العودة   منتديات الويلان > ۝۩۩۝ مجالس دين ودنيا ۝۩۩۝ > منتدى قضايا الساعه والامور الاجتماعية

    إضافة رد
     
    أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
    قديم 09-24-2007, 11:54 AM   #1
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    من جريدة الوطن

    اشتراك الجنسين في بناء المجتمع.. إشكالات وضوابط (1)
    لا يملك المرء إلا أن يشعر بالفخر أمام شاب - أو فتاة - بزّ أقرانه بالوعي والإدراك والسعي لخدمة المجتمع, ويزداد هذا الشعور عندما تكون الأيدي متشابكة في الحماس والدافعية لبناء المجتمع, لذلك لم أتردّد لحظة واحدة في تلبية الدعوة التي أرسلها لي فريق الأيدي المتحدة - المؤلف من ثلة من طلاب وطالبات كلية الطب - من أجل إلقاء محاضرة حملت نفس عنوان المقالة، واختيار الفريق للمحاضرة كان بسبب التناقض الذي يجدون فيه أنفسهم, فهم يلتقون في المستشفى ويتعاونون على ما فيه مصلحتهم الفردية وخيرهم الجماعي, وإذا كان هذا اللقاء يلقى بعض العنت ممن يطيلون ألسنتهم على طالبات وطلاب الطب, فإن لقاءهم من أجل نشاطهم التطوعي لخدمة المرضى خارج المستشفى يلقى نصيباً مزدوجاً من العنت, فالقسم الأول المتعنّت هم ذوو الأيديولوجيات المتشددة الذين يريدون أن يمنعوا أي لقاء مثمر بين الجنسين حتى لو كان بضوابطه الشرعية, والقسم الآخر المتفلّت هم أصحاب الهوى الراغبون بأن يتم هذا اللقاء بدون حسيب ولا رقيب.
    ما يدفعني لأنقل أهم ما جاء في محاضرتي إلى قراء صحيفة "الوطن" رغم أني تعرضت لذلك في بعض مقالاتي السابقة, هو أن معظم المداخلات التي تلت المحاضرة كانت تؤكد على أن الحاضرين بفطرتهم وبتربيتهم وبتشجيع أهاليهم يعلمون أن لقاءهم المشترك والمنضبط لا علّة فيه ولا مانع منه, لكنهم يتمنّون أن ينتشر هذا الوعي في المجتمع, لعل مشروعهم الفتي يكسب تأييدا أكبر, وقد طمأنتهم إلى ذلك لأن ما يفعلونه هو الجهاد الحقيقي, وليس ما يفعله بن لادن وأتباعه من المفجرين والمنتحرين الذين شوهوا صورة الإسلام والمسلمين.
    بدأت المحاضرة بمقدمة عن أهمية نهوض الأمة من سباتها وهو غير ممكن إلا بالرجوع للقيم التي ساهمت في قوة هذه الأمة, ومنطلقات هذه القيم القرآن الكريم والسنة الصحيحة, كما أن أي مجتمع لا يمكن أن يبنى إلا باعتماد الإشغال الإيجابي لكل مكوّناته الأنثوية والذكرية, ولا بد لكل خطة كي تبلغ مداها في النجاح من القيام على مفاهيم وأفكار وعناصر بشرية تكون بمثابة البذرة الصالحة التي ينبغي أن تغرس في تربة مناسبة, مع حماية هذا النمو من كل ما يهدده من عوامل ذاتية أو مخاطر خارجية، وإذا كانت العناصر المكونة للمجتمع هي الرجال والنساء فإن دور المؤسسات التربوية يكون بإعداد الجنسين للشعور بواجبهما تجاه المجتمع وتهيئة الجو المناسب للقيام بهذا الواجب, ولا مانع من استعمال كل الوسائل التي تصب باتجاه هذا الهدف ما دامت وسائل غير محرمة بنص شرعي ثابت.
    تلا ذلك أمثلة من العهد النبوي وكيف تم تعهّد الإنسان ذكراً كان أو أنثى بإذكاء وعيه وبإنماء خُلُقه, ففي مكة المكرمة كانت المرأة منذ البداية داعمة للرجل, وحين نزل الوحي على محمد عليه الصلاة والسلام, لم يجد أمامه سوى زوجته خديجة التي شدّت من أزره بكل ما أوتيت من قوة مادية ومعنوية, ولم يقتصر دور المرأة على الزوجة, بل لقد ساهمت المرأة المسلمة بتضحيات جمة فأول شهيد في الإسلام كان امرأة هي سمية بنت خياط أم عمار بن ياسر, ومنها إلى أم جميل بنت الخطاب كمثال على قدرة المرأة على إخفاء السر, عندما ضرب المشركون أبا بكر حتى غاب عن وعيه, فأرسل أمه لتسأل أم جميل عن النبي عليه الصلاة والسلام, فأنكرت أم جميل أي معرفة لها بمحمد وأبي بكر, لكنها ذهبت مع أم أبي بكر لتزوره وهناك طمأنته عن النبي عليه الصلاة والسلام؛ كما ضربت مثالا بأسماء بنت أبي بكر وشجاعتها عندما كانت تنقل الزاد لأبيها وصاحبه أكرم الخلق وهما في الغار, رغم أنها كانت صبية يافعة, ثم ذكرت مشاركة المرأة للرجل في الهجرة إذ ضحت بالغالي والنفيس وبالمنزل وبالمال, وكانت أم سلمة المثال البهيّ فبعد أن هاجر زوجها إلى المدينة ركبت بعيرها تريد أن تلحق به مع طفلها, فجذب أهل زوجها الطفل, فخلعوا يده وأخذوه منها, فجلست تبكي وتتصبر على محنتها حتى رقّق الناس قلوب أهل زوجها لها, فخرجت مع طفلها ثانية ورآها عثمان بن طلحة وكان مشركاً فأخذ بخطام ناقتها حتى أوصلها مضارب زوجها, ولقصة أم سلمة أبعاد أكثر من مجرد دور المرأة, بل هو خروجها وحيدة مع رجل ذكرتْ كرم خلقه معها, فلم تنكر له فضله رغم شركه.
