العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ الديوان الأدبي ۝۩۩۝ > منتـدى الأدب العــربـــي

    منتـدى الأدب العــربـــي الشعر - النثر - الخواطر- مؤلفات

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 08-15-2008, 04:02 AM   #1


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]*** ست خطوات لكتابة قصة ***

    ----------------


    أولا: كيف أحصل على المادة الخام؟



    لا بد أن يتمتع الكاتب بروح ا الذي يكتشف الأشياء من حوله لأول مرة بكثير من التطلع وكثير من ا لجرأة وكثير من الرغبة في المعرفة، إنه لا يكتفي بالنظرالعابر، ولا يكف عن إطلاق التساؤلات وبأقصى قدر من النباهة واللجاجة، كما أنه أبدا لا يصل إلى إجابات مقنعة..تماما كما لا تستهويه تلك الإجابات الجاهزة... لا يمكن للكاتب أن يكون كالإنسان العادي يمر على الأشياء والأحداث مرور الكرام.. في العراك يهتم الجميع بفض الاشتباك أو على الأقل المتابعة البليدة إلا الكاتب... فهو يتابع العيون والوجوه.. التهديدات.. حتى السباب والشتم يتابعه بشغف.. يترصد الخوف في العيون.. والجبن والتخاذل أو الجبروت والتسلط.. ربما تذكر موقفًا مشابهًا أو أوحى إليه ذلك بفكرة قصة أو خاطرة.. لا يهم أن تكون قريبة أو بعيدة عن الحدث ربما صور هذا الشجار ذاته في أحد أعماله وبكل تفاصيله.. وربما قفز منها إلى فكرة التنازع على السلطة، أو حتى صراع الدول.


    إن الكاتب يركب المواصلات العامة فلا يضيق بالزحام كالآخرين بل يلتهم الناس من حوله تأملا.. يرى اللص وعلامات الريبة على وجهه ويرى السائق والضيق ينهشه، ويرى العامل البسيط يعود من عمله منهك القوى وقد كلله العرق.. ويرى الفلاحة تبيع الزبد داخل الحافلة، ويرى... ويرى... لتكون تلك مادته التي يتكئ عليها حين يشرع في عمل.


    وحسب نصيحة أحد الكتاب "اختبر فيك بديهة الطفل ورويّة الشيخ. طوّر قابليتك على رؤية المخلوقات والكائنات، انظرها -كل حين- وكأنك تراها لأول مرة... اعتياد الرؤية يقتل الأشياء يحنّطها، اخرج من شرنقة الاعتيادي والروتيني، لتكون كاتباً متفرداً".


    إنه لا يرى في الشحاذ قذره وبطالته وملابسه الرثة، بل قد يرى فيه المجتمع الظالم.. والفساد الاقتصادي بل ووطنه الفقير أيضًا، وعامة فالكاتب الجيد هو ذاك الذين يجيد الإصغاء بجوارحه جميعًا لكل ما حوله، الطبيعة والبشر والناس والحيوانات والجماد أيضًا.



    ثانيا: قبل كل قصة تكتبها اقرأ 10 كتب



    لا بد للكاتب أن يقرأ ثم يقرأ ويقرأ ثم يعاود القراءة... وهذا ليس تكرارا لكن المراد القراءات المختلفة التي لا تغني إحداها عن الأخرى.. قراءة المتعة وقراءة الإفادة وقراءة المعرفة وقراءة الوقوف على نقاط الضعف والقوة.. إن الكاتب الجيد هو متذوق جيد بالأساس ثم هو ناقد جيد يعرف كيف يفهم العمل الفني، وهو حين يعجب بعمل ما وبقيمته الفنية يعرف كيف استطاع كاتبه أن يجوِّد عمله.. وما الذي أسهم في إعطائه تلك القيمة.


