السناااافي

[align=center][/align]


[align=center]من منا لم يقرأ سيرة الزير سالم.. عرفنا فيها ابن عباد رجلاً كريمًا شهمًا يستطيع أن يميز بين الحق والباطل ولا يلتفت إلى صغائر الأمور.. ومن منا لم يسمع عن قصة (المهادي) ذلك البدوي الذي صبر على جار قتل ولده سبع سنين وكان بكل المقاييس رجلاً شهمًا كريمًا.. ومن منا لم يعرف ماذا فعل حاتم الطائي عندما جاءه ضيف فغار على فرسه الذي لا يملك غيره وذبحه له. وفي هذه الصحراء سطر مئات الرجال بل آلاف منهم ملاحم رائعة للكرم والفروسية والشهامة.

عندما نمل التلفاز ونحتقر الإنترنت ونقذف الكتاب بعيدًا خوفًا على نظر بدأ يتهاوى نتحدث عن سير أولئك الرجال في ليلة سمراء.. نعشقهم ونحترمهم ونعجب بهم.

في هذه الأيام أيضًا نجد ذلك الرجل الشهم صاحب الإيثار والكرم في كل زاوية على هذه الأرض المعطاءة.. في كل مدينة وفي كل هجرة وقرية.. في كل قبيلة وفي كل أسرة...

عندما (تنخاه) وتستفزعه.. تحمر عيناه ويتغير لونه.. رغم أن ما تطلبه منه ربما يكون أكبر من أن تتحمله قدرته.. كأن يتنازل عن حق له ضمنه الشرع والقانون والعرف.. فتجده يقول.. (أبشر) دون تردد.. ويكظم غيظه ليقدم عوضًا عنه ابتسامة عريضة.. ويزيد.. (ارحبو)... (يالله حيهم)... كل أولئك الذين يسكنون في ذاكرتنا.. وفي واقعنا.. هم شهماء كرماء.. محبي (الفزعة) والإيثار.. (سنافيه).. ومفردهم سنافي.. والسنافي الذي نجده دائمًا بيننا.. لا يمكن أن نستغني عنه.. لأن كرمه وشهامته وجوده وفزعته هي التي تعطينا أملاً بأن هذه الدنيا (فيها خير). فإن أردت أن تمدح شخصًا ما.. تقول (سنافي).. عندها سيعرف الجميع أن هذا الرجل.. غير أولئك الرجال.. وعندما تريد أن تشكر شخصًا ما وهو غائب.. يلزمك فقط أن تقول عنه.. (سنافي)... فيفهم الجميع أنك قلت هو كل الرجال.. والسنافي في تراثنا وفي واقعنا.. هو ملك للجميع.. رغم أن فعله حكر على من قام بذلك الفعل.

جاءني مندوب مبيعات أحد مصانع الأدوية الوطنية.. يعرض بعض المعلومات عن فوائد منتج جديد نزل إلى الأسواق يزيد الفحولة شبيهًا (بالفياجرا).. وبعد شرح واف عن مادته العلمية وآثاره الجانبية وجرعاته اليومية.. سألته كالعادة.. عن اسمه التجاري.. فقال لي بلكنة محببة لنا جميعًا (السينافي) بكسر السين، ففغرت فمي.. وقلت (ها اااااه).. قال (ايو ااا.. السينافي) وابتسم.. فقلت له أتعرف ماذا يعني هذا الاسم.. ردد بسرعة فائقة (ايواا.. دا معناه الراجل الجدع) فقلت في نفسي.. نعم.. (الراجل الجدع).. شكرته.. وذهب.. وتأملت العينة التي بين يدي.. وتذكرت.. حاتم الطائي.. وابن عباد.. والمهادي.. وآلاف الرجال (السنافية) في هذه الصحراء... وقلت... بصوت مرتفع... لماذاااااااااااااا.



بقلم : الدكتور صيدلي : فاضل القعيشيش[/align]

شكـــــرا فدا على المعلومة

تقبل مروري

[align=center]رحم الله الاخ فاضل القعيشيش




[/align]