    أما دور المرأة في المدينة المنورة فقد خرجت مع الرجل لاستقبال النبي عليه الصلاة والسلام, وكانت قبل ذلك قد شاركت ببيعة العقبة الثانية التي شهدها بعض الأوس والخزرج ومعهم امرأتان هما نسيبة بنت كعب أم عمارة وأسماء بنت عمرو أم منيع, وهي بيعة سياسية وليست دينية فقط لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان نبياً بحكم الرسالة لكنه كان قائداً مؤسساً لدولة, وتلا هذا الدور للمرأة أدوار أكثر إشراقاً في نصرة الدعوة سلمياً بالمال والولد وفي نصرة الدين بالجهاد فقد ساهمت عائشة وأم سليم في موقعة أحد, يقول أنس بن مالك (ولقد رأيتُ عائشة بنتَ أبي بكرٍ وأُمَّ سُلَيمٍ وإنهما لمَشمِّرَتان أرَى خَدَمَ سُوقِهنَّ - أي خلاخلهن- تَنقُلانِ القِرَبَ على متونِهما ثمَّ تُفِرغانِه في أفواهِ القوم، ثمَّ ترجعانِ فتمْلآنها ثمَّ تَجيئانِ فتُفْرغانه في أفواهِ القَوم)؛ ومن النساء المذكورات بمشاركتهن في أحد أم سليط التي فضلها عمر بن الخطاب في ولايته على زوجته أم كلثوم بنت علي لأنها كانت تزفر - أي تخيط - القرب لهم يوم أحد, وفاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام التي قامت بحرق حصير ووضعه على جرح أبيها حتى رقأ الدم, وأما نسيبة بنت كعب فيكفي أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال عنها ( ما التفتُّ يميناً ولا شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني) وقال (لمقامُ نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان وفلان).
    وأما في غزوة الخندق فقد خرجت عائشة وهي صبية يافعة لتطمئن على حال المجاهدين ورآها عمر بن الخطاب ومعه بعض الصحابة, واعترف لها بالجرأة, وخشيت على سعد بن معاذ لأن درعه قصر عن تغطية أطرافه, وكانت نباهتها في محلها إذ قد أصابه رمح في أكحله فأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بوضعه في خيمة رفيدة ليعوده من قريب, وهكذا فإن رفيدة هي صاحبة أول مستشفى عسكري متنقل في الإسلام, وأما صفية عمة الرسول عليه الصلاة والسلام فقد قتلت يهودياً كان يتجسس على حصون المسلمين, بعد أن طلبت من حسان بن ثابت أن يقتله فامتنع لأنه ليس أهلا لذلك, وقد زاد أبو يعلى أن الرسول عليه الصلاة والسلام ضرب لصفية بسهم مثلها مثل الرجال.
    إذا كانت أم سلمة قد خرجت وحيدة في هجرتها, فإن أم كلثوم بنت عقبة بن معيط خرجت لمبايعة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد صلح الحديبية, وفي طبقات ابن سعد: لم نعلم قرشية خرجت من بين أبويها مسلمةً مهاجرةً إلى الله ورسوله إلا هي, خرجت من مكة وحدها وصاحبت رجلا من خزاعة حتى قدمت المدينة في هدنة الحديبية فخرج في أثرها أخواها الوليد وعمارة ابنا عقبة فقدما المدينة من الغد يوم قدمت, فقالا: يا محمد أوفِ لنا بشرطنا وما عاهدتنا عليه, وقالت أم كلثوم: يا رسول الله أنا امرأة وحال النساء إلى الضعفاء ما قد علمت فتردّني إلى الكفار يفتنوني في ديني ولا صبر لي؟ فقبض الله العهد في النساء في صلح الحديبية وأنزل فيهن المحنة وحكم في ذلك بحكم رضوه كلهم.
    ربّ قائل يقول: كل هذا كان قبل فرض الحجاب, والجواب: أن الرسول عليه الصلاة والسلام استمر في اصطحاب نسائه في غزواته بعد نزول آيات الحجاب, وأن صحابيات كثيرات رافقنه في غزواته بعد فتح مكة, على سبيل المثال أم سليم التي تمنطقت بحزام فيه خنجر في غزوة حنين, وقد خرجت مع النبي عليه الصلاة والسلام ونساء أخريات في غزوة خيبر, ومن كل هذه الأمثلة يبدو واضحاً أن المجتمع في العهد النبوي طار وحلق بجناحي الرجل والمرأة معاً, وفي المقالة التالية - بإذن الله- سأتعرض لإشكالات التلاقي بين هذين الجناحين وضوابط هذا اللقاء.