    لا تعني القراءة هنا القراءة في الأدب فقط، لكن القراءة في الرياضة والسياسة والاقتصاد والتاريخ وغير ذلك من العلوم الإنسانية هي رصيد لا بد أن يضاف لك، وتبعا لكاتب فرنسي فإنه أثناء قراءته يتساءل: "ما الذي حبّب هذا الكتاب إليه؟ ما الذي كرّهه فيه؟ لماذا أثاره هنا وحرّك كوامن حزنه؟ كيف انتهج المؤلف أسلوبه ذاك؟ هل الأسلوب سلس أو معقّد، مبهم أم واضح؟ كيف تمَّ بناء الشخصيات وهندسة الأحداث، هل الحوارات مقنعة والسرد وافٍ، هل هي ضامرة وشاحبة لم تروِ ظمأ ولا أشبعت فضولاً؟".




    ثالثا: ما الذي تريد أن تقوله؟


    لا بد أن تقول شيئا لا يهم ماهية هذا الشيء يمكن أن يكون رأياً أو فكرة، أو فلسفة، أو دعوة أو تحذيراً أو حتى "نكتة"، بل يمكن أن يكون هذا الشيء هو اللاشيء… لكن المهم أن يكون هذا اللاشيء واضحا في ذهن صاحبه.. ولا نعني إلا أن الكاتب يمكن أن يعبر عن شاب ضاع هدفه وفقد بوصلته في الحياة ويختار الكاتب لذلك أن يكتب بلغة لا تعطي شيئا ولا تكون إلا أكوامًا من كلمات وحروف لينقل للمتلقي شعور الضياع والتشتت.. إن كافكا الكاتب الصهيوني سمي بالكاتب الكابوسي؛ لأن ما يكتبه يحاول أن يشرك القارئ معه في معاناة وضيق وهذا ما دارت حوله كل أعماله، وليس أدل على نجاحه من أن يقول الكاتب الفرنسي "جان جينيه": "يا له من حزن! لا شيء يمكن فعله مع كافكا هذا، فكلما اختبرته واقتربت منه أراني أبتعد عنه أكثر"؛ فالرجل نجح في إحباط قرائه ونقل الكابوس إليهم ورغم أن ذلك يبدو للبعض هدفا سيئا فإننا لا بد أن نبتعد عن تصنيف أهداف الكتاب إلى أهداف خيرة وأهداف شريرة لأنها ببساطة أهدافهم وهم أحرار حيالها.





    رابعًا: أين تكتب؟



    بيت عند سفح جبل أو على شاطئ بحر.. غرفة ريفية منعزلة أو مقهى في ميدان مزدحم… لا يهم فإن شرطاً ثابتاً لنوعية مكان الكتابة ومواصفاته، لهو شرط عقيم لا يحالفه النجاح. ببساطة لأن لكل إنسان طريقة ما تناسبه وتفجر ما عنده؛ فالبعض يشترط على نفسه مكانا معينا والبعض قد يكتب في الأتوبيس.. إن شاعرا كبيرا كأمل دنقل وقاصا عظيما مثل يحيى الطاهر عبد الله كانا يكتبان على أظهر أغلفة علب السجائر، وربما التقط أحدهما ورقة من الرصيف الذي يمشي بجانبه ليسارع بتسجيل ما خطر له من نصوص.


    وأنت أيها المبدع الواعد اكتب في المكان الذي يحلو لك الجلوس فيه، لا تقلّد أحداً ممن سبقك ولا تُعر انتباهاً لمن ينصحك في مثل هذه الجزئية، فلا تشترط الكتابة إلا جالساً على مكتب فخم ومرتب وعليه آنية بزهور يانعة، كما يفعل محمد حسنين هيكل. ولا تكتب إلا جالساً على أريكة صلدة كما كان يحلو لطه حسين إملاء كتبه على سكرتيره، أو تصرّ على الكتابة في ركن المطبخ كما فعلت فرجينيا وولف التي لم تشترط للكتابة إلا: "ركنا منعزلا وكرسيا ومنضدة للكتابة"، ومن طريف ما يذكر عنها أن كثيراً مما كتبت سجلته على حواف تذاكر القطار، وعلى العكس فإن الجاحظ لم يكن ليبدع إلا حين يؤجر دكاكين الورّاقين ويبيت فيها، ليتمكن من الكتابة، وخلاصة الأمر أنه لو كان بداخلك شيء فسيخرج في أي ظرف وتحت أي ضغط.. وإذا لم يكن هناك شيء فمهما فعلت ووفرت له الظروف فصدقني ستتعب ولن تجني شيئا ذا بال.



