العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ مجالس القبيلة ۝۩۩۝ > منتدى تاريخ وامجاد القبيلة

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 08-25-2006, 04:02 AM   #1


     
    تاريخ التسجيل: Dec 2005
    المشاركات: 9
    معدل تقييم المستوى: 0
    المهلب الرويلي is on a distinguished road
    افتراضي عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    قرأت في منتدى الدواسر الكرام حوارا شيقا مع الشيخ ابن قويد وقد جاء في الحوار اشياء مغلوطه وغير صحيحة فيما يتعلق بالعطفة أو المركب والزعم بأنهم أخذوه من الرولة . ومعروف أن قبيلة الرولة من اشهر القبائل في الجزيرة العربية التي اشتهرت بعطفتها وحيازة المركب دون سائر القبائل والأهم من ذلك هو محافظتها على المركب إلى يومنا هذا وقد شهد لهم القاصي والداني بذلك وعلى رأس من شهدوا بذلك المستشرقون والمؤرخون العرب الذين كتبوا عن القبيلة وزاروها . وبداية أسجل كامل احترامي وتقديري لقبيلة الدواسر الكريمة وهي أحد أكبر القبائل العربية في الجزيرة ولها تاريخ حافل وكبير شأنها شأن معظم قبائل الجزيرة العربية . كما أنوه بشيوخها الكرام من أل قويد وهم أسرة عريقه وغنية عن التعريف وتاريخهم يشهد لهم . ويكفى الدواسر فخرا انتساب اسرة عريقه كالسديري لهم وهم الأمراء أبناء الأمراء وأخوال الملوك . ونحن كقبائل عنزة مازلنا نحفظ الود كل الود لهذه الأسرة خصوصا الأمير والشاعر الراحل محمد الأحمد السديري والذي حفظ جزأ من تاريخ قبيلتنا . ومع ذلك فإني أعترض على ماجاء في الحوار في منتدى الدواسر وأعقب عليه بهذا المبحث المختصر عن عطفة الرولة وتاريخها .
    يقول الأستاذ جبرائيل جبور صاحب كتاب البدو والبادية عن عطفة الرولة وقد أفرد لها فصلا كاملا تحت عنوان :
    المركب [ الهودج المقدس ] وعلاقته بالعهود القديمة !!!!!
    يحتفظ الرولة حتى اليوم بهودج مقدس خاص يسمونه أحيانا [ العطفة ] وأحيانا [ أبو دهور] ويطلقون عليه الأسم الذي يطلق على كل هودج فيقولون : [مركب] .
    والمركب شئ مألوف عند كل البدو لاسيما الأغنياء منهم فهو هودج من خشب كالسرير يوضع على ظهر الناقة أو الجمل ، له أعمدة من عيدان ثخينة بارزة إلى فوق بحيث إذا نصب عليه قماش أصبح الهودج خيمة صغيرة أو كنا تتقي به المرأة عند السير نهارا حرارة الشمس .
    لقد ألف البدو هذه الهوادج منذ زمن امرئ القيس حين قال ، وقد سمي الهودج غبيطا :
    ويوم دخلت الخدرخدر عنيزة : فقالت لك الويلات إنك مرجلي
    تقول وقد مال الغبيط بنا معا : عقرت بعيري يامرأ القيس فانزل
    فقلت لها سيري وأرخي زمامه: ولا تبعديني من جناك المعلل.

    وقد قرن الهودج منذ عرف بالمرأة فهو خاص بها، ويسمى باسمها إذا ركبت فيه ظعينة وتسمى هي ظعينة وقد قال زهير في معلقته :
    تبصر خليلي هل ترى من ظعائن : تحملن بالعلياء من فوق جرثم
    بكرن بكورا واستحرن بسحرة : فهن ووادي الرس كاليد في الفم

    وقال عمرو بن كلثوم :
    قفي قبل التفرق ياظعينا : نخبرك اليقين وتخبرينا .