    *طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية

    ليلى أحمد الأحدب
    __________________

    التعديل الأخير تم بواسطة رمضان العنزي ; 09-24-2007 الساعة 12:35 PM
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-24-2007, 12:36 PM   #2
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    اشتراك الجنسين في بناء المجتمع.. إشكالات وضوابط (2)
    في مقالتي السابقة ذكرت أن عنوان المقالة هو نفسه عنوان محاضرة ألقيتها أمام فريق الأيدي المتحدة والمؤلف من ثلة من شباب وشابات كلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز, بناء على طلبهم كي يجدوا الجواب الشافي على اعتراضات من يعرقل عملهم الخيري المشترك بين الجنسين, وقد ضربت أمثلة عن دور المرأة جنبا إلى جنب مع الرجل في العهد النبوي المكي والمدني.
    أكدت لدى متابعتي للمحاضرة أن منطلقات هذا الاشتراك هي من القرآن الكريم والسنة الصحيحة, علماً بأن الإسلام يعطي المرأة مجالات عملها الأساسية بحسب وظائفها الطبيعية, وأما ما هو واجب على الرجل القيام به فهو ميسر أمام المرأة ومتروك لها الخيار فيه؛ ومع ذلك فإنه من واجب المرأة المسلمة أن تعمل على تحقيق التوازن بين مهامها الأسرية وبين نشاطها الاجتماعي الضروري لبناء المجتمع الصالح, لقوله تعالى:(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) فدور المرأة لا يقتصر على البيت والأسرة, وإلا فكيف يمكنها أن تكون ولية للرجل ومناصرة له وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟
    من القرآن الكريم أمثلة عدة على مشاركة المرأة للرجل, منها ما كان داخل المنزل مثل إكرام الضيف كسارة زوجة إبراهيم عليه السلام, كما دلت الآيات 69 - 73 من سورة هود, وقد جاء في تفسير الطبري وابن كثير:(فلما نظرت سارة أنه قد أكرمهم وقامت هي تخدمهم ضحكت وقالت: عجباً لأضيافنا هؤلاء نخدمهم بأنفسنا كرامة لهم وهم لا يأكلون)؛ ومنها ما كان للعمل وكسب الرزق فنحن نتلو آيات الله الكريمة عن ابنة النبي شعيب عليه السلام التي كانت تخرج لرعي الغنم هي وأختها, ورغم أنهما فضلتا عدم مزاحمة الرعاة على الماء لكن حياءها لم يمنعها من الخروج منفردةً للقاء رجل غريب هو النبي موسى عليه السلام لأداء واجب في حقه:(فجاءته إحداهما تمشي على استحياء قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا), وهذا أقوى دليل على أن عمل المرأة خارج المنزل ليس محرماً بل إن حكمه حكم عمل الرجل عندما تخرج المرأة لتكفي نفسها إن لم يكن لها معيل أو لتؤمَّنَ العيش الكريم لأولادها إن كانت أرملة أو مطلقة أو لتنفقَ على أبوين شيخين ليس لهما غيرها؛ وأما المثال الثالث من القرآن على خروج المرأة فلقد كان من أجل رفضها لظلم زوجها لها وللمطالبة بحقها حتى جادلت النبي عليه الصلاة والسلام فنزل حكم الله من فوق سبع سماوات لينصفها:(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير).
    في السنة النبوية الصحيحة تعددت مجالات لقاء الرجل والمرأة فمن هدي الرسول عليه الصلاة والسلام مع المرأة أنه كان يعود قريباته وجاراته المريضات, ففي الصحيح أنه دَخَلَ على ضُباعَةَ بنت الزُّبير بن عبد المطلب فقال لها:(لعلكِ أردتِ الحجَّ) قالت: والله لا أجِدُني إلاّ وَجعةً، فقال لها:(حُجِّي واشترِطي، قولي: اللهمَّ مَحِلِّي حيثُ حَبَستَني), وكان يزور زوجة عمه العباس أم الفضل ويقيل في بيتها, كما أنه عاد أم السائب وأم العلاء في مرضهما, وأوصى الأولى فقال:(لاَ تَسُبِّي الْحُمَّى?. فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِي آدَمَ. كَمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ) وبشّر الثانية فقال:( أبشري يا أم العلاء فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب والفضة) ودخل بيت أم العلاء لدى وفاة عثمان بن مظعون الذي طار لهم في قرعة سكنى المهاجرين؛ وكان إذا مر في المسجد والنساء قعود ألوى يده بالسلام عليهن, وروى أنس أن النبي عليه الصلاة والسلام جاءته امرأة أنصارية فقام لها واقفا وخلا بها أي بحيث يرى الناس شخوصهما ولا يسمعان حديثهما وأخرجه البخاري في باب ما يجوز أن يخلو الرجل بالمرأة عند الناس, وروت ابنة خباب أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعاهدهم في غياب أبيها ويحلب لهم عنزاً, كما كان يزور أم سليم فتبسط له نطعاً ليقيل عندها, كما كان يقيل في بيت أختها أم حرام ويزور أم ورقة التي سماها الشهيدة كبشارة لها وسمح لها أن تتخذ مسجداً ومؤذناً وأن تؤم أهل بيتها, وروت الربيع بنت معوذ فقالت:(جاء النبي عليه الصلاة والسلام فدخل حين بُنِي عليَّ فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف) وفي الصحيح أيضا أنه لما عرَّسَ أبو أُسَيد الساعِدِيُّ دعا النبيّ عليه الصلاة والسلام وأصحابَهُ فما صنَع لهم طعاماً ولا قرَّبَه إليهم إلا امرأتُهُ أمُّ أُسيد، بَلَّتْ تَمَراتٍ في تَوْر من حجارةٍ منَ الليل، فلما فَرَغَ النبي من الطعام أماثَتْه له فسقَتْهُ تتْحِفُه بذلك, وأخرجه البخاري في باب قيام المرأة على الرجال في العرس وخدمتهم بالنفس, كما أنه عليه الصلاة والسلام عرض على أسماء بنت أبي بكر أن يردفها خلفه شفقة عليها من حملها نوى التمر على رأسها؛ وكل هذه الأفعال لم يذكر أحد من الفقهاء السابقين أنها خاصة برسول الله عليه الصلاة والسلام, وهي مجالات عديدة للاشتراك بين الجنسين إذا أردنا الاقتداء بها شرط أن يكون الهدف من اللقاء هو رضا الله والتقوى وليس إشباع الهوى والغرائز.