    خامسًا: كن الراوي الذي تريد؟



    للقصة أنواع مختلفة.. من حيث الراوي فيمكن أن يكون الراوي هو البطل كأن يبدأ الكاتب الحديث على لسان البطل، يلبس سراويله وينام في فراشه، يتحدث حديثه ويمارس عاداته وهواياته. يتلكأ في الكلام أو يعرج أثناءه يحب أكل اللحوم ويهوي مشاهدة أفلاك الغرب الأمريكي...


    ويمكن أن يكون الكاتب راوية فحسب.. لا يعدو أن يكون مراقباً نزيهاً وراصداً لحركات البطل أو الأبطال متابعاً سير الأحداث، دون أن يتدخل في السياق، فلا يفرض عليهم رأياً ولا يقدم لهم مشورة. محافظاً على ذاك البعد المحسوب والمسافة الدقيقة التي تفصله عنهم. إنه غريب عنهم، لكنه بينهم.


    ومن الممكن أيضا أن يتقمص الكاتب روح كل كائنات القصة وأبطالها، يفصح عما في خلجاتهم ويدور مع نزعاتهم وبجميع الألسنة أو تعدد اللهجات.




    سادسًا: كيف تنهي قصتك؟


    النهاية البليغة لها تأثير كبير.. فالنهاية هي آخر ما يطالعه القارئ وبالتالي يمكن أن تكون الشيء الأكثر جاذبية فيها.. ولا نبالغ إذا قلنا بأن أحد أهم عناصر نجاح القصة نهايتها الموفقة، والنهاية الموفقة هي التي يمتد أثرها ولا يتبدد مع آخر كلمة لها.. يختار البعض أن تكون النهاية مخيبة لآمال القارئ بأن تسير به في اتجاه مغاير تماما لما يوجهه إليه العمل ككل.. ورغم إحباط القارئ فإنه يستبطن إعجابا بهذا القاص اللطيف الذي خدعه.. كأن يتحدث أحدهم عن محبوبته الغائبة ومعاني الشوق والعشق ثم تكتشف في النهاية أنه يتحدث عن ساقية أرضه.








    ويمكن أن تكون النهاية مفتوحة تستدعي من المتلقي الاشتراك في العمل بعد نهايته بأن يسرح هو بخياله مع العمل ليتمه أو ليتناقش معه... والبعض يختار النهاية الدائرية بأن ينهي بجملة هي ذاتها التي بدأ بها ربما ليدلل على تكرار الحدث مرات ومرات، ويمكن أن نختم بما قاله أحد الكتاب "خبئ للقارئ دائماً في خاتمة القصة قطعة مُرّ أو حلوى.. قبلة أو صفعة، خبئ له مفاجأة ـ ولو صغيرة ـ تكون آخر هداياك له".



    نقل للفائدة .

    المهم .......... من الشجاع .. ويكتب لنا أول محاولة لكتابة قصة قصيرة .....؟؟


    ..........
    [/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-15-2008, 04:05 AM   #2


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]المهم .......... من الشجاع .. ويكتب لنا أول محاولة لكتابة قصة قصيرة .....؟؟[/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-15-2008, 05:16 AM   #3


     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 136
    معدل تقييم المستوى: 227
    الشلال is on a distinguished road
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]::

    أخوي فواز أبو خالد[/align]


    نمره واحد: أشكرك على هذا النقل الأكثر من رائع.

    نمره ثنين: تعلم سعيي للتحلي بالشجاعة منذ أمد .

    نمره ثلاثة: هذه أحدى محاولاتي لكتابة القصة القصيرة، آمل أن تحوز أعجاب قراء الويلان

    [align=center]********

    (( في بيتنا عريس ))[/align]
    يقود رشيد السيارة بسرعة منخفضة، ويتمعّن في مباني الحي، فهو بعيد عهد بمدينة الرياض وأحيائها، هذا الشاب صاحب القدرات الذهنية المتواضعة، والأنف الغليظ ذو الشامة السوداء الناتئة، تلك الشامة التي يحلف الناظر من بعيد بأنها ذبابة، والى جانبه يجلس بهدوء الأولياء والده، وهو شيخ سبعيني، دمث الأخلاق، قلما غادر القرية إلا لسبب وجيه. يحظى باحترام واسع بين أقربائه، وقد ساعده على ذلك سمعة طيبة تركها آبائه الأولين، وفصاحة في اللسان قل أن تجد لها نظيراً بين أقرانه. فاجأ الأب أبنه بينما كان الأخير يبحلق في المباني ويعبث بأنفه:

    - ترى بيته ما هو ببعيد.

