منتدى الشــريـعــة والحـيــــاة كل مايتعلق بالأمور الدينية والحياة

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 09-24-2014, 07:24 AM   #1
    الوفا طبعي ولاحب الخيانه
     
    تاريخ التسجيل: Jan 2014
    الدولة: بعييييييييييد بالحيييل .. بين المستحيل ولامستحييل ~
    المشاركات: 348
    معدل تقييم المستوى: 132
    ريم الفلا is on a distinguished road
    افتراضي التواضع في حياة الصحابة

    التواضع في حياة الصحابة


    أبو بكر الصديق: لعمري لأحلبنها لكم، واني لأرجو ألا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه

    عمر بن الخطاب رضي الله عنه: والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي

    من تواضع عثمان بن عفان رضي الله عنه واحترامه لعم النبي صلى الله عليه وسلم اذا مر به وهو راكب نزل حتى يزول العباس احتراماً وتقديراً له

    علي بن أبي طالب: أبو العيال أحق ان يحمل

    اليك أيها القارئ الكريم بعضا من مواقف صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تدل على تواضعهم رضوان الله عليهم أجمعين اقتضاء بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ممتثلين لأمر ربهم عز وجل.

    تواضع أبي بكر الصديق رضي الله عنه:

    عاش الصديق بين المسلمين كخليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان لا يترك فرصة تمر الا علم الناس وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فكانت مواقفه تشع على من حوله من الرعية بالهدى والايمان والأخلاق، فمن هذه المواقف: كان قبل الخلافة يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا تحلب لنا منايح (أغنام) دارنا، فسمعها أبو بكر فقال: بلى لعمري لأحلبنها لكم، واني لأرجو ألا يغيّرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهمّ، فربما قال للجارية من الحي: يا جارية أتحسبين ان أرغي لك أو أصرح، فربما قالت: أرغ، وربما قالت: صرح فأي ذلك قالت فعل، فمكث كذلك بالسّنح ستة أشهر ثم نزل الى المدينة(1).
    ففي هذا الخبر بيان شيء من أخلاق أبي بكر الصديق، ففيه تواضع كبير من رجل كبير، كبير في سنه، وكبير في منزلته وجاهه، حيث كان خليفة المسلمين، وكان حريصا على ان لاتغير الخلافة شيئا من معاملته للناس وان كان ذلك سيأخذ منه وقتا هو بحاجة اليه، كما ان هذا العمل يدلنا على مقدار تقدير الصحابة رضي الله عنهم لأعمال البر والاحسان وان كلفتهم الجهد والوقت ولقد دفعه هذا الخلق الى خدمة المسلمين وبخاصة أهل الحاجة منهم والضعفاء، فعن أبي صالح الغفاري ان عمر بن الخطاب كان يتعهد امرأة عمياء في المدينة بالليل، فيقوم بأمرها، فكان اذا جاءها وجد غيره قد سبقه اليها ففعل ما أرادت، فرصده عمر فاذا هو أبو بكر كان يأتيها ويقضي أشغالها سرا وهو يومئذ خليفة (2).

    تواضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

    سار الفاروق على ما كان عليه صاحباه من التواضع للمسلمين صغارا كانوا أو وكبارا واليك بعض ما ورد عنه من مواقف تدل على شديد تواضعه:
    - عن الحسن البصري قال: خرج الخليفة عمر رضي الله عنه في يوم حارّ واضعا رداءه على رأسه، فمرّ به غلام على حمار، فقال: يا غلام، احملني معك، فوثب الغلام عن الحمار، وقال: اركب يا أمير المؤمنين، قال: لا، اركب، وأركب أنا خلفك، تريد ان تحملني على المكان الوطئ، وتركب أنت على الموضع الخشن، ولكن أركب أنت على المكان الوطئ وأركب أنا خلفك على المكان الخشن، فركب خلف الغلام، فدخل المدينة، وهو خلفه والناس ينظرون اليه (3).
    - وعن سنان بن سلمة الهذلي قال: خرجت مع الغلمان ونحن بالمدينة نلتقط البلح، فاذا الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه معه الدّرّة، فلما رآه الغلمان تفرقوا في النخل، قال: وقمت وفي ازاري شيء قد لقطته، فقلت: يا أمير المؤمنين، هذا ما تلقي الريح، قال: فنظر اليه في ازاري فلم يضربني، فقلت: يا أمير المؤمنين، الغلمان الآن بين يديّ، وسيأخذون ما معي، قال كلا، امش قال فجاء معي الى أهلي (4).
    - وعن عروة بن الزبير رضي الله عنهما قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه على عاتقه قربة ماء فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا، فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلت نفسي نخوة، فأردت ان أكسرها (5).
    - وعن جبير بن نفير: ان نفرا قالوا لعمر بن الخطاب: ما رأينا رجلا أقضى بالقسط، ولا أقول للحق ولا أشدّ على المنافقين منك يا أمير المؤمنين، فأنت خير الناس بعد رسول الله، فقال عوف بن مالك: كذبتم - والله - لقد رأينا بعد رسول الله -، فقال: من هو؟ فقال: أبو بكر فقال عمر: صدق عوف، وكذبتم، والله لقد كان أبو بكر أطيب من ريح المسك، وأنا أضل من بعير أهلي - يعني قبل ان يسلم - لأن أبا بكر أسلم قبله بست سنين(6).
    وهذا يدل على تواضع عمر وتقديره للفضلاء ولا يقتصر على الأحياء منهم، ولكنه يعم منهم الموتى كذلك، فلا يرضى ان ينكر فضلهم أو يغفل ذكراهم، ويظل يذكرهم بالخير في كل موقف، ويحمل الناس على احترام هذا المعنى النبيل وعدم نسيان ما قدموه من جلائل الأعمال، فيبقى العمل النافع متواصل الحلقات يحمله رجال من رجال الى رجال، فلا ينسى العمل الطيب بغياب صاحبه أو وفاته وفي هذا وفاء وفيه ايمان.