    ومثل هدي الرسول عليه الصلاة والسلام كان هدي أمهات المؤمنين والصحابة فقد شاركت عائشة رضي الله عنها في رؤية الأحباش وهم يلعبون في باحة المسجد, كما اشترط الرسول عليه الصلاة والسلام على جارهم الفارسي الذي دعاه إلى الطعام أن تأتي معه عائشة ليقبل الدعوة؛ وعندما دخل عمر بن الخطاب على ابنته حفصة وسألها عن المرأة التي عندها فقالت له إنها أسماء بنت عميس علق على ذلك قائلا:(الحبشية هذه.. البحرية هذه) كنوع من المزاح معها ثم استفز أسماء بأن أخبرها أن كونها من أهل السفينة فلا هجرة لهم, فغضبت وذهبت إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وسألته عما يقوله عمر فطمأنها النبي الكريم أن لهم هجرة واحدة ولأصحاب السفينة هجرتان, فأخذ الذين هاجروا معها إلى الحبشة يدخلون عليها يسألونها عن هذا الحديث مستبشرين به؛ وكقصة عمر وأسماء هناك قصة أم الدرداء التي جاء سلمان الفارسي يزورهم فرآها متبذلة تلبس ملابس المهنة, فسألها عن ذلك فشكت له زوجها المتبتل فقال لزوجها:(إن لنفسك عليك حقا ولزوجك عليك حقا ولربك عليك حقا فآت كل ذي حقه) ولما وصل ذلك إلى النبي عليه الصلاة والسلام قال:(صدق سلمان) ولم يلمه لأنه سأل امرأة عن حالها, بل لقد استدل الفقهاء كابن حجر عن جواز سؤال الأجنبية عن حالها وجواز شكوى المرأة زوجها لمن تثق به من إخوانه وأصدقائه؛ ومن ذلك أيضاً أن زوجة أبي بكر رضي الله عنه استقبلت أضيافه في غيابه, ولما جاء متأخراً أخبرته أنهم رفضوا أن يتعشوا من دونه, ومثلها ما حدث من عمرو بن العاص الذي جاء يقصد بيت علي بن أبي طالب ولم يدخل, فلما علم علي بذلك قال له: أما استطعت إن كانت حاجتك إليها أن تدخل؟ قال: نهينا أن ندخل عليهن إلا بإذن أزواجهن, وذلك لحديث: (لا يدخلن رجل على مغيبة إلا ومعه رجل أو رجلان).
    ولقد شاركت المرأة المسلمة في كثير من المناسبات, فأهدت إحدى الصحابيات للنبي عليه الصلاة والسلام شملة نسجتها بيدها, وأخرج البخاري ذلك في باب النساج, وكذلك أخرج في باب النجار أن امرأة أمرت غلاما لها بصنع المنبر لرسول الله عليه الصلاة والسلام, وكانت المرأة تعمل في التجارة والرعي والزراعة كخالة جابر بن عبد الله التي طُلقت فخرجت لتجدّ نخلها فاعترض عليها رجل بأنه لا يحق لها الخروج فسألت الرسول عليه الصلاة والسلام فقال لها:(بل جدّي نخلك عسى أن تصدقي أو تفعلي معروفا), وقبل أن أختم مقالتي على وعد بمتابعتها يوم الاثنين القادم, ألفت النظر إلى حديث خالة جابر ودلالته على تمكين الإسلام للمرأة, وهو الأمر الذي يرفضه بعض الفقهاء إلى الآن فيحرمون على المرأة كل شيء حتى الدعوة إلى الله, فيعتبر صوت الداعيات في شريط الكاسيت حراماً لأنه قد يؤدي إلى الفتنة!
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-24-2007, 12:37 PM   #3
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع
    في المقالتين السابقتين لخصت الجزء الأكبر من المحاضرة التي ألقيتها على فريق الأيدي المتحدة المؤلف من طلاب وطالبات من كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز, وقد تعرّضت فيهما لدور المرأة المسلمة في العهد النبوي وبيّنت اشتراكها مع الرجل في كل مجالات الحياة, وبقي أن أسرد الإشكالات التي تعيق هذا الاشتراك وكذلك الضوابط التي تنظم هذا الاشتراك كي لا يخرج عن مساره وغايته في بناء المجتمع.
    إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع أولها: الخلط بين الخلوة المحرمة والاشتراك العلني, وكثيراً ما بحثت عن سبب هذا الخلط فلم أجد له تفسيراً سوى ما يسبق إلى ذهن بعضهم من أن الأصل في الأشياء التحريم وليس الإباحة, وكذلك سوء الظن بالمسلمين, إضافة إلى سيطرة العادات على العقل الجمعي, فتصبح التقاليد والأعراف مصدراً للتشريع, وهنا قد يعترض معترض فيقول إن العرف محكّم وإن العرف في الشرع له اعتبار وما إلى ذلك, فالجواب: إن الدين ما جاء إلا للقضاء على الأعراف الفاسدة, ولا يمكن الحكم على العرف أنه فاسد إلا بمعرفة مآلاته ونتائجه, ولا يخفى على متبصّر أن الفصل الشديد بين الجنسين لا يتفق مع حكمة الشريعة في رفع الحرج عن الناس, على سبيل المثال الخبر الذي ذكر أن هناك من يعمل لوضع حاجز يفصل بين مكاني سير الرجال والنساء في مخطط بالمدينة المنورة فهذا أمر غير مقبول, لأن السير نوع من الرياضة, ومما يجعل الرياضة - أو أي نشاط - ألطف هو ممارستها بصحبة من نعرفه, فقد لا تجد المرأة سوى زوجها ليصحبها, وقد ينصح الطبيب امرأة مسنة بالسير لتخفيف وزنها أو لأي سبب آخر, فلن تستطيع السير بمفردها, وقد لا تكون منجبة لبنات, وليس لها إلا أولاد يتناوبون رعايتها, وبالطبع فإن زوجات الأبناء لسن مكلّفات بصحبة حمواتهن, إضافة إلى أنهن قد يكنّ مشغولات بمراعاة الأبناء في البيوت, ثم إن فصل النساء عن الرجال لم يشرع في الطواف رغم أنه عبادة تحتاج خشوعاً وتركيزاً لا تحتاجه الأمور الدنيوية من سير ورياضة وعمل, ولما حاول أحد الخلفاء فرض الفصل في الطواف منعه الفقهاء في عهده, لأنه لو كان أحد شارعا الفصل في الحج لكان النبي عليه الصلاة والسلام, فلم هذا الابتداع في الدين وبما يؤذي مصالح المؤمنات والمؤمنين؟!