    - ما أدري هذا شارعه وإلا لا؟

    - شف أي واحد ننشده. ما أنت بدالّه.

    فجاءه يوقف رشيد عربته أمام أحدى الفلل القديمة ويطرق الباب

    - مرحبا تفضلوا.

    - أبوك موجود؟

    - نعم نعم ... الله يحييكم.

    يدلف أبو رشيد من الباب الخارجي وهو يتنحنح ويتبعه ابنه. في حين قفز مسعد بخفة إلى داخل المنزل، ليخبر والده بوصول الضيوف، يتململ صاحب الدار وهو يستمع لأبنه الذي لا يزال يتحدث عن القادمين وما عليهما من مظاهر الأناقة الغير معهودة.

    - بسرعة جهزوا لنا القهوة ... قالها أبو مسعد وهو يتجه إلى المجلس.

    وبعد تبادل التحايا والترحاب، وتناول القهوة والشاي، أبدى صاحب الدار رغبته في عمل وليمة على شرف الضيوف، وقد وافق أبو رشيد على الدعوة بلا تردد. دلف أبو مسعد إلى داخل المنزل ليؤكد على أخذ الاستعدادات للعشاء، ولكن زوجته فاجأته:

    - وش عند أبو رشيد؟

    - والله ما أدري ، ما قال أي شي.

    استرسلت أم مسعد وهي تتلفت كي لا يراها أحد، وقالت بحماس

    - يمكن يبي وحده من البنات لرشيد.

    يرد أبو مسعد وهو يبتسم

    - هذا سبب وجيه، لكن على العموم الله يحييهم.

    - الله يحييهم، مع أني ما أطيق خشّة رشيد، لكن الشكوى لله.

    - يا بنت الحلال رشيد ولا الخلا. على الأقل الولد سالم من المخدرات.

    - صدقت يا بومسعد

    أكبر البنات عهود، تزحف ببطء باتجاه الثلاثين عاماً، مع أنها حادة الذكاء ومتوسطة الجمال، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية إعداد المعلمات قبل ثمان سنوات، ومنذ ذلك الحين وهي تقبع في بيت والدها، حتى خيل إليها أن الزمن قد توقّف، فلم يتقدم إليها خلال هذه المدة الطويلة أحد،و لم توفق في الحصول على وظيفة، فبقيت في انتظار أقدار الله. كانت هي وأخواتها الثلاث يشاهدن التلفاز حين دخلت عليهن أمهن وهي تبتسم وتقول:

    - عندنا عشا الليلة

    لم يكترثن للخبر واستقبلنه ببرود تام، الصغرى فقط سألتها

    - لمن؟

    - لواحد من أهل قريتنا يقال له أبو رشيد.

    سكتت، لكنها لم تطق صبراً، فأردفت:

    - الظاهر انه جاي هو وولده رشيد يخطبون

    نزل الخبر على البنات الأربع كنزول الغيث، فارتسمت على وجوههن ابتسامات، لم ترها والدتهن منذ زمن بعيد، كانت الكبرى مشدوهة من هول المفاجأة، كانت أشبه بالوردة التي ذبلت من العطش ثم فوجئت بالماء البارد، وسرحت مع خيالها (أخيراً .. أخيراً، هاهو الحظ يبتسم بعد لأي، وهاهو الغائب المنتظر يتربع في مجلس والدي، سأتزوج، وسأصبح أماً، وسيكون للحياة طعماً آخر، اللهم لك الحمد. من هو رشيد ؟ وماذا يعمل؟ كل هذا لا يهمني، المهم أنه يعلم عاداتنا، الخاطب ليس له عن أكبر البنات محيصاً)

