العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ مجالس دين ودنيا ۝۩۩۝ > منتدى قضايا الساعه والامور الاجتماعية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 11-06-2008, 07:48 PM   #1




     
    تاريخ التسجيل: Mar 2006
    المشاركات: 441
    معدل تقييم المستوى: 230
    ابن قعيشيش is on a distinguished road
    أوباما .. عودة عديم الأصل إلى أصله‏

    [align=center]


    لا أشك طرفة عينٍ أن مرشح الحزب الديمقراطي الأمريكي ذي الأصول الكينية باراك أوباما قد قرأ شيئاً من تاريخ أجداده الأفارقة الذين نزحوا إلى الأرض الجديدة، تحت سياط القهر التي ألهبت ظهورهم، وحفرت أخاديد الإذلال فوق أجسادهم النحيلة، وأن أجداده ذاقوا الأمرين وتسببوا في حربٍ طاحنةٍ بين الشمال والجنوب لتحرير العبيد ! وأجزم أن هذا المحامي الأكاديمي البارع، والخطيب المفوه، قد قرأ تلمود السود في أمريكا، ملحمة الجذور لإيلكس هيلي، وكوخ العم توم لهربييت ستاو، وحياة مالكوم إكس لإيلكس هيلي أيضاً، وحفظ الكثير الكثير من خطابات داعية الحقوق المدنية الزنجي - الذي اغتاله الرجل الأبيض - مارتن لوثر كنج عام 72 !

    ومن قرأ شيئاً عن معارك تحرير العبيد الطاحنة في أمريكا، والإذلال الذي نالهم أثناء شحنهم من القارة السمراء إلى السواحل الأمريكية قبل التحرير، وكيف كانوا يقتلون أو يرمون في البحر لتخفيف حمولة سفن البضائع إن عصفت بها الأنواء، أدرك مقدار ظلم الرجل النصراني الأبيض ضد الأفارقة، وفداحة جرائم تجار الرقيق ضد البشرية .

    ولأن أوباما من أصولٍ أفريقيةٍ كينيةٍ، عاش وقرأ عن تناقضات المجتمع الأمريكي ضد أبناء جلدته من ذوي البشرة السمراء، فإنه سيحمل في صدره جذوة متقدة من الغضب ضد الظلم، والحقد على التجاوزات التي مارسها البيض على أقرانه، حيث عمل في مجال قوانين حقوق الإنسان، ورفض العمل في شركات المحاماة الكبرى ليعمل في الدفاع عن ضحايا التفرقة في السكن والعمل ! وعلى هذا مضى منافحاً عن حقوق أبناء جلدته المهمشة حتى أفسدته الانتخابات .

    إذ لم يكد يستنشق شيئاً من روائح النصر والظفر في السباق المحموم مع منافسته هيلاري، حتى عاد عديم الأصل إلى أصله، فكانت محاضرته بين يدي عصابة ( الإيباك ) وهي منظمة يهودية أمريكية، تعمل لتعزيز مصالح اليهود على أرض فلسطين المحتلة، وتعهد هناك في تلك القاعة أمام أسياده الجدد، بضمان تفوق إسرائيل العسكري النوعي في الشرق الأوسط، وقدرتها على الدفاع عن نفسها من أية هجمات قد تتعرض لها من غزة إلى طهران، في حال تربعه على كرسي الرئاسة !

    كما تعهد لتلك القطعان اليهودية بالدعم السخي على مدى عشرة أعوامٍ بما يوازي ثلاثين ملياراً من الدولارات الأمريكية، وقال : إن السلام يخدم مصلحة أمريكا وإسرائيل، لكنه شدد على أن أي دولة فلسطينية يجب أن تضمن أمن إسرائيل، وأن تبقي عليها دولة يهودية عاصمتها القدس التي يجب أن تظل مدينة موحدة غير مقسمة ! يهودي أكثر من اليهود أنفسهم !

    وقال إنه لا توجد أي إمكانية للتفاوض مع الإرهابيين ولذا عارض مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية خلال عام 2006. وأنه على الفلسطينيين أن يدركوا أن مساندتهم للمتطرفين لن تجلب عليهم النفع، وإن على مصر أن توقف تهريب الأسلحة إلى غزة، ثم أردف تصريحاته بقوله : عندما أزور إيباك فإنني بين أصدقاء حقيقيين.. يؤكدون أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تتجاوز المصلحة الوطنية وتتجسد في القيم المشتركة التي تجمع البلدين .