    وثانيها: الخلط بين وضع أمهات المؤمنين وبين النساء المسلمات العاديات, فأمهات المؤمنين فُرض عليهن الحجاب الكامل والقرار في البيوت لأنهن ممنوعات من الزواج بعد وفاة النبي عليه الصلاة والسلام, وإذا كنّ قدوات للمرأة المسلمة فذاك لا يعني حبس المرأة في بيتها ولا عدم خروجها منه حتى لمصلحة خاصة أو عامة, فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام لزوجته سودة:(أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن), والاحتجاب الكامل لنساء النبي عليه الصلاة والسلام عن الرجال هو خاص بهن, وإذا عدنا للآية 53 من سورة الأحزاب ففيها:(وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب, ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن, وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا), وإذا قيل إن طهارة القلب مطلوبة للمؤمن والمؤمنة فهذا صحيح, لكن الشطر الأخير من الآية يوضح أن الحكمة من حجاب أمهات المؤمنين هو عدم التعدي على مقام النبي عليه الصلاة والسلام بنكاح نسائه بعد وفاته, وأي رجال المسلمين مكانته كمكانة الرسول الكريم؟ وإذا حُرم الزواج على نسائه, فليس محرماً على أية امرأة بعد وفاة زوجها, فكيف إذا لم تكن متزوجة أصلا؟!
    والإشكال الثالث هو بسبب الفهم الخاطئ لنصوص القوامة الخاصة بالزوج والخلط بينها وبين الولاية على القاصر في الأسرة, فالمرأة خارج المنزل يمكن أن تكون مديرة على الرجل, لأن آيات القوامة لها علاقة بالموضوع الجنسي بين الزوجين حيث لا وجود له خارج المنزل, وذلك واضح من آية القوامة في سورة النساء بقوله تعالى:(واهجروهن في المضاجع) فالقوامة خاصة بين الرجل وزوجته فقط, وكثيرا ما يتم الخلط بينها وبين الولاية على القاصر في الأسرة ولا علاقة لها بمشاركة المرأة في بناء المجتمع, والولاية نفسها تكون على غير الراشد سواء كان ذكراً أو أنثى, لقوله تعالى:(فإن آنستم منهم رشداً فادفعوا إليهم أموالهم) فبلوغ سن الرشد يخرج الشاب والشابة من حاجتهما لولي إلى كون كل منهما ولياً لنفسه, إلا في الزواج فالفتاة بحاجة إلى ولي أمر ليحفظ لها حقوقها, علماً بأن المذهب الحنفي أسقط شرط الولي في النكاح.
    الإشكال الرابع هو بعض أحاديث موضوعة كما يروى عن فاطمة الزهراء أنها سئلت: أي شيء أصلح للمرأة؟ فقالت: ألا ترى الرجال ولا يراها رجل, وما يرد هذا الكلام أن فاطمة نفسها تكرر خروجها من بيتها في أحاديث عدة, ولا أدلّ على ذلك من خروجها لبيت أبيها واستقباله لها في مناسبات كثيرة, والقرآن تفسره السنة النبوية الكريمة فبعد نزول آية المباهلة مع نصارى نجران والتي تضمّنت أن يأتي كل فريق بنسائه وأولاده, لم تخرج نساء الرسول عليه الصلاة والسلام معه, بل خرجت فاطمة وزوجها علي والحسن والحسين رضوان الله عليهم أجمعين, فهل يعقل أن تنكر فاطمة على النساء أمراً قامت هي به وكررته مرات ومرات؟!
    ومن الإشكالات أيضا الفهم الخاطئ لحديث: إياكم والدخول على النساء؟ قالوا: أرأيت الحمو؟ قال: الحمو الموت! فمن الواضح أن المقصود به الدخول على النساء مع الخلوة بهن, لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يدخل على النساء وقد سقت أمثلة كثيرة في مقالتيّ السابقتين على دخوله على أم سليم وأختها أم حرام وعلى أم ورقة وعلى قريباته كضباعة وأم الفضل وعلى المعروفات من النساء كأم السائب وأم العلاء والربيع بنت معوذ وغيرهن كثيرات, ناهيك عما ذكرته مما أورده البخاري في باب ما يخلو الرجل بالمرأة عند الناس, أنه خلا بامرأة أنصارية, بمعنى أن الناس يرون شخوصهما ولا يسمعان حديثهما, وهذا كثيراً ما تضطر المرأة له في عملها أو إذا أرادت أن تسأل سؤالاً دون أن يطلع عليه الناس, وقد أوردت حديث:(لا يدخل رجل على مغيّبة إلا ومعه رجل أو رجلان) والمغيّبة هي التي غاب عنها زوجها لسفر أو غيره, فليس الدخول عليها ممنوعاً, بل هو الخلوة بها, فلعل المرأة التي سافر زوجها بحاجة لمساعدة جار أو قريب, فيضطر للدخول عليها, ولكن لرفع الشك والريبة من نفوس الناس وجب ألا يدخل عليها وحيداً بل أن يكون معه رجل أو أكثر, فهذه لا تعتبر خلوة, وكذلك التقاء الرجل بنساء عدة, لا تعد خلوة محرمة, فالرسول عليه الصلاة والسلام كان يلتقي بالمسلمات ويعلمهن بعد أن طلبن أن يكون لهن نصيب من دروسه مثلهن في ذلك مثل الرجال, مع أنهن كن يحضرن مع الرجال.
    ومن أسباب الإشكالات الفهم الخاطئ لما جرى بين الرسول الكريم وبين اثنتين من نسائه عندما دخل عليهما فوجد عندهما ابن أم مكتوم, فطلب منهما أن تحتجبا منه, فذكرتا أنه أعمى, فقال: أفعمياوان أنتما, أفلا تبصرانه؟! ولكن الرسول عليه الصلاة والسلام هو الذي أمر فاطمة بنت قيس التي طلقها زوجها الطلقة الثالثة وليس لها بيت أن تعتدّ في بيت ابن أم مكتوم لأنه أعمى ولا يراها, ومن هنا يتضح أن حكم نساء النبي غير حكم فاطمة بنت قيس أو غيرها من نساء المسلمين.
    ربما يأخذ بعضهم من فصل النساء عن الرجال في الصلاة دليلاً أكيداً على ضرورة الفصل الدائم, ولكن فصل المرأة عن الرجل في الصلاة موجود حتى بين المحارم, فلا يعني فصلهما في الصلاة أن نفصلهما في الأمور الدنيوية وإلا كان علينا أن نفصل الأخ عن أخته أثناء الطعام مثلا, وهذا ما لا يقول به عاقل؛ وبما أن المساحة انتهت فأدع الضوابط لمقالة قادمة إن شاء الله مع الإجابة عن سؤال هام وجّهه إلي أحد القراء عن كيفية تهيئة الجنسين لهذا الاشتراك من أجل ربح اجتماعي دون خسران أخلاقي.

