العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ الديوان الأدبي ۝۩۩۝ > منتـدى الأدب العــربـــي

    منتـدى الأدب العــربـــي الشعر - النثر - الخواطر- مؤلفات

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 10-28-2008, 04:27 PM   #1




     
    الصورة الرمزية وعدالفضلي
     
    تاريخ التسجيل: Jul 2008
    المشاركات: 197
    معدل تقييم المستوى: 196
    وعدالفضلي is on a distinguished road
    افتراضي لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟ إلى وريقات العطر التي استلقتْ باستكانة داخل إناءٍ زجاجي شفاف؛ أودعته أسرار أحاسيسي، أحسستُ أنك تناديني وقد استشعرتَ مللي وضجري ورتابة ما حولي، تريد أن تشغلني بأنفاسك، وتخفف وحشة انتظارك.
    وريقاتُ حملتها إليَّ من سفرك الأخير؛ حين كان الحب دليلك السياحي في تلك المدينة التي قصصتَ لي عنها قصصًا قاربت الأحلام في غرابتها... ذاك الحب الذي جعلك متلهفًا محتارًا، ماذا ستحمل إليَّ من الهدايا لتشعرني بحضوري في كل حين؟
    طافت برأسي أطياف، وناجيت نفسي بأحاديث لا تنتهي، لكنني في أعماقي أحسستُ أنني دافئة حتى الوَلَه، وأنا أضيف وريقاتك العطرية إلى كأسٍ من شاي ساخن بات مؤنسي صباح إجازاتٍ أسبوعيةٍ أَفرغ فيها لذكرياتي.
    لِمَ إذًا شعوري بالوحشة إلى هذا الحد؟ لِمَ شعوري بضيق ما حولي؟ رغم أن عبق أنفاسك قد استلقى عليها محبًا، وعاشقًا، وراغبًا بإبعاد كل ضيق عني، ورغم أنني أستطيع أن أفتح الباب، وأنطلق إلى حيث أسلو وحشتي، فلا شيء يمنعني، فلا أبواب موصدة في وجهي، ولا طرقات تضيق بها قدماي.
    حانت مني التفاتة إلى صورة لك جعلتها تؤنس خطواتي أنّى اتجهت في بيتي، فرأيتك تعاتبني، وفي عينيك شلالات هي أشد احتياجاتي في هذه اللحظات... "لم القلق حبيبتي؟ أنتِ معي في كل ثانية، في أفكاري، وحروفي، وفوق سطوري التي أكتبها، لا تشغليني أرجوك، أحتاج إلى هدوئك لأتابع عملي... أحبك..."

    تذكرتُ لقاءنا الأول في المطار، كان قلبي يخفق بشدة حتى غيّب عني كل دعاء تمتمتُ به لأتماسك، ما دفعني إلى لقائك صوت لست أدري من أين جاءني؟ من سَواقٍ عابرةٍ، من محيطاتٍ غريبةٍ أنفاسها ولَهٌ وعنبر، عنبرك ذاك الذي عرفته بمجيئك قبل أن تهديه إليّ لتتنسمه أنفاسي، ويتعشقه جلدي، أتيتني به من تلك المدينة الغامضة التي امتزجت بأحلامي وذاكرتي نقشًا خبأته بحرصٍ وحنوٍّ كبير اعتدته لهداياك خوف أن تراه عطوري، فتغار منه.
    أستحضرُ الآن تفاصيل ذاك اللقاء... حين راحت عيناي تتفحصان كل قادم يحمل شيئًا من ملامحٍ اختزنَتها مخيلتي عنك، ملامح حفظتُ منها ما لا يمكن أن أتوه عنه يومًا، ملامح لعينين صافيتين، ورسم لكفين كانتا أول عناقنا. مرت ساعات، وأنا أنتقل بين أطراف القسم المخصص لاستقبال القادمين، ورجلاي تئنَّان من الوقوف، تطلبان راحة بخلتُ بها عليهما خوف أن أتيه عنك.
    والتقينا... كان لقاءً باردًا مترددًا، حين رأيتك تتجه إلى أخرى؛ فيها رأيتَ شيئًا مني، ورددتُ اسمكَ، وأنا أتحاشى أن أنظر في عينيك، لا أذكر إن كنا قد تصافحنا، كل ما أذكره أن ارتباكي وصل إليك شيء منه، ارتباك أنساني أين أوقفت سيارتي حين قدتك إليها؟!... لا أُخفيك أنني تحاشيت النظر إليك قصدًا؛ فشيء ما كان هناك أخافني، وكنتُ أود أن أهرب.
    أَتُراك لاحظت اضطرابي وقتها؟ أم أنني كنت أكثر مهارة حين أخفيته عنك؟ أنقَذْتني بكلماتك: "ما رأيُكِ أن نجلس في مكانٍ هادئ؟ أود أن نتحادث".
    كطفلةٍ صغيرةٍ جررتني من يدي إلى ذاك المكان الذي وصل ضجيجه إلى الشارع وكاد أن يعانق السماء، ما الذي حولني إلى طفلة صغيرة تنسى اضطرابها كله في يدك؟