    وشدد - هذا الكيني المتصهين - على تعاطفه مع ضحايا الهولوكست، ومعاناة اليهود عبر التاريخ، وقال إن علينا أن نتأكد من أن ألا يتكرر هذا الأمر ثانية أبداً إلخ … ولم يأت هذا الرخيص في خطابه على معانة أطفال غزة والرافدين !

    كنت أثناء مراقبتي - كما يراقب أي مشاهدٍ ومطلعٍ - لسير هذه الانتخابات أقول لنفسي ممنياً نفسي الأماني الكاذبة المستحيلة : قد يتعاطف هذا الأفريقي مع قضايا المضطهدين من المسلمين الفلسطينيين، بحكم الجذور الأفريقية الضعيفة، لكنه عندما انعتق من تصفيات السباق المحموم بينه وبين هيلاري، ولاحت له معالم البيت الأبيض، حتى قدم ما يملك وما لا يملك للرقم الصعب في معادلة الفوز، مباركة وتعميد عصابة الإيباك، اللوبي اليهودي المتطرف في أمريكا !

    انتهينا من غباء الصليبي بوش وجاء الدور على أوباما خادم اليهود الجديد .

    ثمة مفارقاتٍ غريبةٍ هنا، بين ما قام به البيض ضد أجداد هذا الكيني، وبين ما قام به اليهود وما زالوا ضد الشعب الفلسطيني !

    فجماعة الكوكلس كلان البيضاء المتطرفة نشطت في بدايات القرن المنصرم، حتى أواخر الستينات من نفس القرن في اصطياد السود، وقتلهم شنقاً فوق الأراضي الأمريكية، أو حرقاً على صليب الجماعة الملتهب !

    والتاريخ الأمريكي الحديث يشهد على فداحة التفرقة العنصرية التي رزحت تحتها المدن الأمريكية ضد السود، وكانت المطاعم تكتب على الأبواب صراحةً ممنوع دخول السود والكلاب ! وكان السيد الأبيض إذا ركب حافلةً فإنه يحق له أن يقيم أي امرأةٍ أو رجلاً أسود من كرسيه ليجلس مكانه ! وما حادثة ضرب الأسود رودني كنج على أيدي رجال شرطةٍ بيضٍ واشتعال لوس أنجلس عنا ببعيدةٍ .

    هذه الصور السيئة علقت في ذاكرة هذا المحامي الذي عمل في مجال حقوق الإنسان، لكنه كغيره من ذوي العقائد الماكيافيلية، نسي أو تناسى جميع ما اطلع عليه في كتب القانون والدساتير الغربية، عن حق غيره من البشر في حياةٍ كريمةٍ آمنةٍ تحت المصابيح الكهربائية والوقود، باعتبار حصار غزة الأخير !

    ما جرى ويجري وسيجري يؤدي إلى نتيجةً واحدةٍ لا مرية فيها، مفاتيح التغيير بأيدينا لا بأيدي غيرنا، مالم يفعل المسلمون لأنفسهم شيئاً من تغييرٍ للحال، والبحث عن مفاتيح النهضة بين مدخراتهم هم وبقايا إرثهم الديني والحضاري، فلن يقدمها لهم الآخرون مجاناُ، زنوجاً كانوا أم روساً، من دول الجوار أو من دول عدم الانحياز، على رأسها الهند ذات العلاقات المتميزة مع العدو الإسرائيلي !

    هي قاعدة بسيطة غير معقدةٍ لا تحتاج إلى شرحٍ أو إسهابٍ ( إن الله لا يغير ما بقومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانةً من دونكم لا يألونكم خبالاً ) هذا هو الآخر الذي ننتظر منه إصلاح الأحوال !

    الذين راهنوا على هذا الكيني خسروا كما خسروا من قبل، والأولى بهم مستقبلاً أن يراهنوا على أنفسهم، أو على الأجيال القادمة إن لمسوا من أنفسهم خيانةً للقضية، أو تقصيراً في حقها، أو إحجاماً عن نصرتها !

    حسن مفتي
    كاتب سعودي [/align]
    ابن قعيشيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 06:09 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.