    *طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-26-2007, 08:26 PM   #4


     
    الصورة الرمزية نايف النمران
     
    تاريخ التسجيل: May 2006
    المشاركات: 8,506
    معدل تقييم المستوى: 30
    نايف النمران is on a distinguished road
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    [align=center]ابو وائل احنا في مجتمع تحكمه العاداة والتقاليد اولاً

    ثانياً تحكمه الشريعه الا سلاميه

    ولايقل عمل المراة عن عمل الرجل في بنا المجتمع ابدا ولكن الي يحصل بمجتمعنا حالياً

    هو خارج عن المالوف بسبب التكنلوجيا الحديثه والتطور الحاصل بالمجتمعات على مستوى

    الشعوب فلا نقارن بين الوقت الحالي والوقت السابق لن الاختلاف كبير جداً

    الجميع يلاحض الفرق الان

    بين ماعمل المراه ينحصر الان في مواقع محدده حتى لايكون فيه اختلاط بين الجنسين

    وهذا من الصعب تطبيقه اضف لذلك نظرية المجتمع عندنا والسبب هو التكتل والتعصب القبلي

    الذي لم يندمج مع الحضارات الحديثه ولو انه صار انفتاح اكثر من مامضاء سابقاً

    بس يبقى منه الكثير

    واخيراً الجنسين هم في خندق واحد من ايام الغزوات والفتوحات الاسلاميه

    وتبقى الاخلاق الفاضله هي اساس العمل المثمر

    هذا ماتطرقت له لن موضوعك طويل ويضم مواضيع عديده[/align]
    __________________



    نايف النمران غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-26-2007, 09:25 PM   #5
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    [align=center]نايف النمران

    كل الشكر على تعليقك

    والموضوع كله لتوضيح ان بعض ما يتمسك به البعض ليس من الدين ولكنه تغليب العادات [/align]
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-29-2007, 11:36 PM   #6


     
    تاريخ التسجيل: Aug 2007
    المشاركات: 8
    معدل تقييم المستوى: 0
    آهات مكتومة is on a distinguished road
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    أستاذي الفاضل
    انا اوافق الاخ/ نايف النمران
    بأن الوقت السابق يختلف كليا على مانحن عليه الآن...
    أضف إلى ذلك النفوس البشرية فهي بالكاد ليست كما كانت عليه سابقا!!!!
    ألا انني اوافقك في ان الاشتراك موجود رغم الرفض القاطع من قبل البعض لكني على يقين بأن نجاح الرجل في اي مجال لابد وان يكون للمرأة جزءأ منه والعكس صحيح وان اختلفت الطرق!! مع هذا تبقى المحاذير الصارمة من التقاء الطرفين مع بعض...
    آهات مكتومة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 09-30-2007, 03:16 AM   #7
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    [align=center]
    آآهات مكتومه

    اشكرك اولا على المشركة في هذا الموضوع واختلف معك في شيء واحد وهي حجة ان الوقت يختلف

    فاذا اقتنعنا باختلاف الوقت هذا يعني اننا نغير الكثير بحجة اختلاف الوقت


    فجميع ما اخذ من سنن لرسول الهدى وسنن الخلفاء والتابعين هي حجه علينا ويتم التمسك بها فلماذا لانقول ان الوقت اختلف .