    هبّت عواصف النشاط والهمة على كافّة أرجاء المنزل، وتكاثرت الاقتراحات التي تجعل المائدة كأفضل ما يمكن أن تكون، وتلقى أبو مسعد سيلاً من الاتصالات، جميعها تطلب إضافات لعمل المزيد من الأطباق المختلفة، وكان يتلقاها بصدر رحب، فهو الآخر يحس بأهمية الحدث ويقدّر هذه المشاعر، وقبيل صلاة العشاء كانت مهامه قد أنجزت تقريباً، وعاود الجلوس إلى ضيفيه، في حين أن المطبخ أشبه بخلية النحل، فالبنات الأربع وأمهن منهمكات في أعمالهن، ويتبادلن النكات التي تدور حول الزواج المرتقب بحبور.

    - وش أخبارك طول هالسنين يابو مسعد. قالها أبو رشيد وهو يرتشف فنجان القهوة.

    - أبشرك الأمور طيبه ولاعندنا خلاف.

    - هالحين وش عندك من العيال غير مسعد؟

    وهنا يحدث أبو مسعد نفسه يبدو أن أبو رشيد يحاول التمهيد للخطبة.

    - أبد يابو رشيد ماعندي من الأولاد غير مسعد.

    - الله يخليه إلك. خواته وش كثرهن؟

    - أربع الله يصلح لنا ولك الذريّة.

    فجأة يصيح جرس المنزل مؤذناً بقدوم أحد المدعوّين، وينهض أبو مسعد للترحيب بالقادم، ثم يأخذ الصينية لتجديد القهوة والشاي وبعد خروجه من المطبخ، تلحق به أم مسعد لتسأله

    - هاه قال لك شي؟

    - مهد للموضوع ولكن قاطعنا سعد بمجيّه.

    - الله يجعلها تجيه، هالابله ماقعد لين يصلي العشا في بيته.

    - لاتدعين على الرجال، الدعوى سهلة.

    يتوافد أقرباء أبو مسعد حتى أكتظ بهم المجلس، ويخوضون في أحاديث عامة، كان لأبو رشيد نصيب الأسد من الحديث فيها، وأهل الدار في شغل مع الأفكار السعيدة التي طغت على قسمات وجوههم بدءً بمسعد الذي لايعلم سبباً لسعادته إلا كون أخواته البنات يبادلنه النكات بعد أن ألبسنه أزهى الثياب وأكثرها أناقة، وانتهاءً بأبي مسعد الذي تأكدت عنده شكوك زوجته بعد أسئلة أبو رشيد الأخيرة.

    بعد أربع ساعات من العمل المتواصل، هاهي المائدة قد أخذت زخرفها وأزيّنت بما لذ وطاب من صنوف الطعام. اطمأن أبو مسعد على حسن الترتيب ثم دعا الحضور إلى صالة الطعام وهو يكرر عبارات الترحاب. أثناء تواجدهم حول المائدة أبدى الجميع إعجابهم بجودة الطعام وحسن ترتيبه، وقد كانت الأم وبناتها الأربع يسترقن السمع وينظر بعضهن إلى بعض في سعادة غامرة.

    يأخذ الحضور أماكنهم في المجلس بعد العشاء الطيب، ويتبادلون الأحاديث الجانبية، وهنا يقاطعهم أبو رشيد ليقول: بأنه تقدم بطلب مدرسة ثانوية للبنات في القرية ويحتاج أكبر عدد من أسماء بنات الأقارب ليدعم بها طلبه.

    [align=center]::[/align]
    __________________

    ::

    مدونتي الخاصّة تحوي شيئاً من إهتماماتي
    http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com

    ::
    الشلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-15-2008, 06:41 PM   #4


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشلال مشاهدة المشاركة
    [align=center]::

    أخوي فواز أبو خالد[/align]


    نمره واحد: أشكرك على هذا النقل الأكثر من رائع.

    نمره ثنين: تعلم سعيي للتحلي بالشجاعة منذ أمد .