    والمركب البدوي على أنواع ، فمنه ماهو بحق بشكل مركب صغير أو قارب يوضع عرضا على الجمل ، ومنه ماهومستطيل ، ومنه ماهو أقرب إلى المكعب .
    أما المركب الذي نحن بصدده أي عطفة الرولة فهو مكعب مستطيل خشبي كالسرير ، مؤلف من قضبان كالأعمدة متشابكة بقضبان أخرى عند رؤوسها وفي أواسطها وأسافلها بحيث يظهر كالقفص دون غطاء ، علوه نحو مترين هو والسرج الذي يوضع تحت الجمل ، وطوله نحو مترين وثلاثة ارباع المتر ، وعرضه في قعره نحو نصف متر ، ونحو سبعين سنتيمترا في أعلاه حيث أن وجه الهودج من فوق أوسع من أسفله .
    وهو يختلف عن سائر الهوادج أو المراكب في أنه مزين بريش النعام الأسود ،وأنه يعتبر عند الرولة رمزا مقدسا ولا يستعمل أبدا إلا في الملمات ، فهو دائما في خيمة الأمير ، ولا يخرج منها إلا حين يسير الأمير مع قبيلته في البادية ، وقليلا مايفعل في مثل هذه السنين . وهو يمثل مجد الرولة وعزها ومكانتها ، ومن هنا فهو أشبه بالعلم الكبير يحمله حامل اللواء في الجيش أمام أميره ، فإذا هوجمت القبيلة وكانت المعركة تقرر مصير هذه القبيلة ومكانتها بين القبائل ، يستنفر الشيخ الفرسان والرماة ، ثم يوعز إلى إحدى الفتيات العذارى من بناته أو بنات أسرته فتركب في العطفة على جمل يكون غالبا ابيض .ويحيط بها الفرسان من قبيلتها يتنادون بصيحة الحرب ويقسمون على الموت في الدفاع عنها قبل أن يصل إليها أحد من الأعداء . أنها معركة الذود عن حرمة القبيلة وشرفها وحماها وعزها وكرامتها .
    ولا يخلوا الشعر العربي من مواقف يذكر فيها الشعراء كيف أن نساءهم تسير على أثارهم في المعارك تذكي نار الحماسة في المحاربين وتستحثهم على متابعة القتال وتردهم عن أن يتراجعوا أو ينكصوا في الحرب يقول عمرو ابن كلثوم :
    على آثارنا بيض كرام : نحاذر أن تفارق أو تهونا
    أخذن على بعولتهن عهدا: إذا لاقوا كتائب معلمينا
    ليستلبن أبدانا وبيضا : وأسرى في الحديد مقرنينا

    ثم أخذت العادة تتبلور عند البدو وتتخذ شكلا له مسحة دينية بحيث اصبح كما هي اليوم عند الرولة . فالعطفة عندهم شي مقدس .
    والظاهر أن هذه العادة عادة الإعتماد على فتاة أو امراة تلهب حماسة المحاربين عند الملمات كانت مألوفة في تاريخ العرب القدماء . ولعل يوم حليمة اشهر مايمكن أن نذكر في هذه السبيل ، فقد كان يوما حاسما في تاريخ القبيلة ، وكان أخوها ابن الحارث قد ذبحه أعداؤه ضحية لآلهتهم ، فتنادى أهلها للثأر ، وركبت حليمة في القوم توزع على الفرسان الطيب ، وتحمسهم للثأر ولثبيت ملك أبيها وعز قبيلتها .
    وفي معلقة الحارث بن حلزة اليشكري إشارة واضحة إلى مثل هذه العطفة عند ملوك بني غسان حين قال :
    إذ أحل العلاة قبة ميسون : فأدنى ديارها العوصاء .
    وروي أن عمرو ابن هند لما قتل أبوه وجه أخاه النعمان وحشد مع اخوه من قدر عليه من أهل مملكته ، وأمره ان يقاتل بني غسان ومن خالف من بني تغلب ، فلما صار إلى الشام قتل ملكا من غسان واستنقذ أخاه امرأ القيس ابن المنذر وأخذ بنتا للملك في قبة لها وهي ميسون التي ذكرها الحارث بن حلزة .
    ولقد كان يوم الجمل الذي ظهرت فيها عائشة أم المؤمنين رضي الله عنه تخطب في القوم تلك المعركة الفاصلة بين علي بن أبي طالب وبين صهريها الزبير وطلحة رضي الله عن الجميع يوما فاصلا في تاريخ النزاع الداخلي . وقد زعموا أن جملها أصبح كالقنفذ لكثرة ما أصابه من السهام وما بلغوا إليه حتى قتل حوله خلق كثير ، فلما بلغوا إليها وعقروا جملها ووقعت بيد علي أنتهت المعركة وقرر المصير .
    ومن تقاليد البدو اليوم أنه متى أسرت العطفة انكسرت القبيلة واضطرت إلى أن ترضح لخصومها وتسلم لهم بالتفوق والغلبة ولا ترد العطفة ، ولايعود للقبيلة المغلوبة حق في حيازة عطفة ثانية .

