الفديو كليب

[align=center]


الفيديو كليب

أفقد الاغنيه أصالتها ؟

تطورت الاغنيه العربية عبر مراحل كثيرة مرت بها وتجاوزت كونها مجموعه من المؤسسات والطقطوقه

إلى إطارها الآلي من خلال المذهب والكوبيله وهو التطور حالها سواء من المشرق العربي أو المغرب

العربي مع تأثيرها بالتراث العربي الغني بالشعر والاغنيه بشكلها العصري اتخذت قالب محدد من بعض

المقامات الموسيقية ألمعروفه وأن اختلفت الكلمات من التعبير عن ماهية الاغنيه وهدفها والغرض منها

مثل الغناء الديني أو الوطني أو العاطفي ,, وعبر مراحل كثره ظهرت الكثير من الأصوات الغنائية التي

استطاعت أن تؤثر في تحقيق جماهيرية عريضة للأغنية من خلال لحن جيد وكلمات راقيه المعاني وساميه

الأهداف ومنذو مطلع الثلاثينات من هذا القرن الميلادي ومع ظهور الإذاعات الاهليه المرية وطباعة

الاسطوانات والاغنيه العربية تزداد انتشار وازدهار ومع تنوع المناسبات في المجتمعات العربية من

وطنيه ودينيه بالأضافه إلي تأثير الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية أفقد فقد أختلف وضع

الاغنيه من وضع إلي أخر كما ساهمت صناعة السينما والمسرح ومن ظهور التلفزيون من انتشار الاغنيه

وسهوله تداويها بين مختلف أقطار الوطن العبري على اختلاف اللهجات المحلية بل وزادت من التعريف

ببعض اللهجات المحلية مثل اللهجة الخليجية واللهجة المصرية والمغربية والسودانية ولهجة أهل الشام

والعراق واكتملت العناصر الثلاثة اللازمة لنجاح أي أغنيه وهي اللحن والكلمات والأداء من الفترة من

الخمسينات وحتى أواخر الستينات حيث ارتفع الهرم الثقافي والأدبي والفني من معظم الدول العربية وبلغ

قمته مع استقلال واستقرار الكثير من بلدان الوطن ونماء روح القومية تالف الشعراء من التعبير بكلماتهم

عن الكثير من المعاني الجميلة التي يعيشها المجتمع ومع لحظه الانكسار عقب نكسه 1968م بدأت الخطوط

طلها من الانحناء والتراجع إلي سطحية الضياع الاضمحلال الفني والفكري والثقافي والأدبي وانعكس كل

هذه على شكل الاغنيه وإطارها اللحن وحتى الأصوات التي تؤديها وانتهى عصر زاهر من الطرب

الأصيل ,, وبدا عصر أضر الاغنيه التي لاتعبر عن شئ محدد وامتلأت الساحة الغنائية بمطربين أصواتهم

نشاز وشعراء كلماتهم ركيكة المعني والحان فوضويه وأصوات غير أصليه وأصبحت الاغنيه

الجيدة هي الاستثناء وسط ركام من لا يعبر عن أي ذوق سوى طبقه الضياع والحرفين وبعد استرداد

الكرامة العربية في 1973م , بدأ تصاعد الاغنيه العربية إلي سيرتها الأولى وبالتحديد من نهاية الثمانينات

وحتى ألان ومع تطور الآلات الموسيقية من يحذ التقنية وظهور ما يسمى بالفيديو كليب وهو عبارة عن

تصوير أغنيه تلفزيونيا لتعبير عن مكنون الاغنيه باعتبار أن الاغنيه أصبحت عملا يماثل العمل السينمائي

والأدبي من كونها حبكة درامية يمكن أن تكون لها بداية ونهاية وتحتوي على الآلات المعينة يمكن التعبير

عنها من خلال التصوير الذي من الدراما التلفزيونية الغنائية ليصبح لونا غنائيا متميزا وجديدا ويشتري

الحياة الفنية وخصوصا في مجال الإبداع الغنائي ويعود به إلي عصر الاصاله والطرب والتعبير عن واقع

المجتمع وطموحات فئات مختلفة ولكن للأسف أنحدر أطار الفيديو كليب بالاغنيه العربية وزاد من الهوة

التي تعيش فيها واتسعت الفجوة بين المبدع والمتلقي وأصبحت الاغنيه بعناصرها الثلاث في واد والتعبير

التلفزيوني في واد أخر وانصهرت الاغنيه كصهيل حصانا هائج في حظيرة حيوانات وتجاهل الانسجام

الفني بين الشكل المضمون وتشابهت أغان الفيديو كليب وأصبحت مجرد تحصيل حاصل بينها جميعا وبلا

فرق واضح بين أغنيه تعبر عن الهجر أو أخرى تعبر عن اللقاء والشجاعة وغير ذلك من معاني المختلفة

من مجال العاطفية التي كثرت وأصبحت تطفي على كل أشكال وأنواع الأغاني واختفت الاغنيه الوطنية

والدينية بشكل كبير حيث أن الفيديو كليب لا يتحقق مع هذه الأغنيات ذات المضمون الوطني أو الديني حيث

انحصر في مجال الاغنيه ذات الإيقاع السريع التي يصاحب الرقص بلا هدف واضح قالبا غربيا دخيلا

على الاغنيه العربية لأنه لا يعبر رغم كل المحاولات عن المعنى المنشود للاغينه رغم بعض المحاولات

الطيبة لبعض الأغاني الحديثة والرائعة ويستغلها لصالح الاغنيه ولم يستطيع أن يوظف لبعض الأغاني

مؤخرا إلا أنها لم تستطيع أن تصبح القاعدة بل ظلت دائما الاستثناء النادر ومن

ثم فلا بد من أعاده النظر مرة أخرى من فك الاشتباك بين الاغنيه بمدلولاتها ومعانيها الجميلة وإطار

الفيديو كليب مرة أخرى حتى ل تصبح أغنيه الفيديو كليب مجرد حلقه مفرغه تدور فيها الساحة الغنائية بلا

طائل مما يفقدها الاصاله التي اكتسبها عبر المراحل الفنية الطويلة ,,,,, والجميلة


بقلم / قاسم باكندي[/align]