    نمره ثلاثة: هذه أحدى محاولاتي لكتابة القصة القصيرة، آمل أن تحوز أعجاب قراء الويلان

    [align=center]********

    (( في بيتنا عريس ))[/align]
    يقود رشيد السيارة بسرعة منخفضة، ويتمعّن في مباني الحي، فهو بعيد عهد بمدينة الرياض وأحيائها، هذا الشاب صاحب القدرات الذهنية المتواضعة، والأنف الغليظ ذو الشامة السوداء الناتئة، تلك الشامة التي يحلف الناظر من بعيد بأنها ذبابة، والى جانبه يجلس بهدوء الأولياء والده، وهو شيخ سبعيني، دمث الأخلاق، قلما غادر القرية إلا لسبب وجيه. يحظى باحترام واسع بين أقربائه، وقد ساعده على ذلك سمعة طيبة تركها آبائه الأولين، وفصاحة في اللسان قل أن تجد لها نظيراً بين أقرانه. فاجأ الأب أبنه بينما كان الأخير يبحلق في المباني ويعبث بأنفه:

    - ترى بيته ما هو ببعيد.

    - ما أدري هذا شارعه وإلا لا؟

    - شف أي واحد ننشده. ما أنت بدالّه.

    فجاءه يوقف رشيد عربته أمام أحدى الفلل القديمة ويطرق الباب

    - مرحبا تفضلوا.

    - أبوك موجود؟

    - نعم نعم ... الله يحييكم.

    يدلف أبو رشيد من الباب الخارجي وهو يتنحنح ويتبعه ابنه. في حين قفز مسعد بخفة إلى داخل المنزل، ليخبر والده بوصول الضيوف، يتململ صاحب الدار وهو يستمع لأبنه الذي لا يزال يتحدث عن القادمين وما عليهما من مظاهر الأناقة الغير معهودة.

    - بسرعة جهزوا لنا القهوة ... قالها أبو مسعد وهو يتجه إلى المجلس.

    وبعد تبادل التحايا والترحاب، وتناول القهوة والشاي، أبدى صاحب الدار رغبته في عمل وليمة على شرف الضيوف، وقد وافق أبو رشيد على الدعوة بلا تردد. دلف أبو مسعد إلى داخل المنزل ليؤكد على أخذ الاستعدادات للعشاء، ولكن زوجته فاجأته:

    - وش عند أبو رشيد؟

    - والله ما أدري ، ما قال أي شي.

    استرسلت أم مسعد وهي تتلفت كي لا يراها أحد، وقالت بحماس

    - يمكن يبي وحده من البنات لرشيد.

    يرد أبو مسعد وهو يبتسم

    - هذا سبب وجيه، لكن على العموم الله يحييهم.

    - الله يحييهم، مع أني ما أطيق خشّة رشيد، لكن الشكوى لله.

    - يا بنت الحلال رشيد ولا الخلا. على الأقل الولد سالم من المخدرات.

    - صدقت يا بومسعد

    أكبر البنات عهود، تزحف ببطء باتجاه الثلاثين عاماً، مع أنها حادة الذكاء ومتوسطة الجمال، وقد حصلت على شهادة البكالوريوس من كلية إعداد المعلمات قبل ثمان سنوات، ومنذ ذلك الحين وهي تقبع في بيت والدها، حتى خيل إليها أن الزمن قد توقّف، فلم يتقدم إليها خلال هذه المدة الطويلة أحد،و لم توفق في الحصول على وظيفة، فبقيت في انتظار أقدار الله. كانت هي وأخواتها الثلاث يشاهدن التلفاز حين دخلت عليهن أمهن وهي تبتسم وتقول:

    - عندنا عشا الليلة

    لم يكترثن للخبر واستقبلنه ببرود تام، الصغرى فقط سألتها

    - لمن؟

    - لواحد من أهل قريتنا يقال له أبو رشيد.