    ولعل سياح الفرنجة في القرنين الأخيرين كانوا أول من تنبه إلى هذه الظاهرة في حياة البدو الحربية . فقد ذكر بيركهارت العطفة في حديثه عن معركة جرت بين عرب الفضول وعرب ابن سمير قرب مزيريب ، وكيف أن ابن سمير اندفع في المعركة إلى وسط جيش الفضول حيث كانت العطفة فجلا المدافعين عنها ، حتى بلغ الجمل الذي يحملها فعقره واستولى على العطفة ، وانتهت المعركة في جانب ابن سمير .
    ويحدثنا في موضع أخر أن الطيار وهو من شيوخ ولد علي كانت لديه عطفة ، وأن عرب عنزة وحدهم يحوزون مثل هذه العطفات .
    غير أن بلجريف ذكر عطفة عند عرب العجمان وزعم أنهم يسمونها هدية ، وأشر إلى معركة نشبت بينهم وبين النجديين من عرب فيصل بن عبد الله بن سعود في منتصف القرن التاسع عششر انتهت ببلوغ النجديين عطفة العجمان فتقدم فارس منهم نسي اسمه من الفتاة وطعنها بالرمح فقتلها وغلبت على أمرها العجمان وكذلك ديكسون أن هناك عطفات في جنوبي الجزيرة العربية .
    أما جوارماني فيزعم كما ذكرنا أن هذه العطفات لم تعد توجد إلا عند عرب الشمال واحدة عند ابن هذال من ضنا بشر والأخرى عند الشعلان شيوخ الرولة .
    وزعمت الشي نفسه الليدي آل بلنت ولكنها ذكرت أن سبب زوال العطفة من القبائل الأخرى هو ندرة ريش النعام الذي يزينونها به . وهو رأي غير صائب .
    ويذكر موزل أنه كان هناك عطفة عند عرب المصاليخ من عنزة أخذها منهم شيخ القعاقعة من الرولة ، وزعم في موضع أخر أنه كان عند شيخ بني خالد تركي بن حميد ابن عريعر عطفة حين كانوا نازلين في الحسا قرب الخليج العربي . فلما هاجم طرشهم عرب الفضول لم يستطيعوا الصمود ، فارتدوا أمامهم إلى المضارب ولجأوا إلى عطفتهم فأركبوا الفتاة التي نثرت شعرها وأخذت تلهب الحماسة في صدور المحاربين ولكن المهاجمين تغلبوا عليهم وأحاطوا المضارب وبلغوا العطفة وأخذوها . ويزعم بعض البدو أنه كان لكل قبيلة عطفة ولم يبق من القبائل التي استطاعت الأحتفاظ بها إلا اثنان للرولة أحداهما ، وقد ذكر لي الأمير نايف الشعلان وهو من شيوخ الرولة أنه يظن أن هناك عطفة أخرى عند قبيلة نجدية لم يسمها .
    أماعطفة الرولة فقد كان الشيخ نوري بن شعلان يستصحبها معه في تنقلاته في البادية مشرقا أو مغربا مع قبيلته ، وقد أشار موزل حيث شرق مع النوري مرة إلى البادية إلى أن العطفة سارت معهم بحماية عبيده ، وأنها تقدمت الظعن ، ولكن الفرسان كانوا في طليعة الموكب ، وأنه كان يفصل بين الفرسان والظعن مسافة ، فكان الفرسان إذا تقدموا الظعن كثيرا بحيث لم تعد ترى العطفة وراءهم ، أمرهم النوري بالتريث في سيرهم أو التوقف حتى تقترب العطفة خشية عليها ،وعلى الظعن من أن يباغتهم خصم أو غزو من القبائل المعادية ولا يقوى العبيد وحدهم على ردهم.
    وقد حدثني الأمير نايف حفيد الامير نوري الشعلان وأخو الأمير فواز أن العطفة قد ساعدت الرولة على أحراز نصر عظيم على الدروز في حربهم معهم سنة 1895م . وقد عقب على ذلك في أنه يجب أن تعتبر كاللواء أو العلم للجيش ، وأن الدفاع عنها كالدفاع عن العلم رمز شرف الجيش . ولكن رجالا من قبيلته كانوا يستمعون قوله فيبتسمون . وقد ذكر لي واحد منهم وأنا في مجلسه أن والده كان قد اشترك في تلك المعركة وشهد كيف كانت العطفة نفسها تميل براكبها على ظهر الجمل كأن روحا تحركها فيلتهب المحاربون حماسة بحيث حققوا مثل ذلك النصر . فابتسم الأمير نايف بدوره وقال لي :لا تستغرب إذا قلت لك أن نحو ثلاثين رجلا من هذا الذي يحدثك قد سقطوا حول العطفة في تلك المعارك .
    وكثيرا مايحدث في نهار هادئ حار أن يهتز ريش النعام الذي يزين العطفة لنسمة خفيفة هبت ولم يشعر بها أحد . فيظن البدو أن الروح تتحرك فيها . ويزعم البعض ان الرولة كانت تستصحبها في تنقلاتها بين النفود والحماد
    وأراضي المعمورة كانت تستهدي بمسيرها ونزولها ورحيلها بالعطفة أي بواسطة الجمل الذي يحملها فإذا وقف مثلا في موضع وابى متابعة السير نزلت القبيلة حيث وقف ونصبت خيامها . وهم يقسمون بها كما يقسمون بالمقدسات المختلفة ، ويزعمون أنها تحميهم ، وكانوا في عيد الأضحى فيما يقال يضحون لها ويرشون أعمدتها بالدم .
    المهلب الرويلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-25-2006, 04:02 AM   #2