    الآن عرفت... عرفتُ ما جعل رجليّ تحتملان الوقوف المؤلم في المطار، ما جعلني لساعات أُصغي إليك رغم عنائي في التقاط كلماتك وسط الضجيج حولنا.
    كنتَ تحكي، وتحكي، وأنا أهيم في تفاصيلك، أتجرأ على الاقتراب منها خطوة خطوة، وتلك الصفحات التي حملتها إليّ لأعرفك من خلالها، ومن خلال ما تكتبه عنك الجرائد من تعليقاتٍ، لم أكن أراها وهي ملقاة أمامي، رغم يقيني أنك حرصتَ على حملها إليَّ، وفي داخلك آمال كثيرة... أتُراكَ أنت أيضًا خشيتَ أن لا تجد طريقًا إليَّ إلا من خلالها؟

    ناجيتك في نفسي وأنا أنظر في صورتك: " أَتعْلَمْ؟ ليتك تحملني الآن إلى ذاك المكان الذي يعانق بضجيجه السماء، ليتك تعود وتجرجرني كطفلةٍ صغيرة منقادة إليك بأمان".
    رَددتَّ عليَّ بابتسامة رقيقة وصلت إليَّ من عينين صافيتين: " تأكدي حبيبتي أنني أشد شوقًا منكِ إلى ذاك المكان الذي جمعنا لأول مرة، إلى أن تستكيني كطفلةٍ صغيرة في أصابع كفّي".

    كنتَ تتحدث عن نفسك كثيرًا، عن أعمالك، ونجاحاتك، ولم أكن أستغرب حديثك؛ فأنت وأنا غريبان رغم انتمائنا إلى بلدٍ واحدٍ، جمعتنا ظروف معيشية متشابهة، فتجرعنا حلاوة غربةٍ، لو كنا صادقين مع أنفسنا لاعترفنا أنها لم تكن إلا العلقم.
    لم أكن معك فيما تقول، كنتُ معهما، أناجيهما كمن لا يرى غيرهما، كلّما رفعتهما تساند بهما حديثك طِرتَ بي أكثر... لم أكن أراك أبدًا... أو ربما كنتَ أراك من خلالهما، وأسأل نفسي: " أيمكن لقصة عشقٍ أن تبدأ منهما، من مجرد كفين؟"
    هما في خيالي، تنتقيان لي الوريقات العطرية، وتتحسسان المفرش الجميل، والقناع الخشبي، والعنبر، والعديد من أشياء تمنيتها لي.
    أسمعُ همسهما للهدايا بحكايتنا... تغريانها بالسفر معهما... أتخيلهما تحرضّان السُّحب على ريّ الأراضي العطشى حروفًا من أبجديات العشق والوَلَه... أتخيلهما تنكفئان كريشتين حالمتين اشتاقتا للسفر... لعناقي، ولاحتضاني.

    وها أنت تعود، لكنك اليوم بدوت لي غريبًا رغم كل محاولاتك في الاقتراب مني، بادرتَني: " لَمْ تفارقيني لحظة، تعشقتِ أنفاسي، وأحلامي، وعشتِ حتى مع أصدقائي".
    تبسمتُ حينها وأنا أجيبك: "حقًا "، ووراءها ألف إشارة استفهام.

    كنتَ كعادتك تسرد لي حكاياتك، وأخبارك الشائقة، وعيناي كانتا تبحثان عنهما، عمّن بهما انبثق كل شيء، لِمَ رأيتهما هناك مصدومتين؟، مصابتين بالخيبة؟ توسعت حدقتاي إلى أبعد مدى تبحثان عن امتلاء كان يسحرني، رأيت كل شيء في ذاك الوقت خاويًا هشًا، مجرد وهم امتلاء، جلدًا منتفخًا، لا يمكن أن يكون أبدًا وسادة طرية لراحة أنشدها، ووصلني للتوِّ أنين، وحطام لجدار شفاف أودعته أطياف الأحاسيس، والأسرار...
    تلفتُّ فإذا بها وريقاتك العطرية تحولت إلى إبرٍ تلاحقها وتدميني... أيقنتُ في تلك اللحظة أننا نختلق وهمًا نعيش تفاصيله، ورغم أننا متأكدان من زيفه نستمرِئ العيش فيه، ونجترُّ أيامنا مستسلمين له، يقف ساخرًا من بلاهتنا، وغبائنا.

    أسلمتك يدي هذه المرة لتعود وتجرجرها، لا كطفلة تنشد الأمان، بل كنعجةٍ مسكينةٍ تسوقها إلى أقرب مسلخ.