    سكتت، لكنها لم تطق صبراً، فأردفت:

    - الظاهر انه جاي هو وولده رشيد يخطبون

    نزل الخبر على البنات الأربع كنزول الغيث، فارتسمت على وجوههن ابتسامات، لم ترها والدتهن منذ زمن بعيد، كانت الكبرى مشدوهة من هول المفاجأة، كانت أشبه بالوردة التي ذبلت من العطش ثم فوجئت بالماء البارد، وسرحت مع خيالها (أخيراً .. أخيراً، هاهو الحظ يبتسم بعد لأي، وهاهو الغائب المنتظر يتربع في مجلس والدي، سأتزوج، وسأصبح أماً، وسيكون للحياة طعماً آخر، اللهم لك الحمد. من هو رشيد ؟ وماذا يعمل؟ كل هذا لا يهمني، المهم أنه يعلم عاداتنا، الخاطب ليس له عن أكبر البنات محيصاً)

    هبّت عواصف النشاط والهمة على كافّة أرجاء المنزل، وتكاثرت الاقتراحات التي تجعل المائدة كأفضل ما يمكن أن تكون، وتلقى أبو مسعد سيلاً من الاتصالات، جميعها تطلب إضافات لعمل المزيد من الأطباق المختلفة، وكان يتلقاها بصدر رحب، فهو الآخر يحس بأهمية الحدث ويقدّر هذه المشاعر، وقبيل صلاة العشاء كانت مهامه قد أنجزت تقريباً، وعاود الجلوس إلى ضيفيه، في حين أن المطبخ أشبه بخلية النحل، فالبنات الأربع وأمهن منهمكات في أعمالهن، ويتبادلن النكات التي تدور حول الزواج المرتقب بحبور.

    - وش أخبارك طول هالسنين يابو مسعد. قالها أبو رشيد وهو يرتشف فنجان القهوة.

    - أبشرك الأمور طيبه ولاعندنا خلاف.

    - هالحين وش عندك من العيال غير مسعد؟

    وهنا يحدث أبو مسعد نفسه يبدو أن أبو رشيد يحاول التمهيد للخطبة.

    - أبد يابو رشيد ماعندي من الأولاد غير مسعد.

    - الله يخليه إلك. خواته وش كثرهن؟

    - أربع الله يصلح لنا ولك الذريّة.

    فجأة يصيح جرس المنزل مؤذناً بقدوم أحد المدعوّين، وينهض أبو مسعد للترحيب بالقادم، ثم يأخذ الصينية لتجديد القهوة والشاي وبعد خروجه من المطبخ، تلحق به أم مسعد لتسأله

    - هاه قال لك شي؟

    - مهد للموضوع ولكن قاطعنا سعد بمجيّه.

    - الله يجعلها تجيه، هالابله ماقعد لين يصلي العشا في بيته.

    - لاتدعين على الرجال، الدعوى سهلة.

    يتوافد أقرباء أبو مسعد حتى أكتظ بهم المجلس، ويخوضون في أحاديث عامة، كان لأبو رشيد نصيب الأسد من الحديث فيها، وأهل الدار في شغل مع الأفكار السعيدة التي طغت على قسمات وجوههم بدءً بمسعد الذي لايعلم سبباً لسعادته إلا كون أخواته البنات يبادلنه النكات بعد أن ألبسنه أزهى الثياب وأكثرها أناقة، وانتهاءً بأبي مسعد الذي تأكدت عنده شكوك زوجته بعد أسئلة أبو رشيد الأخيرة.

    بعد أربع ساعات من العمل المتواصل، هاهي المائدة قد أخذت زخرفها وأزيّنت بما لذ وطاب من صنوف الطعام. اطمأن أبو مسعد على حسن الترتيب ثم دعا الحضور إلى صالة الطعام وهو يكرر عبارات الترحاب. أثناء تواجدهم حول المائدة أبدى الجميع إعجابهم بجودة الطعام وحسن ترتيبه، وقد كانت الأم وبناتها الأربع يسترقن السمع وينظر بعضهن إلى بعض في سعادة غامرة.

    يأخذ الحضور أماكنهم في المجلس بعد العشاء الطيب، ويتبادلون الأحاديث الجانبية، وهنا يقاطعهم أبو رشيد ليقول: بأنه تقدم بطلب مدرسة ثانوية للبنات في القرية ويحتاج أكبر عدد من أسماء بنات الأقارب ليدعم بها طلبه.