    تواضع عثمان بن عفان رضي الله عنه:

    كان الخليفة الراشد عثمان متصفا بهذه الصفة، وكانت هذه الصفة تنبع من اخلاصه لله سبحانه وتعالى، فعن عبدالله الرومي قال: كان الخليفة عثمان بن عفان يلي وضوء الليل بنفسه، فقيل له: لو أمرت بعض الخدم فكفوك، فقال: لا، الليل لهم يستريحون فيه(7).
    فهذا مثل من اتصاف الخليفة عثمان بالرحمة والتواضع، فهو مع كبر سنه وعلو منزلته الاجتماعية يخدم نفسه في الليل ولا يوقظ الخدم، وان وجود الخدم من تسخير الله تعالى للمخدومين، وان مما ينبغي للمسلم الذي سخر الله تعالى من يخدمه ان يتذكر ان الخادم انسان مثله له طاقة محدودة في العمل، وله مشاعر وأحاسيس فينبغي له ان يراعي مشاعره، وأن ييسر له الراحة كاملة في النوم، وأن لا يشق عليه بعمل.
    وكان من تواضعه واحترامه لعم النبي صلى الله عليه وسلم اذا مر به وهو راكب نزل حتى يزول العباس احتراما وتقديرا له (8).
    وكان رضي الله عنه ينام في المسجد متوسدا رداءه، فقد أخرج أبونعيم في الحلية عن الحسن قال: رأيت عثمان رضي الله عنه نائما في المسجد في ملحفة ليس حوله أحد وهو خليفة (9).

    تواضع علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

    لقد تأثر الخليفة علي - رضي الله عنه - بالتربية القرآنية الكريمة، والتربية النبوية الرشيدة، فكانت هذه الصفة متجسدة في شخصيته الفذة، واليك بعض المواقف:
    - أنا الذي أهنت الدنيا: عن صالح بن أبي الأسود عمن حدثه أنه رأى عليا قد ركب حمارا ودلى رجليه الى موضع واحد ثم قال: أنا الذي أهنت الدنيا(10)، وهكذا يشعر الخليفة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بالفرح لانتصاره على نفسه، وظهوره بمظهر التواضع أمام الناس وهو خليفة المسلمين، ان مناصب الدنيا خداعة غرارة، وان فتنة الجاه بها أعظم من فتنة المال، فلطالما رأينا أناسا مسؤولين كانوا متواضعين قبل ان يلوا، فلما تولوا مناصب كبيرة بدأ التعاظم في نفوسهم شيئا فشيئا، حتى يكون من الصعب في آخر الأمر مخاطبتهم، واللقاء معهم، لكن أولياء الله المتقين كلما ازدادوا رفعة في المناصب الدنيوية زادوا تواضعا للناس، وشعروا بالسرور وهم يقومون بمظاهر التواضع التي تنفي عنهم صفة التجبر والكبرياء.
    - أبو العيال أحق ان يحمل: روى عن علي - رضي الله عنه- أنه اشترى تمرا بدرهم فحمله في ملحفة، فقالوا: نحمل عنك يا أمير المؤمنين، قال: لا، أبو العيال أحق ان يحمل(11)، فهذا مثل من تواضعه حيث حمل متاعه بنفسه مع كونه أمير المؤمنين ومع كبر سنه، فلم ير في ذلك مسوغا لقبول خدمة الناس له، وهو بهذا يجعل من نفسه قدوة حسنة للمسلمين في التواضع، فلو نازعت أحد الكبراء نفسه في تصور العيب من حمل المتاع فانه بتذكره لموقف الخليفة على - رضي الله عنه - يزول ما في نفسه من ذلك، ولو اعترض على أحد المتواضعين معترض فان له من الاقتداء بأكبر أمير على وجه الأرض ما يرد هذا الاعتراض.
    والكلام عن التواضع في حياة الصحابة يحتاج الى عشرات بل مئات المجلدات للحديث عنه ولكن المقام لا يتسع فنختم الكلام عن هذه الصفة بقول الخليفة علي: «ما أحسن تواضع الغني للفقير رغبة في ثواب الله، وأحسن منه تيه (12) الفقير على الغني ثقة بالله عز وجل» (13).




