سطــوة العادة على الشريعة

[align=center]
لم تغفل الشريعة الإسلامية العادات الإجتماعية ( العرف ) من سلم أولياتها بل اعتبرته بعض المذاهب الفقهيه مقياسا ً يعتمد عليه في سلم مصادر التشريع ، لكن كل البلاء في منح ( العرف ) سيفا ً قاطعا ً يسطو به على صريح القرآن والسنة خصوصا ً في البيئة العربية التي قد تصل إلى تقديس العادات الإجتماعية .

والزواج في بيئتنا العربية والخليجية على وجه أخص يتميز بتنوع عاداته وطرقه وأساليبه فقد سطا سيف العادة فيه على قواعد الشرع الحنيف وكل البلاء أن يظن أطراف قضيته أنهم يحافظون على قيمهم من خلال الإحتفاظ بموروثات أقل ما يقال عليها أنها متخلفة أو رجعية على أمل أن لا يتحسس البعض من هذه المصطلحات التي قد تستخدم لأغراض دنيئة القصد منها الطعن في شرع الله .

والحقيقة أن بعض الموروثات القبلية والمناطقية لا تعدو كونها تخلفا ً وجهلا ً ينتج عنه بلاء عظيم خصوصا ً إذا ما نظرنا إلى المخرجات التي تطالعنا في وسائل الإعلام فطلاق واعتداءات أسرية وسوء معاملة .

ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر بعض هذه الجوانب كمنع الرجل من مشاهدة مخطوبته قبل عقد النكاح بل قل قبل ذلك عضل النساء وإجبارهن على رجال لا يرغبونهم ، وكنت سابقا ً أظن أن هذه العادات قد انتهت مع افتراض انتشار بعض العلم الشرعي لكنني على أرض الواقع أفاجئ أن مثل هذه العادات البالية لازلت قيد العمل .

في ( الأنثروبولوجيا ) أو ( علم الإنسان ) تركز أحد أهم أقسامه على دراسة العلاقة بين الشرائع ( المعتقدات ) و العادات والبيئة وحينما نريد أن نجعل من الشريعة ( المعتقدات ) سيفا ً قاطعا ً على هذه العادات الإجتماعية نسعى لتفكيك كل وسائل السطو من عادات وتقاليد عبر دراسة مستفيضة متخصصة ، ومع يقيني أن العادات الإجتماعية للزواج في بعض دول الخليج تختلف اختلافا ً جذريا ً عن الصورة النمطية التقليدية حسب تأثير ريح العولمة التي نقضت العادات الإجتماعية لتضيف مسحة غربية مخالفة للشريعة ، ومرادنا أن تحل الشريعة محل العادة المراد نقضها .

نعود لعلم الإنسان والذي يدرس في أحد أقسامه العلاقة بين العادة والبيئة والشرائع ، فالجزيرة العربية التي تشمل غالبا ً بيئة صحراوية أو جبلية أضفت للإنسان الذي يعيش فيها نوعا ً من الجلافة والشدة مما أدى إلى التمسك بهذه العادات ولو لم يكن مقتنعا ً بها مع إقراره بالشريعة إلا أن ألفاظ ( العار ، الفضيحة ) تجدها تلازم حديثه ، و الأخطر غالبا ً يكون من بعض من ينتسب للفقه فيلصق العادة بالشريعة ليمتزج عند الكثير ذلك ويصعب حينها تفكيك هذا الجدار القوي ، وعلينا حينها أن لا نغضب من مسلسل طويل يستغله الكثير تقوم فكرته على إعادة فهم النص القرآني أو النبوي ووضعه في إطار بعيد عن مقصده الشرعي ومقاربته من ( علم الإنسان ) لإيهام الكثير أنه حل ناجع لتفكيك هذه العادات البالية .

ومع هذا كله لا ننكر دور المؤسسات الدينية والإرشادية لكن المطلوب لفك لصق التزام العادة بالتدين قد يفوق الخطب والمواعظ التقليدية إلى وسائل أخرى تعنى بكيفية التخاطب مع بعض الفئات ولكي تكون الموعظة فعالة ومجدية يجب أن ندرس كيفية تقديمها .

تركي عبدالله العبدالحي
كاتب سعودي
[/align]

تسلم حفيدي العزيز
الله يعطيك العافية
على هذا النقل الموفق

تقبل تحياتي وتقديري

[align=center]العفو يا جدتي


لك كل الشكر على المرور[/align]

[align=center]تسلم اخوي سامي على هذا الموضوع

تحياتي وودي لك[/align]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الـــــريـــــم

[align=center]تسلم اخوي سامي على هذا الموضوع

تحياتي وودي لك[/align]

[align=center]

الله يسلمك من كل شر

لك كل التقدير[/align]