     
    تاريخ التسجيل: Dec 2005
    المشاركات: 9
    معدل تقييم المستوى: 0
    المهلب الرويلي is on a distinguished road
    افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    وكانت الرولة في تاريخها إذا اجدبت الأراضي التي تنزلها وقل الكلأ والماء فيها قصدت الأراضي المجاورة التي يكون فيها كلأ وماء ، وفي هذه الحالة اذا استشعرت أن البدو النازلين بالأراضي سيقاومونهم عمدت إلى العطفة فوضعتها على جملها وسيرتها في عشيرة تعرف أن يحل رجالها حول العطفة حين ينتظر وقوع الحرب . فإذا وقعت الحرب أركبت الفتاة في المركب وفرض على المحاربين أن يدافعوا عن كرامة العطفة حتى أخر رجل .
    ولم يهمل شعراء القصيد البدوي عند الرولة التنويه بأهمية العطفة وأثرها في المعارك التي خاضتها الرولة مع القبائل الأخرى . وقد روي لي أحدهم شعر الفارس خلف الأذن الزيد الشعلان في المركب [ العطفة ]
    ان قدم المركب وعنده حقلنا : كم راس شيخ عن كتوفه نشيله
    هذي فعول جدودنا هم وأهلنا : بالسيف نقدي تايهين الدليله
    ماننعشق للبيض لو مافعلنا : ولا تلكد بعقوبنا كل أصيله

    يقصد أنهم يقدمون العطفة ثم يلتفون عليها مجتمعين فيفتكون بأعدائهم ويقطعون رؤوس الكثيرين من شيوخ القبائل التي تناوئهم . وروى موزل لشاعر اسمه يوسف بن مجيد وكان غازيا مع ابن شعلان :
    أبو الدهور معود يلهب الهاب : بشعوف رماي الملابس مرعيد
    وروى لآخر يصف دفاع ابن شعلان عنها في معركة بين الرولة وعرب المنتفق سنة 1905م :
    جونا صباح وركبوا أولا د شعلان : حماية المركب عن اللي بغاها .