    الهوامش:
    1- الطبقات الكبرى لابن سعد (186/3).

    2- الكامل في التاريخ (397/1).
    3- مختصر تاريخ دمشق (318/44).
    4- الطبقات الكبرى لابن سعد (124/7).
    5- أخبار عمر ص (343).
    6- مناقب عمر لابن الجوزي ص (14).
    7- طبقات ابن سعد (3/60)، وتاريخ دمشق (236/39).
    8- التبيين في أنساب القرشيين (152).
    -9 حلية الأولياء (60/1).
    10- البداية والنهاية (5/8)
    -11 الزهد للامام أحمد، ص (13)
    -12 والتيه المقصود به: الاستغناء بالله عما في أيدى الأغنياء ولا يعني أبدا التكبر والغرور.
    13- احياء علوم الدين 206/4.

    ريم الفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-24-2014, 10:10 AM   #2


     
    الصورة الرمزية نايف النمران
     
    تاريخ التسجيل: May 2006
    المشاركات: 8,506
    معدل تقييم المستوى: 30
    نايف النمران is on a distinguished road
    افتراضي رد: التواضع في حياة الصحابة

    الله يعطيك العافيه اختي ريم الفلا

    على طرح صور من حياة الصحابه

    رضي الله عنهم
    __________________



    نايف النمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-24-2014, 02:37 PM   #3
    المشرف العام
     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    الدولة: Mercury
    العمر: 50
    المشاركات: 23,759
    معدل تقييم المستوى: 30
    فارس عنزة is on a distinguished road
    افتراضي رد: التواضع في حياة الصحابة

    الرائعة ريم الفلا
    أحسنتِ بإنتقاءك الموضوع
    الذي يعلمنا كيف كان تواضع
    صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
    وكيف كانت أخلاقهم العظيمة
    رضوان الله عليهم

    خالص الوَد
    __________________
    فارس عنزة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-24-2014, 11:53 PM   #4




     
    تاريخ التسجيل: Dec 2008
    المشاركات: 4,624
    معدل تقييم المستوى: 30
    رياح الوفاء has a spectacular aura aboutرياح الوفاء has a spectacular aura about
    افتراضي رد: التواضع في حياة الصحابة

    تسلمين اختي ريم الفلا

    الله يعطيك العافية على النقل الجميل

    لك شكري
    __________________




    رياح الوفاء غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-28-2014, 06:13 AM   #5
    الوفا طبعي ولاحب الخيانه
     
    تاريخ التسجيل: Jan 2014
    الدولة: بعييييييييييد بالحيييل .. بين المستحيل ولامستحييل ~
    المشاركات: 348
    معدل تقييم المستوى: 132
    ريم الفلا is on a distinguished road
    افتراضي رد: التواضع في حياة الصحابة

    فارس عنزه
    الاروع هو تفاعلك وحضورك الطيب
    كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
    الله يعطيكـ العافيه يارب
    إحترامى لك
    ريم الفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-28-2014, 06:14 AM   #6
    الوفا طبعي ولاحب الخيانه
     
    تاريخ التسجيل: Jan 2014
    الدولة: بعييييييييييد بالحيييل .. بين المستحيل ولامستحييل ~
    المشاركات: 348
    معدل تقييم المستوى: 132
    ريم الفلا is on a distinguished road
    افتراضي رد: التواضع في حياة الصحابة

    رياح الوفاء
    سلمك ربي وعافاك
    كل الشكر لكـ ولهذا المرور الجميل
    الله يعطيكـ العافيه يارب
    ودي لك
    ريم الفلا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 06:30 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.