    برشا برشـــــــــــــا هوهو

    منقوله ودخل على الله[/align]
    وعدالفضلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-29-2008, 02:48 AM   #2


     
    الصورة الرمزية سامي التويجري
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    المشاركات: 8,400
    معدل تقييم المستوى: 371
    سامي التويجري is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]الله يعطيك العافية اختي زعد الفضلي


    وينك من زمان على هذا الابداع


    الله يسلمك على الاختيار[/align]
    __________________
    سامي التويجري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-29-2008, 04:07 AM   #3




     
    تاريخ التسجيل: Jun 2008
    المشاركات: 327
    معدل تقييم المستوى: 199
    ابوحاتم is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]


    مشكوره اختي وعد

    سطور في غاية الروعه

    دمتي لنا مبدعه وانتي سر الابداع

    الله يعطيك العافيه
    [/align]
    ابوحاتم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-30-2008, 08:37 AM   #4


     
    الصورة الرمزية ممدوح الهلال
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2007
    المشاركات: 3,391
    معدل تقييم المستوى: 269
    ممدوح الهلال is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]رغماً عنّا ولأي سبب من الأسباب ، نفقد أنفسنا حيناً من الزمان ، فنأخذ إتجاهات النفس ذهاباً وإيأباً بحثاً عنّا .. ويأخذ منّا التعب حقه ، ويؤرقنا اليأس بعدم العثور علينا ، ونقف بذهول وألم في مفترق طرقات الذات ، وربما بحالة عدم لاوعي نؤمن بأنّا لم نعد نعرفنا ، فيكون الغياب مُضاعفاً ، ويأتي الحزن أكثر وطاءةً ، وأشد ألماً من طعنات خناجر الزمان المُوحِش ، والإنسان الذي يكيلُ يوماً بعد يوماً طعنات الغدر إلينا .. هُنا وجدنا بوحاً شفافاً جاء إلينا من كاتبة قديرة تتقن تماماً كيف يتم إحتواء الفكرة بأقل مساحة من المعاني ، فيكون المعنى أكثر حضوراً لدى المتلقي .. وقد إستمتعنا به كثيراً ، فـ كل الشكر لكِ يا :
    وعـــد الفضلي على النقل الرائع والجميل

    لك تحياتي
    [/align]
    __________________
    والله لو ان اللي يبي منك يعذرك=ماجيك متعني وانا باخن الحال
    لكن ظروف الوقت احيان تجبرك=تحتاج حرمة وانت لك الف رجال
    ممدوح الهلال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-30-2008, 10:37 AM   #5




     
    الصورة الرمزية وعدالفضلي
     
    تاريخ التسجيل: Jul 2008
    المشاركات: 197
    معدل تقييم المستوى: 196
    وعدالفضلي is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]اخواني

    سامي التويجري


    ابوحا تــم


    *
    كانت كلماتكم وردة جميلة

    ازدانت بها حديقتي

    كلماتكم اغصاناً ورديه من الامل

    حروفكم بسمات عذبه أسعدت قلبي
    ..
    كم هو عذبٌ مروركم

    يذكرني بدفىء الشوق في الليالي البارده

    وتلك النار التي كلما خبت زدناها حلماً
    حتى لا تنطفئ ..

    القلب ممتن لمروركم
    ..
    تقبلو ودي واحترامي
    [/align]
    وعدالفضلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-30-2008, 09:17 PM   #6




     
    الصورة الرمزية وعدالفضلي
     
    تاريخ التسجيل: Jul 2008
    المشاركات: 197
    معدل تقييم المستوى: 196
    وعدالفضلي is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]مشكور أخي

    ممدوح الهلال

    على مرورك الكريم

    دمت على

    خير[/align]
    وعدالفضلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-31-2008, 01:36 AM   #7


     
    الصورة الرمزية فواز أبوخالد
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 5,685
    معدل تقييم المستوى: 338
    فواز أبوخالد will become famous soon enough
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    كلك ذوووق على إختيارك الراقي ...

    شكرااااااااااااااااااااا
    __________________
    .............
    موقع فواز أبوخالد :
    ..........
    فواز أبوخالد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 11-11-2008, 06:02 PM   #8


     
    تاريخ التسجيل: Nov 2008
    المشاركات: 39
    معدل تقييم المستوى: 0
    عبير الود is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]وعد الفضلي

    جميل ما نثرت هنا .. ورائع ما همست به

    والاجمل ان كتابك كانت صفحاته تتلالا بنور

    الحروف التي خطت من انامل يبدو انها

    ذهبيه لتمنحها كل هذا البريق ..

    تقبلي مني احترامي وتقديري مع ارق

    التحايا واعطرها ..
    [/align]
    عبير الود غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 11-12-2008, 09:03 PM   #9




     
    الصورة الرمزية وعدالفضلي
     
    تاريخ التسجيل: Jul 2008
    المشاركات: 197
    معدل تقييم المستوى: 196
    وعدالفضلي is on a distinguished road
    افتراضي رد: لستُ أدري ما الذي جذبني إلى هناك؟

    [align=center]

    عبير الود

    مايبهرني مرور ك

    بين كلماتي فأعجب بأنها تتحول من احرف عادية

    الى كلمات تنبع من جوفها نغمات


    تعزف بأجمل انواع قلبها الشجي

    فلا تحرمينا طلتك الراقية

    دمتي لنا بخالص الـــــــــود

    [/align]
    وعدالفضلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 04:42 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.