    ويعتبر الرولة أن من يحوز العطفة في خيمته من شيوخهم ويستطيع ابقائها عنده فهو أقواهم وأمنعهم . وحينما مات سطام الشعلان شيوخ الرولة عام 1904م قام ابنه مشعل فأعلن أنه الشيخ بعد أبيه ونقل العطفة إلى خيمته ، فقرر عماه النوري وفهد أن يقصياه عن المشيخة ، وذهب النوري إليه وقتله وجلب العطفة إلى خيمة أخيه فهد الذي أصبح الشيخ بعد سطام . ثم حدث أن قتل أحد عبيد النوري الشيخ فهد فأصبح النوري هو الشيخ وجلب العطفة إلى خيمته ..وظلت عنده وانتقلت بعد موت ابنه نواف إلى حفيده فواز ولا تزال عند الشعلان إلى اليوم وهي في خيمة أبناء الأمير فواز بعذرة . أما مازعمه بعض الفرنجة من أن الرولة تستنكر أن تبحث معهم أمر العطفة فليس صحيحا ، فقد كنت مرة عند الأمير نايف وكان عنده جماعة من الرولة ودار أكثر الحديث عن العطفة ومكانتها . ولم ير أحد منهم في ذلك بأسا ، بل إنني حين اردت تصويرها وخشيت أن لا يكون النور كافيا في ظل الخيمة أمر العبيد فأخرجوها إلى نور الشمس وأخذت صورا لها كما في اعلاه . أنتهى كلامه .


    وقال في الحاشية عند المركب : يزعم بيركهارت في كتابه أن هناك نوعين من هذا الهودج واحدا اسمه المركب والأخر عطفة . ثم يقول أن كلا النوعين غير معروف في الحجاز ولكنهما معروفان عند عنزة فقط .
    وقد ذكر أيضا في موضع أخر : أن عند الطيار شيخ ولد علي عطفة بينما الذي عند ابن سمير وابن فضل هو مركب فقط . ويتكلم جوارماني عن بعض القبائل أنها تحارب تحت علم واحد ثم يقول : أقول علما وليس عطفة . لأني لم أجد عطفة في نجد .
    أما في الشام فبشر فقط من عرب ابن هذال والرولة تستعملها . ويضيف كاروثرز كاتب المقدمة لجوارماني في الهامش : لقد كانت هذه العادة في طريقها للزوال أيا م بيركهارت ودون شك ليس لها أثر اليوم . وكانت أخر عطفة معروفة عند الرولة . ويلوح لنا أن كاروثرز غير مطلع على تاريخ البدو وأحوالهم اليوم . وإلا فكان ذكر أنها لاتزال إلى اليوم عند الشعلان شيوخ الرولة . انتهي كلامه :

    بقي أن أشير إلى ان الدكتور جبرائيل جبور ولد في مطلع القرن العشرين 1900 م تقريبا . وقد عاصر الأمير نوري وأبناءه وزار قبيلة الرولة كما زار الجزيرة العربية والتقى ببعض الرحالة مثل فليبي وكان صديقا لبعض شيوخ الرولة . وكان شاهدا حيا على وجود العطفة وتخرج من الجامعة في العام 1921م . وكان شغوفا بالبادية وقرأ الكثير من الكتب وشرع في تأليف كتابه : يقول في مقدمته :
    ولم أنقطع عن التردد إلى البادية وبعض نواحيها ، ولم أحرم الأحتكاك ببعض اهليها في صيف كل سنة ،وقد صار لي من بعض شيوخها أصدقاء أصدقاء أوفياء لا أزال إلى هذه الساعة أذكرهم بالخير وأعتز مفاخرا بصداقتهم ، وأخص بالذكر منهم الأن الأمير نايف الشعلان والمرحوم الأمير فواز الشعلان حفيدي الأمير نوري كما أذكر الأمير متعب وأخوته أولاد الأمير فواز والشيخ هايل الزيد . أنتهى كلامه .

    ويقول كارل رضوان صاحب كتاب الخيام السود . وهومن المستشرقين الذين رافقوا الرولة عن المركب :
    خلال القرون الماضية لم يكن ينتقل المركب من قبيلة على أخرى إلا عندما تهزم القبيلة المالكة للمركب فينتقل للقبيلة الأخرى المنتصرة .
    احتفظت الرولة بالمركب لما يقرب من مئة وخمسين عاما .وأصبح بالنسبة لها رمز وحدتها وشعار حربها وراية القبيلة العظمي . انتهى كلامه .

