اليوم في الساحة السعودية.[/align]

جهيمان لم يكن ذا فكر بل كان معتوهاً معتقداً بأنه المهدي المنتظر الذي سينقذ الأمة.
والدولة سائرة على نهج الشريعة المطهرة الذي يختلف جذرياً عن أفكار جهيمان ومن سار في فلكه.

شكراً أخي إبن قعيشيش على المقالة المتميزة.

مشكور أخوي ابن قعيشيش

[align=center]الله يعطيك الف عافية على ما
اتحفتنا به

تقبل مروري[/align]

مشكور أخوي ابن قعيشيش

والله يحفظ بلادنا بحفظه

.........