    [align=center]::[/align]
    [align=center]

    هذه ليست محاولة لكتابة قصة قصيرة

    هذه قصة قصيرة كتبت بإبداع .. وهي نموذج يقتدى به

    شكراااااااااا يا لشلال ...... بإنتظار قصصك الأخرى ..
    [/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-19-2008, 04:14 AM   #5


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]أولا: كيف أحصل على المادة الخام؟

    قصة الشلال .. حصل على مادتها من الواقع من الجتمع وهي قصة تتكرر في كثير من البيوت

    وهي إضاءه رائعة لموقف يمر على الكثير دون أن يترك أثرا في نفسه ..
    [/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-19-2008, 04:20 AM   #6


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]ثانيا: قبل كل قصة تكتبها اقرأ 10 كتب

    .. الكاتب : الشلال .. ماجستير في الهندسة الكهربائية .. ولكنه يقرأ في الأدب

    والشعر والتاريخ والتراجم وغيرها ولذا .. فلا غرابة من جودة أسلوبة في كتابة القصة القصيرة

    ...........
    [/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-21-2008, 03:39 PM   #7


     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 136
    معدل تقييم المستوى: 227
    الشلال is on a distinguished road
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    [align=center]::

    في هذا اليوم ابحرت في عالم النت كالعادة

    كانت الرحلة بلا وجهة محددة

    ثم تذكرت

    لقد تركت أثراً في منتدى الويلان

    فيممت وجهي الى هنا

    وجدت صاحبي كما هو دائماً في منتهى الروعة

    يشجّع كل تقدم مهما كان متواضعاً

    ويدفع بي الى الأمام

    كلما ألبسني اليأس جلباباً

    أسرع الى نزعه عني وأبدلني بثوب قشيب من التفاؤل

    يبقى أبوخالد منحةٌ من السماء

    فهذا الرجل يدفعني الى النجاح دفعاً

    وأنا أعده بأنني لن أخذله بإذن الله

    شكراً يا أبا خالد

    أدام الله بقائك ... فأنت نادر التكرار

    ::[/align]
    __________________

    ::

    مدونتي الخاصّة تحوي شيئاً من إهتماماتي
    http://alotaibi-nafel.maktoobblog.com

    ::
    الشلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-25-2008, 07:54 PM   #8


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشلال مشاهدة المشاركة
    [align=center]::

    في هذا اليوم ابحرت في عالم النت كالعادة

    كانت الرحلة بلا وجهة محددة

    ثم تذكرت

    لقد تركت أثراً في منتدى الويلان

    فيممت وجهي الى هنا

    وجدت صاحبي كما هو دائماً في منتهى الروعة

    يشجّع كل تقدم مهما كان متواضعاً

    ويدفع بي الى الأمام

    كلما ألبسني اليأس جلباباً

    أسرع الى نزعه عني وأبدلني بثوب قشيب من التفاؤل

    يبقى أبوخالد منحةٌ من السماء

    فهذا الرجل يدفعني الى النجاح دفعاً

    وأنا أعده بأنني لن أخذله بإذن الله

    شكراً يا أبا خالد

    أدام الله بقائك ... فأنت نادر التكرار

    ::[/align]

    هذي قصيدة يابو تركي ... ماهي نثر ... هههههههه

    الله يخليك لأخوك أبوخالد ..
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-25-2008, 09:11 PM   #9






     
    الصورة الرمزية أبـــ بنت ـــوهـا
     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 18,134
    معدل تقييم المستوى: 30
    أبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura aboutأبـــ بنت ـــوهـا has a spectacular aura about
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    الله يعطيك العافية
    أخوي أبو خالد
    على هذا النقل الموفق
    دائماً تأتي بالمفيد
    والدليل بأننا أكتشفنا راوي في الويلان أسمه الشلال
    كنت رائع أخوي الشلال في سرد هذه القصة
    وبإنتظار المزيد



    أبـــ بنت ـــوهـا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-11-2008, 04:11 AM   #10


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: كيف تكتب قصة قصيرة ...!!

    اقتباس:
    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبــــ بنت ــــوهـا مشاهدة المشاركة
    الله يعطيك العافية
    أخوي أبو خالد
    على هذا النقل الموفق
    دائماً تأتي بالمفيد
    والدليل بأننا أكتشفنا راوي في الويلان أسمه الشلال
    كنت رائع أخوي الشلال في سرد هذه القصة
    وبإنتظار المزيد



    [align=center]
    شكراااااااا يابنت ابوها
    [/align]
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 04:54 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.