    وهو الوحيد ربما الذي نقل لنا حكاية المركب وكيف وصل للرولة وهذه الحكاية ليست دقيقة والله أعلم بصحتها ، يقول في موضع أخر من الكتاب :
    قبل أن ينتقل المركب إلى الرولة كان في حوزة العمارات وبالتحديد في حوزة عائلة ابن هذال حتى عام 793هـ في تلك السنة شنت عشيرة الولد علي [ من حلفاء الرولة ] الحرب على العمارات . واشترك في تلك الحملة جدوة بن مبادر وهو من قبيلة الرولة . تقول القصة أن جدوة استئذن زعيم القبيلة في أن يتقدم نحو المركب . فحمل على الفرسان الذين يحرسون المركب [ وعذراء العمارات فوقه ] وشق طريقه منفردا .وبضربه من سيفه قطع سيقان الجمل وأقعده على الأرض . وبسقوط الراية انهارت مقاومة العمارات وأصيبوا بالهزيمة .
    وعلى أرض المعركة وجد المنتصرون جدوة قتيلا بكمين نصبه له أحد المشاة . بعد هزيمة العمارات أهدى شيخ الولد علي المركب ومعه سيف جدوة الشهير إلى قبيلة الرولة . لأن جدوة الرويلي هو الذي أسقط المركب . ومنذ ذلك الحين بقيى هذا الرمز المقدس في أيدي عائلة الشعلان ، وصاحب الرولة في حروبها الظافرة رمزا لمكانتها المتميزة بين قبائل الجزيرة العربية . انتهى كلامه .
    أقول :هذه القصة التي ذكرها ويبدوا أنها ليست ثابته حيث لم تتكرر عند غيره
    وعلى كل حال فالقصة على الأقل تعطي مدلولا على صحة اتفاق معظم المستشرقين أن العطفة خاصة بقبائل الشمال أو عنزة على وجه التحديد .
    وقد تنقلت بين قبائل عنزة كما تنقلت السيادة بين قبائل ربيعة في الجاهلية حتى صارت بيد الرولة وحافظو ا عليها إلي يومنا هذا .
    وقد تواترت الأخبار كما أشار الدكتور جبرائيل عن المستشرقين والرحالة عن عطفة الرولة وأنهم القبيلة الوحيدة التي مازالت تتمسك بعطفتها . ومن هؤلاء موزل وبيركهارت وجوارماني والليدي أل بلنت وبلجريف وغيرهم .
    والخلاصة من كل هذا أقول :
    - أن العطفة من عادات البوادي . وقد يكون في السابق لكل قبيلة عطفة أو لبعض القبائل دون بعض . وبغض النظر عن ذلك . فإن معظم القبائل فقدت هذه العطفة . ولا اعلم قبيلة حافظت على عطفتها وملكتها إلى اليوم غير قبيلة الرولة وهذا الأمر ثابت تاريخيا وليس من باب الزعم او الإدعاء .
    - وإشارة الأخوة الدواسر ممثلين بالشيخ ابن قويد على وجود عطفة عندهم فهذا أمر لا أثبته ولا أنفيه . وهم أعلم بتاريخهم. ولكن الزعم بأنها عطفة الرولة فهذا زعم باطل لا اساس له . وقد ذكرنا الأدلة كاملة على ذلك في مبحثنا .
    - بالنسبة للعطفة واعتقاد الرولة بقدسيتها . فهذا من العادات السائدة في ذلك الوقت . وهو أمر غير مقبول في العقيدة الإسلامية إن صح . والقوم معذورون حيث كان الجهل والأمية ضاربة في ذلك الزمان .
    - وبالنسبة لعطفة الرولة ، فلا شك أنها بقيت عند الرولة إلى يومنا هذا وقد ذكرت الأدلة الكافية ونقلت ماقاله شاهد عيان وهو الدكتور جبور الذي زار بيت الشيخ الأمير نايف الشعلان وصور العطفة والصورة مرفقه في هذا المقال . في الستينات . أي من وقت قريب بعد موت الأمير فواز الشعلان يرحمه الله . وهذا الوقت لم يعد هناك معارك وغارات في ضل حكم الدولة السعودية حفظها الله . وأما المناخ المزعوم المسمى [ واره ] وفيه أن الدواسر أخذوا العطفة من الرولة . فهو وهم كبير وديار الدواسر بعيدة كل البعد عن ديار الرولة . ولم تحدد الرواية المزعومه من هو ابن شعلان . وهذا دأب الكثير من الروايات المكذوبه على الشعلان . وبالنسبة للقصيدة المزعومه أيضا فهي لا تسلم من الحبكه خصوصا التركيز على أيراد الريشه ، ومهما يكن فالحق واضح أبلج أن عطفة الرولة موجودة . ولو وجدت ألف قصيدة فلن تؤثر في الحقيقة الناصعة . وأقرب الظن أن عطفة الدواسر عطفة أخرى غير عطفة الرولة وحتى صورتها تختلف عن عطفة الرولة الموضحه في الصورة . وقد يكون الدواسر قد أخذوها من قبيلة أخرى غير الرولة . أو صنعوها خصوصا أنها تبدوا عصرية وجديدة . فهذا لا يهمنا هنا . مايهمنا أن الدواسر الكرام أو غيرهم لم يأخذوا عطفة الرولة .
    - وبالمناسبة فقد اتصلت بأصحاب الشأن من مشايخ الرولة وأعيانهم . أمثال الشيخ مسعر الأسمر المشهور من أحفاد الفارس الشهير الدريعي المشهور الشعلان ، والشيخ سامي الفواز وبوجود الأمير نايف الفواز الشعلان . وسألتهم عن العطفة وأخبرتهم الخبر فتعجبوا كثيرا . وأكدوا أن العطفة مازالت في بيت الشيخ النوري الفواز الشعلان في الأردن . ورحبوا بكل من يريد أن يراها أو يصورها .
    ومرة أخرى أكرر احترامي الكبير لقبيلة الدواسر الكريمة ولمشايخها الكرام من أل قويد . ولكن الحق أحق أن يتبع . وتبيان الحقيقة هي غايتي ومقصدي . والسلام مسك الختام .
    المهلب الرويلي
    الأربعاء 25\8\2006
    المهلب الرويلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-25-2006, 04:03 AM   #3


