الاستثمار العقاري الأجنبي في المملكة

جريدة الإقتصاديه
مؤشرات إيجابية ظهرت في الآونة الأخيرة عن بدء دخول الاستثمارات الأجنبية إلى المملكة العربية السعودية، وبنظرة لما يحدث والتحركات السريعة لبعض الشركات والأشخاص، خصوصا الخليجية نرى الحركة الدؤوبة في سبيل الحصول على موطئ قدم في سوق يتوقع أن يكون الأكبر والأكثر نموا في الشرق الاوسط خلال السنوات القادمة، واتضح ذلك بعد الاعلان عن مشروع مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والتي يقدر حجم الاستثمار فيها بحوالي 100 مليار يال، والاستثمار المستقبلي للقطاع العقاري يتوقع أن يكون في مشاريع الإسكان بالدرجة الأولى ومشاريع المدن السكنية والصناعية والسياحية والمجمعات التجارية والمكتبية ولكن هناك العديد من الأسئلة التي لابد من الإجابة عنها قبل الانفتاح السريع أمام الاستثمار الأجنبي – وأتمنى أن يكون استثمارا وليس بهدف الحصول فقط على حصة من السوق - وأهمها على الإطلاق هل نحن مستعدون ومهيأون لاستقبال هذه المرحلة أو الطفرة العقارية؟ وهل لدينا المرجعية التي تنظم السوق؟ وأعني بنحن كل من له علاقة بالقطاع العقاري.. الجهات الحكومية المعنية والمستثمرون والمستفيدون من المشاريع والمجتمع بشكل عام. وهل سنتخلص من البيروقراطية؟ وهل سنرى شركات ومستثمرين أقوياء؟ وهل ستجلب معها الخبرات المؤهلة؟ وهل سنرى الدراسات الحقيقية التي تعكس حاجة القطاع؟
نتمنى أن لا نفتح الباب على مصراعيه امام الاستثمار الأجنبي ما لم تتوافر المقومات الأساسية له وأن لا ننخدع ببعض الأسماء والشركات التي بنت سمعتها على الدعاية والتطبيل ولديها مشاكل في مشاريعها والتي لم تنته في بلدانها، كما نرجو أن لا تكون الخبرات التي ستصدر لنا من هذه الشركات من بعض خبراء الجنسيات العربية أو الآسيوية التي ستتعلم الحلاقة في رؤوسنا، بعيدا عن إضافة فكر تطويري مميز لهذا القطاع الحيوي، كما أن الاستثمار في استقطاب العقول المبدعة هو المطلوب حتى لو كان مكلفا لأن العائد من ورائه كبير. أما الاستعانة بالعمالة الأجنبية المرفوضة في بلدها فلن تكون مقبولة وتجاربنا في هذا المجال كثيرة ونتائجها السلبية كبيرة، يتدربون عندنا وعندما يشتد العود ويتجاوز مرحلة التبلد والبلاهة ويصبح منتجا ويفكر بطريقة صحيحة يترك البلد ليذهب للعمل خبيراً في دول أخرى بما فيها أوروبا وأمريكا والشواهد كثيرة ورحلات الرياض وجدة إلى دول الخليج تشهد على ذلك . نرغب في من يستثمر عندنا أن يكون إضافة لنا وأن يكون قويا وأن يساهم ماليا في المشاريع ويتمتع بمستوى كبير من الاحترافية والمهنية ولديه فريق عمل مؤهل وذو فكر وأن يتحالف مع الشركات الاستثمارية السعودية القوية والمتمكنة ماليا وفنيا، وإلا فإننا بشركاتنا المميزة وبخبراتنا المحلية نستطيع أن نعمل أفضل منهم ونصنع المستحيل فكل ما نحتاجه الثقة والمصداقية والاستثمار في الكوادر الوطنية والعمل بروح الفريق والتحالفات العقارية وتغليب المصلحة العامة بعيدا عن المصالح الفردية.

فارس عـنـزة

الاخ فارس عنزة اشكرك على الموضوع الجميل وهو غاية في الاهمية
دمت بألف خير ولي عودة مطولة لاحقا