    يجب ان لانكون اهل انتقاء نختار ما يتماشى مع اهواءنا ونترك مالا يروق لنا[/align]
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    قديم 10-01-2007, 12:48 PM   #8
    أبــو وائــــــل




     
    الصورة الرمزية رمضان العنزي
     
    تاريخ التسجيل: Sep 2005
    المشاركات: 9,410
    معدل تقييم المستوى: 30
    رمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura aboutرمضان العنزي has a spectacular aura about
    افتراضي رد: إشكالات اشتراك الجنسين في بناء المجتمع

    لكاتبه ليلى الاحدب / جريدة الوطن

    اشتراك الجنسين بين الرقابة الاجتماعية والتربية الذاتية
    تناولت في مقالاتي الثلاثة الماضية موضوع اشتراك الجنسين في بناء المجتمع, وقد وصلتني بعض الرسائل بهذا الخصوص كما اطلعت على التعليقات التي سجلها القراء في موقع "الوطن", وبعض هذه الرسائل والتعليقات مؤيد لمشاركة الجنسين وبعضها رافض لهذه المشاركة.
    ما يلفت النظر في الآراء الرافضة هو اعتمادها على وجهة نظر أحادية تنتمي إلى مدرسة متشددة في الفقه, ديدنها الرفض المطلق لكل رأي آخر مختلف, علما بأن كل ما أوردته في المقالات الثلاثة لم يكن سوى خلاصة عصارة فكر ورأي الفقهاء المعتدلين؛ ومن قرأ كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة" بأجزائه الستة للأستاذ عبد الحليم أبو شقة, الذي كان مصاحبا للشيخ الألباني إبان فترة تصحيحه للأحاديث النبوية, أدركَ أن ما أتيت به مستند إلى آراء وحجج المدققين في العلم الشرعي والذين لا يتبعون الأمزجة الشخصية والأهواء النفسية بل يبحثون في الأدلة القرآنية ونصوص السنة الصحيحة عما يؤكد على أن هذا الدين صالح لكل زمان ومكان وأنه دين رفع الحرج عن الناس أعطى المرأة حقها في المشاركة ببناء المجتمع, وهذا الحق هو واجب عليها مثلها في ذلك مثل أخيها الرجل.
    إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية المصالح والمفاسد, وبطريقة موضوعية وبعيدة عن الأفكار المسبقة التي تدين هذه المشاركة, لاستنتجنا أن الفصل الشديد بين الجنسين مسيء لنفسية كل منهما وقد يؤدي باتجاه الشذوذ أحيانا, كما أنه قاصم لظهر العلاقات الاجتماعية ومعول هدم للصلات العائلية, مثله في ذلك مثل الاختلاط الخالي من الضوابط, فالمشكلة الحقيقية ليست في اشتراك الجنسين بل في تحول هذا الاشتراك إلى التسيّب, فهنا تظهر إشكالية الحرية غير المنضبطة, مثلها في ذلك مثل السير في الشارع بدون قواعد, حيث يقود السيارات في الشوارع أناس متهورون ولا يوجد فيها ما ينظم السير فلا شرطي مرور ولا إشارات ولا علامات, فكيف ستكون حالة المدينة إذاً؟
    ضبط الشرع الحكيم اشتراك الجنسين بقواعد وقوانين, وكما يقول الدكتور يوسف القرضاوي: إن اللقاء بين الرجال والنساء في ذاته ليس محرمًا بل هو جائز أو مطلوب إذا كان القصـد منه المشاركـة في هدف نبيل، من علـم نافع أو عمل صالح، أو مشروع خير، أو جهاد لازم، أو غير ذلك مما يتطلب جهودًا متضافرة من الجنسين، ويتطلب تعاونا مشتركًا بينهما في التخطيط والتوجيه والتنفيذ. ولا يعني ذلك أن تذوب الحدود بينهما، وتنسى القيود الشرعية الضابطة لكل لقاء بين الطرفين، ويزعم قوم أنهم ملائكة مطهرون لا يخشى منهم ولا عليهم، يريدون أن ينقلوا مجتمع الغرب إلينا.. إنما الواجب في ذلك هو الاشتراك في الخير، والتعاون على البر والتقوى، في إطار الحدود التي رسمها الإسلام، ويبين الدكتور القرضاوي هذه الحدود كما يلي:
    1- الالتزام بغض البصر من الفريقين: فلا ينظر إلى عورة، ولا ينظر بشهوة، ولا يطيل النظر في غير حاجة.
    2- الالتزام من جانب المرأة باللباس الشرعي المحتشم: الذي يغطي البدن ما عدا الوجه والكفين، ولا يشف ولا يصف، قال تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ولْـيَـضْرِبْنَ بخُمُرِهِنَّ على جيُوبهن). (النور/31). وقال تعالى في تعليل الأمر بالاحتشام:(ذلك أدنى أن يُعْرَفْنَ فلا يُؤْذَيْنَ) (الأحزاب/ 59).أي إن هذا الزيَّ يميز المرأة الحرة العفيفة الجادة من المرأة اللعوب المستهترة، فلا يتعرض أحد للعفيفة بأذى؛ لأن زيها وأدبها يفرض أن على كل من يراها احترامها.
    3- الالتزام بأدب المسلمة في كل شيء: وخصوصًا في التعامل مع الرجال:
    أ - في الكلام: بحيث يكون بعيدًا عن الإغراء والإثارة، وقد قال تعالى: (فلا تَخْـضَعْنَ بالقول فيطمع الذي في قلبه مَرَضٌ وقلن قولاً معروفًا). (الأحزاب: 32)
    ب - في المشي: كما قال تعالى: (ولا يضربن بأرجلهن ليُعْلَمَ ما يُخْفِين من زينتهن) (النور/31)، وأن تكـون كالتي وصفها الله بقوله: (فجـاءته إحداهما تمشي على استحياء)(القصص: 25).
    جـ - في الحـركة: فلا تتكسر ولا تتمايل، كأولئك اللائي وصفهن الحديث الشريف بـ " المميلات المائلات "ولا يـصدر عنهـا ما يجعلها من صنف المتبرجات تبرج الجاهلية الأولى.
    4- أن تتجنب كل ما شأنه أن يثير ويغري، من الروائح العطرية، وألوان الزينة التي ينبغي أن تكون للبيت لا للطريق ولا للقاء مع الرجال.
    5- الحذر من أن يختلي الرجل بامرأة وليس معهما محرم: فقد نهت الأحاديث الصحيحة عن ذلك، وقالت :" إن ثالثهما الشيطان " إذ لا يجوز أن يُخَلَّي بين النار والحطب.
    6- أن يكون اللقاء في حدود ما تفرضه الحاجة: وما يوجبه العمل المشترك دون إسراف أو توسع يخرج المرأة عن فطرتها الأنثوية، أو يعرضها للقيل والقال، أو يعطلها عن واجبها المقدس في رعاية البيت وتربية الأجيال.
    إذا أطلقنا على هذه الحدود تسمية الرقابة الاجتماعية حيث يمكن أن يرى المؤمن - أو المؤمنة - أي تجاوز بمجرد حدوثه وينبّه له ويمنع تكراره, فإن التربية لها دور لا يقل أهمية عن دور الرقابة الاجتماعية, والتربية تبدأ من الأسرة وقد بينت في مقالتي "تربية الذكر والأنثى بين العرف والشرع" التي نشرتها الوطن بتاريخ 23/1/2006 أهمية مراعاة الفطرة في اختلاف الجنسين من الناحية الجسدية الجنسية وذلك لتهيئة كل منهما لدوره المستقبلي في الأمومة والأبوة ومن أجل ألا نقع في إشكالات الهوية الجنسية المؤدية إلى الشذوذ عن الفطرة, لكن في نفس الوقت يجب مراعاة تنشئة كل من الذكر والأنثى على أنه ذو شخصية مستقلة كي يتحول إلى كائن اجتماعي سوي فلا ينشأ لدينا جنس مذكّر منفوخ بعقدة القوة والاستعلاء ولا جنس أنثوي مُفرَغ من الثقة بالنفس أو عديم الحياء.
    في المقالة المشار إليها وفي مقالة أخرى بعنوان "هل يمنع التعليم المختلط النظرة الدونية للمرأة" بتاريخ 7/5/2005 أكدت على دور المدرسة المتمم لدور الأسرة, فلا يكفي أن يكون الأبوان قدوة جيدة للأولاد والبنات بل يجب أن يجد الأطفال في المدرسة المحضن المناسب الذي يشترك فيه الطفل مع الطفلة بالدراسة في فصل واحد, مع الانتباه لفصل الأطفال والطفلات بلطف في حصص الألعاب الرياضية, فالولد بطبيعته أخشن من البنت, والطبع يسرق من الطبع شيئاً فشيئاً, واعتياد الفتاة والفتى على رؤية بعضهما منذ الصغر هو بقصد إزالة هالة الخوف أو بالأحرى هالة الاستغراب من وجود كائن مختلف, ومن الأفضل أن يكون هذه الاشتراك في المرحلة الابتدائية الأولى قبل سن عشر سنوات, حيث يكون الشعور الجنسي غائباً, ما لم يوجد ما يحفزه من خلل أسري أو تحرش جنسي أو إعلام منحط, وهو ما يجعل الغريزة الجنسية تنتعش قبل أوانها.
    من هنا نأتي إلى أهمية الإعلام في تقديمه ما يسمو بعقل الفتى والفتاة نحو المعالي وليس نحو الإيقاع بالعدد الأكبر من الضحايا من الجنس الآخر, وللأسف فإن تأثير الأسرة قد ضعف إلى حد كبير على الأطفال ناهيك عن المراهقين, وأصبحت القدوة هي ما يراه الناشئ على شاشة التلفاز, والملام الأول هنا هم ملاك تلك القنوات إضافة إلى تقصير المربين في حماية الفطرة الخيرة وتكوين العقلية الناقدة لدى النشء تجاه ما يراه ويسمعه, فالفطرة السليمة هي السلاح الأول والمحافظة عليها تعني المحافظة على جيل سليم وواثق بنفسه ومقتنع بدينه ومتعاون مع غيره ضمن الحدود الشرعية.

    *طبيبة وكاتبة ومستشارة اجتماعية
    __________________
    رمضان العنزي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
    إضافة رد


    الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
     

    تعليمات المشاركة
    لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    لا تستطيع الرد على المواضيع
    لا تستطيع إرفاق ملفات
    لا تستطيع تعديل مشاركاتك

    BB code is متاحة
    كود [IMG] متاحة
    كود HTML معطلة

    الانتقال السريع


    الساعة الآن 02:12 PM.


    Powered by vBulletin® Version 3.8.8
    Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.