     
    تاريخ التسجيل: Dec 2005
    المشاركات: 9
    معدل تقييم المستوى: 0
    المهلب الرويلي is on a distinguished road
    افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    مساحة للصور لاحقا .
    المهلب الرويلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 08-25-2006, 05:26 PM   #4
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    المهلب الرويلي

    لم نعلم ابدا ان عطفة الروله ذهبت لغيرهم

    والف شكر على ايراد هذا الموضوع لجلي اي التباس

    وقد تم تثبيت الموضوع لأهميته

    نتمنى تواجدك وتواصلك في منتداك منتدى الويلان
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-10-2006, 04:00 PM   #5




     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    المشاركات: 509
    معدل تقييم المستوى: 235
    مشوح الجعفري is on a distinguished road
    افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    [align=center]حياك الله يالمهلب
    والكلام في هذا الموضوع قد كثر ولاكن تبقى الأدلة والرواية الكاملة هي القياس الوحيد لصحة مثل هذه القصص
    ومن غير المعقول أن تهمل الكثير من الكتب المهتمة بالتاريخ والتراث هذه القصة لو كانت صحيحة...
    المهلب بحث تشكر علية ومجهود جبار كما تعودنا منك [/align]
    __________________
    مشوح الجعفري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-25-2006, 11:02 AM   #6




     
    تاريخ التسجيل: Nov 2005
    الدولة: ديرة الشنبل
    العمر: 45
    المشاركات: 455
    معدل تقييم المستوى: 234
    عبدالله الفاضل is on a distinguished road
    افتراضي رد: عطفة الرولة [ المركب ] بين وهم الدواسر والحقيقة التاريخية !!!!!!

    بحث متميز كالعادة

    لا شك اخي المهلب ان الكثير من عشائر عنزة كانت تملك العطفة في مقدمة خيلهم

    ولكن العشيرة الوحيدة التي حافظت عليها (على حسب علمي ) هي الرولة

    وما قاله موزل في حديثك سابقاً عن وجود عطفة واحدة لدى المصاليخ فهذا خطأ وارد

    والمصاليخ كما ذكر التاريخ لوحدهم كانت تتقدمهم سبع عطف عند هجرة المنابهة الى الشمال

    بقيادة فاضل ابن ملحم


    اخي المهلب شكرا لك مرة اخرى واتمنى ان اراك دائماً هنا
    __________________
    للتواصل


    [email protected]
    عبدالله الفاضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 06:08 AM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.