نعم أنا متشدد

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم







التشدد خلاف التخفيف كما قال ذلك ابن منظور .





وقد نهينا عن التشدد




قال تعالى: "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته".





وروى أحمد عن أنس يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق"وصحَّ عنه أنه قال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، وقولوا عبد الله ورسوله".





لكن في العصر الحديث غُيرت المفاهيم وبُدلت المبادئ . فأصبح المتمسك بالسنة الغراء هو المتشدد .





إن كنت تري خطورة الشرك إمتثالا لقول الله تعالي { إن الشرك لظلم عظيم } ( لقمان : 13) وما ذلك إلا لما فيه من الجناية العظيمة في حق الخالق جلَّ جلاله . فالله هو الذي خلق ، وهو الذي رزق ، وهو الذي يحيي ، وهو الذي يميت ، ومع كل هذه النعم ، وهذه المنن ، والمشرك يجحد ذلك وينكره ، بل ويصرف عبادته وتعظيمه لغير الله سبحانه . فما أعظمه من ظلم وما أشده من جور




فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .




إن كنت تري تحريم الاغاني والمعازف إمتثالا لقول الله تعالي { ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواً أولئك لهم عذاب مهين } ، ولهو الحديث هو الغناء كما فسره ابن مسعود قال : والله الذي لا إله إلا هو إنه الغناء ، رددها ثلاثاً [ رواه ابن جرير والحاكم بسند حسن / المنتقى النفيس 302 ] ، وقال ابن عباس : نزلت في الغناء وأشباهه [ رواه ابن جرير وابن أبي شيبة بسند قوي / المنتقى النفيس 302 ].






فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .





إن كنت تري وجوب إعفاء اللحية إمتثالا للحبيب صلى الله عليه وسلم كما روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اَنَّهُ اَمَرَ بِاِحْفَاءِ الشَّوَارِبِ وَاِعْفَاءِ اللِّحْيَةِ .





فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .






إن كنت تري حرمة الإسبال إمتثالا لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم " أزرة المسلم إلى نصف الساق ، ولا حرج عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل الكعبين فهو في النار " ] حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي وغيرهما




فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .






إن كنت تري حرمة كشف الوجه إمتثالا للأدلة الصحيحة كقول أسماء بنت أبي بكر t : كنا نغطي وجوهنا من الرجال .. وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام .. رواه ابن خزيمة، والحاكم، وقال : صحيح على شرطهما ، ووافقه الذهبي .





فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .






أنت كنت تري تكفير أهل الشرك إمتثالا لقول الله تعالي
{ إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار } (المائدة: 72) وقوله تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما } (النساء:48) .




فأحذر وانتبه فانت بهذا متشدد .





إن كنت تري تكفير الرافضة لوقوعهم في الشرك والكفر الصريح واتباعا للأئمة الأثبات كالأمام مالك الذي قال “الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال: نصيب في الإسلام“. السنة للخلال (2/557).





والإمام أحمد كما روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: “ما أراه على الإسلام“.





والشافعي الذي ثبت بنقل الأئمة عنه أنه قال: لم أر أحداً من أصحاب الأهواء أكذب في الدعوى، ولا أشهد بالزور من الرافضة. أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى 2/545، واللالكائي في شرح السنة 8/1457.




وابي حنيفة يقول “الجماعة أن تفضل أبا بكر وعمر وعلياً وعثمان ولا تنتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم“.





إن كان التشدد هو إمتثالي لأمر الله الحق وإجتنابي لما نهي عنه فلي الفخر أني متشدد .





أما حديث عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنْ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا ، فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ) رواه البخاري (3367) ومسلم (2327)
فلا يعني بوجه من الوجوه التخلي عن الشريعة ، والتقصير في الواجبات ، بل كان النبي صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على تحقيق العبودية لله بجميع لوازمها ، ولكن المراد بقوله ( بين أمرين ) أي من أمور الدنيا التي ليس للشرع فيها أمر أو نهي ، أو من الأمور التي يسع فيها الاختيار من السنن والمستحبات ، أما إذا جاء التكليف بالوجوب أو التحريم فيجب الوقوف عنده من غير تعد ولا تقصير .
يقول الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/575) :


" قوله : ( بين أمرين ) أي : من أمور الدنيا ، يدل عليه قوله : ( ما لم يكن إثما ) ؛ لأن أمور الدين لا إثم فيها ، وقوله : ( ما لم يكن إثما ) أي : ما لم يكن الأسهل مقتضيا للإثم ، فإنه حينئذ يختار الأشد . وفي حديث أنس عند الطبراني في الأوسط : ( إلا اختار أيسرهما ما لم يكن لله فيه سخط ) " .





كتبه



ثامر بن قعيشيش العنزي



[email protected]
الرياض- 29/5/1430[/align]

كتبت وأحسنت الكتابة
جزاك الله خير
وبارك الله فيك
أخوي ابن قعيشيش
وجعله الله في موازين حسناتك

[align=center][/align]

[align=center]كلمات رائعه درر

سلمت يمناك اخوي ابن اقعيشيش على هذه الكلمات الابداع

ولاتحرمنا من مايستجد لديك من جديد

جزيل الشكر [/align]

[align=center]ابن قعيشيش


بارك الله فيك

وجعلها الله في ميزان حسناتك[/align]

[align=center]ابن قعيشيش


بارك الله فيك

وجعلها الله في ميزان حسناتك

تقبل مروري
دمت بود[/align]

قامت صحيفة سبق الإلكترونية


بنشر هذه المقالة


http://www.sabq.org/?action=showMaqal&id=596

[align=center]جزاك الله خير على هذا الطرح المثمر

ورضاء الناس غاية لا تدرك والمهم هو رضاء الله سبحانه وتعالى

مشكور اخوي ابن قعيشيش الله يعطيك العافيه[/align]